بسم الله الرحمن الرحيم
بعد حمد الله العظيم و الصلاة و السلام على رسوله أشرف الخلق و إمام المرسلين
يقول تعالى فى كتابه الكريم : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى... الآيه
و فى سورة التوبة :
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ
فبعد أن ارتفعت حصيلة عملية التصدي التي قامت بها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لقوة صهيونية، إلى ثلاثة قتلى من جيش الاحتلال، بينهم نائب قائد كتيبة في لواء "غولاني"، وهو قائد المجموعة المتوغلة في خان يونس.
كشفت "الكتائب " عن التفاصيل المثيرة لعملية التصدِّي لقواتٍ صهيونيةٍ راجلةٍ توغلت في خان يونس، وقتْل اثنين منها وإصابة خمسة آخرين الجمعة الماضية (26-3)؛ وذلك على لسان أحد منفذي العملية.
وأكد "أبو مصعب" أحد منفذي العملية -وفق التقرير الخاص الذي نشره الموقع الإلكتروني لـ"القسام" اليوم الأحد (28-3)- أن الأحداث بدأت نحو الساعة الثانية من بعد ظهر الجمعة (26-3) عندما تمَّ استلام إشارة من وحدة الرصد مفادها إطلاق نار باتجاه الوادي شرق القرارة، والذي يبعد عن الشريط الحدودي قرابة 200 متر، بعدها مباشرة خرجت قوة راجلة مسرعة خارج الشريط مع الاستمرار في إطلاق النار.
مطاردة مقاومين
وقال إنه تم تقدير حدوث عملية مطاردة لمواطنين أو داخل الوادي، بعدها مباشرة تم الإيعاز إلى القناصة وسلاح المتوسط بالاستنفار والتجهُّز والتوجُّه إلى منطقة الحدث، وفي حال تقدُّم القوات أكثر من المسافة المألوفة يتم استهدافها.
وواصل حديثه عن تفاصيل العملية التي أربكت حسابات العدو فيقول: "في هذه الأثناء بدأت الأحداث تتصاعد؛ حيث بدأت الآليات بالخروج من الشريط مع تغطية مكثفة بالنيران، كذلك مجيء الطيران المروحي لمنطقة الحدث وخروج عدد كبير من الجنود خارج الشريط من منطقة السريج باتجاه الغرب؛ حيث تقدَّموا لأكثر من 500 متر".
وصف سير العملية
وعن وصف سير العملية أكد أنه بعد استنفارهم من قبل قيادة "الكتائب" في تلك المنطقة، أخذ هو وإخوانه المجاهدون مواقعهم ومواضعهم الملائمة لإطلاق النار؛، حيث كان بحوزتهم بنادق (قناصة) ورشاش (BKC)، وبقوا ينتظرون وقوع جنود الأعداء في مرمى نيرانهم.
ويشير إلى أن قلبه وقلوب إخوانه المجاهدين وحناجرهم كانت تصدح بالدعاء والتضرُّع إلى الله أثناء مرابطتهم في الأماكن التي يستعدون لإطلاق النار منها، بينما كانت عيونهم شاخصة نحو الأعداء، وفي تلك اللحظات كانت تغشاهم رحمة الله عز وجل، ويحدوهم الأمل في النجاح، ولم يتوقَّف قلبهم قبل لسانهم عن ذكر الله والدعاء المتواصل بالتوفيق.
وعندما أشارت دقات الساعة إلى الثانية والنصف من مساء يوم الجمعة الموافق (26-3-2010م)، وكان أبطال (القسام) ينتظرون وقوع الأعداء في مرمى نيرانهم، وفي لحظة وصولهم إلى النقطة التي حُدِّدت ومن قِبَل المجاهدين، فتح المجاهدون نيران بنادقهم ورشاشهم باتجاه قوات العدو؛ حيث شاهد المجاهدون جنديَّيْن بالقرب من قلبة السريج يسقطان على الأرض.
وأوضح أن العملية حملت رسالة موجَّهة إلى الجيش الصهيوني أن "ما تقوم به من انتهاكاتٍ وتوغلات في قطاع غزة لن يتم السكوت عنه، وكذلك لن يُسمح بالاعتداء أيضًا على المقاومين"، لافتًا إلى أنه نفَّذ هو وإخوانه عملية التصدِّي هذه من أجل حماية مقاومين لاحقهم العدو.
رغم جرائمهم تعاملنا بأخلاقنا
وعمَّا جرى في الميدان عقب تنفيذ عملية التصدِّي البارعة، ومشاهدة جنديَّيْن يسقطان أرضًا، أجاب: "خلال أقل من خمس دقائق حضرت مروحيتان تحملان إشارة إسعاف للمكان؛ حيث هبطت الأولى على بُعد 200 متر من مكان الإصابات، والثانية هبطت داخل موقع العين الثالثة".
وأشار إلى أن المجاهد الذي كان مسلحًا برشاش الـ(BKC) همَّ بإطلاق النار على المروحية التي هبطت على بعد 200 متر من مكان العملية، ولكنه عندما شاهد هو ورفاقه إشارة الإسعاف على الطائرة امتنعوا عن ذلك؛ اقتداءً بأخلاقيات الإسلام في الحروب، واحترامًا أيضًا للقانون الدولي الإنساني.
وفي نهاية شهادته التي قدَّمها بينما كان يقف على الثغور الشرقية للمحافظة ليصف تفاصيل ما جرى.. يقول: "بعد الهبوط قام الجنود بحمل المصابين والاتجاه جريًا إلى المروحية، في نفس الوقت أثناء نقل الجنود المصابين تدخَّل الطيران الحربي وقام بشنِّ غارات وهمية وإطلاق بالونات حرارية فوق منطقة الحدث، وبشكلٍ منخفضٍ جدًّا، وبعد انتشال الإصابات بدأ العدو بالانسحاب مع الاستمرار في القصف المدفعي والطيران المروحي لمنطقة الحدث، فيما انسحبنا من المكان تحفُّنا عناية الرحمن".
الاقتباس من أحد المواقع لإخبارية