النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مذبحة صبرا وشتيلا - الذكرى التاسعة والعشرين

  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    1,631

    افتراضي مذبحة صبرا وشتيلا - الذكرى التاسعة والعشرين


    الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركــاته

    اليوم .. 16 سبتمبر 2011 هو الذكرى التاسعة والعشرين للمذبحة المعروفة في مخيمي الفلسطينيين صبرا وشتيلا بلبنان


    مذبحة صبرا وشاتيلا هي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 أيلول 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بالقوات اللبنانية الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني في حينها والجيش الإسرائيلي. عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا. في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورافائيل أيتان أما قيادة القوات المحتله فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ. وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.


    عدد الشهداء


    هناك عدة تقارير تشير إلى عدد الشهداء في المذبحة، ولكنه لا يوجد تلاؤم بين التقارير حيث يكون الفرق بين المعطيات الواردة في كل منها كبيرا. في رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني يقال أن تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة إسحاق كاهن تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة. في تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة. وفي تقرير أخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة. قدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها "صبرا وشتيلا - سبتمبر 1982"، عدد القتلى ب1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.

    الأحداث


    قام الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي بمحاصرة مخيمين صبرا وشاتيلا وتم انزال 350 مسلح من حزب القوات اللبنانية بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني وفي تلك الفترة كان المقاتلين الفلسطينيين خارج المخيم في جبهات القتال ولم يكن في المخيم سوى الاطفال والشيوخ والنساء وقام مسلحين القوات اللبنانية بقتل النساء والاطفال والشيوخ بدم بارد وقدر عدد القتلى ب 3500 قتيل وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم ومن ثما دخلت الجرافات الإسرائيلية وقامت بجرف المخيم وهدم المنازل.
    لجنة كاهن


    في 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـَن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهن". في 7 فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها. كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل إيتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت. رفض أريئيل شارون قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه. بعد استقالته تعين شارون وزيرا للدولة (أي عضو في مجلس الوزراء دون وزارة معينة).

    فيديو عن المذبحة



    يا قدس يا منارة الشرائع

    يا طفلة جميلة محروقة الأصابع

    حزينة عيناك يا مدينة البتول

    يا واحة ظليلة مر بها الرسول

    حزينة حجارة الشوارع

    حزينة مآذن الجوامع



    يا قدسُ.. يا مدينتي


    يا قدسُ.. يا حبيبتي

    غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

    وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

    وتضحكُ العيون ..

    وترجعُ الحمائمُ المهاجرة ..

    إلى السقوفِ الطاهرة

    ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

    ويلتقي الآباءُ والبنون

    على رباك الزاهرة ..



  2. #2
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    1,631

    افتراضي



    بحر لأيلول الجديد

    خريفنا يدنو من الأبواب

    بحرٌ للنشيد المر

    لمنتصف النهار

    بحرٌ لرايات الحمام

    لظلنا ، لسلاحنا الفرديّ

    بحرٌ للزمان المستعار

    ليديكَ ، كم من موجةٍ سرقت يديك

    من الإشارة وانتظاري

    ضع شكلنا للبحر

    ضع كيس العواصف عند أول صخرةٍ

    واحمل فراغكَ … وانكساري

    بحرٌ جاهزٌ من أجلنا

    دع جسمك الدامي يصفق لخريف المر أجراساً

    ستتسع الصحاري عما قليل

    حين ينقض الفضاء على خطاك

    كنا نقطة التكوين ، كنا وردة السور الطويل وما تبقى من جدار

    ماذا تبقى منك غير قصيدة الروح المحلّق في دخان القيامة

    وقيامة بعد القيامة

    خذ نـُثاري وانتصر في ما يمزق قلبك العاري

    ويجعلك انتشارا ً للبذار

    قوساً يلّم الأرض من أطرافها

    جرساً لما ينساه سكان القيامة من معانيك

    انتصــــرْ

    إن الصليب مجالك الحيويُّ

    مسراك الوحيد من الحصــــار إلى الحصــــــار

    بحرٌ لأيلول الجديد . وأنت إيقاع الحديد

    تدقُّني سحباً على الصحراء

    فلتمطـــــر لأسحب هذه الأرض الصغيرة من إساري

    لا شئ يكســـــرنا ، وتنكسر البلاد على أصابعنا كفخارٍ

    وينكسر المسدس من تلهفكَ

    انتصــــرْ ، هذا الصباح ، ووحد الرايات والامم الحزينة والفصول

    كلِّ ما أوتيت من شبق الحياة

    بطلقة الطلقات ……. باللاشئ

    وحدنــا بمعجزة فلســــــــطينيةٍ

    نم يا حبيبي ، ساعةً

    لنمر من أحلامك الأولى إلى عطش البحار … إلى البحارِ

    نم يا حبيبي ساعة ً

    حتى تتوب المجدلية مرة أخرى ، ويتضح انتحاري

    نم ، يا حبيبي ، ساعة ً

    حتى يعود الروم ، حتى نطرد الحراس عن أسوار قلعتنا

    وتنكســــــر الصــــــواري

    كي نصفق لاغتصاب نسائنا في شارع الشرف التجاري

    نم يا حبيبي ساعة ً حتى نموت

    هي ساعة للانهيار

    هي ساعة لوضوحنا

    هي ساعة لغموض ميلاد النهار

    كم كنت وحــــدك ، يا ابن أمّي

    يا ابن أكثر من أب ٍ

    كم كنت وحـــــدكْ

    القمح مـرٌّ في حقول الآخرين

    والماء مالح ، والغيــم فولاذ ٌ

    وهذا النجم جارح

    وعليك أن تحيــــا وأن تحيــــــا

    وأن تعطي مقابل حبـّة الزيتون جلدك

    كم كنت وحــــــــدك

    لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما

    في ما تبقى من دم ٍ فينا

    لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه و اليتامى

    يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة

    يا ابن السيدة البحيرات البعيدة

    يا ابن من يحمي القدامى …. من خطيئتهم

    ويطبع فوق وجه الصخر برقا ً أو حماما

    لحمي على الحيطان لحمك ، يا ابن أمي

    جسد ٌ لأضراب الظلال

    وعليك أن تمشي بلا طر ُق ٍ

    وراء ٌ ، أو أماما ً ، أو جنوبا ً أو شمال

    وتحرّك الخطوات بالميزان

    حين يشــاء من وهبوك قيدك

    ليزينوك ويأخذوك إلى المعارض كي يرى الزوار مجدك

    كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك !

    كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك !

    هي هجرة أخرى

    فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما

    سقط السقوطُ ، وأنت تعلو

    فكرة ً

    ويدا ً

    و … شاما !

    لا بر ّ إلا ســــــــــــــــــاعداك

    لا بحر إلا الغامض الكحلي ّ فيك

    فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما

    واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ

    حتى لا يعلقها وساما

    واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما

    كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا

    وتقاسموك وأنكروك وخبـّأوك وأنشأوا ليديك جيشا

    حطـّوك في حجر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم

    ورموك في بئــر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم

    وأطلت حربك َ ، يا ابن أمي

    ألــف عام ٍ ألــف عام ٍ ألــــف عام ٍ في النهار

    فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة ِ والفرار ِ

    هم يســـــــرقون الآن جلدك

    فاحـذر ملامحهم ….. وغمدك

    كم كنت وحدك ِ ، يا ابن أمي

    يا ابن اكثر من أبٍ

    كم كنت وحــدك !

    والآن ، والأشياء سيدة ٌ ، وهذا الصمت عال ٍ كالذبابه

    هل ندرك المجهول فينا ؟ هل نغني مثلما كنا نغني ؟

    سقطت قلاع قبل هذا اليوم ، لكن الهواء الآن حامض

    وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي

    وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي

    وحدي على سطح المدينة واقف ٌ

    أيوب مات ، وماتت ِ العنقاء ُ ‘ وانصرف َ الصحابة

    وحـــدي . أراود نفسي َ الثكلى فتأبى أن تســاعدني على نفسي

    ووحـــدي …. كنت وحدي

    عندما قاومت وحــدي … وحدة الروح الأخيــرة

    لا تذكر الموتى ، فقد ماتوا فرادى أو .. عواصــم

    سأراك في قلبي غدا ً ، سأراك في قلبي

    وأجهش يا ابن أمي باللغة

    لغـة ٍ تفتـش عن بنيها ، عن أراضيها وراويهـا

    تموت ككل من فيها ، وترمى في المعاجم

    هي آخـر النخل الهزيل وساعة ُ الصحراء ِ

    آخـر ما يدل على البقايا

    كـانــــوا ! ولكن كنت وحدك

    كم كنت وحدك تنتمي لقصيدتي ، وتمد ّ زنـدك

    كي تحوّلها سلالم ، أو بلادا ً ، أو خواتـم

    كم كنت وحدك يا ابن أمي

    يا ابن أكثر من أبٍ

    كم كنت وحــــدك !

    والآن ، والأشياء سيـّدة ٌ ، وهذا الصمت يأتينا سهاما ً

    هل ندرك المجهول فينا . هل نغني مثلما كنا نغني ؟

    آه ، يا دمنا الفضيحة ، هل ستأتيهم غماما

    هذه أمم تمر ُّ وتطبخ الأزهار في دمنا …. وتزداد انقساما

    هذه أمم تفتــّش عن إجازاتها من الجَمـَل المزخرف ِ

    هذه الصحـــــــــــــــــراء تكبر من حولنــــا

    صحراء من كل الجهـات

    صحــراء تأتينا لتلتهم القصيدة والحســاما

    هل نختفي فيما يفسـّـرُنا ويشبهنا

    وهل .. هل نستطيع الموت في ميلادنا الكحلي ّ

    أم:

    نحتل مئذنة ونعلن في القبائل أن يثرب أجرت قرآنها ليهود خيبر ؟

    الله أكـبــر

    هـذه آياتنا ، فأقرأ

    باســم الفـــــدائي الذي خلقا

    من جزمة أُفـُقا

    باسم الفــــدائي الذي يــرحل

    من وقتــكم .. نداه الأول

    الأول .. الأول

    ســــندمر الهيـــكل …. ســــندمر الهيـــكل

    أشــلاؤنا أســماؤنا . لا … لا مفـر ُّ

    ســــقط القناع عن القناع عن القناع

    ســـقط القنـاع

    لا إخـوة ٌ لك يا أخي ، لا أصدقاء ُ يا صديقي ، لاقــلاع

    لا الماء عنـدك َ ، لا الدواء ولا الســماء ولا الدمــاء ُ ولا الشـــراع

    ولا الأمـــام ولا الــــوراء

    حاصـــــــــــر حصارك َ ….. لا مفـر ُّ

    سقطت ذراعك فالتقطها

    واضــرب عدوك .. لا مفر ُّ

    وسقطت قربك ، فالتقطني

    واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حــر ُّ

    حــــر ٌّ …… وحــــر ُّ

    قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة ٌ

    فاضرب بها . اضرب عدوك .. لا مفرُّ

    أشـــلاؤنا أسماؤنا

    حاصـر حصـارك بالجنون ِ …. وبالجنون ِ ….. وبالجنون ْ

    ذهب الذين تحبهم ذهبوا

    فإما أن تكون أو لا تكون

    ســــقط القناع عن القناع عن القناع

    ســـقط القنـاع

    ولا أحد ْ

    إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان

    فاجعل كل ّ متراس ٍ بلد

    لا ……… لا أحـــد ْ

    سقط القناع :

    عرب ٌ أطاعوا رومهم

    عربٌ وباعوا روحهم

    عرب ٌ…. وضاعوا

    والله غمـّس باسمك البحري أسبوع الولادة واستراح إلى الأبد

    كـُن أنت َ. كـن حتى يكـــون !

    لا ……… لا أحـــد ْ

    هل أنا ألف ٌ ، وباء ٌ للكتابة أم لتفجير الهياكل ؟

    كم سنه كنا معا ً طوق النجاة لقارة محمولة ٍ فوق السراب

    ودفتر الإعراب ؟

    كم عرب ٌ أتوك ليصبحوا غربا ً

    وكم غربٌ أتاكِ ليدخل الإسلام من باب الصلاة على النبي ِّ

    وسنِّة النفط المقدّس ؟ كم سنة

    وأنا أصدِّق أن لي أمما ً ستتبعني

    وأنكِ تكذبين على الطبيعة والمسدَّس. كم سنة ، !

    من تزوجني ضفائرنا لأشنق رغبتي وأموت كالأمم القديمة

    كم سنه أغريتني بالمشي نحو بلادي الأولى

    وبالطيران تحت سمائي الأولى

    وباسمك كنت أرفع خيمتي للهاربين من التجارة والدعارة والحضارة

    كم سنة كنا نرش على ضحايانا كلام البرق :

    بعد هنيهة ٍ سنكون ما كنا وما سنكون

    إما أن نكون نهارك العالي …. وإما أن نعود إلى البحيرات القديمة

    كم سنة لم تسمعيني جيدا ً . لم تردعيني جيدا ً

    لم تحرميني من فواكهك الجميلة

    لم تقولي:

    حين يبتســـم المخيم تعبس المدن الكبيرة !!

    كم سنه

    قلنا معـا ً: أنا لا أشاء ، ولا تشائين . اتفقنا . كلنـّا في البحر مـاء

    كم سـنه كانت تنظـّمنا يد ُ الفوضـى

    تعبنا من نظام الغاز

    من مطر الأنابيب الرتيب

    ومن صعود الكهرباء إلى الغرف

    حريتي فوضاي . إني أعترف

    وسأعترف بجميع أخطائي ، وما أترف الفؤاد من الأماني

    ليس من حق العصافير الغناء على سرير النائمين

    والإيديولوجيا مهنة البوليس في الدول القوية

    من نظام الرق ّ في روما

    إلى منع الكحول وآفة الأحزاب في ليبيا الحديثة

    كم سنه

    نحن البداية والبداية والبداية .كم سنة

    كنا هناك . ومن هنا ستهاجر العرب ُ

    لعقيدة ٍ أخرى وتغترب ُ

    قصب هياكلنا

    وعروشنا قصب ُ

    في كل مئذنة ٍ

    حاو ٍ ، ومغتصب ُ

    يدعو لأندلس

    إن حوصرت حلب ُ

    بيروت … فجرا ً

    يطلق البحر الرصاص على النوافذ

    يفتح العصفور أغنية ً مبكرة ً

    يطيـّر ُ جارنا رف ّض الحمام إلى الدخان

    يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات

    قلبي قطعة من برتقال يابس

    أهدي إلى جاري الجريدة كي يفتش عن أقاربه ……. أعزيه غدا ً

    أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البناية

    يدخل الطيران أفكاري ويقصفها

    فيقتل تسع عشرة طفلة

    يتوقف العصفور عن إنشاده

    والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي ّ والبري ّ والبحري ّ

    ألـــــــف قذيفة أخرى …. ولا يتقدم الأعداء شبراً واحدا ً

    ما زلت حيا ً – ألف شكر ٍ للمصادفة السعيدة

    يبذل الرؤساء جهدا ً عند أمريكا لتفرج عن مياه الشرب

    كيف سنغسل الموتى ؟

    ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن

    دولة ٍ …… أم خيمـة ٍ ؟

    قلت : انتظر ! لا فرق بين الرايتين

    قلت : انتظر حتى تصب الطائرات جحيمها !

    بيروت ….. ظهرا ً

    يستمر الفجر ُ منذ الفجر

    تنكسر السماء على رغيف الخبز

    ينكسر الهواء ُ على روؤس الناس ِ من عبء الدخان

    ولا جديد لدى العروبة !!

    بعد شهر يلتقي كل ُّ الملوك بكل أنواع الملوك

    من العقيد إلى الشهيد ، ليبحثوا خطر اليهود على وجود الله

    أما الآن فالأحوال هادئة تماما ً مثلما كانت

    والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي والبري والبحري

    مليون انفجار في المدينة

    هيروشيما هيروشيما

    وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة

    وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ٍ ومن جدوى

    وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية

    يا هيروشيما العاشق العربي

    أمريكا هي الطــــاعون ، والطـــــــاعون أمريكا

    نعسنا . أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا

    وأمريكا لأمريكا

    وهذا الأفق اسمنت ٌ لوحش ِ الجو

    نفتح ُ علبة َ السردين ، تقصفها المدافع ُ

    نحتمي بستارة الشباك ، تهتز البناية

    تقفز الأبواب

    أمريكا وراء الباب

    أمريكا

    بيروت …… ليلا ً

    يخرج الشهداء من أشجارهم ، يتفقدون صغارهم

    يتجولون على السواحل ، يرصدون الحلم والرؤيا

    يغطون السماء بفائض الألوان ، يفترشون موقعهم

    يسـمـّون الجزيرة ، يغسلون الماء ، ثم يطرزون حصارنا

    قططـــا ً …. ونخلا

    وحدنــــا ، والله فينا وحدنــــا

    الله فينا قد تجلى !

    ….أمس ِ – الآن َ – بعد َ غد ٍ

    نشيد ٌ للخريف

    صور لما بعد النهار

    وظلال امرأة ٍ غريبة

    وطني حقيبه

    وحقيبتي وطني

    ولكن …. لا رصيف ولا جدار

    لا أرض تحتي كي أموت كما أشاء

    ولا سماء حولي لأثقبها وأدخل في خيام الأنبياء

    ظهري إلى الحائط

    الحائط / الساقط !

    وطني حقيبه

    وحقيبتي وطن الغجر

    شعب ٌ يخيـّم ُ في الأغاني والدخان

    شعبٌ يفتش ُعن مكان

    بين الشظايا والمطر

    وجهي على الزهرة

    الزهرة / الجمرة

    وطني حقيبه

    في الليل أفرشها سريرا ً

    وأنام فيها

    أخدع الفتيات فيها

    أدفن الأحباب فيها

    أرتضيها لي مصيرا ً

    وأموت فيها

    كفـِّي على النجمة

    النجمة / الخيمه

    وطني حقيبه

    من جلد أحبابي

    وأندلس القريبة

    وطني على كتفي

    بقايا الأرض في جسد العروبة


    -----
    محمود درويش

  3. #3
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    4,276

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا على الموضوع ده يا دوك .. و سلمت يداكِ على المجهود الرائع ده ..

    بعد إذن حضرتك هضيف إضافة للموضوع ..


    قصص يرويها ناجون من مذبحة صبرا وشاتيلا

    ماهر علي : "رأيت عشرات الجثث أمام الملجأ القريب من بيتنا. ظننت في البداية ان القصف قضى عليهم. بدأ القصف بعد مقتل بشير الجميل، كنا في المخيم خائفين من قدوم الكتائب والانتقام منا، لم ننم تلك الليلة وكان الحذر يلف المخيم". هذا ما رواه ماهر مرعي - أحد الناجين من مجزرة صبرا و شاتيلا - وهو

    يصف ما حدث ليلة السادس عشر من أيلول 1982، قال :" رأيت الجثث، أمام الملجأ مربوطة بالحبال لكني لم افهم، عدت إلى البيت لا خبر عائلتي، لم يخطر في بالنا أنها مجزرة، فنحن لم نسمع إطلاق رصاص، اذكر أنى رأيت كواتم صوت مرمية قرب الجثث هنا وهناك، ولكني لم أدرك سبب وجودها إلا بعد انتهاء المجزرة. كواتم الصوت "تتفندق" بعد وقت قصير من استخدامها، ولذا يرمونها. بقينا في البيت ولم نهرب حتى بعد أن أحسسنا أن شيئا مريبا يحدث في المخيم. رفض والدي المغادرة بسبب جارة أتت للمبيت عندنا، وكانت أول مرة تدخل بيتنا. زوجها خرج من المقاتلين على متن إحدى البواخر ولم يكن لديها أحد، فقال أبى لا يجوز أن نتركها ونرحل. كان اسمها ليلى. كانت الجثث التي رأيتها أمام الملجأ لرجال فقط. ظننا أنا ووالدي أن الملجأ كان مكتظا فخرج الرجال ليفسحوا المجال للنساء والأطفال بالمبيت واخذ راحتهم، فماتوا بالقصف. كنت ذهابا يومها لإحضار صديقة لنا - كانت تعمل مع والدي - تبيت في الملجأ. كانت تدعى ميسر. لم يكن لها أحد هي الأخرى. كان أهلها في صور أراد أبى أن يحضرها لتبيت عندنا. قتلت في المجزرة مع النساء والأطفال. رأيت جثتها في ما بعد في كاراج أبو جمال الذي كان الكتائبيون يضعون فيه عشرات الجثث، بل المئات. كان المشهد لا يوصف !!! عندما دخل "الإسرائيليون" إلى بيروت الغربية كنا نعتقد أن أقصي ما قد يفعلونه بنا هو الاعتقال وتدمير بيوتنا، كما فعلوا في صور وصيدا وباقي الأراضي التي احتلوها. اذكر أنى ذهبت صباح يوم المجزرة - وكان يوم الخميس في 16 أيلول - مع مجموعة كبيرة من النساء والأطفال لإحضار الخبز من منطقة الاوزاعي سيرا على الأقدام (كان عمري 14 عاما). كنا "مقطوعين" من الخبز وليس لدينا ما نأكله. رفض أصحاب الأفران يومها أن يبيعونا، كان الخبز متوفرا ويبيعونه إلى اللبنانيين فقط مع انه كان متوفرا بكثرة. عدنا إلى المخيم فلم نستطع الدخول، اذ كانت الطرقات المؤدية إلى المخيم جميعها مقطوعة، وكان "الإسرائيليون" يقنصون من السفارة الكويتية باتجاه مدخل المخيم الجنوبي. عند تقاطع هذا المدخل وبئر حسن، كان هنالك قسطل مياه مكسور، وكان أهالي المخيم يعبئون منه الماء رغم القنص. رأيت عند قسطل المياه "إسرائيليا" من اصل يمني يقتل فتاتين فلسطينيتين، لأنهما وبختا فلسطينيا ارشد "الإسرائيلي" إلى الطريق التي هرب منها أحد الذين يطاردونهم، هكذا قالت أم الفتاتين التي كانت معهما وهربت عند بدء إطلاق الرصاص. حاول أهل المخيم سحب الفتاتين فقتل رجلان وهما يحملان جثتيهما، - قنصهما "الإسرائيليون" من السفارة - ثم ما لبث أهل المخيم أن سحبوهما بالحبال. يومها رأيت ارييل شارون في هليكوبتر أمام السفارة، أحسست انه قائد "إسرائيلي" كبير، لم اكن اعرف من هو إلا بعد أن رأيته على شاشات التلفزيون بعد انتشار أخبار المجزرة. تمكنا بعد ذلك من العودة إلى المخيم في المساء كانت القذائف المضيئة تملا سماء المخيم، هنا، بدأ صوت ماهر يرتجف عندما اخذ يخبرني ما حصل في بيتهم تلك الليلة - أي الخميس وهو أول يوم في المجزرة. قال ماهر:"عندما أخبرت والدي عن الجثث، طلب منا أن نلزم الهدوء وإلا نصدر أي صوت، تتألف عائلتنا من 12 شخصا، ستة صبيان و أربع بنات وأبى و أمي. كان اخواي محمد واحمد خارج البيت وهما اكبر مني سنا. الباقون كانوا في البيت وكانت جارتنا ليلى عندنا. قرابة الفجر، صعد أخي إلى السطح مع ليلى كي تطمئن على بيتها. كان النعاس قد غلبنا أنا وأبى - إذ بقينا ساهرين ننصت إلى ما يجري في الخارج ونسكت أختي الصغيرة التي كانت تبكي من وقت لآخر. لم نشعر بصعود ليلى وأختي إلا عندما نزلا. كنتا خائفتين فقد رآهما المسلحون. ما هي إلا لحظات حتى بدأنا نسمع طرقا عنيفا على الباب. عندما فتحنا لهم اخذوا يشتموننا و أخرجونا من البيت ووضعونا صفا أمام الحائط يريدون قتلنا. أرادوا إبعاد ليلى إذ ظنوا أنها لبنانية لأنها شقراء، وابعدوا أختي الصغيرة معها لأنها شقراء هي الأخرى وظنوا أنها ابنة ليلى ! رفضت ليلى تركنا، أخذت أختي تصرخ وتمد يديها إلى أمي تريد "الذهاب" معها، كان عمرها اقل من سنتين وكانت ما تزال تحبو، في تلك اللحظة، كان جارنا حسن الشايب يحاول الهرب خلسة من منزله، فاصدر صوتا وضجة أخافتهم. كان هناك شاب من بيت المقداد يطاردهم ويطلق عليهم النار ويختبئ، كان اسمه يوسف، لمحته تلك الليلة عدة مرات، اعتقد انهم ظنوا في تلك اللحظة أن الضجة صادرة عنه، لذا أدخلونا إلى البيت وهم يكيلون لنا الشتائم، طلبوا من والدي بطاقة هويته، وما أن أدار ظهره ليحضرها حتى انهال الرصاص علينا جميعا كالمطر لم اعرف كيف وصلت إلى المرحاض واختبأت فيه وفي طريقي إلى المرحاض وجدت أخي الأصغر إسماعيل فأخذته معي و أقفلت فمه. رأيت من طرف باب المرحاض كل عائلتي مرمية على الأرض، ما عدا اختي الصغيرة. كانت تصرخ وتحبو باتجاه أمي وأختي وما أن وصلت بينهما حتى أطلقوا على رأسها الرصاص فتطاير دماغها وماتت. إسماعيل وأنا لم نتحرك. لزمنا الصمت فترة. لم اعد أستطيع التنفس، فحاولت بلع ريقي لاستعادة تنفسي وكنت مترددا في فعل ذلك. إذ كنت - عادة - اصدر صوتا عندما أبلع ريقي وخفت أن يسمعوا الصوت ويأتوا لقتلي. وبالفعل، عندما فعلت كان صوت البلع مسموعا من شدة السكون الذي سطر على البيت لكنهم لم يسمعوني، فقد خرجوا بعد أن نفذوا جريمتهم. كان كل شيء ساكنا، أمسكت الباب كي لا يتحرك لانه كان يصر - في العادة - صريرا. خفت ان يسمعوه فيعودوا ورحت أحركه ببطء شديد. كما اعتقدت انهم ربما لاحظوا غيابي وانهم سيعودون لقتلي. لذا انتظرت بعض الوقت، وعندما تيقنت من خروجهم وعدم عودتهم خرجت من المرحاض و أبقيت إسماعيل فيه. بدأت أتفقد عائلتي. والدتي تظاهرت بداية بالموت وكذلك أختاي نهاد وسعاد، ظنا منهما أنى كتائبي. ولكن، والدي وباقي اخوتي "الخمسة" وليلى كانوا جميعا أمواتا، كانت أمي مصابة بعدة طلقات وكذلك نهاد وسعاد. أمي ونهاد تمكنتا من الهروب معي وإسماعيل، بينما سعاد لم تستطع لان الطلقات أصابت حوضها وشلت. تركناها وخرجنا لإحضار الإسعاف - يا لسذاجتنا- ولم نكن نعرف ماذا ينتظرنا في الخارج، الذين دخلوا إلى بيتنا كانوا خليطا من القوات اللبنانية وقوات سعد حداد، إذ كان بينهم مسلمون ولا يوجد مسلمون إلا مع سعد حداد. عرفنا انهم مسلمون من مناداتهم لبعضهم. كان بينهم من يدعى عباس و آخر يدعى محمود. بعد خروجنا من البيت تهنا عن بعضنا البعض. بقيت أنا وإسماعيل معا، واخذوا يلاحقوننا من مكان لاخر. أخذت انبه الناس لما يجري، فكثيرون كانوا ما يزالون في بيوتهم، يشربون الشاي ولا يدرون بشيء. اختبأنا في مخزن طحين ثم ما لبثوا ان اكتشفوا امرنا فهربنا مجددا. أطلقوا الرصاص علينا، هربت وعلق إسماعيل ولم يجرؤ على عبور الشارع كان في الثامنة من عمره، عدت إليه وأمسكت بيده وهربنا معا. ثم ما لبثنا أن وجدنا جمعا حاشدا من النساء والأطفال كانوا يجرونهم إلى المدينة الرياضية حيث يتمركز "الإسرائيليون" فانضممنا إليهم". نهاد علي : بقروا بطن جارتنا : نهاد أخت ماهر كانت في الخامسة عشرة من عمرها في ذلك الوقت. الآن هي متزوجة ولديها ستة أطفال، قالت أنها كانت تحمل أختها الصغيرة على يدها عندما بدأ المسلحون بإطلاق النار"لا اعرف كيف سقطت من يدي، أصيبت بطلقة في رأسها وأنا أيضا وقعت على الأرض. أخذت اختي تحبو - وتفر فر - باتجاه أمي وهي تصرخ ماما.. ماما.. أطلقوا الرصاص على رأسها فسكتت على الفور. جارتنا ليلى كانت حاملا. عندما أصيبت بدأ الماء يتدفق من بطنها، وماتت. تظاهرت بالموت، وبعد خروجهم بقليل - لا ادري بكم من الوقت - بدأت أتفقد الجميع. فهمست لي أمي : ارتمي وتظاهري بالموت قد يعودون. أجبتها لا آبه، فليعودوا ! عندها خرج ماهر - وإسماعيل في ما بعد. كنت أظنهما ميتين. ما أن رأيت ماهر ارتميت على الأرض، فقال : لا تخافي أنا ماهر. عندها اطمأننت أنا ووالدتي، وقمنا لحمل اختي سعاد ومساعدتها على النهوض فلم نستطع. لقد كانت مشلولة. طلبت من ماهر وإسماعيل أن يهربا إلى خارج المخيم وان يركضا بأقصى سرعة حتى لو أضعنا بعضنا. لم يكن معنا مال، إذ اخذوا كل مالنا. كان لدينا عشرون آلف ليرة خبأناها في "كيس حفاضات" اختي الصغيرة، رغم أنى تظاهرت انه مجرد كيس حفاضات ! كان المسلحون يتكلمون بالعربية، لكن البعض منهم لم يتكلم على الإطلاق، كانوا شقرا، وعينوهم زرقاء، عندما هربنا، أضعنا ماهر وإسماعيل وبقيت مع أمي على أمل أن نذهب إلى مستشفى غزة لإحضار إسعاف إلى سعاد. أخذنا نتنقل من بيت إلى آخر ونحن ننزف. كثيرون لم يصدقوا في البداية أن مجزرة تحدث في المخيم، إلا عندما رأونا مصابين والدم يغطينا. وصلنا إلى مستشفى غزة فوجدنا اخوي الكبيرين احمد ومحمد هناك أمام المستشفى. كانت الناس تتجمع عند مدخل المستشفى. كانوا يصرخون والرعب يسيطر عليهم. كان الصراخ رهيبا، كأنه يوم القيامة، تركنا المستشفى بعد أن نزعوا منا الرصاصات وهربنا إلى منطقة رمل الظريف. أمي تعبت كثيرا من انتفاخ صدرها بالحليب، فأختي الصغيرة كانت ما تزال ترضع قبل أن تقتل، ومع موتها بدأت أمي تعيش حالة الفطام ! كان فطاما نفسيا وجسديا لم تستطع تحمله فمرضت كثيرا". سألتها عن أختها سعاد التي بقيت في البيت، قالت انهم عادوا إلى البيت وضربوها "بجالون المياه" أطلقوا عليها النار مجددا ! "بعد الحادثة، لم نعد نتكلم مع بعضنا عما جرى. كنا نخاف على بعضنا من الكلام. لذا، لم اسأل سعاد شيئا ! ! ". عندما اذهب أحيانا لأنام عند والدتي، اذهب إلى بيتها في الروشة - الذي تسكنه كمهجرة منذ المجزرة. لا احب أن أنام في بيتها في المخيم، - حيث جرت المجزرة لأني عندما اذهب إلى هناك لا أنام أبدا. قليلا ما تأتي أمي إلى بيت المخيم. بل هي لا تهدأ في مكان منذ حادثة المجزرة، وتتنقل باستمرار بين بيوت الأقارب والأصدقاء. لم نعد كما كنا أبدا. تصوري أننا عدنا وفقدنا أخي إسماعيل في حرب إقليم التفاح". نهاد التي نجت من المجزرة، لا تجد اليوم ما تطعم به أطفالها، رغم تردادها كلمتي "الحمد الله" زوجها عاطل عن العمل منذ سنوات، هو يعمل في البناء، لكن الأجور المتدنية التي يتقاضاها العمال الآخرون تقضي على إمكانية أيجاد أي عمل، حتى لو قبل أن يعمل باجر زهيد، فان ذلك الأجر لا يكفيه، بسبب الغلاء الفاحش في لبنان، وهو لا يستطيع إيجاد أي عمل آخر بسبب التقييدات المفروضة على عمل الفلسطينيين في لبنان. أم غازي : الجرح ما زال ينزف: "ستة عشر عاما مضت على المجزرة. كأنها البارحة" ! قالت أم غازي التي فقدت أحد عشر شخصا من أفراد عائلتها. "لا تقلقي يا ابنتي" - قالت لي "أنت لا تذكرينني بشيء. فأنا لم انس كي أتذكر والجرح ما زال ينزف. عندما جاء المجرمون إلى بيتي كنا نقيم ذكرى أربعين ابنتي. كانت قد توفيت في المبنى الذي قصفه "الإسرائيليون" في منطقة الصنائع، وكان مقرا لابو عمار. جاء أفراد عائلتنا من صور للمشاركة في ذكرى أربعين ابنتي وكانوا جميعا هنا - نساء ورجالا. لم نكن نسكن في هذا البيت بل في الحي الغربي المتاخم لشارع المخيم الرئيسي - كان يوم جمعة. قتل يومها اخوتي وأولادي وزوجي واصهرتي". عندما دخلوا علينا كانوا اثني عشر مسلحا، يحملون البنادق والبلطات والسكاكين، لم نكن نعرف بالمجزرة بعد. كان الباب مفتوحا والبيت مزدحما بالنساء والأطفال والرجال. فصلوا الرجال عن النساء والأطفال. كانوا سيأخذون ابني محمود وكان يومها في الثامنة من عمره. قلت لهم "هذه بنت" فتركوه. اقتاد أربعة منهم النساء والأطفال اتجاه المدينة الرياضية وبقي الرجال في البيت تحت رحمة الآخرين. أخرجونا من المنزل حفاة. مشينا على الزجاج المحطم والشظايا. في الطريق تعثر ابني بالجثث المذبوحة والمرمية هنا وهناك وكان يحمل أخته الصغيرة. صرخت قائلة "باسم الله عليك"، فانتبه المسلح وقلت له وهو ينتزعه من بين يدي: "دخيلك. لم يبق لي غيره". طلبت منه أن يقتلني بدلا منه. أتوسل و أتوسل - لكنه يصر على قتله. قال انه يريدني أن أعيش بالحسرة والحزن طيلة عمري. وبينما أنا اتوسله وارتمي على بندقيته و أديرها عن ابني، وضع يده خطأ على صدري. كنت اخبأ في "عبي" اثني عشر الف ليرة فانتبه وسألني ماذا اخبأ. قلت "إذا أعطيتك إياهم تعطيني ابني، فقال نعم. طلبت منه ان يقسم بشرفه، ففعل ! ! ! ! أعطيته المال وأخذت ابني الذي كان يرتجف من الخوف. منذ ذلك اليوم ظهرت خصلة بيضاء في شعره. وصلنا الى المدينة الرياضية فوجدنا "الإسرائيليين" هناك. أخبرناهم بما يحدث وطلبنا منهم ان يساعدونا ويذهبوا لإنقاذ أولادنا ورجالنا، قالوا: لا دخل لنا. هؤلاء لبنانيون منكم وفيكم. وحبسونا في المدينة الرياضية طيلة النهار. كانوا يتكلمون العربية. عند المغرب، أخرجونا قائلين: إياكم أن تعودوا إلى المخيم. اذهبوا إلى مكان أخر. ذهبنا إلى الجامعة العربية سيرا على الأقدام. وجدنا اثنين سوريين، ظننا في البداية انهما "إسرائيليان" فقد كان شعرهما أشقر وعيناهما زرقاوين. أخبرناهما بما حصل لنا، وقلنا لهما أننا نبحث عن مكان نبيت فيه. فتحوا لنا الجامعة، و أعطانا أحدهما بعضا من ثيابه مزقناها ولففنا الصغار بها، إذ لم يكونوا يلبسون ثيابا كافية عندما خرجنا، لم يكن لدينا قرش واحد. لا ندري إلى أين نذهب، ولا نعرف شيئا عن رجالنا وأولادنا. في أربعين ابنتي فقدت زوجي و أربعة أولاد وستة من أفراد عائلتي". ام غازي لم تسكن في بيتها مجددا، اذ لم تحتمل ذلك، عندما عادت الى المخيم استأجرت منزلا اخر. تهدم بيتها القديم في حرب المخيمات، وتعيش الان في ظروف مادية سيئة للغاية، كانت تتكلم على مهل وترتجف طيلة الوقت. تعيش منعزلة عن محيطها في الم لا ينتهي. شهيرة ابو ردينة : انقضوا على الرجال بالبلطات شهيرة ابو ردينة التي ترفض التكلم عن المجزرة عادة، تكلمت واخبرتني ماذا حدث. قالت : " كنا في الغرفة الداخلية نختبئ من القصف لأنها اكثر امانا وبعيدة عن الشارع - يقع بيتها في الشارع الرئيسي حيث جرت المجزرة الاساسية - كنا كثرا في المنزل - قالت : بقينا فيه حتى الصباح. كنا نسمع اثناء الليل صراخا واطلاق رصاص. عرفنا حينها انهم يقتلون الناس. كانوا يتراكضون في الازقة القريبة من بيتنا، فلم نجرؤ على الخروج. عند الفجر، خرجت اختي لتتفقد الحي وترى ماذا يجري. ما ان اصبحت في الخارج حتى صرخت "بابا" بصوت مرعب ثم سمعنا اطلاق الرصاص . خرج والدي وراءها فقتل ايضا. (وجدت جثة اخت شهيرة في ما بعد - مربوطة الى النافذة وكانت منتفخة جدا. كان عمر اختي 17 عاما، اخي كان في الرابعة والعشرين من عمره. وزوجي في الثالثة والعشرين وابن عمي في الأربعين، اما والدي فكان في الستين، جميعهم قتلوا، جاءوا صباحا واخرجونا من البيت، وضعوا الرجال امام الحائط وانقضوا عليهم بالبلطات. وانهمر عليهم الرصاص كالمطر ثم اقتادونا الى الشارع الرئيسي و كنا نساء واطفالا فقط. وضعونا امام الحائط، وما ان هموا بقتلنا حتى سمعنا "اسرائيليا" يصرخ بالعبرية. لم نفهم ما يقول، لكنهم هم فهموا وتوقفوا عن قتلنا بعدما تحدثوا معه بالعبرية. عندها اخذونا الى المدينة الرياضية وحبسونا عند "الاسرائيليين" في غرفة صغيرة، وكانوا طيلة الوقت جالسين معنا يشحذون البلطات والسكاكين، اخبرنا "الاسرائيليين" ماذا يفعلون بنا في المخيم فلم يهتموا. بقينا هناك، الى ان بدأت الانفجارات. بدأت الالغام المزروعة في المدنية الرياضية تنفجر، فهرب "الاسرائيليون" الى ملالاتهم، وهربنا نحن باتجاه الكولا ". محمد ابو ردينه حاولوا ذبحنا على الطريق : محمد ابو ردينة ابن عم شهيرة كان في الخامسة من عمره عندما حدثت المجزرة قتل يومها والده واخته وصهره. اخبرني محمد كيف قتلوا اخته. قال:"كانت حاملا عندما قتلوها. بقروا بطنها وفتحوه بالسكاكين واخرجوا الجنين منه ثم وضعوه على يدها. والدي قتل امام بيت شهيرة ابنة عمه. كنا نختبئ تلك الليلة في بيت عمي. انا وامي واختي اقتادونا مع الباقين من نساء والعائلة واطفالها الى المدينة الرياضية وحاولوا ذبحنا على الطريق. كنت صغيرا ولم اع ما يحدث لنا. لم اع، الا اني كنت خائفا جدا، وعيت المجزرة عندما كبرت بسبب الظروف الصعبة التي عشناها بعد ذلك. تدمر بيتنا في حرب المخيمات واصبحنا بلا مأوى نتقل من مكان الى اخر. دخلت في ضياع تام بعد مرض امي. في عام 1992 جاء احدهم واحضر لها شريط فيديو عن المجزرة فرأيت والدي واختي. عندها اصيبت بجلطة في الدماغ، تحولت بعدها الى مجرد صورة. كانت تتوه في الطرقات فاذهب للبحث عنها. كنت في حوالي الرابعة عشرة من عمري وليس لي احد. وجدت نفسي مضطرا للاهتمام بها بدل ان تهتم هي بي، الى ان ماتت عام 1995. اضطررت للعمل وانا صغير جدا. والدتي عملت لبعض الوقت في تنظيف مكتب علي ابو طوق اثناء حرب المخيمات. كان علي يعطف علينا وساعدنا في ترميم بيتنا. انا الان وحيد وليس لي احد. المجزرة غيرت مجرى حياتي ودمرتني". محمد الان - في العشرين من عمرة. ابيض شعره بعد المجزرة مباشرة وهو في الخامسة من عمره والمأساة حفرت عميقا في قسمات وجهه. يبدوا الان اكبر من عمره بعشر سنوات على الاقل. قال انه يسعى حاليا للهجرة. اذ لم يعد يحتمل الحياة هنا ! ". القتل ذبحا او بكواتم الصوت منع الفلسطينيين من معرفة ما يجري في المخيم. كثيرون لم يصدقوا ان مذبحة تجري في مخيمهم. روى العديد من اهالي المخيم كيف كانوا يتجمعون في بعض المساحات يتسامرون ويتناقشون ويشربون القهوة. بينما تجري على بعد امتار منهم عمليات ذبح وقتل. في ساحة الجامع، اخبرنا بعض المسنين كيف لم يصدقوا ان مجزرة تحدث في المخيم الا بعد قدوم نساء واطفال تغطيهم الدماء. قال "ابو محمد" انه كان ضمن وفد الرجال الذي تشكل لمقابلة "الاسرائيليين" وتسليم المخيم لهم كي تتوقف المجزرة. كان ابو محمد "الوحيد" الذي نجا من الوفد، اذ تخلف عنهم وذهب لاحضار بطاقة هويته من المنزل. سرعان ما قتل اعضاء الوفد رغم خروجهم حاملين شرشفا ابيض. اخبرني احد الرجال الذي رفض ذكر اسمه ان المخيم كان محاصرا بالجيش "الاسرائيلي" من جميع مداخله. "عندما علمنا بالمجزرة اردنا ان نخرج لكننا خفنا ان يقتلونا. عند ذلك قام احد الشباب باشعال قنينة غاز ورميها في مخزن للاسلحة في المخيم. بدأ المخزن يتفجر فهرب "الاسرائيليون" والكتائب بعيدا عن مكان الانفجار. عندها تمكنا من الخروج من طريق على مقربة من المخزن المنفجر


    خالص التحية و الشكر ..

  4. #4
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    1,631

    افتراضي

    شكرًا جدًا يا دكتور على الإضافة ..


  5. #5
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,434

    افتراضي

    شكرا جزيلا لكم على المعلومات القيمه دى
    جزاكم الله خيرا
    تحياتى


  6. #6
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    Heart 0f My Lover
    المشاركات
    4,321

    Thumbs up

    شكرا جزيلا على المعلومات الرائعه دى
    جزاكم ربى خيرا



  7. #7
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    1,631

    افتراضي

    العفو دكتورة (الملاك الضاحك) ودكتور سامح .. يا رب يمن علينا قريبًا بتحرير فلسطين.


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •