بقلم: أحمد رشاد ...
من نص وحيد حامد فى مسلسل الجماعة وعلى لسان سوسن بدر : "مصر معداش عليها أسبوع واحد من غير مشاكل"، و المشكلة من الممكن أن تستبدل بكلمة أزمة, فالكلمة تحمل لنا نفس اللون الأسود و الإحساس المصائبى .
الأزمة عند المصريين تعنى كارثة لأننا لا نقدر على إدارة الوضع الطبيعي فما بالك لو انقلب هذا الوضع إلى أزمة .
لم يدهش الناس لهزيمة مصر أمام النيجر بقدر الدهشة لارتفاع سعر الطماطم و أخواتها من عائلة الخضروات, فكم مواطن تمنى أن يعود المنتخب إلى مصر محملا بأقفاص من الطماطم كهدية للشعب تخفف عنه الهزيمة حتى أن احد المواطنين الظرفاء أكد لى أننا هزمنا مجاملة للنيجر حتى تصدر لنا أقفاص الطماطم فإذا بالطائرة تهبط محملة بأقفاص فقط !!
من الممكن تحليل الأخطاء عن طريق محاسبة النفس و لكن أن نبرر الخطأ لأنفسنا من الممكن أيضا لو كنت هنا .. في مصر
المشكلة الأساسية هنا في هذه الأرض من وجهة نظري أن هناك أزمة مرايات لأننا لا نرى أنفسنا جيدا ولا نعرف أن الخطأ نعمة لو تعلمنا منه و نقمة إذا تكرر عمدا .
فاعتقد لو توافرت مرآة النفس الصادقة لكل منا فربما يتعدل الوضع و انصح مستوردي المرايات بالابتعاد عن استيراد تلك المراية اللئيمة التي نخاطبها :"قوليلى يا مرايتى مين احلي واحد في مملكتي؟؟ " فيكون ردها واحد و مبرمج : "أنا "
أنا أريد تلك المراية التي خاطبها عبد الباسط حمودة :"قوليلى ايه يا مرايتى .. قوليلى ايه حكايتى ؟؟" و سنترك الإجابة مفتوحة للاجتهاد.
عندما تنفرج الأزمة و تتوافر لكل منا مراية و حبات الطماطم علينا أن نقف أمام المراية و نقذف عيوبنا بالطماطم ربما تصبح الحياة وردية.
نشر هذا المقال فى موقع حريتنا يوم الخميس 14/10/2010