صاحبة القلادة
أمواج البحر تتوالي..،تتخلل حبات رمال الشاطئ..،طيور بيضاء تحلق فوق المياة..،
أشعة الشمس تنعكس عن البحر فتبدو وكأنها جواهر ذهبية تتلألأ..،ا
لبحر يبتلع الشمس الحمراء..،السماء أيضا مخضبة بالحمرة...تماما...كعيوني الدامعة التي أجهدها السهر والبكاء..،تساءلت في عقلي :"لم أبكي؟"..،
دارت بداخلي صراعات!!!...خرجت منها بعدم معرفتي سببا محددا لبكائي ....،
فقط وجدت أصابعي تحيط بقلادة يحيط قلبها بصورة فتاة تبدو في الثامنة عشرة من عمرها..،
ولكن ملامحها ممحية من الصورة وكأنها خرجت من قاع البحر ..،
فقط أري إطار وجهها..،وشعرها المتناثر ...علي ..كتفها العاري..،
دققت نظري وتكاد نظراتي أن تخترق الصورة..،
أحاول أن أتذكر ملامح هذه البنت..،شعرت لحظتها أنني كنت مغيب لمدة طويلة ..،
لم يكن عقلي يعمل فترة من الزمان ..،لقد أفقت فقط الآن ..،نظرت لإنعكاس صورتي في مرآة البحر ..،
وجدت ذقني طويلة وكأنها لم تحلق لأعوام...،وشعري مشعث لم يهذب لسنوات...،
ولون وجهي قد تغير أظنه قد إحترق بلفحات الشمس..،أنا الآن في كامل وعيي ..،
فقط قمت من مكاني أمسكت بالصورة قبلتها ودفنت القلادة وكتبت بإصبعي علي الرمال :"هنا ترقد القلادة ...لكن..صاحبتها مرقدها...قلبي" ومضيت .
قلم. أحمد العزب