لم يكن معى سوى قلم ٍ،أطلقت له العنان على ورقةٍ ،غيرمدركةٍ لماأكتب ، فانطلق جامحاً

معبراً عن حالتى بأحرفٍ وأسطر ٍ ، بكلماتٍ وعباراتٍ ،بينما كنت أنا عن ذلك بعاجزةٍ ،
فلم أعى ما أكتب بينما علم هو ما يكتب ،لقد أحس بى قبل غيرى ، أحس بما يدور داخلى،
عما يختلج قلبى،عما يساورنى من حزنٍ وألم ٍ ،لست من ذلك بحائرةٍ،كيف لا ؟!
وقد كان_ولم يزل_ملاذى دوماً رفيقى عمراً.
لطالما هرعت إليه بعين ٍباكيةٍ ينبثق منها حزنُ ُدفينُ ُ، وبقلبٍ مختنق ٍوحيدٍ لم يجد من يكتنفه
من يزيل عنه ألمه وجرحه ،فكان طبيباً لآلامى بلسماً لجراحى.
لطالما أصغى إلى أنينى وآهاتى ،شكواى ومناجاتى بصدر رحبٍ حنون ٍدون كلل ٍأو مللٍ .
لطالما كان بمثابة مرأتى الصادقة الصدوقة ،فيه أرى صورتى ،حقيقتى دون زيف أو تزييف ،
كان لى دوماً ضميراً يقظاً ،صوتاً حياً لم _ولن_ تقتله مغريات الحياة ،أو

تدنسه شوائب الواقع ،كان دوماً بجانبى كان عوناً لى.
فكفكف يا صديقى دمعك ،كفاك ألماً وحزناً على ، فأنا لم أزل أنا لم أتبدل ،
فلن تدمينى جراحى
لن تحطمنى آلامى فقد اعتدتُ عليها قبلا ً ،
فصرخات قلبى تخفيها ابتسامتى ،
ودمعى ينسكب داخلى _ كالمياه الجوفاء فى توار ٍعن الأعين يعجز المرء عن رؤيتها،
عن الإحساس بها _ فلا أحد يعى خبايا ومكنونات قلبى سواك ،
فأنت صديقى الوفى ورفيق محنتى ودربى .........