ليتك تعلم!
ليتك تعلم أن: اليوم لك.. والغد لي..
ليتك تمتلك: قدراً من العقل.. ولكن ليس علي المريض حرج: مريض العقل والنفس.. فهل أنت مريض؟!
أتمني ألاتكون كذلك.. لأنك ستعطيني فرصة أكبر في عقابك..
ليتك تعلم أنك: تذرع ناراً بداخلي ستحصد أنت لهيبها
ليتك تعلم أنك: تذرع قسوة وستجني قسوة أشد..
ليتك تعلم أنك: أصبحت الآن عبداً لماديتك.. وتركت عبوديتك لله عندما قلت: إن المال هو قِبلتي..
ليتك تعلم أنني: أحياناً أشفق عليك.. ولكن لن يثنيني هذا عن انفجاري وستكون أنت الضحية الأولي وسأحرص علي امتلاء تلك القُنبلة بأقذر الأحاسيس وأشرسها.. أُبشركْ!.. ستحصل من هذا الإنفجار علي الحقد والكره والألم الشديد والرغبة المسعورة في الإنتقام..أُبشركْ!.. لقد كونت لي مخالب حادة ستنشب لحمك الفاسد..
ليتك تعلم أن: قسوتك.. أحرصْ علي تعبئتها جيداً.. نعم!..إنني أحرص علي تعبئتها.. ولكن يجب أن أحذركْ أنني لستُ أعلم حجم المكان هناك بالداخل لذلك لاأعلم متي لايسع المكان المزيد..لاأعلم متي يصرخ المكان ويقول: لن أتحمل المزيد.. لن أتحمل المزيد.. عندها عليك أن تبتعد وتهرب بعيداً.. لأنك ستجد انفجارا شديداًً وناراً مُحرقة ستلتهمك أنت أولاً..
ليتك تعلم إنني: أصرخ بلاصوت وأبكي فأتجرع دموعي ثانية..
ليتك تعلم أن: الشكوي لك ولغيرك ليست من طباعي.. إنني أغلق علي أحزاني.. وأجعل منها جبالاً صلبة شامخة في صمود وتحدي، وأقف عليها في كبرياء وعزة.. ولكن أين المفر!.. أين المفر عندما تتضعف نفسي.. وتخور قواي.. ألم أخبرك أني في النهاية إنسان!!..
ليتك تعلم أنني: أتألم.. أبكي.. وأحتفظ بألمي داخل نفسي حتي لاأسبب حزناً لهم.. وأمسح دموع الآخرين وأرسم البسمة علي وجوهم ولا أجد من يمسح دمعتي الحزينة.. بل أجد من يرسم الحزن والكآبة ويرمي الشوك في طريقي!..
ليتك تعلم أنني: مهماً يكن سأذرعُ الحب في كل مكان.. وأجعل منه أنشودة عذبة الألحان.. وسأحمل شمعة الأمل مادامت الحياة.. سأحرص علي ألا ينطفيء وهجها.. سأنشر الخير حتي الرمقْ الأخير.. سأحمل آخر نزعة في روحي وسأنادي:
هل من يشتريها بالحب والحق والخير.. سأبيعها علي الفور حتي أصل للنهاية!..
ليتك تعلم أنني: صامد إلي أن تحن نهايتي حيث لن أجد من يقسو عليّ..بل أجد هناك الأمن والأمان.. حيث أجد السكينة والإطمئنان.. حيث توجد اليد العُليا.. عندها سأبتسم لأني وجدت يداً ترفق بي.. وتربت علي كتفي في حنان.. وتمسح دموعي.. وتغمرني الرحمة العظمي.. سأبتسم وأبتسم.. وسأقول ياربي لم أعرف معناً للإبتسام فلماذا أبتسم الآن؟!! فيأتي النداء:
لأن المكان داخلك كان يتسع للمزيد.. أليست رحمتي وسعت كل شيء!
وبكل كياني أُجيب مُستسلماً:
بلي يارب..
بقلم الباحث عن أمل:
محمد فهمي