ذواتُنَا .. دَاخِلَ عُلبٍ مَعدنيّة
نغلق في كثير من الأحيان على عقولنا، فنمنعها من التفكير الإيجابي، نحتجزها داخل نطاقٍ مغلق، أشبه ما يكون بعلبة معدنية مقفلة،
نمنع انطلاقتها ومصافحتها للهواء والشمس والحياة، لتتآكلها الرطوبة، وتصدأ وهي لا تزال داخلنا، لنعيش مراحل كئيبة، وقد قيدتنا أغلال وهمية لم ندرك مصدرها ..
رغم أننا نحن من أقحمنا أنفسنا داخلها، فصنعنا ضعفنا بأيدينا .
ولو أننا قمنا بالعكس، فأطلقنا لأفكارنا العنان، ودعمناها بما نستطيع من قوة وجهد، لحولناها إلى مشروعات ضخمة، تعود علينا بكل الفائدة ..
يتحدث حول هذا الموضوع رئيس الوزراء الماليزي السابق محاضير محمد، حول تجربة ماليزيا في النهوض والتنمية، فيقول بأن الشعب الماليزي شعر بالنقص أيام الحكم البريطاني، فاعتقد بأنه لن يتجاوز في تقدمه أكثر من كون أفراده فلاحين أو صيادين، وبأنهم لن يصبحوا يوماً مهندسين أو تقنيين ماهرين .. لقد فقدوا الثقة بأنفسهم، وانغلقوا في دائرة تفكيرهم الخاص فلم يستطيعوا التفكير بطريقة للخروج من هذه الدائرة المحكمة الإغلاق .
فترتبت على الحكومة الماليزية مهمة تغيير ذهنية الناس وزرع الثقة في قدراتهم، فابتكرت شعاراً قوياً أقنع الماليزيين بإمكانياتهم، وحطم الوهم المبني داخل نفوسهم حول محدودية طاقاتهم، وكان الشعار هو : ( ماليزيا قادرة ) وبهذا تشجع الماليزيون، وأنجزوا أعمالاً لم يحلموا بإنجازها من قبل، في زمن قياسي، وهي الآن تقف في صفوف الدول المزدهرة والمتقدمة .