عبقرية الإنسان
مقال



وضعت نظريات وقوانين كثيرة من أجل خدمة الإنسان ، وتنظيم حياته .

فنجد القوانين والنظريات فى الفيزياء ، الكيمياء ، العلوم ، الطب والدواء .

وضع أرشميدس قوانين الطفو منذ أكثر من ألفى عام ، وبعده بحوالى 16 قرنا من الزمان جاء العظيم الإنجليزى ، نيوتن ، فوضع قوانين الجاذبية ، وكل هذا والعلم يتطور لخدمة الإنسانية والحياة ، وجعلها أكثر راحة وتطورا .




ولكن ، بعد كل هذه النظريات الثابتة ، والقوانين الراسخه ، عبث الإنسان ، بقدرته على التغيير ، بكل هذه القوانين والنظريات ، فبدل وغير ، وعكس وحذف ، وكأنه يعلن تمرده على عدو غاصب ، أو محتل معتدى ، فهاج وثار على تلك القوانين بما يتناسب مع شهواته ورغباته ومصلحته ، فنجده قد علا على المسكين الإغريقى ، أرشميدس ، ويلطمه على وجه فى حده ، ولسان حاله يقول ، سأغطس وأطفو فى الماء كيفما أشاء بآلة واحده أخترعها كي تحفر قبر نظريتك ياهذا !


ولم يسلم الأنجليزي المسكين ، نيوتن ، من هذا الإزدراء لكفاحه العلمى الطويل ، من قبل إنسان القرن الواحد والعشرين ، فقد لطمه أيضا على خديه ! ، فبدل من أن يخضع الإنسان لقوانين الجاذبيه ، اخترع الطائرة ، تطير وتحلق فى الفضاء دون خضوع أو استسلام لتلك القوانين التى أصبحت لا شئ أمام عبقرية الإنسان الجديد !

تطور العلم لصالح الإنسان ، وبالرغم من هذا فقد طوَر الإنسان هذا التطور لمزيد من المصلحة والتطور !

انهزمت القوانين والنظريات أمام العبقريه والإبداع ، وتقهقر زحف العلماء أمام رغبات الإنسان ، وبذلك قد وضع الإنسان سيطرته ، حتى على العلم الذى وضعه بنفسه ، فلم ولن يخضع لشئ لا يرى فيه مصلحته .




يالك من عبقرى شجاع أيها الإنسان !




قد اخترت لنفسك تيارا واتجاها ضد كل التيارت التى تعوق مسار حياتك ، ولكنك خاضع كل الخضوع أمام تيار نفسك الذى طالما يؤذيك وقلما يدفعك إلى المصلحة ،تضع بنفسك القوانين والنظريات بل والفلسفات التى تبرر أفعال وأقوال لصالحك ، تجد الأذى قانونا راسخا بإسم المصلحة والبقاء ، ونجد أكل الحرام أصبح ، شطارة وحرفنة فى أكل العيش ، والزنا أصبح فنا ، والبلطجه دفاعا عن النفس ، والإرهاب تدين وتقرب إلى الله ، والعرى إبداع ، وهكذا توضع المسميات والفلسفات لتغطية القذارة والباطل .


تسول لك نفسك أن تسرق ، وهذا قانون وضعته نفسك الوضيعه لتزداد غنى ، وقد استسلمت لهذا التيار دون مقاومة تذكر ، أو حتى محاولة فرار !




وضع الإنسان قانون الحرية الجنسية بناء على نظريات العبقرى ، فرويد ، ولم يصد الإنسان هذا التيار بالرغم من الأذى النفسى الذى لحق بالإنسان من قبله ، وأيضا بالرغم أن تلك القوانين الجنسية الصريحه ، قد وضعت لمصلحة الإنسان الإجتماعية والنفسية !




واخترع الإنسان القنابل والمتفجرات ، فوجد نفسه أمام تيار جارف من الحروب المهلكه والأحداث الدموية التى تحصد آلاف بل ملايين الأرواح ، وكل هذا أمام عين العبقرى المبدع الشجاع ، الإنسان ، دون محاولة جدية لصد هذا التيار الجارف من المغريات السخيفة والقوانين المهلكه التى لا تؤدى إلى مصلحة أو خير وإنما تؤدى إلى الهلاك والتهلكة .


قوانين تغيرت وتبدلت من أجل مصلحة الإنسان وأخرى بقيت وترسخت من أجل هلاكه وفناءه !
يالك من عبقرى مبدع ، أيها الإنسان !






تحياتى

م.و