سحر أنار سراديب قلبي...
تهافتت عليه شموع أملي...
تحجرت حين رؤياه عيني...
وتفتحت له آفاق شغفي...
بريق أخاذ يجذبني...
وبساط من تحتي يحركني...
فانتابني خوف يؤرقني...
ما هذا الذي كبلني...
واحتلني رغما عني...
استعمر عقلي وأفكاري...
وبقوة حطم جدراني...
واندفع كنهر عدواني...
يجرف معه أحزاني...
يبدلها بفرح وجداني...
ويتوج بالنور آمالي...
كما لو كان خاتم سليمان...
يحقق لي حلو الأماني...
فتهت في صحراء حلمي...
وتاهت معي حروف قلمي...
أحقا هذا أم سراب وهمي...
أأسير في بحر الأماني...
أو أرسو في مينائي كالجبان...
كلا لن أومئ رأسي لقيود الزمان...
أحببت قلبا فلا أبالي...
بعالم ظلام مغالي...
فإلى جنة الحب أشد رحالي...
وفي ليل الهوى أهيم بخيالي...
بين ألوان الشفق تمتزج أحلامي...
ترسم قوس قزح بأثير أيامي...
وتعزف ألحانا بأنامل آهاتي...
فأغدو كطير هام في سمائي...
أبحث عن معنى لكلماتي...
في قاموس الحب والحياة...
علني أسكن الجوى بالدواء...
عفوا, لكنه ليس بداء...
فهو قرين لقلوب الأحباء...
شعلة تنير درب الوفاء...
ولكن كيف الوصول لقلب ناء...
لا يدرك ماله في عيني من حلاء...
لا يعي كيف حفرت اسمه حروفا وهجاء...
لا يعرف أنه سكن قلبي سموا وارتقاء...
وأنه بات للروح نورا وضياء...
وعشقا يرقص زهوا وبهاء...
وأملا يشع صدقا ونقاء...
وأنه لا يكفيني في وصفه قصائد الشعراء...
ولا يغنيني عنه كنوز الملوك والأمراء...
ولن أحب سواه في الدنيا جمعاء...
كيف وهو بهجة الربيع ودفء الشتاء...
منه ارتوى قلبي كصحراء جدباء...
فحال بين يديه جنة خضراء...
يفوح منها عبير الهوى ونسيم الرفاء...
تسمو بعذب المعاني ورقي الأهواء...
وباتت النفس تبتغيه حبا واحتفاء...
وما لبثت الروح من عشقه ارتواء...
حتى أدركت ما فيه من ثراء...
ثري بنفسه الزكية وجوهر الصفاء...
ثري بجمال روحه وصدق بلا رياء...
ثري في عيون قلبي, ذاك القلب البوّاء...
باء بحب ليس منه انتهاء...
باء بعشق يتنفس تحت الماء...
لحبيب تربع على عرش الأحباء...
فهو معي وحولي وفي كل الأنحاء...
أراه في نجوم الليل وسحر المساء...
أنتظره مع شعاع الشمس بحروف النداء...
أتأمله بعين فرحة ترفض البكاء...
أتوسل للقدر ألا يضيع حبي هباء...
وأن يبعث للحبيب رسائل النداء...
أفلا يرى في عينيّ شوقا ورجاء...
ألا يشعر في صوتي رجفة تمهلها الصعداء...
ألا يسمع نبضات قلبي تملأ الأجواء...
فيا دنيا لا أنتظر منك افتراء...
ولا قلبا يلقى ذبولا واهتراء...
جل ما أتمنى حبا لا ازدراء...
حبا يولد كجذور نبات صلباء...
يكبر رويدا بين أغصان الوفاء...
يعيش حرا يتنفس كيفما يشاء...
يسافر شوقا على أجنحة طيور العنقاء...
يبيت ليلا في أحضان ورود بيضاء...
يرتوي من إكسير الحياة بلا اكتفاء...
يدوم أبد الدهر لا موت ولا فناء...
فأرجوك ربي هب لي اهتداء...
ما استطعت من حبه احتماء...
فجرح قلبي ليس منه شفاء...
وما أريد يوما لحالي رثاء...


بقلم : أحد رواد البيت الأدبي...