قصة الأنسولين :
كلمة (أنسولين)من الكلمات المرعبة التي ترتبط في ذهن غالبية الناس بمرض(السكري) ومايسببه تعاطيها للأنسان عن طريق الحقن (الأبر) من الآم جمه .وهي كلمه لاتينيه الأصل تعني المنسوب للأنسولين أوالخارج من الجزر (جزرلانجرهانز)التي تقوم بافراز هذا الهرمون والموجود في داخل غدة البنكرياس ليقوم هرمون الأنسولين باستقلاب سكر الدم .والآن وبعد مضي ما يربو على المائه والثلاثين عاما على اكتشاف الخلايا المفرزة لهرمون الأنسولين على يد الطبيب الألماني (بول لانجرهانز) فان هناك الكثير من التساؤلات ليس فقط فيما يتعلق بكيفية افراز الأنسولين من الدم وانتقاله عبر خلايا الجسم الأخرى أو طريقة عمله على خفض نسبة السكر في الدم وانتاج الطاقة اللازمة للجسم وانما الأسئله مازالت تدور في أذهان كثير من الناس عن ماهية الأنسولين في حد ذاته ؟!من المفارقات أيضا أنه رغم مرور كل هذة السنوات على اكتشاف الأنسولين فمازالت الطرق التقليديه في تزويد مريض السكري بالأنسولين عن طريق وخز الابر الحادهي السائده في علاج المرضى رغم ما يسببه ذلك من ألم للمريض ولأن هذا (الأنسولين ) الهرمونات المهمة للغاية التي يتم افرازها من غدة البنكرياس لاستمالة وتنشيط خلايا الجسم لغرض ادخال سكر الدم واحراقه لتكوين الطاقه اللازمه لحيوية تلك الخلايا .
ان الأجابه عن جميع هذة الأسئله وغيرها يتطلب منا العودة بالزمن الى الوراء وبالتحديد الى العام (1869م)عندماتمكن الطبيب الألماني (لانجرهانز) من اكتشاف الخلايا المفرزة للأنسولين حيث لاحظ وجود هذة الخلايا على شكل تجمعات خصوصا عند فحص غدة البنكرياس المستخرجة حديثا بعد هذا الاكتشاف بعشرين عاما كاملة أجريت دراسات معملية على الكلاب تم خلالها نزع غدة البنكرياس منها فظهرت عليها أعراض ارتفاع سكر الدم كالعطش الشديد وكثرة التبول وغير ذلك من الأعراض المرتبطة بظهور هذا المرض .ويمكن أن نقول ان عام 1894؛ كان بداية الأكتشاف الفعلي للعلاقة بين البنكرياس وسكر الدم ذلك أنة في ذلك العام ربط الطبيب (لاجنيس) بين اكتشافات (لانجرهانز) وبين أثر البنكرياس على سكر الدم وأن هذه الخلايا هي المسؤلة عن ضبط سكر الدم في الجسم.
ولكن : ما هو المصدر الذي كان يتم منة تحضير الأنسولين ؟
كان العنصر الحيواني (البقر والخنزير )هو المصدر الوحيد الذي يستخلص منة الأنسولين البشري عن طريق الهندسة الوراثية في أوائل الثمانينات .وبطبيعة الحال فان الأنسولين تتم صناعتة في خلايا بيتا الموجودة في (جزر لانجرهانز ) في البنكرياس وهي غدة صماء قنوية تقوم بفرز انزيمات البنكرياس الهاضمة للطعام من خلال القنوات البنكرياسية والقنات الصفراوية في الاثنا عشر .والمؤكد أن العامل الرئيسي في افراز الأنسولين هو ارتفاع سكر الدم الذي يحدث مباشرة بعد تناول الوجبات الغذائية وهو ما يؤدي الى تهييج خلايا بيتا فتقوم بافراز كمية معادلة من الأنسولين مما يحافظ على نسبة ثابتة للسكر في الدم .تقوم غدة البنكرياس بافراز وحدة واحدة من الأنسولين لكل كيلو غرام من الجسم وتزداد هذة الكمية مع زيادة وزن الجسم أو زيادة كمية الطعام الذي تناولة الأنسان .
أول أنسان يعالج بالأنسولين:
الطفل (ليونارد تومسون)هو أول انسان في التاريخ يعالج بالأنسولين .كان ذلك في عام 1922، عن طريق أخذ خلاصة البنكرياس بواسطة حقنة تحت الجلد لعدة مرات في اليوم الواحد وذلك بواسطة ابر ذات حجم كبير .وقد أدى علاج (تومسون ) بهذة الطريقة الى بقائة على قيد الحياة لفترة كبيرة على رغم وفاة معظم المصابين بالسكري –من النوع الأول – في ذلك الوقت بعد عدة أشهر من الأصابة .ولكن ظلت مشكلة تعدد الحقن اليومية هي الهاجس الدائم الذي يؤرق المرضى لما يشعرون بة من ألآم متواصلة ولقد استمر ذلك الوضع حتى العام 1936,عندما أضيفت مادة البروتامين لأطالة مفعول الدواء وجعل فعالية الأنسولين تمتد لأكثر من 12ساعة كما تم اضافة الزنك لجعل فعالية الدواء تمتد لأكثر من 24ساعة .