الحلقة الثانية عشر
مررت بفترة صعبة جدا تخللها حادث مروري بسيط خرجت منه سالما بفضل الله , لكنه أيقظني من حلم جميل وجعل أقدامي الطائرة في عالمي المثالي تحط ولأول مرة على أرض الواقع , لو تراني اليوم بالكاد ستصدق عيناك أنها تنظر (ابراهيم رأفت ) الفتى الحالم الشاعر والذي يحيا في عالمه الخاص بل ستنظر رجل يحاول فهم الحياة الجديدة المحيطة به , ينظر بعين جديدة ويحلل بعقل جديد ,, أنا أحاول فهم كمية المعلومات الهائلة الواردة إلى عقلي يوميا ,منها ما ليس منطقيا ومنها الغامض الذي ستكشفة الأيام القليلة المقبلة .....
أخبرتني والدتي في مكالمتنا الأخيرة أن الآنسة هدير وافقت على العريس الجديد الذي تقدم لها بعد سفري بإسبوع وأن الحفل الساهر سيقام مساء الخميس المقبل والدعوة عامة لكن لم تصل دعوة لمنزلنا ,, أمي تتحدث ببراءة شديدة فهي لا تعرف حقيقة ما يجمعني ب ( هدير ) هي لا ترى فيها سوى صديقة الطفولة و زميلة الدراسة لابنها الوحيد ,, لكنها لا تعرف شيئا مما كان يدور خلف أبواب القلوب المغلقة و لو كانت تعلم شيئا ما كانت لتخبرني مثل هذا الخبر بالتأكيد ....
قررت أن أتصل بها , أنا لا أحب التدخل في شئونالآخرين لكني مقتنع أن من حقي معرفة السبب ,, حاولت بقايا الكرامة في صدري منعي من إجراء المكالمة لكن لم تستطع ,, وإليكم إطلالة سريعة :-
( أنا ) السلام عليكم يا ...... تصدقي مش عارف أقولك ياأيه بالظبط !!
( هدير) خلاص متقلش حاجة واقفل الخط في وشي
( أنا ) ياااه وكمان بقينا بنعرف نتكلم , ونرد ,, شوفتي حبك ليا فادك كتير إزاي ؟؟
( هدير ) طبعا انت هتقولي ؟؟
( أنا ) عملتي فيا ليه كده ؟؟؟
( هدير ) دا من بعض ماعندكم ,, أنت نسيت انت عملت أيه ؟؟
( أنا ) هوه أنا عشان سافرت يبقى اتخليت عنك ؟؟ أنا سافرت وقررت اتحمل البهدلة دي كلها عشانك , عشان بدل ما نستنه سنتين تلاته لحد ما نتجوز أقدر أعمل ده في سنة واحدة ,, أنتي فكرك أنا كنت مبسوط وانتي كل يوم عماله ترفضي عريس وتخترعي حجج لأهلك ؟؟؟
( هدير ) بس أنا مشتكتش لك ,,, ولا تاني هتحاول تخدعني ؟؟ دا لسه صدى كلامك بيهز أركاني ( أنا بحبك ياهدير ,, لا يمكن في يوم هبعد عنك ,, أنا بحس إن أنا عايش بس وانا جمبك ) ,, وفجأة أفتح عيني ألاقيك سافرت ,, دا اسمه أيه بالنسبة لك ؟ خدت قرارك حتى من غير ما نتناقش فيه وكأني حاجة كده ملهاش لازمة في حياتك ؟؟
( أنا ) ملكيش لازمة !! دا أنا حياتي كلها مفهاش غيرك ,, كل حرف شعر كتبته عشانك ,, سبت أهلي وناسي وسافرت عشانك , ايه اللي المفروض أعمله تاني ؟؟
( هدير ) دي حاجات بتتحس يا دكتور مابنجوبش عليها ... ولو عاوز تعرف سبب للي حصل لمجرد المعرفة طلع ورقة واكتب السبب اللذيذ دا ( أنا قرأت حظك اليوم وعرفت ان راجل القوس صفاتة لا تتطابق مع أنثى العذراء ) لو عاوز سبب تاني مفيش أسهل من الكدب ,,
( أنا ) يااااه دا انت معبية بقى ,, ع العموم ياستي دي حياتك وانتي حرة فيها ويارب تكوني وفقتي في قررارك دا ,, وشكرا ع الأحلام الجميلة اللي رسمناها سوا ,, ربنا يسعدك يارب ..
( هدير ) ربنا يهديك ويحفظك من شر نفسك ... مع السلامة
جملتا الأخيرة غامضة جدا ,, أسهدتني طوال الليل أحاول ترجمة حروفها لكني لم أستطع لكن ما أعرفه أنها تقصد فعلا شيئا بي وتخشي علي منه فهي تعرفني جيدا ....
شايل شنطة سفر *** تايه بين الدروب
دمعي يمس الحجر *** يبكي الحجر ويدوب
والله دنيا البشر *** حالها ماشي بالمقلوب
يحس بينا الحجر *** وناس ملهاش قلوب
( ابراهيم رأفت )