السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.
.
.
.
.
.
مرت اكثر من ساعة منذ ان قمت بالضغط علي " "
و لكن لم اكتب سوي : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته "
... ! ! !
لم ادري كيف ابدأ الكلام . . .
تركت حاسـوبي ... و شرعت في الاستلقاء علي سجادة غرفتـي ،
و اثناء ذلك اعتذرت لفقرة فقرة من فقرات ظهري و هي تئن من الألم بسبب وضعية جلوسي السيئة دوما ..
لا ادري ما السبب ؟! و لكن ، ، فوجئت بذاكرتي تعود 14 عامـا للوراء ..
حين كنت طفلة في الخامسة من عمرها .. تحب القمر حبا شديدا و تتخذه صديقـا لها ،
تنتظره كل يوم لتداعبه و تطمئن عليه قبل ان تنام ..
و لكن كان ينغص صفوة هذه الصداقة ...... " الغيوم "
لا ادري من اين اكتسبت هذه الثقافة العجيبة !
فقد كنت موقنة بأن غيوم الصباح البيضاء طيبة .. و غيوم الليل الرمادية شريرة !!
لذا .. حين يأتي المساء وتزداد الغيوم حول القمر ابدأ بعزف سيفونية رائعة من الصراخ و البكاء اناشد فيها القمر ان يهرب او يدافع عن نفسه حتي لا تؤذيه الغيوم الرمادية الشريرة
.
.
.
فشلت جميع محاولات اقناعي بان القمر بعيد جدا و لا يمكن ان يلامس الغيوم ، و لم اصدق ان الغيوم عبارة عن بخار متكثف في السماء و ليست وحوشا كما اظن ..
استمر الوضع علي ما هو عليه لفترة طويلة حتي جاء يوم كنت العب فيه في بلكونة جدتي ..
اللعبة كانت ممتعة جدا .. ادور حول نفسي بأقصي سرعة ثم ارتمي علي الأرض و انظر لأعلي فاجد السماء تدور و تدور معها السحب البيضاء الطيبة .. مشهد رائع
ظللت العب هذه اللعبة و لم أمل حتي المساء .. و ظهر القمر أخيـرا ،
كعادتي بقيت اراقبه و اكلمه حتي اقتربت منه السحب الرمادية الشريرة كما اراها من منظوري أنا
تثاقلت انفاسي و شعرت بحرارة في عيني استعدادا للبكاء و لكن . . .
حين وجهت تركيزي من القمر الي السحب و تفحصتها جيدا .. اكتشفت انها نفس السحب اللتي كنت العب معها منذ قليل !
بمجرد مرور الفكرة في ذهني فقدت رغبتي في البكاء و نسيت خوفي علي القمر و اخذت افكر في هذا الأمر
كانت المرة الأولي التي احاول ان اغير فيها طريقة تفكيري .. تعلمت حينها ان المرء يحتاج ان يبذل مجهودا ليتمكن من رؤية الأشياء من منظور مختلف ...
بعد تأمل فترة لا اذكر ان كانت طويلة ام قصيرة ، تأكدت ان السحب الرمادية هي نفسها السحب البيضاء
و حينها استنتجت انني انا صاحبة القرار في اكساب السحب صفة الخير او الشر
احتجت ان ابذل المزيد من المجهود لأكسبها صفة الخير ... ليس سهلا ان تحول ما تظنه سيئا او سلبيا او شرا ... الي شيء جيد و ايجابي
.
.
.
نجحت اخيرا و رأيتها طيبة ، لا تؤذي القمر بل تلعب معه .. و حين تقترب و تخفيه بين طياتها فهي لا تأكله كما اعتقدت سابقا .. و لكنها تحتضنه كما تمنيت ان افعل دوما
لست اقص هذه القصة لاضحككم علي سذاجتي و انا صغيرة
و لكن لانني اري ان حياتي الان بعد كل هذه الاعوام لا زالت تسير بنفس القانون ;
~ الحقيقة ليست دوما كما نراها ~
لاثبات ذلك ببساطة ضع يد في ماء مثلج و اليد الاخري في ماء حار لدقائق ، ثم ضعهما الاثنين تحت الحنفية في وقت واحد
في تلك اللحظة يكون الماء باردا و ساخنا في نفس الوقت .. و ان طلبت من اختك ان تضع يدها تحت الحنفية ستخبرك بشعور مختلف تماما و هو ان الماء فاتر لا حار ولا بارد !!
رغم ان الماء المتدفق هو نفسه ... لكن الرؤي تختلف و بالتالي اوجه الحقائق و درجة الاقتناع بها تختلف
المصاعب و المشكلات هكذا تماما
كلما حاولت النظر اليها بشكل مختلف كلما ازدادت فرصة استنتاج حل او تحرر من خمول و يأس و احباط
لنتعاهد علي ان لا نسمح لليأس بأن يتسلل الي داخلنا ابدا منذ هذه اللحظة
ليس بأن نتجاهله ،، بل علينا ان نستغله و نحوله لطاقة ايجابية تدفعنا للأمام ...
من وجهة نظري الايجابية ليست النظر لنصف الكوب الممتلئ فقط
بل الي شقي الكوب : " الفارغ و الممتلئ "
الممتلئ يغمرك بالحماسة و الثبات و يمدك بالأمل في ملئ النصف الآخر... والفارغ يحفذك لتفكر وتبذل مزيدا من المجهود لملئه
*
*
*
حين يقال لي " انتـي آخرك هتقفي تعدي حبوب " ... انا التي تقرر كيف سيكون وقع الكلمات بداخلي
ربما تبدو الكلمات محبطة و ساخرة و محزنة للوهلة الأولي
و لكن ان دققنا النظر قليلا ربما تلهمنا بفكرة ...
حسنا ، اريد ان اقوم بـ "عـد" ليس " الحبوب " فقط بل و الحقن و الشراب و المراهم و القطرات و غيرها من المستحضرات الصيدلية
مش عشان " ده أخري " ! ! !
و لكن لاستشعر مدي حنان ربي بأن كفاني و رزقني الصحة فلست بحاجة لأي منها
... الحمد لله الذي عافانا ...
و هكذا يستغرب قائل الكلمات من ابتسامتي و سعادتي الغامرة .. بدون سبب - من وجهة نظره هو -
،،
انا اخترت مهنتي بنفسي لم اجبر عليها و تعبت من اجل ان اصل اليها و عشقتها بكل ادويتها بداية من الغبار القليل علي غلاف العلبة الي آخر قطرة في زجاجة الدواء
و حين اقوم بـ " عـد " الادوية اشعر بالفخر لانه لا احد يستطيع ان يكون ملما بهذا الكم من العلاجات الا الصيدلي
و لا يسمح لاحد بالاحتفاظ بها او صرفها الا الصيدلي
و كلنا هنا صيادلة ... لذا فلنركز علي ان نكون جديرين بهذه المسئولية دون ان نصاب باليأس و الاحباط
ارجو الا يكون ما سيسطر في صفحاتنا القادمة مقتصرا علي " BoNbOoNa في الصيدلية " ، بل ليكن " كلنا في الصيدلية "
اتمني ان نساند بعضنا لنستفيد من التدريب هذا الصيف علي قدر الامكان
*
*
*
سكنتم فؤادي و رب العبـــاد
" اللهم اجمعني بهذه الوجوه الطيبة في رحاب جنتــك "
.. اسألكم الدعـاء بظهر الغيـب ..
1st Week
Day1 ,, Day 2 ,, Day 3 ,, Day 4 ,,Day 5 ,, Day 6 (Quiz) ,, Day 7 (friday)
2nd Week
Day 8&9,, Day 10 ,, Day 11 ,, Day 12&13