النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التوبة الصادقة

  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    4,276

    Lightbulb التوبة الصادقة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و رحمته و بركاته .. هنتكلم النهاردة عن التوبة و الاستغفار ..







    تعريف التوبة :-

    أصل التوبة في اللغة : الرجوع .. فالتائب إلى الله هو الراجع عن كل ما يكرهه الله ظاهرًا و باطنًا ، إلى كل ما يحبه الله ظاهرًا و باطنًا ..

    قال الإمام ابن القيم : " التوبة هي حقيقة دين الإسلام .. و الدين كله داخل في مسمى التوبة " ..

    أدلة وجوب التوبة :-

    تضافرت أدلة القرآن و السنة ، و إجماع الأمة على وجوب التوبة في كل لحظة و حين ؛ لأن المسلم لا يخلو من معصية ظاهرة أو باطنة .

    أولا :- من القرآن : -

    قال تعالى : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" . ( سورة التحريم : الآية 8 )

    ثانيا :- من السنة :-

    و في سنة النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيح مسلم من حديث ابن عمر : " يا أيها الناس توبوا إلى الله و استغفروه ، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة " . [ رواه مسلم في الدعاء ( 2702 / 42 ) ]
    و في لفظ البخاري : " فإني استغفر الله و أتوب إليه أكثر من سبعين مرة " . [ رواه البخاري ( 6307 ) ]

    و في صحيح مسلم من حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " . [ رواه مسلم ( 2759 / 31 ) ]

    و في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا كل ليلة و يقول : أنا الملك ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر " . [ رواه البخاري في التهجد ( 1145 ) ، و مسلم في صلاة المسافرين ( 758 ) ]





    و في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " قال الله عز و جل في الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، و إن تقرب مني شبرًا تقربت إليه ذراعًا ، و إن تقرب مني ذراعًا تقربت إليه باعًا ، و إن أتاني يمشي أتيته هرولة " . [ رواه البخاري ( 7405 ) ، و مسلم ( 2675 ) ]

    فضل التوبة :-

    إنها سبب لمحبة الرب للعبد . قال جل و علا في الحديث القدسي : " من عادي لي وليًا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي عليها ، و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه " . [ رواه البخاري ( 6502 ) ]

    و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إذا أحب الله عبدا دعا جبريل - عليه السلام - و قال : يا جبريل ، إني أحب عبدي فلانًا فأحببه فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء و يقول : يا أهل السماء : إن الله يحب فلانًا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم ينادي جبريل في الأرض : فيوضع له القبول في الأرض " . [ متفق عليه ، رواه البخاري ( 3209 ، 7485 ) ، و مسلم ( 2637 / 157 ) ]

    و من فضائل التوبة : أنها سبب لفرح الرب بالعبد .. كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه راحلته و عليها طعامه و شرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها و قد أيس من راحلته ، و بينما هو كذلك إذ به يرى راحلته قائمة عند رأسه و عليها الطعام و الشراب فقال : اللهم أنت عبدي و أنا ربك " . [ متفق عليه ، رواه البخاري ( 6308 ، 6309 ) ، و مسلم ( 2747 ) ]

    و من فضائل التوبة : أنها سبب لنور القلب ، و محوأثر الذنب ، كما في حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، و أي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود القلوب على قلبين : قلب أسود مرباد كاكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا و لا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه ، و قلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض " . [ رواه مسلم ( 231 / 144 ) ]





    و من فضائل التوبة : أنها سبب للحياة السعيدة في الدنيا و الآخرة ، من أراد المال فعليه بالتوبة ، و من حرم نعمة الإنجاب و أراد الأولاد فعليه بالتوبة .





    قال تعالى : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا " . ( سورة نوح : الآيات 10 - 13 )

    شروط التوبة :-

    أيها الأخ الكريم أيتها الأخت الكريمة: ولكي تكون التوبة مقبولة عند الباري سبحانه وتعالى لابد من تحقيق شروطها وهي يسيرة وبسيطة، وتتمثل في ستة شروط :

    * الشرط الأول : الإخلاص بمعنى أن تكون التوبة خالصة لله سبحانه وتعالى، ولا يكون الباعث عليها إلا محبة الله تعالى، والطمع في رضوانه، والخوف من عقوبته ونيرانه، فإن كان الباعث لها عرضاً زائلاً من الدنيا، أو طمعاً في جاه، أو تزلفاً لأحد من المخلوقين، أو خوفاً منهم، فليست بتوبة خالصة، (وكل زارع سيحصد ما زرع ).

    * الشرط الثاني : الإقلاع عن الذنب الذي يعمله فوراً دون تردد أو خجل من أحد أو مجاملة له .

    * الشرط الثالث : أن يندم على ما فات من الذنوب والآفات ، وأن ينيب إلى الله تعالى وينكسر بين يديه .

    * الشرط الرابع : أن يعزم على أن لا يعود إلى هذا الذنب مرة أخرى ، وهذا الشرط هو ثمرة التوبة ودليل صدق التائب.

    * الشرط الخامس : إن كان الذنب متعلقا بشخص أخر، فعليه أن يستحل ذلك منه، فإن كان مالا رده إليه، وإن كان شيئاً مستهلكاً عوضه بمثله، وإن كان غيبة أو نحوها استحلها منه، إلا إذا ترتب على هذا الاستحلال مضرة أكبر ، كأن يقاطعه أو يهجره أو يعاديه ، فإنه يستغفر له بظهر الغيب ويدعو له.

    * الشرط السادس : أن تكون التوبة في الوقت المفتوح، وذلك قبل غلق بابها، ويتم ذلك الغلق في وقتين اثنين :

    الأول : في حالة الاحتضار : كما قال الله تعالى : " وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " . ( سورة النساء الآية : 18 ) وكما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام : " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " . ( رواه الترمذي )

    الثاني : في حالة خروج الشمس من مغربها : كما قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها ". ( رواه مسلم )

    أخي المسلم الكريم : يقول الشاعر :
    إلهـي لا تعـذبني فـإني مـقر بالذي قـد كـان مني
    فكم من زلة لي في البرايا وأنت علي ذو فضـل ومــن
    إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أناملي وقرعت سـني
    ومالي حيلة إلا رجـائي وعفوك إن عفوت وحسن ظني
    يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعـف عـني



    ::أقوال في الاستغفار::

    1 - يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه
    ( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً ).
    2 - قالت عائشة رضي الله عنها
    ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ).
    3 - قال قتادة:
    ( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار ).
    4 - قال أبو المنهال: (
    ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار ).
    5 - قال الحسن:
    ( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ).
    6 - قال أعرابي:
    ( من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر.

    ::صيغ الاستغفار::

    1 - سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
    2 - أستغفر الله.
    3 - رب اغفر لي.
    4 - ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
    5 - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).
    6 - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).
    7 - ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).

    ::قصة في فوائد الإستغفار::

    حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، كان الإمام أحمد بن حنبل
    يريد أن يقضي ليلته في المسجد ، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد
    حاول مع الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل
    مكان موضع قدميه ، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ، وكان
    الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة
    عرض عليه المبيت ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ، فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير
    عجينه لعمل الخبز ، المهم الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ،
    ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ، فلما أصبح سأل
    الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : أنه طوال
    ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ،
    فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارك ثمره ، والإمام أحمد سأل الخباز
    هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ، يعلم فضل الإستغفار ، يعلم فوائد الإستغفار
    فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة
    فقال الإمام أحمد : وما هي
    فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل
    فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل ، والله إني جُررت إليك جراً


    أخي الكريم أختي الكريمة : وبعد أن علمنا أثر التوبة، وفضلها، ونتائجها المثمرة، ومحبة الله سبحانه وتعالى لها، هلا حرصنا عليها، فبادرنا بها قبل فوات الأوان، لأن تأخير التوبة يحتاج إلى توبة .


  2. #2
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    2,631

    افتراضي

    جزاك الله كل خير
    اللهم ارزقنا توبة نصوحة لانضل بعدها ابدا
    اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت تثبيتا من عندك
    اللهم ثبتنا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا و فى الآخرة

  3. #3
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    4,276

    افتراضي

    و جزاك الله خيرا مثله ..

    اللهم اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم

    اللهم آمين

المواضيع المتشابهه

  1. مفهوم التوبة
    بواسطة Dr.A7med في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-12-2009, 01:50 AM
  2. يااااااااه هي النية الصادقة ممكن تعمل كدة
    بواسطة الرميساء في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 28-10-2009, 01:23 AM
  3. التوبة
    بواسطة wh_kaboo في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 13-06-2009, 12:32 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •