صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: همسه فى أذن صائم

  1. #1
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,434

    افتراضي همسه فى أذن صائم

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    بســــــــــم اللـــــــه الرحمـــــــــن الرحيـــــــم
    كل عام والأمه الإسلاميه جميعها بخير


    أخي يا من سره دخول رمضان..
    أهنيك بشهر المغفرة والرضوان..
    أهنيك بشهر العتق من النيران...
    فرصة لا تعوض على مر الأزمان...
    وموسم خير فاحذر الحرمان...
    ما من ليلة ينقشع ظلامها من ليالي رمضان إلا وقد سطرت فيها قائمة تحمل أسماء (عتقاء الله من النار) وذلك كل ليلة، ألا يحدوك الأمل أن تكون أحدهم؟
    إذًا فدعني أسألك في أي شيء ستمضي ليالي رمضان؟!
    ما من يوم من أيام رمضان إلا وفتحت أبواب السماء فيه لدعوة لا ترد، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد..
    فهلا كنت من الداعين!!
    ادع لنفسك، لأهلك، لإخوانك، لأمتك، لأمتك، للمجاهدين، للمستضعفين... الخ.
    ولكن كل يوم..
    أخي الحبيب: ما أعظم المغفرة، فلولا المغفرة لما ارتفعت الدرجات ولما علت المنازل في الجنات،
    ها قد هبت نسائم المغفرة بدخول شهر الغفران..
    فمن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه،
    ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه،
    ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه...
    ولكن العجب الذي لا ينقضي أن يطمع طامع في هذه المغفرة وهو لم يفارق من ذنوبه ما يرجو صفح الله عنه.. فلنقلع عن ذنوبنا ومعاصينا، ولنندم على فعلها، ولنعزم على إلا نعود إليها، ونطمع في المغفرة، التي إن حرم العبد منها في رمضان فمتى؟!، بل إن الحرمان سبيل إلى أمر خطير يبينه هذا المقطع من حديث صحيح.
    يقول جبريل عليه السلام: يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين.
    أحرص على ما ينفعك في شهرك فأعمال الخير أكثر من أن تحصر.
    اللهم كما بلغتنا بداية رمضان فبلغنا تمامه.. واجعلنا فيه من الصائمين القائمين....












    منقول

  2. #2
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    322

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

  3. #3

    افتراضي

    جزاكي الله خيرا
    فكرة جميلة إذا كملتي كل يوم همسة

  4. #4
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,434

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr corundom مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    وجزيتم مثله وكل سنه وحضرتك طيبه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعمة;427 814
    جزاكي الله خيرا
    فكرة جميلة إذا كملتي كل يوم همسة
    وجزاكى الله مثله
    والله يا دكتوره أنا ناقله الموضوع كده بس
    بس برضوا حضرتك أوحيتى لى بفكره كويسه والله
    ممكن أضيف فعلا كل يوم موضوع يكون مشتمل
    على نصايح للشهر الكريم ودا اللى أنا هأعمله
    ان شاء الله
    نورتينى يا دكتوره وشكرا على الفكره الجميله
    دى وبرضوا لو حضرتك أو أى حد من الدكاتره
    الأفاضل عايز يضيف نصايح فى الموضوع ده
    يتفضل وربنا يجازينا ويجازيكوا خيرا
    ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال



    -----
    الإخلاص فى الصيام
    ما أروع الصيام وأحلى معانيه، تتجلى فيه عبادة من أعظم عبادات القلب، ألا وهي إخلاص العمل لله سبحانه


    الصيام خصه الله تعالى لنفسه «إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به»... إذ هو عبادة لا يطلع على حقيقتها وصحتها إلا الله سبحانه وتعالى. من ذا الذي يطلع على الصائم إذا خلا بنفسه أأكمل صومه أم لا إلا الله عز وجل.


    والإخلاص هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
    وقيل: هو أن يخلص قلبه لله فلا يبقى فيه شرك لغير الله، فيكون الله محبوب قلبه، ومعبود قلبه، ومقصود قلبه فقط
    وقيل:الاخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء أن يكون ظاهره خيراً من باطنه.


    وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
    ومن هُنا تأتي أهمية الصوم ومعناه الكبير؛ إذ كُل عبادةٍ سواه قد يدخلها الرياء حتى الصلاة خير الأعمال قد يدخلها الرياء.
    فما أحوجنا إلى الصيام نتعلم فيه الإخلاص. قال الإمام أحمد رحمه الله: "لا رياء في الصوم".
    الإخلاص مطلب مُلِح، وعمل قلبي واجب، لا منزلة لأعمال العبد بدونه، كيف لا؛ ومدار قبول الأعمال وردها عليه.
    بالإخلاص والمتابعة تقبل الأعمال، وبضده يحبط العمل.


    قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ... [سورة الزمرَ: 2 ـ 3]. وقال تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ}... [سورة الزمر: 14-15].


    وقد قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله :
    شرط قبول السعي أن يجتمعا*** فيه إصابة وإخلاص معـاً
    لله رب العـرش لا سـواه***موافق الشرع الذي ارتضاه
    وكـل ما خـالف للوحيـين *** فإنـه رد بغـير مـين



    الإخلاص فيه زكاء للنفس، وانشراح للصدر، وطهارة للقلب، وتعلق بمالك الملك، المطلع على السرائر والضمائر.
    الإخلاص مسك القلب، وماء حياته، ومدار الفلاح كله عليه.
    إذا اطلع الخبير البصير على الضمير فلم يجد في الضمير غير الخبير، جعل فيه سراجاً منيراً.


    سئل الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله- عن الصدق والإخلاص؟ فقال: "بهذا ارتفع القوم".


    إنما تحفظ هذه الأمة وتنصر بإخلاص رجالها...
    أيها الأحبة:
    إن العمل وإن كان يسيراً إذا صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد ويستمر، وإذا كان كثيراً ولم يصاحبه إخلاص فإنه لا يثمر ولا يستمر، وقد قيل: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله زال وانفصل..
    الإخلاص ثمرته عظيمة ، وفوائده جليلة ، والأعمال المقترنة به مباركة


    الإخلاص هو الأساس في قبول الأعمال والأقوال.
    الإخلاص هو الأساس في قبول الدعاء.
    الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدنيا والآخرة.
    الإخلاص يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام.
    الإخلاص يحرر العبد من عبودية غير الله..
    الإخلاص يقوي العلاقات الاجتماعية وينصر الله به الأمة.
    الإخلاص يفرج شدائد الإنسان في الدنيا والآخرة.
    الإخلاص يحقق طمأنينة القلب وانشراح الصدر
    الإخلاص يقوي إيمان الإنسان ويُكرِّه إليه الفسوق والعصيان..
    الإخلاص تعظم به بركة الأعمال الصغيرة ، وبفواته تَحقُر الأعمال العظيمة .


    لقد عرف السائرون إلى الله تعالى أهمية الإخلاص فجاهدوا أنفسهم في تحقيقه، وعالجوا نياتهم في سبيله.
    يقول سفيان الثوري رحمه الله: "ما عالجتُ شيئاً عليّ أشد من نيتي ، إنها تتقلب عليّ".
    وقال عمرو بن ثابت: "لما مات علي بن الحسين فغسلوه؛ جعلوا ينظرن إلى آثار سواد بظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة".


    وهذا إمام أهل السنة أحمد بن حنبل يقول عنه تلميذه أبوبكر المروزي: كنت مع أبي عبد الله نحواً من أربعة أشهر، بالعسكر، وكان لا يدع قيام الليل، وقراءات النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يُسر بذلك.
    وقال الشافعي رحمه الله: "وددت أن الخلق تعلموا هذا – يقصد علمه- على أن لا ينسب إلى حرف منه".


    أخي الصائم:
    ما أحوجنا للتدرب على الإخلاص في هذا الشهر الكريم، ومجاهدة النفس على طرد العجب والتخلص من أي تعلق للقلب بغير المولى جل وعلا.


    من استحضر عظمة الخالق هان عليه نظر المخلوقين وثناؤهم، ومن تعلق قلبه بالدار الآخرة هانت عليه الدنيا وملذاتها.
    مساكين من أبطلوا أعمالهم بالشرك الخفي .. مساكين من أذهبوا ثوابهم بالرياء وإرادة الثواب العاجل {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} ...[سورة النساء: 134].
    شجرةُ الإخلاص أصلُها ثابت وفرعها في السماء، ثمرتها رضوان الله ومحبته وقبول العمل ورفعة الدرجات.
    وأما شجرة الرياء فاجتُثت لخبثها فأصبحت هباء منثورا، لا ينتفع بها صاحبها ولا يرتفع ، يناديه مناد يوم يجمع الله الأولين والآخرين: من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك.
    لريح المخلصين عطرية القبول، وللمرائي ريح السموم.
    وإخلاصُ المُخلصين رفع المساكين منازل فأبر الله قسمهم (رُبَّ أشعث أغبر).


    الإخلاص أخي الصائم.. فيه الخلاص من ذل العبودية للخلق إلى عز العبودية للخالق.
    الإخلاص أخي الصائم.. فيه الخلاص من نار تلظى.. ورقي في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
    الإخلاص أخي الصائم.. شجرة مورقة.. وثمرة يانعة.. بها تنال النفس أعلى المراتب.. وتتبوأ أسنى المطالب.
    رزقنا الله وإياك صلاح العمل.. وإخلاص النية.. وكتبنا جميعاً من المقبولين والمعتقين من النيران.
    التعديل الأخير تم بواسطة الملاك الضاحك ; 04-08-2011 الساعة 10:49 PM

  5. #5

    افتراضي

    جزاكي الله خيرا

    رزقنا الله وإياكي صلاح العمل.. وإخلاص النية.. وكتبنا جميعاً من المقبولين والمعتقين من النيران


  6. #6
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,434

    افتراضي نداء رمضان.. يا باغي الخير أقبل

    نداء رمضان.. يا باغي الخير أقبل

    إن أبواب الأجر في الإسلام كثيرة .. وإن أسباب اكتساب الحسنات متعددة..وفي شهر رمضان تتضاعف أجور الأعمال الصالحة فضلا من الله عز وجل على عباده وينادي منادٍ في أول ليلة من رمضان فيقول: (يا باغي الخير أقبِل ويا باغي الشر أقصر) رواه الترمذي والنسائي وحسنة الألباني.
    ومن هنا.. قال النبي : (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له) رواه الترمذي وصححه الألباني.
    ومن أبـواب الأجر التي يمكن اغتنامها في رمضان :

    1- الصوم:
    * قال النبي (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
    •وقال (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) متفق عليه.
    •وقال (كل عمل ابن آدم له: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه.

    2- القيام:
    • قال : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
    • وقال (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليله) رواه أهل السنن وحسنه الترمذي.
    وللمرأة ان تصلي التراويح في المسجد بشرط أن تخرج محتشمة غير متبرجة بزينة ولا متطيبة.

    3- تلاوة القرآن :
    • قال : (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه .قال: فيُشفعان) رواه احمد والطبراني وصححه الألباني.

    4- كثرة الصدقة:
    (فقد كان رسول الله أجود الناس وكان اجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن فرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.) متفق عليه

    5- تفطير الصائمين: قال النبي : (من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ) أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وصححه الألباني.

    6- الدعاء عند الإفطار:
    قال : (إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة – يعني في رمضان –وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوةً مستجابة) رواه البزار وقال اللباني:صحيح لغيره.

    • وقال (ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة المسافر) رواه البيهقي وصححه الألباني.

    7- الاعتكاف:
    (كان النبي يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله).. متفق عليه فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما .
    ويجوز للمرأة الاعتكاف إذا أذن لها زوجها ويسن استتارها بخباء في مكان بعيد عن الرجال.

    8- العمرة في رمضان:
    (قال النبي صلى اله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة – او قال: حجة معي -) متفق عليه.


    9- السحور:
    قال النبي : السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن اله وملائكته يصلون على المتسحرين) رواه أحمد وحسنه الألباني.


    10- تعجيل الفطور:
    قال النبي : (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) رواه البخاري

    11- التسامح والإعراض عن الجاهلين:
    قال النبي : (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله في ان يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري .


    12- تحري ليلة القدر:
    قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} سورة القدر

    13- الاجتهاد في العشر الأواخر:
    فقد كان النبي إذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وأيقظ أهله.






  7. #7

    افتراضي

    جزاكي الله خيرا
    اللهم ارزقنا صلاح العمل.. وإخلاص النية.. واكتبنا جميعاً من المقبولين والمعتقين من النيران



  8. #8
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,434

    افتراضي وسائل المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    وسائل المداومة على العمل الصالح بعد رمضان



    كيف تجعل من رمضان نقطة انطلاقة للتغيير وإلى الأبد؟
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد: وماذا بعد رمضان؟ كنت في رمضان في إقبال على الله..أُكثر من النوافل..أشعر بلذة العبادة.. وأكثر من قراءة القرآن الكريم.. لا أُفرط في صلاة الجماعة.. منُقطعا عن مشاهدة ما حرم الله.. ولكن بعد رمضان فقدت لذة العبادة التي أجدها في رمضان ولا أجد في ذلك الحرص على العبادة.. فكثيرا ما تفوتني صلاة الفجر مع الجماعة... وانقطعت عن كثير من النوافل وقراءة القرآن.. وووووووو.... فهل لهذه المشكلة من حل أوعلاج؟!

    إليك أخي "10" وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان


    1- أولاً وقبل كل شي طلب العون من الله – عز وجل - على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }

    2- الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات.

    3- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.

    4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر.



    5- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان فان في الفرائض خير عظيم.



    6- الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله (أدومه وإن قل) كما قال .

    7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل.

    8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب.

    9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء وأجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب.

    10- وأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة.. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح.

    أخي المبارك لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان لقد قال فيهم السلف {بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان} وداعاً أيها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحة وعافية واستقامة على دين الله إن شاء الله.










  9. #9
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,434

    افتراضي رمضان والقرآن

    رمــضــــــــــان والقــــــــــــرآن

    قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} [الكهف:1] أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أخشى الناس لربه، وأتقاهم لمولاه، وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    ففي رمضان يقبل كثير من الناس على كتاب الله تعالى قراءة وحفظاً، وأحياناً تفسيراً وتدبراً، وما ذاك إلا لأن رمضان موسم للخيرات، تتنوع فيه الطاعات، وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين، وفتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران.

    ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]، وكان جبريل يدارس فيه رسول الله القرآن، فالحديث عن القرآن في رمضان، له مناسبته وله خصوصيته لا سيما مع إقبال الناس عليه.

    من فضائل القرآن

    1 - أنه هدى: وصف هذا القرآن بأنه {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2] أي: يهتدون بآياته ومعانيه؛ حتى يخرجهم من ظلمات الشرك والجهل والذنوب إلى نور التوحيد والعلم والطاعة. يهتدون به فيما يعود عليهم بالصلاح في دنياهم وأخراهم كما قال الله سبحانه: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء:9].



    2 - أن عِبره أعظم العبر، ومواعظه أبلغ المواعظ، وقصصه أحسن القصص: كما في قول الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف:3].



    3 - أنه شفاء: كما في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57].
    شفاء للصدور من الشبه والشكوك والريب والأمراض التي تفتك بالقلوب والأبدان؛ ولكن هذا الشفاء لا ينتفع به إلا المؤمنين كما في قول الله تعالى: {وَنُنَزلُ منَ القُرآن مًا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَلِمِينَ إلا خَساراً} [الإسراء:82]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} [فصلت:44]

    4 - أنه حسم أكثر الخلاف بين اليهود والنصارى في كثير من مسائلهم وتاريخهم وأخبارهم: كاختلافهم في عيسى وأمه عليهما السلام، واختلافهم في كثير من أنبيائهم، قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [النمل:76-77] فأهل الكتاب لو كانوا يعقلون لأخذوا تاريخهم وأخبار سابقيهم من هذا الكتاب الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت:42].
    لكن كيف يفعل ذلك أهل الكتاب، وكثير من المؤمنين قد زهدوا في كتابهم، وتبعوا اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة؟!
    فالمؤمن بهذا الكتاب يمتلك من أخبار الصدق ما لا يمتلك اليهود والنصارى عن دينهم الذي زورت كثير من حقائقه وأخباره على أيدي أحبار السوء، ورهبان الكذب.



    5 - أن القرآن العظيم حوى كثيراً من علوم الدنيا تصريحاً، أو تلميحاً، أو إشارة، أو إيماء: ولا يزال البحث العلمي في علوم الإنسان، والحيوان، والنبات والثمار، والأرض، والبحار، والفضاء، والأفلاك، والظواهر الكونية والأرضية يتوصل إلى معلومات حديثة مهمة، ذكرها القرآن قبل قرون طويلة؛ مما جعل كثيراً من الباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون.
    وقد قال الله تعالى: {وَنَزَلنَا عَلَيكَ الكِتَابَ تِبيَاناً لِكُلِ شَىٍء} [النحل:89] وقال سبحانه: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام:38]. فكل ما يحتاج إليه البشر لإصلاح حالهم ومعادهم موجود في القرآن كما دلت على ذلك هاتان الآيتان. ولا يعني ذلك الاكتفاء به عن السنة النبوية؛ لأن من اتبع القرآن، وعمل بما فيه لابد أن يأخذ السنة ويعمل بما فيها؛ ذلك أن القرآن أحال على السنة في كثير من المواضع كما في قول الله تعالى: {وَمَا آتاكُمُ الرسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فانتهُوا} [الحشر:7] وقوله سبحانه: {مَن يُطِعِ الرَسولَ فقَد أطاعَ اللّهَ} [النساء:80].
    وبين سبحانه وتعالى أن من أحبه فلا بد أن يتبع رسوله كما في قوله سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31] واتباع الرسول متمثل في الأخذ بسنته، والعمل بما فيها.

    6 - يتميز القرآن بميزة تظهر لكل أحد وهي: سهولة لفظه، ووضوحُ معناه: كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:17].
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (أي سهّلنا لفظه، ويسَّرنا معناه لمن أراد؛ ليتذكر الناس) . وقال مجاهد: (هوَّنا قراءته) ، وقال السدي: (يسَّرنا تلاوته على الألسن) ، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: (لولا أن الله يسَّره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل) [تفسير ابن كثير:4/411].
    وقال الله سبحانه وتعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً} [مريم:97].
    وهذه آية من أعظم الآيات، ودليل من أوضح الأدلة على عظمة هذا القرآن وإعجازه؛ فحفظه وإتقانه أيسر وأهون من سائر الكلام. وقراءته ميسرة؛ حتى إن بعض الأعاجم ليستطيع قراءته وهو لا يعرف من العربية سواه، وحتى إن كثيراً من الأُميين لا يستطيع أن يقرأ غيره.
    وأما المعنى: فتجد أن كلاً من الناس يأخذ منه حسب فهمه وإدراكه؛ فالعامي يفهمه إجمالاً، وطالب العلم يأخذ منه على قدر علمه، والعالم البحر يغوص في معانيه التي لا تنتهي؛ حتى يستخرج منه علوماً وفوائد ربما أمضى عمره في سورة أو آية واحدة ولم ينته من فوائدها ومعانيها.

    قيل إن شيخ الإسلام أبا إسماعيل الهروي رحمه الله تعالى عقد على تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء:101]



    وتصانيف العلماء في سورة أو آية واحدة كثيرة ومشهورة؛ وما ذاك إلا لغزارة المعاني والعلوم التي حواها هذا الكتاب العظيم.

    لماذا أنزل القرآن؟

    المقصود الأعظم من إنزاله: فهم معانيه، وتدبر آياته، ثم العمل بما فيه كما قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص:29] وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} [الفرقان:50] وقال سبحانه: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراًً} [النساء:82] وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وكلما كثر تدبر العبد لآياته عظم انتفاعه به، وزاد خشوعه وإيمانه.


    ولذا كان النبي أخشع الناس وأخشاهم وأتقاهم؛ لأنه أكثرهم تدبراً لكلام الله تعالى. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (قال لي رسول الله: (اقرأ عليّ القرآن) فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: (إني أشتهي أن أسمعه من غيري)، قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت {فَكَيفَ إذَا جِئنَا مِن كُلِ أُمَةِ بِشَهِيدِ وَجِئنَا بِك عَلَى هَاؤُلآءِ شَهِيداً} [النساء:41] رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل) [رواه البخاري:5505، ومسلم:800].
    ولا شك في أن تدبر القرآن والانتفاع به يقود إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، يقول الحسن رحمه الله: (يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حُزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك)



    كم اهتدى بهذا القرآن من أناس كانوا من الأشقياء؟ نقلهم القرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن الضلال إلى الهدى، ومن النار إلى الجنة.

    قوم ناوئوا رسول الله، وناصبوه العداء، وأعلنوا حربه؛ سمعوا هذا القرآن فما لبثوا إلا يسيراً حتى دخلوا في دين الله أفواجاً، ثم من أتى بعدهم كان فيهم من كان كذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة.



    ولعل من عجائب ما يذكر في هذا الشأن: قصة توبة الإمام القدوة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى؛ إذ كان شاطراً يقطع الطريق، وكان سببُ توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها؛ إذ سمع تالياً يتلو قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16] فلما سمعها، قال: بلى يا رب! قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة - أي قافلة - فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح؛ فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، وقلت: (أنا أسعى باليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام)


    فرحم الله الفضيل بن عياض، قادته آية من كتاب الله تعالى إلى طريق الرشاد فكان من العباد المتأهلين، ومن العلماء العاملين، فهل نتأثر بالقرآن ونحن نقرؤه ونسمعه بكثرةٍ في هذه الأيام؟!

    هل ينتفع أهل الكفر والعصيان بالقرآن؟
    الكفار لا ينتفعون بالقرآن بسبب إعراضهم عنه، وتكذيبهم له.


    وأما أهلُ المعاصي والفجور فهم أقلُ انتفاعاً به بسبب هجرانهم له، وانكبابهم على شهواتهم، قال الله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً. وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً} [الإسراء:46،45]. هذا حال الكفار والمنافقين قد حجبوا عن الانتفاع به.

    أما أهلُ المعاصي فقد اكتفوا بغيره بديلاً عنه حتى هجروه؛ لذا عظمت شكاية الرسول إلى الله تعالى منهم كما في قول الله سبحانه: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30] ذكر ابن كثير رحمه الله: (أنهم عدلوا عنه من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره)



    وكم من أناس في هذا الزمن ولعوا بالغناء والمعازف حتى لا تفارق أسماعهم! وهجروا كلام الله حتى لا يطيقون سماعه، ولا تجتمع محبة القرآن ومحبة الغناء في قلب واحد.



    بيوت يُحيى ليلها، ويقضى نهارها في سماع الغناء والمعازف؛ حتى إن أصواتها لتنبعث من وراء الجدران؛ مبالغة في الجهر والعصيان.

    بيوت خلت من ذكر الرحمن، وعلا ضجيجها بمزمار الشيطان؛ حتى انتشرت الشياطين في أرجائها وأركانها، وجالت في قلوب أصحابها؛ فحرفتهم عن سبيل الهدى والرشاد إلى سبيل الغي والفساد، فكثرت فيهم الأمراض النفسية، والانفعالات العصبية، والأحلام المزعجة فكانوا كمن قال الله تعالى فيهم: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة:19].

    ويخشى على من كان كذلك أن يختم له بالسوء، وأن ينعقد لسانه حال احتضاره عن شهادة الحق، وقد اشتهرت حوادث كثيرة في ذلك.

    وما راجت سوق الغناء والمعازف، وكثر المغنون والمغنيات إلا بسبب كثرة السامعين والسامعات فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

    أما أهل الإيمان والقرآن ففرحهم بلقاء ربهم لا يوصف؛ عظموا كتاب الله عز وجل فرزقهم الله حسن الختام، وأكثروا قراءته وتدبره والعمل به؛ فاستقبلتهم الملائكة في مواكب مهيبة، تبشرهم بالرضى والجنان، فشوهدوا حال احتضارهم وهم في أمن وطمأنينة.

    هذا الإمام المقرئ المحدثُ الفقيهُ أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى لما حضرته الوفاة بكت أخته ! فقال لها: (ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة)

    فهل يستوي هذا مع من سمع آلاف الأغاني، وقضى آلاف الساعات في العصيان؟ كلا والله لا يستويان.

    ومما يؤسف له أن يربى الأولاد الصغار على الأغاني والمعازف، ويفاخر بهم في هذا الشأن كما يفاخر أهل القرآن بأولادهم في حفظ القرآن!! وتلك مصيبة أن يربى أهل القرآن على مزمار الشيطان، وكان الأولى؛ بل الواجب أن يربوا على كلام الله تعالى. ورمضان أنزل فيه القرآن، وهو فرصة لإحياء مساجدنا وبيوتنا بكلام الله تعالى، لاسيما مع إقبال الناس على القرآن.

    وينبغي للصائمين ألا يذروا في بيوتهم شيئاً يزاحم القرآن، لاسيما إذا كان يعارضه ويناقضه، كما هو الحال في كثير من البرامج الفضائية والتلفازية التي ينشط أهل الشر في عرضها وتزيينها في رمضان؛ بقصد جذب المشاهدين إلى قنواتهم، والتي لا تزال تزاحم القرآن والذكر وسائر العبادات في هذا الشهر العظيم.

    أسأل الله الغفور الرحيم أن يتغمدنا برحمته، وأن يصلح سرنا وعلانيتنا، وأن يجعلنا من عباده المقبولين، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.





  10. #10
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,434

    افتراضي الصيام.. فوائد وعبر

    الصيام.. فوائد وعبر



    فرض الله تعالى على عباده صيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان لعلهم يتقون وليكبروا الله على ما هداهم ولعلهم يشكرون.

    فالصيام إعداد وتهيئة فإذا ما تعهد الإنسان نفسه التي أعدت بالصوم اتصف بالتقوى وأدرك فضل الله عليه وهدايته له مما يدفعه إلى تكبيره وتعظيمه وشكره.

    والصائمون الفائزون هم الذي يغتنمون وقت الصوم ويرون فيه فرصة لا تعوض يحققون من خلالها فوائد كثيرة منها:

    أولاً: الخروج من أسر العادات التي تفيد حركة الإنسان، وما أكثر العادات التي تحكم الإنسان وتجعله عبداً لها فالصيام تحرير للإنسان من عبودية العادات التي تجعله يتصرف كترس في آلة، روي النسائي وغيره عن أبي أسامة رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله: مرني بعمل قال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له ...).



    ثانياً: التدريب علي الصبر وتقوية العزيمة وتربية الإرادة لا سيما في مواجهة الشدائد التي تواجه الإنسان في حياته، وإذا كان الصيام إمساكاً عن الطعام والشراب والشهوة ورذائل الأخلاق فإن معني ذلك أن الصائم رجل مبادئ لا يسيل لعباده لأجل شهوة زائلة أو يذل نفسه أمام لقمة عيش أو شربة ماء أو يفجر عند خصومه.
    روي أصحاب الكتب الستة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله؟: (قال الله ـ عز وجل ـ كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم..).


    ثالثاً: الإحساس بألم الجوع والشعور بالحرمان مما يجعل الغني يعطف علي الفقير ويتسابق القادر في إعطاء العاجز فيتحقق للمجتمع التعاون المنشود والإخوة الصادقة ويتدفق نهر الخير والعطاء من الأغنياء إلي الفقراء.
    وفي هذا المعني روي ابن خزيمة في صحيحه في حديث طويل عن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله؟ في آخر يوم من شعبان قال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه ومن أدي فريضة فيه كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء...
    قالوا يا رسول الله ؟ ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله؟ يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً علي تمرة أو علي شربة ماء أو مذقة لبن (الخليط) ما معنى الكلمة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما...
    فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن سقي صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة... ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان .

    رابعاً: العناية بالصحة والحفاظ علي سلامة الجسم وقد أفاض المتخصصون من الأطباء في فوائد الصيام من الناحية الطبية حيث يعتبر الصيام عاملاً من العوامل المنقية للجسم من سموم الأغذية كما أن له تأثيراً كبيراً في تخفيف الأمراض التي تنتاب الأعضاء الظاهرة والباطنة، روي الطبراني في الأوسط ورواته ثقات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله؟: (أغروا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا).

    خامساً: الفوز بالجنة والبعد عن النار فالصيام يشفع للعبد يوم القيامة يقول: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن (الذي نزل في شهر الصيام): منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان ويسببان دخول الجنة حيث أعد الله للصائمين باباً لا يدخل منه أحد غيرهم كما ثبت في صحيح السنة عند البخاري وغيره عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي؟ قال: إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.

    هذه الفوائد وغيرها لا يستفيد منها إلا من تعهد نفسه فالصوم بالنسبة للصائم كمثل زارع تعد له الأرض وتهيأ وتعطي له محروثة لا حشائش فيها مهيئة تمام التهيئة وما عليه إلا أن يتصرف حسبما يريد فإن شاء ألقي فيها البذر ثم تركه يذبل ويموت وإن شاء تركها مهملة تنمو فيها الحشائش الخبيثة من جديد وتعود تربة غير صالحة وإن شاء ألقي فيها البذر وتعهده حتى يترعرع ويستوي علي سوقه ويؤتي أكله.

    ومن هنا ندرك ما جاء في السنة من فوائد الصيام التي لا نظير لها أو التنبيه علي أن من الصائمين من لا يستفيد من صيامه شيئاً بل لا نصيب له إلا الجوع والعطش.

    روي عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون فقال: إن الله ـ عز وجل ـ جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسئ بإسائته أي كان سرور المقبول يشغله عن اللعب وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك، .

    وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له: إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك فقال: إني أعده لسفر طويل والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر علي عذابه




    -----
    ماذا بعد رحيل العشر الأول؟!

    ها هي العشر الأول من رمضان رحلت أو أوشكت على الرحيل، وثمة حديث يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع، تُرى ما ذا حفظت لنا؟ وما ذا حفظت علينا؟ إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع.


    * أول هذه التساؤلات كم تبلغ مساحة هذا الدين من اهتماماتنا؟ هل نعيش له؟ أم نعيش لأنفسنا وذواتنا ؟ كم نجهد من أجله؟ كم يبلغ من مساحة همومنا؟


    إن العيش في حد ذاته يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات، ولا ينشأ الفرق إلا عندما تسمو الهمم، وتكبر الأهداف.


    وعلى أعتاب العشر الثانية آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ}.


    فالسابقون مضوا والسير حفظت لنا قول بكر بن عبد الله: من سره ينظر إلى أعلم رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى الحسن فما أدركنا أعلم منه، ومن سره أن ينظر إلى أورع رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى ابن سيرين إنه ليدع بعض الحلال تأثماً، ومن سره أن ينظر إلى أعبد رجل أدركناه فلينظر إلى ثابت البناني فما أدركنا أعبد منه، ومن سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركناه في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمع فلينظر إلى قتادة. وليت شعري أن نكون وإياك أحد هؤلاء.


    * سؤال آخر يتردد: حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان تساؤلنا: هل لا زالت قلوبنا تجل الشهر؟ وتدرك ربيع أيامه؟ أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات، ضعيفة في أوقات الطاعات، ورحم الله سلفنا الصالح فلكأنما تقص سيرهم علينا عالماً من الخيال حينما تقول: قال الأوزاعي: كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة، عشرين منها لم ينظر إلى أقفية الناس.


    وكانت امرأة مسروق تقول: والله ما كان مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام، وكنت أجلس خلفه فأبكي رحمة له إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف.


    قال أبو مسلم: لو رأيت الجنة عياناً أو النار عياناً ما كان عندي مستزاد، ولو قيل لي إن جهنم تسعّر ما استطعت أن أزيد في عملي. وكان يقول: أيظن أصحاب محمد أن يسبقونا عليه، والله لأزاحمهم عليه حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً.


    وفي ظل هذه الأخبار تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت؟ وكم نافلة في صراع الأعمال تاهت؟ تُرى كم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا؟ تُرى كم هي الخيانة التي عاثتها أعيننا في رحاب الحرمات. كم خطت أقدامنا من خطو آثم؟ كم، وكم، من عالم الحرمات هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق؟ والمعصية أياً كانت، حتى لو عاقرناها في ليالي رمضان فلا تبقى خندقاً تحاصركم، وهي كما قال بعض العلماء: ((أي خلال المعصية لا تزهدك فيها؟ الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين تواقعها، وليس يضيع سدى، بل يصبح شؤماً عليك؟ أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيء والإدمان الخبيث، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها، ويشك إليها ؟ ام استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها، أم اعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت، أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة، أم الخوف من تحول قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه، فياولك إن مت على غير ملة الإسلام !))


    * سؤال ثالث يتردد معاشر الدعاة والمصلحين والمربين عُدوا لي بارك الله فيكم في شهر رمضان فقط: ما ذا قدمتم لمجتمعاتكم من خير؟ دينكم الذي تتعبدون به هل نجحتم في طريقة عرضه؟ فالبائع ينجح بقدر ما يحسن في طريقة العرض، وأنتم أولى هؤلاء بحسن الطريقة، ونوعية التقديم. مجتمعاتكم بكل من فيها ما ذا قدمتم لها؟ مسجد الحي، وجيران البيت، وأقارب الأسرة، أولى الناس بمعروفك فأين هم من مساحة اهتماماتك؟ أسئلة تتردد على الشفاه أوليس رمضان فرصة سانحة للإجابة عنها؟ أملي أن يكون ذلك.


    وكل ما أرجوه أن لا تخرج نفسك أخي الفاضل من قطار الدعاة والمصلحين والمربين أياً كنت، وفي ظل أي ظروف تعيش، فالمسؤولية فردية. وعندما نحسن فن التهرب من المسؤولية نكون أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا، ويحاول إخراجنا من التيه الكبير. يقول أبا إسحاق الفزاري: ((ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة، ولو خيّرت لهذه الأمة لا خترت لها الأوزاعي )).


    * وأخيراً: رحلت العشر الأول ولئن كنا فرطنا فلا ينفع ذواتنا بكاء ولا عويل، وما بقي أكثر مما فات، فلنري الله من أنفسنا خيراً، فالله الله أن يتكرر شريط التهاون، وأن تستمر دواعي الكسل، فلقيا الشهر غير مؤكدة، ورحيل الإنسان مُنتظر، والخسارة مهما كانت بسيطة ضعيفة فهي في ميزان الرجال قبيحة كبيرة.


    فوداعاً يا عشر رمضان الأول، سائلاً الله تعالى أن يكتب لك النجاة، وأن يجعلك في عداد الفائزين، وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير. والله يتولاك.



صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •