أبو الغيط: لن نوقف بناء الجدار
معدات تواصل العمل على الجانب المصري من الحدود لبناء الجدار الفولاذي
نفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنباء تحدثت عن احتمال توقف مصر عن استكمال تشييد الجدار الفولاذي والإنشاءات تحت الأرض على حدود بلاده الشرقية مع قطاع غزة.
وقال أبو الغيط في حديث لبرنامج "حالة حوار" الذي سيذاع مساء اليوم السبت على التلفزيون المصري إن "مصر ليست على استعداد لأن تتوقف عن حماية شعبها، وإنه لا يمكن أن يدفع أحد الدولة المصرية للخشية من أمر يحمي الأمن القومي المصري".
وأشار إلى أن "مصر أقامت جداراً منذ سنوات مع إسرائيل عندما كانت تحتل قطاع غزة، وقام بعض الفلسطينيين في يناير/كانون الثاني عام 2008 بتحطيم السور المصري، وقلنا في وقتها فلتتوقفوا عن الاعتداء على الأراضي المصرية، واليوم هناك إنشاءات هدفها منع هؤلاء الذين يقتحمون ويتسربون إلى الأراضي المصرية".
وتأتي تصريحات أبو الغيط ردا على الاتهامات الموجّهة لمصر بسبب بنائها الجدار الفولاذي الذي سيسدّ أنفاق تمرير المواد الغذائية والاحتياجات المعيشية الأخرى لسكان غزة المحاصَرين.
احتجاج بغزة
فلسطينيون يتظاهرون في غزة تنديدا بالجدار المصري على حدود القطاع (الفرنسية)
وكان آلاف الفلسطينيين تظاهروا أمس الجمعة في مدينة غزة احتجاجا على بناء الجدار المصري.
وانطلقت المسيرات التي دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مساجد غزة بعد صلاة الجمعة لتتجمع في ميدان فلسطين حيث ردد المتظاهرون شعارات منددة بالجدار.
وقال المتحدث باسم حماس حماد الرقب في كلمة له في نهاية المسيرة إن هذه المظاهرة تأتي "رفضا لبناء جدار الموت على حدود قطاع غزة المحاصر، واستنكارا لخطوات تشديد الحصار" على سكان القطاع.
وطالب الرقب السلطات المصرية بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية "ووقف بناء الجدار لعدم المشاركة في مؤامرة خنق غزة"، مشددا على أن "المنطق هو أن تدخل الأدوية والغذاء والسلاح أيضا من مصر".
وأكد حرص الحركة على الأمن المصري، مضيفا أن "الأمن القومي الحقيقي هو في وجود مقاومة قوية في غزة وعندما تكون فلسطين بخير".
وكانت حماس قد نظمت قبل عدة أيام مظاهرة مماثلة قبالة معبر رفح البري المغلق منذ أن سيطرت الحركة على القطاع في يونيو/حزيران 2007.
ثلاثة منهم من كتائب الأقصى بنابلس
إسرائيل تقتل ستة بالضفة وغزة
جثمان الشهيد عنان صبح أثناء نقله إلى المستشفى
(الفرنسية)
اغتالت قوات الاحتلال ثلاثة ناشطين فلسطينيين من كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، كما قتلت ثلاثة مواطنين فلسطينيين في قطاع غزة.
ونقل مراسل الجزيرة نت في نابلس عاطف دغلس عن مصادر طبية قولها إن الشهداء الثلاثة هم غسان أبو شرخ ونادر عبد الجبار زغلول -المعروف باسم رائد السركجي- وعنان صبح، إثر دهم قوات الاحتلال عددا من المنازل في حي رأس العين والبلدة القديمة بنابلس في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت.
تفاصيل العملية
وأوضح المراسل أن قوات إسرائيلية اقتحمت منزل السركجي وأطلقت النار داخله مما أدى إلى اشتعال النيران فيه دون أن تسمح لطواقم الإسعاف أو الدفاع المدني بالوصول للمكان، مشيرا إلى أن زوجة الشهيد السركجي أصيبت في الهجوم الذي استهدف زوجها وهو في غرفة النوم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل عنان صبح وقامت بتفجيره بإطلاق قذائف مضادة للدروع وقنابل حارقة مما أدى لتصدع المنزل واحتراقه، حيث أكدت مصادر محلية للجزيرة نت أن عملية اقتحام المنزل استمرت عدة ساعات، مما يرجح أن تكون القوات المهاجمة قد قامت باعتقال صبح أولا والتحقيق معه والتنكيل به قبل اغتياله.
قوات الاحتلال أثناء توغلها في البلدة القديمة بنابلس (الفرنسية)
ولفت مراسل الجزيرة نت إلى أن الشهيد صبح كان أحد الأشخاص الذين تم الإفراج عنهم من قبل سلطات الاحتلال ضمن صفقة شملت عددا عن قادة كتائب الأقصى وفصائل أخرى مقابل تسليم أنفسهم للسلطة الوطنية الفلسطينية.
الشهيد الثالث
أما الشهيد الثالث فهو غسان أبو شرخ الذي قام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه فور اقتحام منزله دون أي مقاومة منه، مما أسفر عن إصابته برصاصات قاتلة في الرأس مع الإشارة إلى أن غسان هو شقيق الشهيد نايف أبو شرخ القائد العام لكتائب الأقصى بنابلس الذي اغتالته سلطات الاحتلال عام 2006.
وقالت المصادر لمراسل الجزيرة نت إن اشتباكات دارت بين شبان وقوات الاحتلال مما أسفر عن إصابة شابين بجروح في الوقت الذي منعت فيه قوات الاحتلال -التي انسحبت من المدينة بعد أن أتمت عمليتها- طواقم الإسعاف من القيام بمهامها.
من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر في حركة فتح -لم تسمها- قولها إن الشهداء الثلاثة يتبعون للحركة وإن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قامت قبل أيام بنزع أسلحة اثنين من الشهداء.
التعليق الإسرائيلي
وأوضح مراسل الجزيرة في نابلس حسن التيتي أن مصادر في قوات الاحتلال قالت إن عملية الاغتيال استهدفت الخلية التي نفذت قتل مستوطن إسرائيلي قبل يومين على الطريق الرئيسية بين نابلس وطولكرم.
دبابات إسرائيلية قرب معبر بيت حانون (الفرنسية-أرشيف)
وكانت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- وكتائب شهداء الأقصى قد أعلنتا أمس الجمعة مسؤوليتهما المشتركة عن مقتل المستوطن الإسرائيلي قرب مستوطنة شافي شومرون شمال الضفة الغربية، ردا على الاعتداءات المتواصلة من المستوطنين على الفلسطينيين وتحديدا إحراق مسجد ياسوف.
شهداء غزة
وفي قطاع غزة أكد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين كانوا يحاولون التسلل قرب المنطقة العازلة عند معبر بيت حانون شمال القطاع، حيث قامت قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عليهم.
وأوضح مراسل الجزيرة نقلا عن شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على أربعة شبان وليس ثلاثة حيث لاذ الرابع بالفرار، أما الثلاثة الآخرون فقط سقطوا على الأرض بعد إصابتهم وبقوا ينزفون حتى الموت.
وأضاف أن الشاب الرابع محتجز حاليا لدى أجهزة الأمن الداخلي التابعة للحكومة المقالة في غزة، ورجح أن يكون الأمر مرتبطا بمحاولة الشبان الأربعة التسلل للعمل داخل إسرائيل، لافتا إلى أنه لم تعلن أي جهة فلسطينية سقوط أي شهداء لها، ولم يتأكد بعد ما إذا كان الثلاثة مسلحين أم لا.
وساطة تركية ماليزية لحل الأزمة
القافلة بالعقبة ومصر تتمسك بموقفها
غالاوي
(يمين) أثناء وصول القافلة إلى الحدود السورية الأردنية قبل أيام
(الأوروبية)
اضطرت قافلة شريان الحياة للمبيت في العراء لليلة الثانية على التوالي في ميناء العقبة الأردني بعد تمسك مصر بموقفها الرافض لمرورها لقطاع غزة المحاصر إلا عبر المسار الذي حددته سابقا وهو ميناء العريش، رافضة دخولها عبر ميناء نويبع.
وقال رئيس القافلة جورج غالاوي إن الرسالة التي تسلمها منظمو الرحلة من السلطات المصرية وصلتهم متأخرة، وبالتالي لم يكن بالإمكان الالتزام بشروطها.
وأشار النائب البريطاني إلى أن المنظمين قدموا اقتراحا وسطا للسلطات المصرية، يتمثل بإبحار القافلة حتى نويبع ومن ثم برا إلى العريش وفق أي مسار يحدده المصريون، لكن القاهرة لم تتجاوب مع هذا المطلب، وقال "نحن نعدهم في المستقبل أننا لن نطالب بهذا الاستثناء مرة ثانية".
في المقابل قال الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن مصر حددت مسار القافلة سابقا، وأبلغت ذلك المنظمين قبل أيام من وصولها الأردن، وشدد على أنه لا يمكن قبول أي تغيير.
"
زكي: الدخول من هذه المنطقة أو تلك تقرره مصر ولا يقرره منظمو هذه القافلة
"
ضغط إعلامي
وأشار المتحدث المصري في مقابلة مع الجزيرة إلى أن المنظمين ربما فكروا بوضع مصر في موقف محرج نظرا لكبر حجم القافلة واقترابها من دخول مصر، وقال إنهم تناقلوا رسائل إلكترونية تقول "نريد أن نضع مصر تحت ضغط إعلامي".
وفي هذا السياق أكد زكي أن "مصر لن تخضع لهذا الضغط الإعلامي، وأقولها بشكل واضح، لأن هذه الأمور تخص السيادة المصرية، والدخول من هذه المنطقة أو تلك تقرره مصر ولا يقرره منظمو هذه القافلة".
وفي بيان لاحق لنفس المتحدث وصف ما يثار بشأن القافلة المتجهة إلى غزة بأنه ضجة إعلامية مفتعلة، مرتبطة بالتطورات الأخيرة ذات الصلة بالقطاع، وتذكر بالهجمة الإعلامية على مصر التي صاحبت الحرب الإسرائيلية قبل عام.
وساطات
وكان مدير مكتب الجزيرة بالأردن والموجود بالعقبة ياسر أبو هلالة أشار إلى أن الاتصالات مستمرة لتأمين مرور القافلة، حيث دخلت على الخط وساطة تركية يقودها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي أوفد مبعوثا من طرفه إلى عمان للقاء القنصل المصري، إضافة إلى وساطة ماليزية برئاسة رئيس الوزراء السابق محاضر محمد.
منظمو القافلة قالوا إنهم مستعدون لتقديم تنازلات (الأوروبية)
وأوضح المراسل أن القافلة مستعدة لتقديم تنازلات، وأكد منظموها أنهم لا يمارسون أي ضغوط أو تحد على مصر وإنما يريدون حلا وسطا بعد وصولهم إلى العقبة.
وكانت قافلة شريان الحياة 3 انطلقت من العاصمة البريطانية لندن في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري مرورا بفرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا وسوريا والأردن ومن ثم مصر باتجاه غزة.
وتضم القافلة نحو 500 متضامن على رأسهم النائب غالاوي و250 شاحنة محملة بمساعدات طبية وإنسانية أوروبية وتركية وعربية.
موقف حماس
وإزاء هذه التطورات طالبت اللجنة الحكومية لكسر الحصار في الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطات المصرية بتسهيل وصول ومرور القافلة لغزة عبر معبر رفح.
وأبدت اللجنة في بيان لها الجمعة "استغرابها واستهجانها الشديدين للإجراءات المصرية في عرقلة وصول القافلة لقطاع غزة ومنع وصول المساعدات الطبية والإنسانية لـ1.5 مليون إنسان محاصر في غزة منذ أربع سنوات".
ودعت اللجنة الحكومة المصرية إلى "التحرك الجدي لرفع الحصار عن قطاع غزة وليس المشاركة فيه وتعزيزه من خلال منع وصول القوافل الإنسانية وبناء جدار الموت الفولاذي".
خلال مسيرة حاشدة تنديدًا بـ"جدار الموت" الفولاذي
الرقب: الأمن القومي المصري يتحقق بتعزيز المقاومة في غزة لا بخنق الشعب الفلسطيني
الرقب خلال إلقائه كلمته في المسيرة غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
طالب حماد الرقب، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في خان يونس، الرئيسَ المصري محمد حسني مبارك بوقف بناء "جدار الموت" الفولاذي الذي يهدف إلى خنق الشعب الفلسطيني.
وأكد الرقب، في كلمة له في ختام مسيرة جماهيرية حاشدة نظمتها حركة "حماس" عقب صلاة الجمعة اليوم (25-12) في مدينة غزة وانتهت وسط ميدان فلسطين، أن كل محاولات كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتركيعه ستفشل.
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني منذ فترة طويلة يعاني من الآلام المتراكمة نتيجة الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وقد وصلت هذه الآلام ذروتها في قطاع غزة في ظل الحصار المشدد المفروض على القطاع منذ فترة طويلة على مرأى من العالم أجمع ومسمع، والذي لم يحرك ساكنًا، وكان من المفترض أن يكون للدول العربية والإسلامية موقف مشرف لرفع الظلم عن شعبنا كما حال بعض الدول المساندة لنا".
وقال: "إن الشعب الفلسطيني كان يتوقع أن تسمح مصر في ذكرى العدوان بدخول كل ما يحتاجه القطاع من مواد وأدوية، بل حتى السلاح، لا أن تشدد الحصار نتيجة الرضوخ للضغوط الأمريكية".
وأضاف أن هذا الجدار يشكل تجاوزًا لكل الأعراف والتكتيكات الدبلوماسية، مؤكدًا أن "الأمن القومي المصري يتحقق بتعزيز قوة المقاومة في غزة لا بحصار الشعب الفلسطيني وخنقه".
ووجه الرقب رسالة إلى الجماهير العربية الإسلامية وكل الكتَّاب وكل من يستطيع خدمة الشعب الفلسطيني أن يعملوا بصورة عاجلة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وحل كافة القضايا التي يعاني منها.
ورفع المشاركون في المسيرة رايات التوحيد الخضراء، ورددوا هتافات: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، مطالبين بوقفة جادة مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش هذه الأيام الذكرى الأولى للحرب الصهيونية الغاشمة على قطاع غزة.
-----
غزة تطلق فعاليات ذكرى الحرب
آثار الدمار ما زالت شاهدة على الحرب الإسرائيلية على غزة
(الفرنسية)
أطلقت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة فعاليات الحملة الوطنية لإحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على القطاع التي توافق يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول الجاري وتستمر 22 يوما.
ودعا وزير الثقافة في الحكومة المقالة أسامة العيسوي في مؤتمر صحفي أمس الخميس عقده بمجمع الوزارات الحكومية الذي تعرض للتدمير خلال الحرب إلى تفاعل شعبي واسع مع الفعاليات لتكون "صرخة في وجه الصمت الدولي على جرائم العدو".
وستبدأ الفعاليات يوم الأحد القادم تحت شعار "صمود وانتصار" بإزاحة الستار عن "لوحة شرف" لشهداء الحرب في مقر الجوازات بمدينة غزة.
وتطلق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تقود الحكومة المقالة على الحرب "معركة الفرقان"، وستنظم فعالياتها على مدار 22 يوما لمحاكاة فترة العدوان وتتضمن تنظيم مسيرات وأيام تطوعية "لتعزيز مفهوم النصر والصمود والثبات".
وفي هذا السياق أكد العيسوي أن "معركة الفرقان أعادت للقضية الفلسطينية بعدها العربي والإسلامي من خلال تضامن الجماهير العربية والإسلامية وأحرار العالم, وساهمت في تعرية العدو الصهيوني المجرم أمام العالم وفضح الانتهاكات والمجازر التي ارتكبها بحق شعب أعزل".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني استطاع بصموده ومقاومته إفشال المخططات والمؤامرات التي حيكت ليل نهار للنيل من صبره وثباته وعزيمته، "وسطر أروع آيات العزة والكرامة والبطولة بعد أن تصدى للظلم والاستبداد والتف حول قيادات المقاومة".
وانتقد العيسوي "ضعف الحراك الدولي الرسمي" مع تداعيات عمليات الاحتلال الإسرائيلي التي خلفت زهاء 1500 شهيد فلسطيني، وجرح أكثر من خمسة آلاف آخرين، إضافة إلى تدمير هائل في البنى التحتية والمنازل والممتلكات.