صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: الرجلْ ذو البدلة البيضاء...(ق.ق)

  1. #1
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    1,362

    Arrow الرجلْ ذو البدلة البيضاء...(ق.ق)

    الرجل..ذو البدلة البيضاء
    " قصة قصيرة "

    ماأجمل الليلة...الصفاء..السكون..الصمت..النسيم الرقيق الذي يداعب وجهي.. وأضواء القمر الخافته..لا عجب من ذلك..فهي آتية من نهار ربيعي..ماأجمل الربيع وليله البديع....لا توجد ضوضاء.. ولا بشر يزعجونني...حقا..ً "الجحيم هم الآخرون"

    ثم يأخذ هذا الأستاذ (المثقف) نفساً عميقاً من هذا الهواء المنعش ويخرجه ببطئ وكأنه يتخلص من عمل اليوم ..فهي لحظات نادرة يحصل عليها وهو عائد الي بيته في ذلك الوقت المتأخر من الليل وطالما أن الرجل هذا متذوق بهذا الشكل للجمال والهدوء ..فإنه لم يذهب مباشرة الي البيت من طريقه المختصر بل قرر الإلتفاف والسير لمدة أطول علي ضفاف بحراً صغيراً تبدو مياهه ساكنة للناظر إليها وكأنه بحراً ميتاً لا حركة فيه..وهذا مايريده..! مش عايز دوشة من أي حد ولا حتي من مياه البحر الوديعة هذه..!

    ولكن لم يدم هذا المنظر طويلاً..فأثناء سيره بدأ يردد أشياء غريبة ،ولكن مازال استمتاعه قائم ولا صوت يظهر غير كلماته العجيبة ووقع أقدامه علي الطريق وبعض الحركات العشوائية من الفئران التي تخرج في مثل هذا الوقت ،ولكنه بدأ يتوقف فلقد سمع وقع اقدام أخري فالتفت وأخذ ينظر للحظات...

    ولكن لم يجد شيء..واستمر في المسير..ومن الملفت للنظرأن مياه البحر الميت هذه بدأت تتحرك..ثم تهدأ..ظن أنها من تمرد بعض النسيم الهادئ الذي أراد أن يخرج عن هدوئه...لكنه بدأ يصدر حركة أكبر وكأن أحد يحركه ويسيطر عليه..فأسترعي هذا انتباهه وتوقف ولم تتوقف حركة المياه الثائرة وكأن رياح عنيفة تستفزها..وما زال متوقفاً..وبدأ قلقاً يسري في نفسه..ودقات قلبه تتسارع هي الأخري من الخوف.. وفقد استمتاعه وهدوئه..وهنا أحس فجأة بيد غليظة تمسكه من كتفه فارتجف جسده وكأن شحنات كهربية عالية سرت فيه.. وكاد قلبه أن يتوقف من الخوف..ولم يستطع حتي أن يحصل علي حق الصراخ و إنما التفت وجسده يرتجف.. وقبل أن يقول أي شئ....

    بادره هذا الرجل قائلاً في هدوء مستفز ليس له مكان هنا:

    مساء الخير ياأستاذ..أنا آسف اني قطعت عليك خلوتك الجميلة دي.. بس طبعاً مش معقول أبقي ماشي في الوقت ده وأشوف حد و....

    لم يكمل جملته عدما صرخ الأستاذ في وجهه بعد خروجه من فزعه وقال له:

    أنت عارف الساعة كام ..! انت عارف ايه اللي انت عملته فيا دلوقتي! أناممكن كنت أموت فيها..حرام عليك ..مافيش شوية نظر..حضرتك مش واخد بالك احنا فين..!

    هذا الرجل العجوز بدا متأنقاً مرتدياً بدلة كاملة بيضاء علي قميص أسود وكأنه كان قادماً لتوه من حفلة ..ولكني أعتقد أنه هنا لهدف ما..وليس صدفة..!!

    أنا شكلي أفزعتك..أنا آسف...(قالها هذا الرجل العجوز بلهجة باردة)

    ثم أردف قائلاً:

    إنني أراك منزعج من حركة المياه المفائجة..وتمرد الهواء ..بالرغم من أني أحب أن أري هذا العالم المادي أقل سكوناً..من الممتع أن أراه في عنف وصخب..اندفاع الشلالات..ونيران مشتعلة متوهجة ..وتراقص الأغصان وأوراق الأشجار..وهيجان هذا البحر الذي أمامك..علي العموم أنا أراك غير مهتم..ولكنك ستعرف هذا الكلام بل ستتعلمه في وقت قريب..قريب جداً..وأرجو أن تحب ذلك..وشدد الرجل علي كلماته الأخيره تلك..

    -من أنت..! وما شأني بكل هذا..( قالها الأستاذ بإستنكار)

    -رد عليه الرجل في لهجة يٌعتقد منها أن الأستاذ يفهم مايقصد:

    ألم تفهم بعد..! ألم أعطك الآن متعة مجانية..

    - أي متعة هذه..!!؟

    - ماشعرت به عندما خرجت المياه عن طبيعتها وأحسست بقوة الهواء تضرب وجهك هذا..ألم تشعر بالخوف..هي تلك.. انها متعة الخوف

    - رد عليه الاستاذ وقد بدأ يشعر بالضيق:

    يالك من رجل متحزلق..لقد فزعت من هذه المباغتة منك في هذا الوقت المتأخر..ودخولك الغير لائق..فمن الطبيعي أن أخاف..وتعتقد أن ذلك متعة..!! من أين أتي لك ذلك الإعتقاد..!

    - لم يرد عليه الرجل وقال له في استعجال :

    معذرة يجب أن أذهب الآن..

    لم ينتظر حتي أن يأذن له..لذلك غضب الأستاذ منه وقال بغيظ حقاً إنك رجل مجنون وأحمق..هذه الأناقة لاتليق بعقلك السفيه...أتسمعني..!

    <<
    نعم لقد سمعك...! >>
    لأن الرجل لم يبعد كثيراً لذلك سمع تلك الجملة الأخيرة..وسيعود من أجلها...فتوقف..ونظرإليه في حدة من فوق كتفه العريض بعيونه السوداء اللامعة..بعدما اشتعل وجهه من الغضب

    كيف يهينه بهذا الشكل..بعدما قدم له خدمة المتعة المجانية -كما يعتقد - فعاد لكي يريه الآن شكل الخوف..وليس صوته فقط..فاليستعد للمتعة الكبري..!

    لم يري الأستاذ وجه الرجل الغاضب جيداً من بعيد في ذلك الظلام..بل تغيرت ملامحه الغاضبة بسرعة عندما رجع إليه..وكأن شيئاً لم يكن..!

    - قال له في هدوء غريب..متأسف ياصديق الليلة..كان يجب الإستئذان..واعذرني من فضلك علي استعجالي

    فرد عليه الأستاذ في استعلاء واضح قائلاً:

    من الجميل أن يعرف الإنسان خطأه..اذهب ان شئت الآن.

    - ولكن الرجل قال له:

    قبل ذلك..أريد منك طلباً بسيطاً ..أرجوك..!

    - من الواضح أن هذه الليلة لن تنتهي..هذا اثبات أن الجحيم هم الآخرون...ماذا تريد ياسيدي العزيز..؟(قالها بإستخفاف)

    نظر إليه الرجل في انكسار ورأسه منخفضة ثم قال :

    - أرجوك تأتي معي لتساعدني في حمل أمتعتي الي ذلك المسجد القريب..فأنا سأنام هذه الليلة هناك..

    - ماذا..!! أتستخف بي..تتكلم وكأن ليس لك مأوي..كيف يكون مبيتك هناك في المسجد..ان هذه الأناقة لاتدل علي ذلك

    - ليس كل ماتراه يبدو حقيقياً..الآن.. هل ستساعدني..؟

    - فاليكن..حتي ننتهي من تلك الليلة..أين هذه الأمتعة..؟!

    - إنها هنا..فلنذهب لإحضارها

    ذهب الرجلان معا وأحضرا الأمتعة الي المسجد بالفعل وأثناء دخولهما تفاجأ الاستاذ بشئ أسود قائم في ركن بعيد وأخذ يقترب إليه شيئا فشيئاً حتي أصبح قريباً جداً..فوجدها امرأة مقوسة الظهر..واضعة رأسها علي ركبتيها فلا يبدو من وجهها شئ

    علي الفور وفي تعجب وذهول واضحين..تسائل.. من هذه المرأة..أهي من أمثالك..أم ماذا..ألديك شئ تقوله لي..؟!!

    - لم يرد عليه الرجل الذي بدأت ملامحه تتغير وبدأ يردد كلمات غريبة غير مفهومة

    اقترب الأستاذ أكثر في حذر وعندما هم بوضع يده علي كتفيها.. بدأت فجأة تبكي بصوت غريب وكأنه صادر من قطة تبكي متألمة في عمق الليل وازداد الصوت في البكاء وانتفضت المرأة من مكانها بوجهها البشع الرهيب تجري في أرجاء المسجد علي أيديها وأرجلها وكأنها حيوان هائج..

    تجمد الأستاذ في مكانه واتسعت عينياه..وتبول علي نفسه..وانهار من الرعب.. وكأنه رأي الجحيم أمامه

    ثم علا صوت الرجل العجوز بشدة قائلاً: الآن تذوق ...الآن تمتع...الآن تعلْم..

    وقبل أن يقع الأستاذ في الأرض مغشياً عليه..وجد الرجل والمرأة معاً في شخص واحد..صائحين في صراخ عنيف :
    الآن... الجحيم ليس الآخرون..الجحيم هو أنت نفسك.


    تمت
    بقلم: محمد فهمي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد فهمي ; 15-11-2011 الساعة 08:17 PM

  2. #2
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    1,631

    افتراضي


    يااااه

    حضرتك ما شاء الله متمكن أوي في القصة القصيرة

    جميلة ومبتكرة


    بس سؤال خطر في بالي وأنا بقرأ .. حضرتك كنت بتقرأ رجل المستحيل ؟

    بحس ملامح من ملامح نبيل فاروق كدا


  3. #3
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    Paradise
    المشاركات
    775

    افتراضي

    جميلة جدا ومنتظرين مزيدك الرائع

  4. #4
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    حيث توجد الأزهار
    المشاركات
    1,100

    افتراضي

    مليش دعوة .. أنا عاوزة شرح القصة زى كل مرة
    بصراحة حضرتك أصبحت فى قمة الابداع فى القصة القصيرة
    يا ريت تفكر تجمعهم فى كتاب ..
    و عاوزة نسخة موقعة هدية لو سمحت
    بالتوفيق

  5. #5
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    616

    افتراضي

    بص يا سيدى
    انا مش دارسة أساسيات قصة قصيرة عشان انقدها كبناء
    ولكن منى حقى اتكلم كاستمتاع
    "انا حاسه انى اضحك عليا"
    المضمون اللى انت وضحته فى النهاية "الجحيم ليس الآخرين"
    ملوش اى علاقة بأحداث القصة
    بدايات القصة كانت جميلة جدا استمتعت فعلا لأنك عرفت توصل وصف الشخصية صح وانا بحب كدا لأنى فى انواع روايات معينه بتشدنى وبحب اقرأها فا مش اى حد يدخل القارىء فى تفاصيل القصة وانت عملت كدا ا دى حاجة كويسه
    نيجى من اول الخيال العلمى "الغير مبرر" اللى حصل
    بدأت تفاصيل القصة يحصلها شرخ واضح جداً والقارىء مش فاهم حاجة
    بس مش فاهم الوحشه مش الحلوة
    وبعدين المبالغة الشديدة جدا فى المرأة اللى فى المسجد اللى تحولت فى عقل البطل وهلع منها
    مبالغ جدا فى حتة التحول
    ومبالغة غير مرغوبة ان المكان اللى حصل فيه دا "مسجد"
    ومبالغة اغرب انه عيبات فيه ودخلوا لقوا "امرأه" و"رجل" فى حتة واحده فى "مسجد" ومعروف ان الاماكن بتبقى منفصلة فا دى عدت عليك بردو
    ..
    وبعدين اخر جمله قالها صاحب البدلة اللى وضحت قصدك من القصة زى ما قولتلك فصلتك من الموود ومعرفتش ايه علاقة طل اللى حصل دا بالفكرة دى !
    ...
    عالعموم قرأتلك يا دوكتر أحسن من كدا
    ولكنها مازالت قصة جميلة
    شكراً ليك
    وتقبل مرورى


  6. #6
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    فى حب الله
    المشاركات
    1,641

    افتراضي

    جميلة جدااااا يادكتور تسلم الايادى
    وحضرتك متكمن فيها بطريقة رااائعة تشد الانتباه
    ما شاء الله عليك يا دكتور والى الامام دائما


  7. #7
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    1,362

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mouri Ran مشاهدة المشاركة

    يااااه

    حضرتك ما شاء الله متمكن أوي في القصة القصيرة

    جميلة ومبتكرة


    بس سؤال خطر في بالي وأنا بقرأ .. حضرتك كنت بتقرأ رجل المستحيل ؟

    بحس ملامح من ملامح نبيل فاروق كدا

    شكراً يادكتورة علي مرورك النشيط دائماَ وكلماتك الجميلة...
    بالنسبة للقراءة...بنوع مش لحد معين يعني...
    وأبقي سعيد طبعاً لو فيه ملامح من الكاتب الكبير د. نبيل..

    -----
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة E.Raafat مشاهدة المشاركة
    جميلة جدا ومنتظرين مزيدك الرائع
    شكراً ياد. إبراهيم...
    مع تحياتي...

    -----
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dr_Cinderellaaaaa مشاهدة المشاركة
    مليش دعوة .. أنا عاوزة شرح القصة زى كل مرة
    بصراحة حضرتك أصبحت فى قمة الابداع فى القصة القصيرة
    يا ريت تفكر تجمعهم فى كتاب ..
    و عاوزة نسخة موقعة هدية لو سمحت
    بالتوفيق
    مابلاش أنا...ياريت حد تاني يدخل يشرح لنا القصة دي....
    وبالنسبة للكتاب ده..إن شاء الله يتم التحضير لذلك من زمن...في قصص لسه بتستوي علي مهلها علشان تكون ناضجة....وفيه أفكار لقصص أخري...ربنا ييسر..أحسن ساعات بيجي موسم الجفاف ..حضرتك طبعاً عارفاه...
    أكيد إن شاء الله....جزاك الله خيراً يادكتورة...
    ويسعدني مرورك دائماً...أسعد الله أيامك..

    -----
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطر الندى مشاهدة المشاركة
    جميلة جدااااا يادكتور تسلم الايادى
    وحضرتك متكمن فيها بطريقة رااائعة تشد الانتباه
    ما شاء الله عليك يا دكتور والى الامام دائما

    مبسوط بمرورك وتواجدك يادكتورة.....
    وشكراً علي كلماتك الجميلة...
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد فهمي ; 17-11-2011 الساعة 07:50 PM

  8. #8
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    1,362

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Aya Farouk مشاهدة المشاركة
    بص يا سيدى
    انا مش دارسة أساسيات قصة قصيرة عشان انقدها كبناء
    ولكن منى حقى اتكلم كاستمتاع
    طبعاً..
    "انا حاسه انى اضحك عليا"
    ليه بس...
    المضمون اللى انت وضحته فى النهاية "الجحيم ليس الآخرين"
    ملوش اى علاقة بأحداث القصة
    بدايات القصة كانت جميلة جدا استمتعت فعلا لأنك عرفت توصل وصف الشخصية صح وانا بحب كدا لأنى فى انواع روايات معينه بتشدنى وبحب اقرأها فا مش اى حد يدخل القارىء فى تفاصيل القصة وانت عملت كدا ا دى حاجة كويسه
    الحمد لله...ده اللي أنا حسيته برده وأنا بكتب..أحسن أنا بتأثر بالقصة برده حتي ولو أنا اللي كاتبها...
    نيجى من اول الخيال العلمى "الغير مبرر" اللى حصل
    ياسبحانك الله....عرفتي منين إن أنا ليا في الخيال العلمي..مكشوف عنك الحجاب ولا إيه...
    بدأت تفاصيل القصة يحصلها شرخ واضح جداً والقارىء مش فاهم حاجة
    بس مش فاهم الوحشه مش الحلوة
    من أي جزء بالضبط علشان أعدله...؟!!
    وبعدين المبالغة الشديدة جدا فى المرأة اللى فى المسجد اللى تحولت فى عقل البطل وهلع منها
    مبالغ جدا فى حتة التحول
    ده المطلوب...لأن دي قصة فيها شوية خوف ورعب..المفروض يعني..
    ومبالغة غير مرغوبة ان المكان اللى حصل فيه دا "مسجد"
    إيه المبالغة في كده...؟!!
    ومبالغة اغرب انه عيبات فيه ودخلوا لقوا "امرأه" و"رجل" فى حتة واحده فى "مسجد" ومعروف ان الاماكن بتبقى منفصلة فا دى عدت عليك بردو
    علي فكرة..المرأة كانت لوحدها في المسجد...
    ..
    وبعدين اخر جمله قالها صاحب البدلة اللى وضحت قصدك من القصة زى ما قولتلك فصلتك من الموود ومعرفتش ايه علاقة طل اللى حصل دا بالفكرة دى !
    ...
    عالعموم قرأتلك يا دوكتر أحسن من كدا
    ولكنها مازالت قصة جميلة
    شكراً ليك
    وتقبل مرورى

    علي العموم...شكل القصة لم تستوي بعد...!!
    شكلي معرفتش أوصل الفكرة بالدقة المطلوبة....وبيني وبينك أنا حسيت بكده فعلاً لان الفكرة صعبة شوية...وبالتالي هحاول أعمل لها إعادة صياغة..وأربط الخيوط ببعضها..
    علي فكرة يادكتورة آية... أنا ببقي في قمة السعادة لما ألاقي حد ينكش في الكلام ويطلع اللي جواه..وينتقده..ويفتح عيني علي حاجات مش واخد بالي منها...
    أنتظر وجودك دائماً...
    مع تحياتي..



  9. #9
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    mahalla
    المشاركات
    131

    Smile

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فهمي مشاهدة المشاركة
    الرجل..ذو البدلة البيضاء
    " قصة قصيرة "

    ماأجمل الليلة...الصفاء..السكون..الصمت..النسيم الرقيق الذي يداعب وجهي.. وأضواء القمر الخافته..لا عجب من ذلك..فهي آتية من نهار ربيعي..ماأجمل الربيع وليله البديع....لا توجد ضوضاء.. ولا بشر يزعجونني...حقا..ً "الجحيم هم الآخرون"

    ثم يأخذ هذا الأستاذ (المثقف) نفساً عميقاً من هذا الهواء المنعش ويخرجه ببطئ وكأنه يتخلص من عمل اليوم ..فهي لحظات نادرة يحصل عليها وهو عائد الي بيته في ذلك الوقت المتأخر من الليل وطالما أن الرجل هذا متذوق بهذا الشكل للجمال والهدوء ..فإنه لم يذهب مباشرة الي البيت من طريقه المختصر بل قرر الإلتفاف والسير لمدة أطول علي ضفاف بحراً صغيراً تبدو مياهه ساكنة للناظر إليها وكأنه بحراً ميتاً لا حركة فيه..وهذا مايريده..! مش عايز دوشة من أي حد ولا حتي من مياه البحر الوديعة هذه..!

    ولكن لم يدم هذا المنظر طويلاً..فأثناء سيره بدأ يردد أشياء غريبة ،ولكن مازال استمتاعه قائم ولا صوت يظهر غير كلماته العجيبة ووقع أقدامه علي الطريق وبعض الحركات العشوائية من الفئران التي تخرج في مثل هذا الوقت ،ولكنه بدأ يتوقف فلقد سمع وقع اقدام أخري فالتفت وأخذ ينظر للحظات...

    ولكن لم يجد شيء..واستمر في المسير..ومن الملفت للنظرأن مياه البحر الميت هذه بدأت تتحرك..ثم تهدأ..ظن أنها من تمرد بعض النسيم الهادئ الذي أراد أن يخرج عن هدوئه...لكنه بدأ يصدر حركة أكبر وكأن أحد يحركه ويسيطر عليه..فأسترعي هذا انتباهه وتوقف ولم تتوقف حركة المياه الثائرة وكأن رياح عنيفة تستفزها..وما زال متوقفاً..وبدأ قلقاً يسري في نفسه..ودقات قلبه تتسارع هي الأخري من الخوف.. وفقد استمتاعه وهدوئه..وهنا أحس فجأة بيد غليظة تمسكه من كتفه فارتجف جسده وكأن شحنات كهربية عالية سرت فيه.. وكاد قلبه أن يتوقف من الخوف..ولم يستطع حتي أن يحصل علي حق الصراخ و إنما التفت وجسده يرتجف.. وقبل أن يقول أي شئ....

    بادره هذا الرجل قائلاً في هدوء مستفز ليس له مكان هنا:

    مساء الخير ياأستاذ..أنا آسف اني قطعت عليك خلوتك الجميلة دي.. بس طبعاً مش معقول أبقي ماشي في الوقت ده وأشوف حد و....

    لم يكمل جملته عدما صرخ الأستاذ في وجهه بعد خروجه من فزعه وقال له:

    أنت عارف الساعة كام ..! انت عارف ايه اللي انت عملته فيا دلوقتي! أناممكن كنت أموت فيها..حرام عليك ..مافيش شوية نظر..حضرتك مش واخد بالك احنا فين..!

    هذا الرجل العجوز بدا متأنقاً مرتدياً بدلة كاملة بيضاء علي قميص أسود وكأنه كان قادماً لتوه من حفلة ..ولكني أعتقد أنه هنا لهدف ما..وليس صدفة..!!

    أنا شكلي أفزعتك..أنا آسف...(قالها هذا الرجل العجوز بلهجة باردة)

    ثم أردف قائلاً:

    إنني أراك منزعج من حركة المياه المفائجة..وتمرد الهواء ..بالرغم من أني أحب أن أري هذا العالم المادي أقل سكوناً..من الممتع أن أراه في عنف وصخب..اندفاع الشلالات..ونيران مشتعلة متوهجة ..وتراقص الأغصان وأوراق الأشجار..وهيجان هذا البحر الذي أمامك..علي العموم أنا أراك غير مهتم..ولكنك ستعرف هذا الكلام بل ستتعلمه في وقت قريب..قريب جداً..وأرجو أن تحب ذلك..وشدد الرجل علي كلماته الأخيره تلك..

    -من أنت..! وما شأني بكل هذا..( قالها الأستاذ بإستنكار)

    -رد عليه الرجل في لهجة يٌعتقد منها أن الأستاذ يفهم مايقصد:

    ألم تفهم بعد..! ألم أعطك الآن متعة مجانية..

    - أي متعة هذه..!!؟

    - ماشعرت به عندما خرجت المياه عن طبيعتها وأحسست بقوة الهواء تضرب وجهك هذا..ألم تشعر بالخوف..هي تلك.. انها متعة الخوف

    - رد عليه الاستاذ وقد بدأ يشعر بالضيق:

    يالك من رجل متحزلق..لقد فزعت من هذه المباغتة منك في هذا الوقت المتأخر..ودخولك الغير لائق..فمن الطبيعي أن أخاف..وتعتقد أن ذلك متعة..!! من أين أتي لك ذلك الإعتقاد..!

    - لم يرد عليه الرجل وقال له في استعجال :

    معذرة يجب أن أذهب الآن..

    لم ينتظر حتي أن يأذن له..لذلك غضب الأستاذ منه وقال بغيظ حقاً إنك رجل مجنون وأحمق..هذه الأناقة لاتليق بعقلك السفيه...أتسمعني..!

    <<
    نعم لقد سمعك...! >>
    لأن الرجل لم يبعد كثيراً لذلك سمع تلك الجملة الأخيرة..وسيعود من أجلها...فتوقف..ونظرإليه في حدة من فوق كتفه العريض بعيونه السوداء اللامعة..بعدما اشتعل وجهه من الغضب

    كيف يهينه بهذا الشكل..بعدما قدم له خدمة المتعة المجانية -كما يعتقد - فعاد لكي يريه الآن شكل الخوف..وليس صوته فقط..فاليستعد للمتعة الكبري..!

    لم يري الأستاذ وجه الرجل الغاضب جيداً من بعيد في ذلك الظلام..بل تغيرت ملامحه الغاضبة بسرعة عندما رجع إليه..وكأن شيئاً لم يكن..!

    - قال له في هدوء غريب..متأسف ياصديق الليلة..كان يجب الإستئذان..واعذرني من فضلك علي استعجالي

    فرد عليه الأستاذ في استعلاء واضح قائلاً:

    من الجميل أن يعرف الإنسان خطأه..اذهب ان شئت الآن.

    - ولكن الرجل قال له:

    قبل ذلك..أريد منك طلباً بسيطاً ..أرجوك..!

    - من الواضح أن هذه الليلة لن تنتهي..هذا اثبات أن الجحيم هم الآخرون...ماذا تريد ياسيدي العزيز..؟(قالها بإستخفاف)

    نظر إليه الرجل في انكسار ورأسه منخفضة ثم قال :

    - أرجوك تأتي معي لتساعدني في حمل أمتعتي الي ذلك المسجد القريب..فأنا سأنام هذه الليلة هناك..

    - ماذا..!! أتستخف بي..تتكلم وكأن ليس لك مأوي..كيف يكون مبيتك هناك في المسجد..ان هذه الأناقة لاتدل علي ذلك

    - ليس كل ماتراه يبدو حقيقياً..الآن.. هل ستساعدني..؟

    - فاليكن..حتي ننتهي من تلك الليلة..أين هذه الأمتعة..؟!

    - إنها هنا..فلنذهب لإحضارها

    ذهب الرجلان معا وأحضرا الأمتعة الي المسجد بالفعل وأثناء دخولهما تفاجأ الاستاذ بشئ أسود قائم في ركن بعيد وأخذ يقترب إليه شيئا فشيئاً حتي أصبح قريباً جداً..فوجدها امرأة مقوسة الظهر..واضعة رأسها علي ركبتيها فلا يبدو من وجهها شئ

    علي الفور وفي تعجب وذهول واضحين..تسائل.. من هذه المرأة..أهي من أمثالك..أم ماذا..ألديك شئ تقوله لي..؟!!

    - لم يرد عليه الرجل الذي بدأت ملامحه تتغير وبدأ يردد كلمات غريبة غير مفهومة

    اقترب الأستاذ أكثر في حذر وعندما هم بوضع يده علي كتفيها.. بدأت فجأة تبكي بصوت غريب وكأنه صادر من قطة تبكي متألمة في عمق الليل وازداد الصوت في البكاء وانتفضت المرأة من مكانها بوجهها البشع الرهيب تجري في أرجاء المسجد علي أيديها وأرجلها وكأنها حيوان هائج..

    تجمد الأستاذ في مكانه واتسعت عينياه..وتبول علي نفسه..وانهار من الرعب.. وكأنه رأي الجحيم أمامه

    ثم علا صوت الرجل العجوز بشدة قائلاً: الآن تذوق ...الآن تمتع...الآن تعلْم..

    وقبل أن يقع الأستاذ في الأرض مغشياً عليه..وجد الرجل والمرأة معاً في شخص واحد..صائحين في صراخ عنيف :
    الآن... الجحيم ليس الآخرون..الجحيم هو أنت نفسك.


    تمت
    بقلم: محمد فهمي
    ماشاء الله ما هو انا اصلا مش هينفع اقول انها روعة لانها فاقت الوصف ماشاء الله ماشاء الله بجد تسلم يا دكتور ....عجبتنى اوى الجحيم هو أنت فعلا كل واحد عايز يعرف ايه اللى جواه الاول قبل ما يعلق على الناس ......منتظرة المزيد من حضرتك

    بالتوفيق الدائم يا رب ...تبارك الله



  10. #10
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    1,362

    افتراضي

    نورتيني يادكتورة أماني....وشكراً علي كلماتك الجميلة...
    نسعي للأفضل بإذن الله...

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •