كثيرًا ما نعاني من مشاكل ونزاعات .. والتي تولد بدورها الكره والحقد بين أفراد المجتمع ... والقليل منا من يسأل نفسه عن سبب أي مشكلة أو نزاع بينه وبين شخص آخر ... ويتعنت برأيه وموقفه ... وقلة هم من يقفون مع أنفسهم ويحاسبونها ويتساءلون عن الأسباب ..
أتعرفون ماهي تلك الأسباب وراء الخلافات اليومية ؟
أنه الكذب ...
مهما تعددت أشكاله وأنواعه ... فمنه الأبيض ومنه الأسود ومنه المقصود ومنه غير المقصود ..
ولكن هل المجاملة تعد صنف من صنوف الكذب ؟ أم أنها أمر آخر تمامًا ؟
ثم ما مدى خطورة المجاملة على علاقاتنا اليومية ؟
وإلى أي مدى تنتشر تلك الآفة بين أفراد المجتمع ؟
وما هو معدل إستخدامك اليومي لها ؟
ثم أهي ضرورة وحاجة أم وسيلة ثانوية ؟
جميعنا يدرك مدى أهمية المجاملة، بل هي ركن من أركان فن التعامل مع الآخرين على المستوى الفردي والجماعي حتى الدولي، ولكن هناك أعراض جانبية تحدث بعد كل مجاملة، إيجابية أحياناً وأخرى سلبية تؤثر على الشخص المجامل والمجامل له.
وبالنظر للشخص الذي ينكر ضرورة المجاملة ويتوكأ في معاملته على الصراحة غالباً ما نجده ثقيل الظل لدى البعض لا يطاق وفي النهاية هو الخاسر، فطرت القلوب على حب المدح والثناء، والمجاملة, فلا نكابر، ولست هنا في صدد مدى استحقاقها ولمن تكون، والعاقل يميز بين من يستحق المجاملة ومن لا يستحقها والظرف المناسب لها وإلى أي بعد ستصل هذه المجاملة وما خلفياتها، فلا نكون مجاملين على حساب مصالحنا ولا نكون صريحين لحد الوقاحة، فهناك فرق وطريق وسط بينهما على العاقل أن يتقن السير عليه.
فلو تحدثنا عن بعض الأمور التي يجب فيها المجاملة لما أحصيناها وخاصة مع من نصافحهم بكثرة كالأصدقاء والأقارب لأدركنا كم يجب ألا نستصغر في تعاملنا مع الآخرين أي فعل أو كلمة تقال، ولنجرب بأنفسنا مدى وقع هذه الكلمات علينا وكيف أنها قد تكون الشعور بالارتياح أو الاستياء ومع مرور الوقت تترسب هذه الكلمات والأفعال لدى المتلقي فيتكون لديه الشعور بالحب والرغبة في الاستمرار أو الكراهية والنفور، فإما أن تبنى روابط العلاقة على جميع المستويات وتحيطها بشيء من التلاطف والرقي أو تحطمها.
ورغم احتياجنا للمجاملة كفن ووسيلة مرغوبة في التعامل لمن يحسن إدارتها إلا أننا نجد أحياناً من لا يجيد التعامل بها وإن جامل أفرط فأضر لدرجة الإخلال بأسس لا تقوم إلا بالصراحة فتؤثر على المجامل أو المجامل له.
كعلاقة الناقد بالمنقود فلا يحق للأول أن يجامل الثاني فيما طلب النقد فيه، فعلى الأول أن يقول ما يرى أنه الصواب وبكل صراحة. ويقاس على هذا المثال أمثلة كثيرة لا مجال للمجاملة فيها لما تخلفه من آثار جانبية قد تضر بالمجامل له.
وليس على الشخص أن يبالغ في المجاملة ويكثر من التصنع والتمثيل فهذه لها صدى سيئ لدى المتلقي وقد تصل أحياناً لحد النفاق.
كل ما عليه هو أن يجيد اختيار الكلمات المناسبة لكل مقام مجاملة وأن يخط على وجهه بعض الابتسامات التي تبعث الارتياح وتخفف من وقع المعارضة والنقد دون الصراحة الجارحة.
وفي النقاش مهما احتد لا بد من شيء من الإيضاح والإقناع عن وجهة نظر مطروحة بلا تعصب لرأي شخصي لكي يتسنى للطرف الآخر في الحوار استيعاب الفكرة وتقبل الرأي المغاير دون الشعور بالحرج أو بالنقص فإن اقتنع كان بها وإن لم يقتنع فأعلم أن ليس هناك من هو قادر على إقناع الجميع.
وختاماً أقول إن المجاملة كالابتسامة تنعش الروح وتشعرها بالارتياح فلماذا لا نجامل؟!.
سئل سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله:
في بعض الظروف تقتضي المجاملة بأن لا نقول الحقيقة ، فهل يعتبر هذا نوعا من الكذب؟
جـ : هذا فيه تفصيل ، فإن كانت المجاملة يترتب عليها جحد حق أو إثبات باطل لم تجز هذه المجاملة . أما إن كانت المجاملة لا يترتب عليها شيء من الباطل إنما هي كلمات طيبة فيها إجمال ولا تتضمن شهادة بغير حق لأحد ولا إسقاط حق لأحد فلا أعلم حرجا في ذلك .
فى صحيح البخارى
حدثنا بن سلام أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال أثنى رجل على رجل عند النبيفقال : ((ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا ثم قال من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه ))
عاوزه أعرف وجهه نظركم فى الموضوع
يعنى ايه أوجه اختلافك ..........وأوجه اتفاقك .........مع اللى ذكر فى الموضوع
كمان عاوزه اجاباتكم على الاسئله دى........والتى تم ذكرها أيضا فى الموضوع
ولكن هل المجاملة تعد صنف من صنوف الكذب ؟ أم أنها أمر آخر تمامًا ؟ثم ما مدى خطورة المجاملة على علاقاتنا اليومية ؟
وإلى أي مدى تنتشر تلك الآفة بين أفراد المجتمع ؟
وما هو معدل إستخدامك اليومي لها ؟
ثم أهي ضرورة وحاجة أم وسيلة ثانوية ؟![]()