صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 24

الموضوع: رسائل إسلامية - اقرأ وشارك

  1. #11
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    285

    افتراضي

    من كتاب حتى تكون أسعد الناس
    للشيخ الفاضل :عائض بن عبدالله القرني
    • طهر قلبك من الحسد , ونقه من الحقد , وأخرج منه البغضاء , وأزل منه الشحناء
    • اعتزل الناس إلا من خير , وكن جليس بيتك , وأقبل على شأنك , وقلل من المخالطة .
    • الكتاب أحسن الأصحاب , فسامر الكتب , وصاحب العلم , ورافق المعرفة .
    • الكون بُني على النظام , فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك .
    • اخرج إلى الفضاء , وطالع الحدائق الغناء وتفرج في خلق الباري وإبداع الخالق .
    • عليك بالمشي والرياضة ,واجتنب الكسل والخمول, واهجر الفراغ كرر [لا حول ولا قوة إلا بالله ] فإنها تشرح البال وتصلح الحال , وتحمل بها الأثقال , وترضي ذا الجلال
    حافظ على تكبيرة الإحرام جماعة , وأكثر المكث في المسجد , وعود نفسك المبادرة للصلاة لتجد السرور

    تدبر سورة {ألم نشرح لك صدرك}[الشرح :1] وتذكرها عند الشدائد ، واعلم أنها من أعظم الأدوية عند الأزمات
    • إذا غضبت فاسكت و تعوذ من الشيطان وغير مكانك ، وإن كنت قائماً فاجلس وتوضأ وأكثر من الذكر.
    • لا تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك وتذيقك طعم العافية وتشد من أزرك وترفع شأنك وتظهر صبرك.
    • حوًل خسائرك إلى أرباح , واصنع من الليمون شراباً حلواً , وأضف إلى ماء المصائب حفنة سكر ,وتكيف مع ظرفك .
    • اجتنب الصخب والضجة في بيتك ومكتبك , ومن علامات السعادة الهدوء والسكينة والنظام .
    • الصلاة خير معين على المصاعب , وهي تسمو بالنفس في آفاق علوية وتهاجر بالروح إلى فضاء النور والفلاح .
    • من عنده أدب جمٌ وذوق سليم وخلق شريف أسعد نفسه وأسعد الناس ونال صلاح البال والحال .
    • "من أصبح منكم آمناً في سربه , معافى في جسده ،عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا" .
    • من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً كان حقاً على الله أن يرضيه ، وهذه أركان الرضا.
    • أصول النجاح أن يرضى الله عنك وأن يرضى عنك من حولك وأن تكون نفسك راضية وأن تقدم عملاً ًمثمراً.
    • فكر في الذين تحبهم ، ولا تعط من تكرههم لحظة واحدة من حياتك،فإنهم لا يعلمون عنك وعن همك.
    • من صفت نفسه بالتقوى ،وطهُر فكره بالإيمان ،وصقلت أخلاقه بالخير نال حب الله وحب ا لناس .
    • الكسول الخامل هو المتعب الحزين حقيقة ،أما العامل المجد فهو الذي عرف كيف يعيش وعرف كيف يسعد .
    سوء الخلق عذاب ،والحقد سم ، والغيبة رذالة ،وتتبع العثراث خذلان .
    • السعادة أن يكون مصحفك أ نيسك ، وعملك هوايتك ، وبيتك صومعتك ، وكنزك قناعتك .
    • من لم يسعد في بيته لن يسعد في مكان آخر ،ومن لم يحبه أهله لن يحبه أحد ، ومن ضيع يومه ضيع غده.
    (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم )) ، (( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))
    • إذا رأيت الألوف من البشر وقد أذهبوا أعمارهم في الفن واللهو واللعب والضياع فاحمد الله على ما عندك من خير, فرؤية المبتلى سرور للمعافى. المسجد سوق الآخرة, والكتاب صديق العمر, والعمل أنيس في القبر, والخلق الحسن تاج الشرف, والكرم أجمل ثوب.
    • "يا بلال, أقم الصلاة, أرحنا بها" لأن الصلاة فيض من السكينة, ونهر من الأمن, وريح طيبة باردة تهب على النفس فتطفىء نار الخوف والحزن.

  2. #12
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    549

    افتراضي

    جزاكم الله خير
    ربنا يكرمكم
    موضوع متميز

  3. #13
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    285

    افتراضي

    إلى كل باحث عن رقة القلب للشيخ صالح بن عواد المغامسي

    {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

    لكل من يسمع ليّ أو لغيري ولكل من يقرأ لنا أو لغيرنا لا تعود نفسك أن يرق قلبك إلى شيء أعظم من القرآن . كل حياة لقلبك لو سمعت مئات المحاضرات والله الذي لا إله إلا هو لا تعدل آية واحده من كتاب الله .

    الله جل وعلا يقول : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} . المؤمن لا يريد شيء أعظم من رضوان الله ورضوان الله لا ينال بشيء أعظم من حب كلام رب العالمين جل جلاله.

    ومن أعظم ما أثنى الله به على أولياءه والصالحين من خلقه أنهم تتصفون بثلاث صفات – رزقنا الله وإياكم إياها بإخلاص – إذا تليت عليهم آيات الله :

    وجلُ القلب واقشعرار الجلد وذرف العين .
    قال جل وعلا : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.

    والأشياء بالتعود وأعظم ما ينصح به الإنسان ليحي قلبه أن يقوم بين يديّ الله في الليل ثم يأتي لآيات أثنى الله فيها على ذاته العلية , ولا يوجد كلام أجمل وأعظم تأثيراً من ثناء الله على نفسه وإخبار الله عن ذاته بما أنه لا أحد أعظم من الله فلا كلام أعظم من كلام الله وبما أنه لا أحد أعظم من الله فلا أحد أعلم بالله من الله .

    هذه الأمور القواعد أحفظها جيداً :

    لا أحد أعظم من الله ولا كلاماً أعظم من كلام الله ولا أحد أعلم بالله من الله .

    فإذا جئت تقف بين يديه اختر آيات في أول تعودك على قيام الليل أثنى الله بها على ذاته العلية ثم رددها كثيراً وأنت تصلي حتى تستميل قلبك وتذرف عينك تدريجياً ثم مع الأيام يصبح قلبك لا يسكن بشيء أعظم من ذكر الله " ومن استأنس بالله استوحش من خلقه " .

    الله يقول عن ذاته العلية : { أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} هذه أشياء محسوسة تراها و أنت قبل أن تنام فإذا ربطتها بخالقها عظم اليقين في قلبك { وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}

    ويقول جل وعلا خواتيم الحشر : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

    أين شعر الشعراء ؟ أين كلام البلغاء؟ أين وصف الفصحاء؟

    هذا كلام رب العزة في رب العزة جلا جلاله هذا هو قوت القلوب الحقيقي الذي يعيش به المؤمن ويتعود ألا يشرب إلا منه ولا ينهل إلا من معينه هذا الذي يسوق إلى رضوان الجنات ويوفق به المؤمن للطاعات ويقاد فيه إلى أعلى المنازل .

    اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة مصير كل أحد إليك ورزق كل أحد إليك أسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وإن ترزقنا الإخلاص فيما نقول ونسمع وصلي اللهم على محمد وعلى آله .


    المصدر : محاضرة الدر المنثور
    -----
    قبل سنوات غير بعيدة كان في مسجد رسول الله رجل من العامة يمني الجنسية لا يقرأ .
    فإذا دخل المسجد النبوي ورأى رجلاً خالياً من شغل أعطاه قرآناً في يده وقال له : اقرأ علي من كلام الله .
    فيمضي الرجل يقرأ وهذا العبد الصالح الأمي يستمع .
    قضى أكثر عمره على هذا النحو .

    فلما أردا الله جل وعلا أن يقبض روحه وربما كان ذلك العبد صادقاً مع مولاه والحكم على الظواهر دخل الحرم ذات يوم فقدم المصحف لرجل جالس في الحرم , فلما أخذ ذلك القارئ يقرأ وهذا العبد الصالح يستمع إليه مرا على آية سجدة فسجد الاثنان .
    رفع الأول منهما وأما ذلك العبد الصالح فقبض الله روحه وهو ساجد في مسجد رسول الله .

    إنه لا يهلك على الله إلا هالك , والصدق مع الله عز وجل أعظم ما يرث به العبد الخاتمة الحسنة وحسن الوفادة والإقبال على رب العالمين جل جلاله .


    المصدر : شريط ذواتا أفنان .



    الشيخ صالح بن عواد المغامسي
    التعديل الأخير تم بواسطة ...مصر... ; 28-06-2009 الساعة 05:45 PM

  4. #14
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    549

    افتراضي

    جزاكم الله خير
    ومستنين البقية

  5. #15
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    285

    افتراضي

    هل في موضوع إسلامي حاسس أو حاسة إن ناس كتير مش فاهمينه كويس أو فاهمينه بس مش بنطبقه .........طب ليه ما تدورش عليه وتختار لنا موضوع مؤثر نستفيد بيه ؟
    وهل قرأت كلام مؤثر أو سمعته زي كلام الشيخ ابن القيم أو الشعراوي أو أي شيخ بيعجبك ..........طب ليه ما تشاركش معانا .....؟
    أنا مستنيه مشاركاتكم وجزى الله خيرا المشمرون للجنة و شهد الحياة لمشاركاتهم

  6. #16
    Co-Admin
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    4,032

    Arrow

    الحمد لله غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

    فهذه رسالة لطيفة كتبها الإمام ابن رجب الحنبلي "رحمه الله"، في كتبه "لطائف المعرف لما لمواسم العام من الوظائف"

    وفيها الحديث عن التوبة وعدم التسويف وترك داء طول الأمل، والاستعداد للموت وما بعده.

    جعلها الله نافعة لناشرها وقارئها وسامعها. وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    المعصية؟

    عن ابن عمر عن النبي قال: « إن الله عزّ وجلّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » ،
    دل هذا الحديث على قبول توبة الله عزّ وجلّ لعبده ما دامت روحه في جسده لم تبلغ الحلقوم والتراقي. وقد دل القرآن على مثل ذلك أيضاً، قال الله عزّ وجلّ: { إنّما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً } [النساء: 17].

    وعمل السوء إذا أفرد دخل فيه جميع السيئات، صغيرها وكبيرها. والمراد بالجهالة الإقدام على عمل السوء، وإن علم صاحبه أنه سوء، فإن كل من عصى الله فهو جاهل، وكل من أطاعه فهو عالم، وبيانه من وجهين:

    أحدهما: أن من كان عالماً بالله تعالى وعظمته وكبريائه وجلاله فإنه يهابه ويخشاه، فلا يقع منه مع استحضار ذلك عصيانه، كما قال بعضهم: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى ما عصوه.

    والثاني: أن من آثر المعصية على الطاعة فإنما حمله على ذلك جهله وظنه أنها تنفعه عاجلاً باستعجال لذتها، وإن كان عنده إيمان فهو يرجو التخلص من سوء عاقبتها بالتوبة في آخر عمره، وهذا جهل محض، فإنه يتعجل الإثم والخزي، ويفوته عز التقوى وثوابها ولذة الطاعة، وقد يتمكن من التوبة بعد ذلك، وقد يعاجله الموت بغتة، فهو كجائع أكل طعاماً مسموماً لدفع جوعه الحاضر، ورجا أن يتخلص متن ضرره بشرب الترياق بعده، وهذا لا يفعله إلا جاهل.


    المبادرة

    روي عن ابن عباس في قوله تعالى: { يتوبون من قريب } [النساء: 17]،
    قال: قبل المرض والموت، وهذا إشارة إلى أن أفضل أوقات التوبة، هو أن يبادر الإنسان بالتوبة في صحته قبل نزول المرض به حتى يتمكن حينئذ من العمل الصالح، ولذلك قرن الله تعالى التوبة بالعمل الصالح في مواضع كثيرة من القرآن.

    وأيضاً فالتوبة في الصحة ورجاء الحياة تشبه الصدقة بالمال في الصحة ورجاء البقاء، والتوبة في المرض عند حضور أمارات الموت تشبه الصدقة بالمال عند الموت. فأين توبة هذا من توبة من يتوب من قريب وهو صحيح قوي قادر على عمل المعاصي، فيتركها خوفاً من الله عزّ وجلّ، ورجاء لثوابه، وإيثار لطاعته على معصيته.

    فالتائب في صحته بمنزلة من هو راكب على متن جواده وبيده سيف مشهور، فهو يقدر على الكر والفر والقتال، وعلى الهرب من الملك وعصيانه، فإذا جاء على هذه الحال إلى بين يدي الملك ذليلاً له، طالباً لأمانه، صار بذلك من خواص المالك وأحبابه؛ لأنه جاءه طائعاً مختاراً له، راغباً في قربه وخدمته.

    وأما من هو في أسر الملك ، وفي رجله قيد وفي رقبته غل، فإنه إذا طلب الأمان من الملك فإنما يطلبه خوفاً على نفسه من الهلاك، وقد لا يكون محباً للملك، ولا مؤثراًَ لرضاه، فهذا مثل من لا يتوب إلا في مرضه عند موته، لكن ملك الملوك، وأكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، لا يعجره هارب، ولا يفوته ذاهب، كما قيل: لا أقدر ممن طلبته في يده، ولا أعجز ممن هو في يد طالبه، ومع هذا فكل من طلب الأمن من عذابه من عباده أمنه على أي حال كان، إذا علم منه الصدق في طلبه.

    وقوله تعالى: { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً } [النساء: 18].
    فسوى بين من تاب عند الموت ومن مات من غير توبة. والمراد بالتوبة عند الموت التوبة عند انكشاف الغطاء، ومعاينة المحتضر أمور الآخرة، ومشاهدة الملائكة. فإن الإيمان والتوبة وسائر الأعمال إنما تنفع بالغيب، فإذا كشف الغطاء وصار الغيب شهادة، لم ينفع الإيمان ولا التوبة على تلك الحال.

    وقد قيل: إنه إنما منع من التوبة حينئذ؛ لأنه إذا انقطعت معرفته وذهل عقله، لم يتصور منه ندم ولا عزم؛ فإن الندم والعزم إنما يصح مع حضور العقل. وقوله في حديث ابن عمر: « ما لم يغرغر » يعني إذا لم تبلغ روحه عند خروجها منه إلى حلقه. فشبه ترددها في حلق المحتضر بما يتغرغر به الإنسان من الماء وغيره، ويردده في حلقه. وإلى ذلك الإشارة في القرآن بقوله عزّ وجلّ: { فلولا إذا بلغت الحلقوم . وأنتم حينئذ تنظرون . ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون } [الواقعة: 83- 84]، وبقوله عزّ وجلّ: { كلاَّ إذا بلغت التَّراقيَ } [القيامة: 26].




    عش ما بدا لك سالماً
    في ظل شاهقة القصور

    فإذا النفوس تقعقعت
    في ضيق حشرجة الصدور

    هناك تعلم موقناً
    ما كنت إلا في غرور




    الاستعداد للموت

    واعلم أن الإنسان ما دام يؤمل الحياة فإنه لا يقطع أمله من الدنيا، وقد لا تسمح نفسه بالإقلاع عن لذاتها وشهواتها من المعاصي وغيرها، ويرجيه الشيطان التوبة في آخر عمره، فإذا تيقن الموت، وأيس من الحياة، أفاق من سكرته بشهوات الدنيا، فندم جيبنئذ على تفريطه ندامة يكاد يقتل نفسه، وطلب الرجعة إلى الدنيا ليتوب ويعمل صالحاً، فلا يُجاب إلى شيء من ذلك، تجتمع عليه سكرة الموت مع حسرة الفوت. وقد حذر الله تعالى عباده من ذلك في كتابه، قال تعالى: { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثُمّ لا تُصرون . واتَّبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون . أن تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله وإن كنتُ لمن السَّاخرين } [الزمر: 54- 56]، سُمع بعض المحتضرين عند احتضاره يلطم على وجهه ويقول: (يا حسرتى على ما فرَّطتُ في جنب الله) وقال آخر عند احتضاره: سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي، وقال آخر عند موته: لا تغركم الحياة الدنيا كما غرتني.

    وقال تعالى: { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِّ ارجعونِ . لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنّها كلمةٌ هو قائلها } [المؤمنون: 99- 100].

    وقال تبارك وتعالى: { وأنفقوا من مّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربِّ لولا أخرتني إلى أجلٍ قريب فأصَّدَّق وأكن من الصالحين . ولن يؤخِّر الله نفساً إذا حاء أجلها والله خبيرٌ بما تعملونَ } [المنافقون: 10- 11]. قال الفضيل يقول الله عزّ وجلّ: ابن آدم! إذا كنت تتقلب في نعمتي وأنت تتقلب في معصيتي فاحذرني لا أصرعك بين معاصي.

    وقسم: يفني عمره في الغفلة والبطالة، ثم يوفق لعمل صالح فيموت عليه، وهذه حالة من عمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الحنة فيدخلها.

    الأعمال بالخواتيم، وفي الحديث: « إذا أراد الله بعبد خيراً عسله، قالوا: ما عسله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه » صحيح. انظر صحيح الجامع الصغير.

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي قال:

    « إن الشيطان قال: وعزتك يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب عزّ وجلّ: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني » [رواه أحمد].

    وروي أن رجلاً من أشراف أهل البصرة كان منحدراً إليها في سفينة ومعه جارية له، فشرب يوماً، وغنته جاريته بعود لها، وكان معهم في السفينة فقير صالح،
    فقال له: يا فتى! تحسن مثل هذا؟ قال: أحسن ما هو أحسن منه.
    وقرأ: { قُل متاع الدُّنيا قليلٌ والآخرة خيرٌ لمن اتَّقى ولا تُظلمون فتيلاً . أينما تكونواً يُدرككُّم الموت ولو كنتم في بروجٍ مُّشيَّدةٍ } [النساء: 77- 78]. فرمى الرجل ما بيده من الشراب في الماء، وقال: أشهد أن هذا أحسن مما سمعت،
    فقل غير هذا؟ قال: نعم فتلا عليه: { وقُل الحقُّ من ربِّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنَّا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادقها } [الكهف: 29]،
    فوقعت من قلبه موقعاً، ورمى بالشراب في الماء، وكسر العود،
    ثم قال: يا فتى! هل هناك فرج؟ قال: نعم، { قُل يا عبادي الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنَّه هو الغفور الرَّحيم } [الزمر: 53]. فصاح صيحة عظيمة، فنظروا إليه فإذا هو قد مات رحمه الله.



    وبقي هنا قسم آخر، وهو أشرف الأقسام وأرفعها، وهو من يفني عمره في الطاعة، ثم ينبه على قرب الآجال، ليجدَّ في التزود ويتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء، ويكون خاتمة للعمل، قال ابن عباس: لما نزلت على النبي : { إذا جاء نصر الله والفتح } [النصر: 1] نعيت لرسول الله نفسه، فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة.

    وكان من عادته أن يعتكف في كل عام من رمضان عشراً، ويعرض القرآن على جبريل مرة، فاعتكف في ذلك العام عشرين يوماً، وعرض القرآن مرتين،
    وكان يقول: « ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي » ثم حج حجة الوداع، وقال للناس: « خذوا عني مناسككم، فلعلي لا ألقاقكم بعد عامي هذا »
    وطفق يودع الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع. ثم رجع إلى المدينة فخطب قبل وصوله،
    وقال: « أيها الناس ! إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب » ،
    ثم أمر بالتمسك بكتاب الله، ثم توفي بعد وصوله إلى المدينة بيسير
    إذا كان سيد المحسنين يؤمر أن يختم عمره بالزيادة في الإحسان، فكيف يكون حال المسيء؟

    خذ في جد فقد تولى العمر
    كم ذا التفريط قد تدانى الأمر

    أقبل فعسى يقبل منه العذر
    كم تبني كم تنقض كم ذا الغدر

    تأهب للذي لا بد منه
    من الموت الموكل بالعباد

    أترضى أن تكون رفيق قوم
    لهم زاد وأنت بغير زاد

    تب من خطاياك وابك خشية
    ما أثبت منها عليك في الكتاب

    أية حال تكون حال فتى
    صار إلى ربه ولم يتب




    فإن كان تأخير التوبة في حال الشاب قبيح، ففي حال المشيب أقبح وأقبح.

    فإن نزل المرض بالعبد فتأخيره للتوبة حينئذ أقبح من كل قبيح؛ فإن المرض نذير الموت.

    وينبغي لمن عاد مريضاً أن يذكره التوبة والاستغفار، فلا أحسن من ختام العمل بالتوبة والاستغفار؛ فإن كان العمل سيئاً كان كفارة له، وإن كان حسناً كان كالطابع عليه.

    وفي حديث "سيد الاستغفار": من قاله إذا أصبح وإذا أمسى، ثم مات من يومه أو ليلته، كان من أهل الجنة".
    وليكثر في مرضه من ذكر الله عزّ وجلّ، خصوصاً كلمة التوحيد؛ فإنه من كانت آخر كلامه دخل الجنة.
    وكان السلف يرون أن من مات عقيب عمل صالح كصيام رمضان، أو عقيب حج أو عمرة أنه يُرجى له أن يدخل الجنة. وكانوا مع اجتهادهم في الصحة في الأعمال الصالحة يجددون التوبة والاستغفار عند الموت، ويختمون أعمالهم بالاستغفار وكلمة التوحيد.


    يا غافل القلب عن ذكر الموت
    عما قليل ستثوي بين أموات

    فأذكر محلك من قبل الحلول به
    وتب إلى الله من لهو ولذات

    إن الحمام له وقت إلى أجل
    فأذكر مصائب أيام وساعات

    لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها
    قد حان للموت يا ذا اللب أن يأتي




    التوبة التوبة قبل أن يصل إليكم من الموت النوبة، فيحصل المفرط على الندم والخيبة.

    الإنابة الإنابة قبل غلق الإجابة. الإفاقة الإفاقة؛ فقد قرب وقت الفاقة.

    ما أحسن قلق التواب! ما أحلى قدوم الغياب! ما أجمل وقوفهم بالباب.

    من نزل به الشيب فهو بمنزلة الحامل التي تمت شهور حملها، فما تنتظر إلا الولادة، كذلك صاحب الشيب لا ينتظر غير الموت؛ فقبيح منه الإصرار على الذنب.


    أي شيء تريد مني الذنوب
    شغفت بي فليس عني تغيب

    ما يضر الذنوب لو أعتقتني
    رحمة بي فقد علاني المشيب




    أيها العاصي، ما يقطع من صلاحك الطمع، ما نصبنا اليوم شرك المواعظ إلا لتقع.

    إذا خرجت من المجلس وأنت عازم على التوبة. قالت ملائكة الرحمة: مرحباً وأهلاً، فإن قال لك رفقاؤك في المعصية: هلم إلينا، فقل لهم: كلا، خمر الهوى الذي عهدتموه قد استحال خلا.

    يا من سود كتابه بالسيئات قد آن لك بالتوبة أن تمحو.

    يا سكران القلب بالشهوات أما آن لفؤادك أن يصحو؟

    وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.


    المصدر : موقع طريق الإسلام

  7. #17
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    تحت قدمى أمى و أبى
    المشاركات
    2,912

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

  8. #18
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    285

    افتراضي

    أعمال تحيى بها القلوب :-
    من أعظمها الانكسار بين يدي الله في مكان لا يراك فيه احد ، هذا من أعظم ما يحيي القلوب ، الإنسان حياته البرزخية صورة مثلى لحياته في السرائر ، أو بتعبير أصح حياة السرائر صورة للحياة البرزخية ، الإنسان إذا كان في السريرة يسجد ويدعوا الله -جل وعلا- أو يقوم في مكان لا يراه فيه احد يذكر الله -جل وعلا- يُعظّم الله في ظلمة غرفة ، أو في ظلمة سفر ، أو في ظلمة جماعة ، أو في بيته ، أو بين أبنائه ، أو في أي مكان يُعظّم الله جداً في السرائر ويخشاه ويخافه ويرى في نفسه ، وذروف عين ودمع هذا غالباً مُنعّم في قبره ، أما الذي -نسأل الله العافية- في السرائر مسرف على نفسه فهذه صورة لحياته في قبره ، إن الإنسان يبحث عن طرائق عديدة لان تحيي قلبه ، من أعظمها عدم احتقار الناس ، وأكثر من يتأمل الناس يجد فيهم حفظه فقهاء منفقين لكن -والعياذ بالله- يجد في نفسه علواً على الغير ، هذا العلو قد هو لا يصرح به ، ويقول التواضع ويذكر أمثالاً وأشعاراً فيه لكن الحياة اليومية في مخالطة الناس يظهر منه ، يوجد إنسان قد يركب سيارة توافق ثراه فارهة جداً لكن قلبه منكسر ، ويوجد إنسان يمشي على قدميه وفي قلبه كبر ، وثمة أُناس قد يعانون على إصلاح الظاهر ولم يعانوا بعد على إصلاح الباطن ، والله لما ذكر يوم القيامة قال: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾[الطارق : 9] ، فالمحك عند الله -جل وعلا- وحده سريرة الإنسان ولذلك الناس تبالغ في مدح زيد أو عمر ، فلان بكاء فلان واعظ فلان فقيه فلان تالي فلان قارئ فلان ... فلان خطيب فلان مُفوّه فلان يُرقق فلان ... فلان ولا يعلمون شيئاً عن سريرته ، وقد يوجد إنسان لم ير الناس يوما دمعته وهو إذا خلا بالله في ظلمات الليل اظهر لله الرقة والانكسار والخوف والوجل والحياء من الله في كل موطن ، فلا يمكن أن يستويان عند الله لكن المقصود كما قلت عن سفيان أن العدل صلاح السريرة والعلانية والإحسان أن تكون سريرة الإنسان خير من علانيته .
    للشيخ صالح المغامسي
    التعديل الأخير تم بواسطة ...مصر... ; 02-07-2009 الساعة 12:12 AM

  9. #19
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    285

    افتراضي

    التقوى زادنا إلى الجنة
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

    أخي الحبيب: لقد حفل القرآن في كثير من آياته بذكر التقوى والأمر بها وبيان ثمراتها و الطريق الموصل إليها.

    ولعظم شأن التقوى في الإسلام كان النبي يفتتح خطبه ببعض الآيات التي فيها الأمر بالتقوى. وسار الخطباء والوعاظ على هذه السبيل، إذ قلما تخلو خطبة أو موعظة من الوصية بالتقوى و الحث على التحلي بها.

    وهذا يدل - بلا شك - على أهمية التقوى في حياة المسلم.

    ومن الآيات التي أمرت بالتقوى ورغبت فيها:

    قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102).

    وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70).

    وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119).

    وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ ) (الحشر: 18).

    بل إن الله سبحانه جعل التقوى شرطا في حصول الإيمان فقال جل وعلا: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة: 57).

    والتقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين كما قال سبحانه: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) (النساء: 13 ).

    ولأهمية التقوى أمر الله تعالى نبيه بها فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) (الأحزاب: 1)

    وجعل الله التقوى من خير ما يتزود به الإنسان فقال سبحانه: ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة: 197)

    وذم سبحانه المتكبرين الذين لا يقبلون النصح بالتحلي بالتقوى، فقال سبحانه: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بالإثم فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) (البقرة:206)

    وجعل سبحانه التفاضل بين الناس بميزان التقوى فقال جل وعلا: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (الحجرات: 13) حقيقة التقوى

    قال الإمام ابن رجب: وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه، من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه .

    وقال القشيري: فالتقوى جماع الخيرات. وحقيقة الاتقاء: التحرر بطاعة الله من عقوبته، وأصل التقوى: اتقاء الشرك، ثم بعد ذلك اتقاء المعاصي والسيئات، ثم بعد ذلك اتقاء الشبهات، ثم بعد ذلك ترك الفضلات .

    وقال ابن مسعود في معنى قوله تعالى: (ا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) (آل عمران:102): أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.

    وقال سهل بن عبدالله: من أراد أن تصح له التقوى فليترك الذنوب كلها.

    وقال الروذباري: التقوى: مجانبة ما يبعدك عن الله.

    وقيل: يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء: 1- حسن التوكل فيما لم ينل. 2- وحسن الرضا فيما قد نال. 3- وحسن الصبر على ما قد مضى.

    وقال خالد بن شوذب: شهدت الحسن، وأتاه فرقد السبخي وعليه جبة صوف، فأخذ الحسن بتلابيبه ثم قال: يا فرقد! – مرتين أو ثلاثا – إن التقوى ليس في هذا الكساء، إنما التقوى ما وقر في القلب وصدقه العمل. علاقة العلم بالتقوى

    والتقوى لا تقوم إلا على ساق العلم، فالجاهل لا يمكن أن يكون تقيا، لأنه لا يعلم ما يتقى وما لا يتقى، وهذا غاية التخليط.

    قال الإمام ابن رجب: وأصل التقوى: أن يعلم العبد ما يتقى ثم يتقى .

    وقال بكر بن خنيس: كيف يكون متقيا من لا يدري ما يتقي.

    وقال معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي: أكلت الربا. وإذا كنت لا تحسن تتقي: لقيتك امرأة فلم تغض بصرك. وإذا كنت لا تحسن تتقي: وضعت سيفك على عاتقك أي: شهرت سيفك وقاتلت في الفتنة.

    مراتب التقوى

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: التقوى ثلاث مراتب: إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات. الثانية: حميتهما عن المكروهات. الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني. فالأولى: تعطي العبد حياته، والثانية: تفيد صحته وقوته، والثالثة: تكسبه سروره وفرحه وبهجته.

    الطريق إلى التقوى ( وسائلها )

    يمكن تقسيم التقوى إلى قسمين: واجبة ومستحبة. أما الواجبة: فلا يمكن أن تتحقق إلا بفعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات، وأعظم الواجبات: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وأعظم المحرمات : الشرك بالله والكفر بجميع أنواعه. قال تعالى: (الم~ (1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (البقرة 1-4)

    قال معاذ بن جبل: ينادى يوم القيامة: أين المتقون؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر، قالوا له: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا لله بالعبادة.

    وقال الحسن: المتقون اتقوا ما حرم عليهم، وأدوا ما افترض عليهم.

    وقال عمر بن عبد العزيز: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله: ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيرا، فهو خير إلى خير.

    وأما التقوى المستحبة: فهي تكون بفعل المندوبات وترك المكروهات، وربما بالغ المتقي في التنزه عن بعض ما هو حلال مخافة الوقوع في الحرام.

    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: تمام التقوى أن يتقي الله العبد،حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حرام يكون بينه وبين الحرام.

    وقال الحسن: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام.

    وقال الثوري: إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى.

    خل الذنوب صغيرهـا وكبيــــرهـا ذاك التقــى واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى لا تحقــرن صغيـــــرة إن الجبـال مـن الحصـى

    ومن الأسباب الباعثة على التقوى ما يلي:

    1- كثرة العبادة: لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) 2- أداء العبادة على الوجه الأكمل: لقوله تعالى: ( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى) (البقرة:203) 3- الجدية في التعامل مع شرع الله تعالى: لقوله تعالى: ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 63) 4- تطبيق الحدود الشرعية: بقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:179) 5- إقامة شعائر الإسلام والتحلي بمكارم الأخلاق: لقوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة:177) 6- الصيام: لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) 7- تعظيم شعائر الله: لقوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) 8- العدل: لقوله تعالى: ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) (المائدة: 8) 9- العفو: لقوله تعالى: ( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (البقرة: 237) 10- تعظيم الرسول وتوقيره: لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى) (الحجرات: 3)، وذلك يشمل الرسول حيا وميتا، ويكون عدم رفع الأصوات عليه ميتا باحترام سنته، وانتهاج طرقته، وعدم مجاوزة هديه إلى غيره من زبالات الأذهان ونخالات الأفكار والمذاهب والآراء.

    وبالجملة: فجميع الطاعات من أسباب حصول التقوى، وجميع المعاصي من معوقات حصول التقوى، كما قال طلق بن حبيب رضي الله عنه: التقوى: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله تخاف عقاب الله.

    من ثمرات التقوى

    بشر الله عز وجل عباده المتقين في كتابه ببشارات عديدة، وجعل للتقوى ثمرات وفوائد جليلة فمن ذلك:

    الأولى: البشرى بما يسر في الدنيا والآخرة: لقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [يونس: 63،64].

    الثانية: البشرى بالعون والنصرة: لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128].

    الثالثة: التوفيق للعلم: لقوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [البقرة: 282].

    الرابعة:الهداية للصواب والتمييز بين الحق والباطل: لقوله تعالى: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً [الأنفال: 29].

    الخامسة: البشرى بتكفير الذنوب وتعظيم أجر المتقين: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق:5].

    السادسة: البشرى بالمغفرة: لقوله تعالى: وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً [النساء: 129].

    السابعة: اليسر والسهولة في كل أمر: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4].

    الثامنة: الخروج من الغم والمحنة: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2].

    التاسعة: الرزق الواسع دون عناء أو مشقة: لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2].

    العاشرة: النجاة من العذاب والعقوبة: لقوله تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا [مريم:72].

    الحادبة عشرة: التزكية بالكرامة: لقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].

    الثانية عشرة: البشارة بالمحبة: لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة:4].

    الثالثة عشرة: حصول الفلاح: لقوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [البقرة:189].

    الرابعة عشر: نيل الجزاء وعدم إضاعة العمل: لقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90].

    الخامسة عشرة: القبول وعدم الرد: لقوله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

    السادسة عشرة: الفوز بالجنة: لقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الذاريات:15].

    السابعة عشرة: الأمن والمنزلة الرفيعة: لقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ [الدخان:51].

    الثامنة عشرة: عز الفوقية على الخلق: لقوله تعالى: وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [البقرة:212].

    التاسعة عشرة: تنوع الجزاء وتعدد اللذات: لقوله تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً [النبأ 31-34].

    العشرون: القرب من الله تعالى يوم القيامة مع التمتع باللقاء والرؤية: لقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر:55،54].

    الحادية والعشرون: سلامة الصدر: لقوله تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67].

    الثانية والعشرون: إصلاح العمل مع المغفرة: لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [الأحزاب:71،70].

    الثالثة العشرون: البصيرة وسرعة الانتباه: لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201].

    الرابعة والعشرون: عظم الأجر: لقوله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران:172].

    الخامسة العشرون: الفوز: لقوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور:52].

    السادسة والعشرون: التفكر والتدبر: لقوله تعالى: إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ [يونس:6].

    السابعة والعشرون: النجاة من النار: لقوله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى [الليل:17].

    الثامنة والعشرون: الفوز بالخيرية: لقوله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197].

    التاسعة والعشرون: حسن العاقبة: لقوله تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49].

    الثلاثون: الفوز بولاية الله: لقوله تعالى: وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثـية:19].

    نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين وأن يهدينا إلى طريق التقوى إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العامين
    التعديل الأخير تم بواسطة ...مصر... ; 03-07-2009 الساعة 11:54 AM

  10. #20
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    285

    افتراضي

    زوجتك فى الجنة أجمل من حور العين



    باحثون كلنا عن السعادة !

    و لكن السؤال : هل عاشها بشر فى الدنيا بشكل مطلق ؟

    أدام الشباب لأحد ؟ أدامت الصحة ؟ أدام المال ؟ أدام الحب ؟ أدامت اللذة ؟ بالطبع لآ !!!

    ولكن الله يعدنا أن يديم لنا كل هذا ... فقط فى الجنة! كيف يمكن تخيل السعادة فى الجنة ؟ كيف يمكن أن يكون هذا الخيال حقيقة ؟؟؟ حوار أجراه الأستاذ عصام الغازي مع الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس يوم الأربعاء الموافق29/7/2003



    وهذا هو نص الحوار:



    نعيش عمرنا نحلم بالسعادة ..ونتصور أن المال هو المفتاح ..ونكتشف - وغالبا" متأخراً جداً -أننا نجرى وراء سراب .. وأن الدنيا لا يمكن أن تهديك أبداً سعادة مكتملة . لله حكمته فى ذلك- كما يؤكد الداعية عمرو خالد - فالسعادة المطلقة تجعل تركها أمراً مستحيلاً وتصبح مهمة المؤمن فى الترفع عن الدنيا صعبة قاسية .البديل الذى يعد الله به عباده الصالحين موجود و الطريق إليه واضح وعلينا إذن أن نحلم بالجنة بقلوبنا وخيالنا أن نحلم بالسعادة الكاملة دون منغصات وهذا الحلم ليس مجرد أمنية ,بل أنه سلاحك القوى لمقاومة المعصية والترفع عن كل أوهام الدنيا ومطامعها .

    عمرو خالد فى حواره الأسبوعى مع كل الناس ..يحاول أن يقربنا من حياة النعيم التى وعد الله بها المؤمنين من خلال قراءته وتفسيره للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ..والتى تعدنا بألوان من السعادة والحب لا تخطر على قلب بشر ..وهو يجيب عما يثيره البعض عن حور العين ويؤكد أن زوجتك المؤمنة ستكون فى الجنة أجمل من حور العين , وإذا تحدثت مع زوجها ستجعلة يذهل عن الجنة وما فيها .



    سعادة القلب

    سألت عمرو خالد : كلنا نبحث عن السعادة ..حتى وأنت تسعد الآخرين , تظن أن إسعادهم إسعاد لنفسك ,كذلك الذى يحب ,ليس هدفه الحب فى حد ذاته إنما الحب يجلب السعادة للقلب ..ما الوسائل التى تحقق لنا السعادة ؟

    قال : المال والثروة ليسا إلا حفنة من الأوراق والسعادة ليست فى المال , إنما فيما يجلبه المال للقب من ألوان البهجة والسعادة .

    وحين تلجأ إلى العبادة ..فإن سعادة قلب المؤمن تحققها العبادة .ومدار السعادة فى الإنسان هو القلب .لو سعد القلب ,تستريح الجوارح وتطمئن ,وبشعر الإنسان بالأنتعاش والراحة .

    هل توجد السعادة الكاملة ؟وهل يوجد من هو سعيد سعادة مطلقة ؟

    أبى الله أن تتم السعادة فى الدنيا .إذ لا توجد سعادة إلا وبداخلها منغصات .لا توجد لذة متكاملة فى الدنيا .

    الوجبة اللذيذة من الطعام ,قد يعقبها مغص وعسر هضم .النزهة الجميلة يعقبها إرهاق وتعب ونوم طويل .لا توجد سعادة تتم من البداية حتى النهاية دون منغصات .ومن رحمة الله أن جعل سعادة الدنيا مشوبة بالمنغصات ,لأنه لو كانت سعادة الدنيا مطلقة ,كانت درجة تعلقنا بها تجعل تركها شيئا مستحيلا وصعباً .



    لا تفرح بشبابك اليوم

    ماذا تقول للباحثين عن السعادة ؟

    أقول لهم : لا تظنوا ابداً أنكم ستجدون السعادة الكاملة فى الدنيا .هم يعلمون ذلك ,لكنى أريد أن تستقر هذه الحقيقة داخل أنفسهم .

    السعادة كلما وصلت إلى ذروة ,تهبط مرة أخرى وتتلاشى . لا سعادة تدوم. لا شىء يدوم فى هذه الدنيا .كل لذة ترتفع وتنحدر وتتلاشى .( الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ضعفاً وشيبة ) .

    لا تفرح بشبايك وقوتك اليوم , لأنك بعد 30 سنة ستتحرك بصعوبة وسيطلب منك اولادك أن تفعل كذا ,بعد أن كنت الذى توجههم كان لرسول الله ناقة تسمى ( القصواء ) وكانت لا تُسبق وكان الصحابة إذا أرادوا سباق القصواء لا يستطيعون . فجاء أعرابى بسيط بناقة له وسبق ناقة النبى . فشق ذلك على الصحابة وحزنوا .فقال النبى :إن الله كتب ألا يرفع شيئاً من هذه الدنيا إلا وضعها .

    انظر إلى مُلك الذين بنوا الأهرامات ,والعز والجبروت والقوة التى كانوا فيها .أين هم الأن ؟لا شىء.



    أفضل روشتة للاكتئاب

    أين نجد السعادة بأبهى وأقوى صورها؟

    لا المال يحققها .ولا الحب يحققها .ولا الجاه ولا الابناء .لا سعادة إلا فى الجنة .السعادة المتكاملة ,واللذة الحقيقية والبهجة الكاملة توجد فى الجنة .هناك الكثير من الشباب والبنات لا يحلمون بالجنة ,لأن الدنيا بين أيديهم ينهلون منها بغير حساب عرفوا كيف يحبون .وكيف يكسبون المال . تعلموا فى الدنيا وانشغلوا بها. كل منهم يتخيل فى خلوته بنفسه كيف سيكون قصره بعد عشر سنوات وكيف سيكون رصيده فى البنك ويحلم بمن سوف يتزوجها ,وبالأطفال الذين سيرزق بهم .لكن الكثيرين منا لا يحلمون بالجنة .



    كيف يمكن تخيل السعادة فى الجنة ؟وكيف يمكن أن يكون هذا الخيال حقيقة ؟

    فلنتأمل كلام النبى عن الجنة بقلوبنا وخيالنا وليس بعقولنا .وأنا متأكد أن من يقرأ كلام النبى عن الجنة وهو مصاب بالإكتئاب ويعانى من المشاكل والديون وافتقاد الذرية ,سوف تسمو روحة ويزهد فى الدنيا ويتطلع إلى الجنة بما فيها من سعادة متكاملة .وسوف يقول لنفسه حين يدرك غفلته : هل أضحى بكل هذه السعادة من أجل متع زائلة خلال سنوات قليلة أعيشها فى الدنيا ؟ما قيمة عمرك فى الحياة الدنيا لو قورن بحياتك فى الما لا نهاية ؟



    الكلام مع النبى

    يقول النبى فى حديث قدسى عن الله عز وجل : أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

    ماذا سمعت من الكلام الحلو , ومن ألوان الطرب والغناء ؟ ماذا سمعت من أحلى وألذ الكلمات ؟ فما بالك إذا سمعت النبى بأذنيك .وإذا أستمعت إلى الله وهو يكلمك ؟تخيل الجنة .مهما تخيلت الجنة أحلى بكثير ولا خطر على قلب بشر .

    اسرح بخيالك الخصب كما تريد ,وتخيل ألواناً من اللذات والنعيم التى لا تتصور من جمالها ومن روعتها , أقول لك ولا خطر على قلب بشر ,فالجنة أحلى .

    ولكن أسمع الحديث ,أعددت هل هذا فعل ماض أم مضارع ؟ الجنة أعدت من زمن سحيق , والحديث قيل من 1400 سنة بصيغة الماضى .تخيل استقبال الله تبارك وتعالى لنا .

    يقول ,أعددت .ولم يقل أمرت ملائكتى أن تعد .

    يقول النبى : يناديهم الله عز وجل يا أهل الجنة إن لكم عندى : إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبداً .فإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً .وأن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً . وأن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً .

    كل المشكلات التى كنت تعانى منها فى الحياة الدنيا ,انتهت وانت على باب الجنة : لن تمرض . وستعيش فى الجنة بعمر الشباب الدائم ( 33 سنة ) ولن تموت ولن تبأس .



    لا مساواة فى الجنة

    هل تتساوى انصبة الناس جميعاً فى الجنة ؟

    يقول النبى ( سأل موسى ربه ,فقال يا رب دلنى على أدنى أهل الجنة منزلة , فقال الله عز وجل يا موسى ذلك آخر رجل يخرج من النار . يخرج من النار حبواً ينظر إليها ويقول :الحمد الله الذى نجانى منك .

    فيقول له الله عز وجل : اذهب فأدخل الجنة. فيذهب فينظر إليها فيخيل إليه أنها ملأى . فيعود ويقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله عز وجل له : أما ترضى أن يكون لك مثل ملك أعظم ملك ملوك الدنيا ؟ فيقول :يا رب لا تهزأ بى وأنت رب العالمين ؟ فيقول له الله عز وجل : لك مثل ملك أعظم ملك من ملوك الدنيا ومثله ومثله ومثله ومثله .

    فيقول العبد فى الخامسة :رضيت يا رب رضيت يا رب : فيقول له الله عز وجل : لك مثل ملك أعظم ملك من ملوك الدنيا وعشرة أمثال . ولك فيها ما اشتهيت وتمنت عينك وأنت فيها خالد . فقال موسى : يا رب ..أذلك أدناهم منزلة ؟ قال نعم يا موسى فقال موسى :يا رب فمن أعلاهم منزلة ؟فقال الله عز وجل : يا موسى أولئك الذين أردت .زرعت كرامتهم بيدى .



    لا تكليف بالعبادة

    ويقول الله صلى الله علييه وسلم عن أهل الجنة ( يلهمون التسبيح والتهليل كما تلهمون النفس ) رغم أن أهل الجنة غير مكلفين بأى عبادة . لكنه تسبيح فرحة وإتصال بالله عز وجل . وطوال الوقت فى الجنة ترى أشياء لم تتصورها أبداً .

    فتقول مبهوراً : لا إله إلا الله سبحان الله الله أكبر .قالوا : يا رسول الله ..حدثنا عن الجنة .فقال النبى لبنة من ذهب ولبنة من فضة . ملاطها المسك . وحصباؤها اللؤلؤ وسقفها عرش الرحمن



    هل بعد ذلك لا تزال تتمسك بمباهج الدنيا ؟

    هل لا تزال غير قادر على التوبة ؟ولا تزالين غير قادرة على الحجاب ؟ولا تزال غير قادر على الصلاة فى المسجد .

    إن فى الجنة شجرة تمشى فى ظلها مائة سنة فلا تقطعها تخيل مساحة الجنة وتخيل لو عملت رحلة فى الجنة ,تنجزها فى كم ألف سنة ؟وتخيل المناظر الطبيعية التى تراها خلال فسحة فى الجنة .



    متعة رؤية الله

    يقول النبى :ما فى الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ليس فى الجنة ليل أو نهار نور الله يضىء الجنة مباشرة .

    يقول النبى :ألا من مشمر للجنة .فإن الجنة لا خطر لها فهى والله نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر حسناء جميلة وحلل كثيرة . فقال الصحابة:المشمرون يا رسول الله .فقال قولوا إن شاء الله .

    يقول الله تبارك وتعالى إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون ) أى منشغلون بألوان النعيم .فالله سبحانه وتعالى ينشىء فى الجنة لذات جديدة ,غير لذات الدنيا التى نعرفها .

    فلذات الدنيا التى نعرفها هى الأكل واللبس والفسح وعلاقة الرجل بالمرأة أما فى الجنة فينشىء الله لذات جديدة لا نعرفها .اولها رؤية الله عز وجل .

    النبى يقول : فما أعطوا فى الجنة لذة أعظم من رؤية الله عز وجل .

    ألا يدفعك شوقك إلى الجنة للتوبة وبر الوالدين وصلة الارحام وتقوى الله عز وجل والكسب الحلال ؟

    يقول النبى : إن أبواب الجنة - يوم دخول الجنة - ما بين فتحتى الباب كما بين مكة والشام وإنه سيتزاحم عليه .



    مفاتن الجنة

    هل يمكن أن نقاوم المعصية بالحلم بالجنة؟

    نعم.. قل لنفسك: هل أضيع جنة عرضها السموات والأرض من أجل نصف ساعة معصية؟

    يقول النبي :" لقاب قوسين في الجنة خير من الدنيا وما فيهما".

    وفي الجنة يلبس الشهداء تاجاً اسمه تاج الوقار، الياقوتة الواحدة في هذا التاج خير من الدنيا وما فيها.

    تأتي الدنيا يوم القيامة وتقول: يا رب اجعلني لأدنى أوليائك نصيباً، فيقول الله تبارك وتعالى:"اسكتي يا لا شيء إني لم أرضك لهم في الدنيا أفأرضك لهم في الآخرة؟"

    يؤتي بأنعم أهل الدنيا وهو من أهل النار، فيغمس فيها غمسة في النار ويقال له: "هل رأيت نعيماً قط". ويؤتى بأشقى أهل الدنيا وهو من أهل الجنة، فيغمس غمسة في الجنة ثم يقال له : هل رأيت شقاء قط؟ فيقول لا والله يا رب ما رأيت شقاء قط.

    لم لا تكون أحلامنا الأساسية هي أحلام الجنة؟ هل يتساوى الحلم بالجنة بالحلم بشاليه صف أول في الساحل الشمالي؟



    أنت وزوجتك في الجنة

    يقول الله تبارك وتعالى:"لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد". كل ما تتمناه تجده وأكثر منه.

    هل حلمت بلقاء النبي وجهاً لوجه، فيحتضنك فرحاً، ثم يأخذ بيدك ليتمشى معك في الجنة؟

    هل حلمت باستشعار أجمل لحظات الحب الذي لم تجده في الدنيا فوجدت أحلى منه في الجنة؟

    يقول الله تبارك وتعالى:"إنا أنشأناهن إنشاءً"، ذلك عن نساء الدنيا.. أما الحور العين على جمالهن وروعتهن فإن نساء الدنيا يأتين إلى الجنة أجمل من الحور العين، ويكن سيدات قصور الجنة التي يسكنها الحور العين.

    يقول الله تبارك وتعالى:"إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً"

    أتراباً، أي في سن الـ33، والعُرُب هي التي تجيد فن العشق الذي يأخذ بقلب الزوج.

    يقول ابن القيم: فإذا دخلت قصرها -المرأة من أهل الدنيا التي تدخل الجنة- أضاء منه كل شيء، فإذا تحدثت مع زوجها ذهل عن الجنة وما فيها.

    يا من تبحثون عن الحب، وارتكبتم آلاف المعاصي باسم الحب في الدنيا، وأضعتم إيمانكم بالله وقلوبكم الموصولة بالله، من أجل شهوة حب حرام.. إنكم لا تعلمون أن الحب الحقيقي في الجنة، الذي لا خيانة فيه ولا معصية ولا جراح.

    جاء في الأثر:" يشتاق الأخ إلى أخيه في الجنة فيقرب الله سرير هذا من سرير هذا، فيقول الأخ لأخيه: أتذكر متى غفر الله لنا؟ فيقول له: نعم يوم كذا وكذا وكنا نفعل كذا وكذا".

    يحكي النبي عن أهل الجنة فيقول:" قلوبهم قلب واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض".

    وأحلى ما في الجنة رؤية الله عز وجل.

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من خوفى وحبى فيك من فضلك اقرأ الموضوع ده
    بواسطة Dr Anonymous في المنتدى المنتدي الترفيهي
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 01-12-2009, 07:06 PM
  2. استفتاء لمجموعات تقويه فى الكليه ادخل وشارك برايك
    بواسطة د\بوسى ربيع في المنتدى التطوير المستمر لكليات الصيدلة
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 09-10-2009, 09:40 PM
  3. رسائل رمضانية ادخل وشارك
    بواسطة زهرة الإسلام في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-08-2009, 04:47 PM
  4. اقرأ وتخيل وابك لو استطعت
    بواسطة yojeena في المنتدى المنتدى الاسلامى
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 23-03-2009, 03:06 AM
  5. اليوم الدراسى العادى تحب يبقى الساعة كااااااااام ؟؟؟...ادخل وشارك
    بواسطة أمــ هـنـد ــة الله في المنتدى منتدى المناقشات
    مشاركات: 54
    آخر مشاركة: 18-09-2008, 06:56 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •