(في زيارة طفل فلسطيني مصاب بمستشفي مصري)
دخلت عليه
نظرت إليه
ملاك برئ
وفي عيونه.....
صقر جرئ
قربت منه وقلت أواسيه
لقيت ابتسامته مقابلاني
بتحضني
محاوطاني
ولقيت جروحه قدامي
بتكوي قلبي...
وتلوم عجزي وهواني
سألني......
ليه الدمع في عيونك؟!
أجبته.....
أصل جرحي أذاني
جرح العجز يا ولدي غلب جروحك قدامي.
يا عم............
قتلوا أبويا وأعمامي
وهدموا بيتي وأحلامي
لكن هرجع
هرجع لوطني وبلادي
وهرجَّع أرض أجدادي.
أصبحت يتيم يا ولدي
عش في وسط أولادي.
هكون يتيم يا عمي
لو ضاعت أرضي وبلادي.
أنا راجع....
راجع لسماها وبحارها
راجع لترابها وأحجارها.
راجع لهواها وأشجارها.
راجع.......
وهرجَّع بحصاها شرفها.
وهرسم ضحكة علي شفاهها.
وهمسح بيديَّ دموعها.
وهداوي آلامها وجروحها.
راجع.......
وهعزف بعودي علي ضفافها
أحلي غنوة تفرحها.
وهستني قدوم الفجر....
مع عصافيرها وأطيارها.
وهستني قدوم الشمس.....
تغسل ليلها وظلامها.
هيقتلوك يا ولدي..
يبقي شهادة بنطلبها
ويلامس جسدي جسدها
ويذوب عشقي في ترابها.
جيت أواسيك يا ولدي
لقيت كلامك واساني
وخفف عني ونساني
آلام عجزي وأحزاني.
وبشرني بجيل جديد
هيرجَّع قدسنا تاني
أميمة رمضان.