همس قلبى
السلام عليكم
بداية أنا عارفة ان الموضوع طويل بس صدقونى الموقف ميحتملش انه يتقسم حلقات
لانه كله كده وقته بحساباتنا احنا ربع ساعة لكن كل ثانية فيهم مشحونةبمشاعر سنين
مش هاطول عليكم أكتر من كده .بسم الله أبدأ كلامى.
كنت واقفة على جانب الطريق أنتظر الاشارة كى أفيق من أحلامى أو من أوهامى لا أدرى ماذا تكون، وتنبهنى الى أن الوقت قد حان كى أعبر الطريق...حين لمحته..
أو قل أنى لمحت طيفه وتسلل الى عطره .على الجانب الآخر واقفا عند بائع الصحف،هذا الرجل الذى لم يغير مكانه ولا عاداته لسنوات لا أدرى عددها لكنها رسمت خطوطا لا تمحى بعدد الزكريات فى وجهه الأسمر الذى يشعرنى دائما بالراحة وكأنى أرى صورتى على صفحة النيل ليذكرنى بأنى أحب هذه الأرض وهذا الطمى رغم أنف الحياة وقسوتها علينا.
وكأن هذا الرجل بكشكه الخشبى صارا معا جزءا ثابتا من مشهد متكرر فى حياتى كل يوم فى هذا الشارع الذى أصابه الجمود منذ سنوات_على الأقل بالنسبة لى_فلم يعد فيه شىء يلفت انتباهى أو يحرك بداخلى معانى لم أعد أحسها وكأن نفسى أبت على أن أحيا فى سلام بعدما هجرها وهجرته.وروحى قد فارقتنى وفى كل بلاد الدنيا طاردته.
لمحته من بعيد فى بدلته الرمادية اللامعة بقوامه الفارع وشعره الحالك كسواد الليل فى ليلة غابت فيها كل النجوم الا نجمه هو.
لأول مرة منذ سنوات أتعجل الاشارة ونبضات قلبى قد طغت على كل أبواق السيارات من حولى.
حاولت أن أصرخ باسمه لكنى أبدا_دونما سبب_ما استطعت.تجمدت الحروف الأربع على لسانى لكن قلبى أخذ يرددها دونما انقطاع.
وعيناى حائرتان بينه وبين الاشارة.تمنيت لو أن بساطا سحريا حملنى فى طرفة عين اليه.كى أعانقه.
كى أرتمى فى أحضانه وبين زراعيه وأترك لدموعى العنان تحكى أشواق السنين، وليالى الغربة والحنين،
وأترك قلبى يحكى لقلبه لوعة الفراق، ولهفة اللقاء.
وأصمت كى أسمع لحن اسمى ينساب من بين شفتيه كأروع ما يكون النغم ليجتاح روحى وكيانى احساس بالطمأنينة والأمان.
كطفلة وجدت أخيرا أمها أو أم وجدت بعد يأس طفلها.وفى حضن واحد تعانقا تتدفق بينهما مشاعر أكبر من أن تصفها كلمات.حب وبراءة وطهر، حنان وأمان وسلام، مشاعر ما يحتملها قلب انسان.
الا قلب أحب وتمكن الحب منه كداء ليس له دواء.وما أجمله من داء!!!
وأحس من حولى صوت الحب يعيد للشارع من حولى الحياة وتأخذنى السعادة من نفسى ومن الناس فتحلق روحى حولى كفراشة عرفت معنى الحرية والأمان بعد أيام وسنوات من الأحلام.عرفت القوة بعد ضعف.والسعادة بعد شقاء.ولقاء الأحبة بعد الفراق.
لكن الاشارة أبت أن تضىء .وكأنها تحالفت مع الأيام على ألا أهنا يوما ولا أنام وحين أضاءت هرولت مسرعة لا أحس وقع خطواتى تلامس الأرض بل يحملها الهواء.
كان قد مضى فى طريقه ووصل عند ناصية الشارع ومفترق الطريق.
وجريت نحوه وفلبى يسبقنى اليه وغلب خوفى من فقدانه ثانية هيامى به فتجرأ لسانى وناديته.لكنه لم يسمع أو لعله سمع ولم يلتفت ومضى فى طريقه وانعطف.!!
وما ان بلغت ناصية الشارع حتى أخذت أتلفت حولى أجول بعينى وروحى وقلبى بين وجوه المارة.وهرولت هنا وهناك.أسأل عنه هذا وذاك.هل رأه أحد؟؟ هل يعرفه أحد؟؟
فما وجدت سوى صمت تسلل من الناس الى وانتزع الحياة فى قسوة من كل شىء يحيطنى.أعادنى للفراغ والضياع وحرك فى نفسى زكريات حييت بها وعليها لسنوات.
زكريات أغانى الحب التى من وحى حبنا نسجناها.وبيوت الرمل التى من أحلامنا رسمناها.وأمواج البحر التى طالما احتضنت أشواقنا وأسرارنا كلما احتضناها.
زكريات الحضن الدافىء الذى طالما حمانى من غدر الزمان وبرد الأيام وها أنا الأن تسرى القشعريرة فى جسدى صيفا قبل الشتاء.
زكريات الفرحة التى تلمع فى عينيه قبل أن ترسمها شفتيه حين تتلاقى العيون تبوح فى سكون بكل المكنون .واللمسة الحانية التى تمسح دمعتى قبل أن تسيل،وعبير عقود الفل والياسمين.
زكريات أخر لقاء وكيف كان فجأة وفى صمت الفراق.زكريات يوم عرفت فيه دموع حميت بنار الشوق واللوعة فى قلبى فألمت وجنتاى حتى اكتوتا .ومنذ أن عرفت سبيلها الى أبت أن تهجرنى.فكانت هى رفيقتى فى ليالى وحدتى.
زكريات أخر قبلة على جبينى وما أحسستها قبلة كباقى القبلات.بل شوكة غرست فى حتى نفذت الى قلبى فأدمته.ولمسة ما شعرتها من رجفة خوف اجتاحتنى ومن باطنى قبل ظاهرى هزتنى.
واسمى الذى لم أسمع نغمه الذى يستلهمه من كلمة "حبيبتى" وما استطاعت أن تبعثه فيه حروف "عزيزتى".
لكنى فجأة أفقت من صفحات الماضى ويد شرطى المرور تمسك بذراعى يسألنى الرحيل كى أفسح الطريق ليكمل الناس المسير.وأنا واقفة بينهم دخيلة على لوحة ليس لى فيها مكان بعدما فارقت من كان فى حياتى ملاكا فى ثوب انسان.
تمت،...Lo2Lo2a
كان عندى بس ملاحظات عايزة أقولها ويا رب ما تزهقوا منى
1_أنا عارفة ان فيه عناصر كتير ناقصة زى مثلا الاسباب اللى خلتهم يفترقوا رغم انه واضح انهم بيحبوا بعض جدا وبصراحة انا ماقدرش احددها لانى مش عارفاها .كل اتنين بيتفرقوا ساعات لسبب عنده أو عندها أو عندهم هما الاتنين واحيانا بارادتهم وأحيانا تجبرهم الظروف والحياة على كده.
علشان كده النهاية مفتوحة ومتروكة لخيالكم.واحنا مهما حاولنا نتخيل مش هنقدر نحكى ونوصف مشاعر هما اللى عاشوها من أول لحظة لأخر لحظة.وهما بس اللى ممكن يحكوا عنها.فيا ريت متسألونيش عنها ومتلوموش عليه أو عليها.
2-القصة فعلا خيالية لكن كل المعانى والمشاعر اللى فيها حقيقية وواقعية.ممكن أى حد فينا يمر بيها لو فقد يوم شخص بيحبه ووجوده جنبه بيعطيه الاحساس بالأمان والثقة فى نفسه وفى الأيام وبيمنحه القوة والأمل اللى يخليه يحلم وعنده ثقة فى ان حلمه ممكن يتحقق.
الشخص ده ممكن يكون حبيب أو حبيبة،أب أو أم،صديق أو صديقة،أخ أو أخت أو أى انسان وجوده فى حياتنا بيفرق معانا كتير وفراقه بيجرحنا.ومش شرط انه يكون هجرنا لبلد تانية.ممكن يكون معنا وجنبنا بس مش حاسس بينا وكأن فيه جدار عازل بين أرواحنا ومشاعرنا.
3-دى تانى قصة قصيرة أكتبها فى حياتى قبل ما أدخل المنتدى طبعا أنا عدلت فيها كتير لكن الفكرة والاطار العام ليها زى ما هو ومفيش حد قرأ القصة القديمة لأنى حسيت وقتها انى غير مؤهلة لأنى أكتب عن موقف زى ده ومشاعر بالعمق ده خصوصا انها متناقضة من الرومانسية الحالمة للفراق المر.وكمان الورق ضاع منى.بس الفكرة فضلت عايشة جوايا أربع سنين ولما حسيت انى ممكن اكتب واديها حقها صيغتها تانى (حتى برده لون البدله كان رمادى) وبرده حاسة ان كلماتى أضعف من قوة المشاعر دى وأى كلمات تانية برده مش ممكن توصفها زى ما احنا بنحسها وبنعيشها.بس ده بجد أخر جهدى فيها لحد دلوقتى فيا رب تحسوها زى ما أنا حسيتها وانا باكتبها..gif "Fop (29)")
.gif "Fop (28)")
4- العنوان مش له علاقة بالقصة بس كان نفسى أكتب حاجة تحت العنوان ده من فترة فممكن تختاروا اسم تانى لو حبيتوا
رد مع اقتباس
د/محمد عندنا يا هلا يا هلا شرفتنا ونورتنا بمرورك الكريم عندنا 
.gif "Fop (18)")
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤلؤة الشرق
.gif "Fop (39)")
