الي اخوتي و اخواتي ...........
عندما جلست افكر ماذا اقول لكم في هذا اللقاء او كيف ابدء ..........

انتابتني الحيرة .......... فما يجمعني بكم لا تستطيع ان تنثره الكلمات


و لكني وجدت اننا لا نملك الا سواها للتعبير عما بداخلنا خصوصا ان


علاقتي بكم ليست مادية و لكنها روحية حتى و لو كنت لا اعرف الا قليلا


منكم و لكن يكفي انكم بالتأكيد اعطيتموني اكثر مما اعطيتكم



في رحلتي معكم علي مدار خمس سنوات ........ تعلمت منكم




قبل ان اعلمكم ........اخذت منكم الدفء و الحب و الاحترام بلا مقابل




او عطاء قبل ان اعطيكم واجبا و فرضا كان بمثابة عمل الذي ارجوا ان




يكون خالصا لوجه الله




انظر اليكم اليوم .......... وأنا اودع تلك المنصة التي شهدت امالا و طموحات




لكم و بالمقابل كانت عملي .........و ياله من عمل كنت سعيد به لأنني كنت




فردا و سببا في بناء تلك الطموحات و الآمال لأشخاص اعتبرتهم اخوتي




وأخواتي الصغار.




و الان اجد فعلا ان ما مضي لم يذهب هباء ......... فقد جمعت كنوزا







رصيدها في قلوبكم ...........





اذ اودعكم اليوم كما اودع اهلي و كيف لا و انتم كنتم جزءا من حياتي




فقد قضيت معكم بالفعل اكثر مما كنت اقضي في بيتي




فكلمة وداعا .......... وجد القلب مرارتها قبل ان يستطعمها اللسان




لم تستطع العين قولها وهي تحتضن كل ركن في هذا المكان لم يشعر العقل




بها عندما تذكر كل لحظاتي معكم.............




فقد جمعتنا لحظات شتي ............ فرحكم بنجاحكم .............




فهمكم لدرس من الدروس .............. مشاركتي في رحلاتكم




هذا المدرج .......... ذلك السكشن ........... حتى فرحكم بنجاحي اذ جعلني




اشعر بالفخر ان لي كل هذا العدد من الاخوة و الاخوات




و علي الجانب الاخر







هناك اوقاتا قد بدوت فيها قاسيا عليكم .......... او ان





احدا فيكم شعر بعدم الاهتمام او بمعاملة غير لائقة ............ لكل ذلك




و ذاك فاني اليوم اعتذر لكل من شعر بذلك و اريده ان يسامحني و يعرف انه كان حدثا عن غير قصد ......... فاني قبل ان احترم فيكم الانسان احترم ايضا انكم طلاب علم لكم كل الحب و التقدير اما عني فيعلم الله ان ليس في قلبي الا كل الحب لكم




اذ اودعكم اليوم و اثق في اللقاء بإذن الله و حوله وقوته .........




فقد لا اري منكم الكثير بعد ذلك و لكني متشبث باللقاء .......




الي اللقاء بان تكونوا علي احسن حال و افضل مكانة ..........


الي اللقاء بان تروا انفسكم كبناء لابد ان تجملوه و تعطوه اهتماما




فتبنوها خير البناء




الي اللقاء بان اري اخوتي شامخين بالدين و الاخلاق و العلم




الي اللقاء في ان تكون ابا صالحا حنونا ، متحملا للمسؤلية في تربية






ابناء علي الدين و الاخلاق



الي اللقاء في ان تكوني اما تستعيد مكانتها في بناء رجال و نساء






يتحلوا بالحياء و الفضيلة والثقة بالنفس ، نبراسا


لأمة نريد ان نصنعها لا ان نتخيلها او نبكي علي اطلالها.



اوصيكم واوصي نفسي بان تري الله دوما في افعالك ، اوصيكم بتقواه




اوصيكم بان تتعلموا العلم ليس من اجل دنيا فانية او من اجل وظيفة




زائلة او من اجل ورقة لا تساوي الحبر التي كتبت به و لكنه يساوي




وقتا يسالك عنه ربك في اخرتك ......... ورسالة لابد ان تؤديها ....




الله خلقك لها و جعلك خليفته بها............




اصنعوا الخير و الحب ........... عاملوا الناس مثلما تحبوا ان يعاملوكم




انسوا كرامتكم عندما يلتصق القول و الفعل بالله ......... ففقط بالله نكتسب




افضل من الكرامة.




كونوا متسامحين و حب لأخيك ما تحب لنفسك ........




حب لأخيك ما تحب لنفسك




اخوتي و اخواتي ........... يكاد القلب يعتصر الما باني سأترككم و لكن




ما ان فكرت ان هذة هي سنة الحياة ......... فسوف يطمئن قلبك .....




فهي قليل من الفراق كثير من اللقاء...........




قليل من الحزن كثير من الفرح .............




قليل من اليأس كثير من الامل............




قليل من الضعف كثير من القوة ............




قليل من الدموع كثير من البسمات..............




قليل من البكاء كثير من الضحكات ..........




لا تقل كيف ......فقط اجعلها حياتك لأنك تتذكر انك مخلوق جميل من




صنع الله جعلك في لقاء و فرح و امل و قوة و بسمات و ضحكات لأنه معك




و جعل لك الفراق و الحزن و اليأس و الضعف و الدمع و البكاء ليختبرك




و تشعر بان ليس ملجأ الا اليه.




في نهاية حديثي معكم ..........تمنيت ان تلك اللحظات تطول







و لكني استودعكم الله و ادعوه بان يوفقكم الي ما يحب و يرضي







لن نقول وداعا ...........







و لكن سنقول





نلتقي غدا ان لم يكن في الدنيا علي حب الله و طاعته




فليكن في الجنة في نعيم الله و فضله




و ان يكون اخر دعوانا




الحمد لله رب العالمين