ما بك أيها البحر الصديق؟!أراك هائجاً مضطرباً !! ماذا دهاك؟!
تتضارب أمواجك وتتلاطم بقوة عارمة كأنها بركان خامد سئم خموده واستكنانه ،
تتأجج نيرانه غضباً وحنقاً،
تريد أن تبوح عن حزنٍ كامنٍ دفينٍ لم تعد تطيق احتوائه ، ما بك فأنا لم أعهدك هكذا ؟!
هل أرهقتك شكوى لاجئيك ؟ هل أثقلت كاهلك فلم تعد تطيق احتمالاً ؟
أأتعبتك مناجاتهم المريرة ،كثرة الهموم والأحزان ؟
أأحرقت قلبك دموعهم الغزيرة وجراحهم الدامية التى لم تندمل بعد فلم تعد تقوى صموداً ؟
لا تجزع يا صديقى وزل عنك الحزن ، أعى أنك حزين عليهم لا منهم ولكن
هكذا الحياة يوم لك ويوم عليك ،
وسيأتى يومُُ ُتشرق الشمس من جديد لينبثق نور الأمل فيداوى القلوب الجريحة ،
وليقشع ظلام الهموم والأحزان ،
وسيتفاوتون عليك لتقاسمهم أفراحهم كما أحزانهم وستعى حينها بأن لا حزن يدوم،
ولا شئ يضاهى فرحة
تدق باب قلبك لتبث فيه نور الحياه بعد حزن طال أمده .
فكن قوياً كما عهدتك، راسخاً كالجبال ، قوياً كالصخر ،
عتياً فى مهب الريح ، حمالاً للآهات والأنين، الشوق والحنين ،
فأنت لهم السلوى والملاذ ، الرفيق والصديق ،
هكذا كنت وهكذا ستظل ...........