البحث عن ضحكة
"قصة قصيرة"
رأيتها...تمت
كانت غارقة في الضحك بل تركتْ نفسها لتضحك بلا قيود...نظرتُ إلي مكمنِ نظراتها، فوجدتها واقعة علي فيلم كرتون كوميدي في التلفاز..
بالرغم من أني لن أضحك أبداً علي ماتضحك عليه..فلقد مات الطفل بداخلي منذ أن أصبحت رجلاً بالغاً أحسبها بالورقة والقلم، أسير بالعقل والمنطق لا بالوجدان والعاطفة.. إلا أنني- وبدون تفكير علي غير عادتي- جلست بجوارها- لأول مرة- منذ فترةكبيرة..ومُسّتربعاً مثلُها علي الأرض..كانت المرأة العجوز تضحك بالفعل، وتنظر إليّ من حين لآخر بأعين لامعة تملؤها براءة الأطفال، فابتسمت إليها لأشاركها فقط في فرحتها هذه وسعادتها، لم أفكر...لم أعتقد...لم أجادل...لم أذهب للمنطق...لم أستخدم الحسابات هنا، وسرعان ماسحبتني تلك الإبتسامة لعالمها الساذج ودفعتني - أنا الآخر- للضحك...فقط...عندما ألقيتُ برأسي في حجرها الدافئ، ممداً قدماي ومُنتصباً جسدي للأمام، وهي تعبث في شعري وكأنها تبحث عن القمل كعادتها في صباي، فتثير في تلك الدغدغة الجميلة التي طالما أحببتها...
رويداً رويداً...كان الطفل قد بُعث مرة أخري من الموت، بعدما ارتمي الرجل في حِجرْ أُمه..وهنا غرق تماماً في الضحك بدون حسابات...
أضحكته الكوميديا الساذجة التي لاتُضحك الرجال الكبار العقليين..
ومن يومها...عندما لايعرف كيف يضحك في عفوية..يبحث عن حِجرْ أُمه ليرتمي فيه..
بقلم: محمد فهمي الزحاف