على أن أختار
متلمسه كل شئ وخائفه من أى شئ أسير فى طريق ربما بل حتما اختاره القدر لى .
لا أعرف له نهايه ولكنى على وعى من أين كانت البدايه.
طريق حب وأى حب! حب طالما تمنيته وحلمت به فى ذاكرتى وكنت ولا زلت أشهد بأن هذا الحب هو الينبوع الذى تدفقت منه أسمى وأغلى سماتى وصفاتى.
وتدفق منه أيضا النهر الذى مع مجراه تغيرت حياتى .
كنت قبل هذا الطريق تائهه ضاله مفتقده الوعى لأى شئ وزاهده فى كل شئ.
كانت ستستقطبنى ملذات الحياة الماديه وتنسينى احساسى بل وتمحى من وجدانى عاطفة الأنوثه المترسخه فى.
حياة بغضتها وكرهت كل مافيها من زيف وغش .وتمنيت أن يأتى اليوم الذى أجد فيه نفسى من جديد
وها قد جاء هذا اليوم.
طرق باب قلبى انسان وأى انسان!
أحببته قبل أن أراه.وجدت فيه الفارس الذى رسمته بأحلامى وشعرته بوجدانى وأبقيته فى خلودى.
شعرت بكل هذا تجاهه حتى قبل أن أتشفه بكلمة معه.ولكننى كنت أحس من داخلى بشئ ينادينى
( انه هو فلا تتركيه)
وبالفعل تمسكت به حد الجنون.
وكان الصدمه وأى صدمه! اذلم أجده كذلك ولم يكن كما رسمته .ولكنى وجدت واقعا مؤلما ومع ذلك لم أشعر بقسوة حقيقة هذا الواقع . لأننى كما قالو وكما وجدت حقا أن من يحب لايرى فى حبيبه الا الحسن, ولا يعرف من شمائله الا الطيب.
تغاضيت عن العيوب وتمسكت به لأبعد الحدود.
الى أن ضاقت نفسى, وتعب وجانى , وعصت روحى قلبى , واضطرت عيناى أن ترى الحقيقه واخترت الفراق.
ومرت بى أيام لاأدرى كيف مرت وكيف أحتملها وجدانى فى البعد عن هذا الفارس ذاك الوجدان الذى تعودت أن أصدقه.فقد ظل ينادينى من داخلى كما نادانى من قبل .
( صدقينى انه هو فارسك وبطل أحلامك فلا تتركيه)
ولكنى عاندت وتماديت فى عنادى والقسوة على قلبى الذى جف هو الآخر من شدة عذابه حتى تحول من ماده حيه تدب فيها الروح ويجرى بها الدم الى صخر جامد لايتحرك.
وبقيت وبقى قلبى على حاله الى أياما بل شهورا أروضه وأعصيه الى .......................
أن قابلته فى يوم وياله من يوم!
رأته عيناى فلم أستطع اغلاقها وجفنى لا يتحرك ولم يتحرك الا لأجل دمعه حاولت الخروج منه.
وكأن هذه الدمعه كانت سدا منيعا لغيرها من الدموع. فما أن انسكبت الا وانسكب بعدها سيل من الدموع أحرق مقلتاى .وكأن هذا السيل قد عرف طريقه ألا وهو : تلك الصخره الجامده التىأحملها بين ضلوعى
والتى جاهدت كثيرا فى الحفاظ عليها صامده جامده.
وقع هذا السيل من الدموع على تلك الصخره ففتتها ومن كثرته جعلها كالطمى ينبت منه أجمل أنواع الزهور
وماهذه الزهور الا ذكريات ذلك الفارس.
تحركت روحى وانتفض جسدى, وخرج حبه من كيانى للوجود مره أخرى.
ولكن هذه المره صدق وجدانى.
نعم انه الفارس الذى أريده عاد الى حقيقته الجميله التى كنت ولا زلت أشعر بها.
نعم انه هو.
وفى هذه المره عادت روحى ببهجه الى الوجود مرة أخرى
عادت روحى بشمائل غرا لاتنال بلا حب .
شمائل تعلمتها منه وأتقنتها من فروسيته, وارتقت ذاتى معه الى العلا.
سرت معه فى الطريق كما تمنيت من قبل يمسك أحدنا الآخر فى طريق مظلم لانرى فيه الا ضوء خافت ينبثق من نهاية هذا الطريق ألا وهو (الأمل)
ومع زيادة الضوء تزيد فينا حماستنا واصرارنا للوصول اليه ويزيد تمسك أحدنا بلآخر
أحس فيه الخوف على وصموده واصراره أمامى حتى لايظهر ضعيفا رغم أنى على يقين بطفولته المترسخه بداخله.
ويحس فى اصرارى عليه وتمسكى به وحبى له الزائد عن كل حد.
وبينما نحن فى مواصلة الطريق.................انقطع الضوء
يالا هول ذلك الموقف.أحسست وقتها بأن يدانا تفترقان وأنه يذهب لاأدرى الى أين وأنا أحاول وهو يحاول ألا تفلت أيدينا ولكن لامفر.
ووجدت نفسى عند مفترق طرق داخل هذا الطريق الطويل فعلى الاختيار قدرا بين اثنين
اما طريق مظلم طويل مخيف لا أمل فيه سوى صوته البعيد الهامس الذى ينادينى كأى أصل له.
واما طريق قصير مضئ يخرجنى خارج طريق الحب الذى أنا فيه الى حياتى الزائفه مره أخرى...................
