متاااااااااااااااااااااااابعه
متاااااااااااااااااااااااابعه
الحلقة السابعة
نظر محمد إلى ملف المجند الذي قدمه له محمود فلم يلفت نظره أى شيء مريب فقال له : " بس أنا مش لاقى في الملف أى حاجه تخليني أشك فيه يا فندم "
رد محمود " السبب اللى خلاني أشك فيه هو أسمه .. أحمد فؤاد شركس "
محمد " وإيه السبب في كده يا فندم "
محمود " الشاب ده والده كان من الإقطاعيين الكبار ، أنا فاكر كويس لما كنت في لجنة الحصر إننا حصرنا ممتلكات فؤاد شركس ده وان جزء كبير من ممتلكاته فقده بعد كده "
محمد " قصد سيادتك إن حزنه بسبب اللي حصل لوالده هو ده الدافع اللى خلاه يخون بلده "
محمود " بالضبط .. هو ده اللى أنا أقصده ، هو شايف إن دى ممتلكاتهم هما و إنهم أحق بالأراضي اللى أتوزعت على الفلاحين الغلابة ، مايعرفش أن جده أوجد جده حصلوا على الأراضي دى أصلا كهبة من محمد على وأولاده ، تصور أرض مصر كانوا واخدينها هدية ، والفلاحين الغلابة المصريين يزرعوها ليهم و يتعبوا فيها وفى الآخر يرموا لهم حاجه بسيطة ماتحسبش حاجه جنب مجهودهم "
محمد " الحمد لله يافندم اللى رجع أرضنا وخيرها لينا أحنا ، وإحنا بإذن الله هنحافظ عليها من أى عدو من الداخل أو من الخارج "
محمود " إن شاء الله يا محمد ربنا يقدرنا .. شوف بقى يا بطل أنت تكمل الأسبوع بتاعك هنا عادى وبعدين تطلع على القاعدة البحرية وتسلم نفسك وتوصل للقائد اللى وصلنا له ، صحيح أنت متوقع المعاد الجاى للإشارة إمتى ؟ "
محمد " المفروض معادها يكون يوم 4 سبتمبر يا فندم الساعة 10 صباحا طبقا للتتابع الزمني اللي بيرسلها بيه "
محمود " كويس جدا يعنى كمان 5 أيام .. أنت توصل للقائد الكلام ده وتطلب منه يبقى فيه تدريبات يومها في الوقت ده ويكون مشارك معاك أنت في التدريبات أحمد فؤاد ده ولو مكانش فيه يومها إشارة اعتقد هيبقى سهل عليك إنك تمسكه متلبس بعد كده مظبوط ؟"
محمد " مظبوط يافندم .. كن واثق إني هاعمل كل اللى أقدر عليه عشان تنجح العملية دى ."
محمود " أنا متأكد من كده يا محمد ، أنا برضه عشان أساعدك هاخد أسامي المجندين دول ونتحرى عنهم إحتياطى "
محمد " ماشى يا فندم ، والمعلومات هتوصل لي على مكتب القائد ؟ "
محمود " مظبوط يا محمد ، ، هستأذنك أنا بقى عشان ألحق أرجع القاهرة "
محمد "ماشى يا فندم توصل بالسلامة " ثم أستكمل مازحا " أرجو أنك توصل سلامي لإلهام "
رد محمود ضاحكا " لا إله إلا الله .. مش أنت كنت لسه مكلمها في التليفون ؟؟ ... حاضر يا سيدي هأوصله عشان تشوف شغلك ومايكونش عندك أى حجة "
محمد "ربنا يخليك لينا يارب يا سيد محمود "
ثم تصافحا وودع كل منهم الآخر ثم مضى محمود إلى القاهرة ، بينما بقى محمد في المستشفى يدرس ملف المجند أحمد فؤاد لمدة يومين حتى انقضت فترة جلوسه في المستشفى فذهب مباشرة للقاعدة البحرية و أبلغ قائد القاعدة بكلام السيد محمود ، وبالفعل تم إبلاغ بعض الجنود بالاستعداد لتدريبات تقام في اليوم التالي وكان من ضمنهم المجند أحمد فؤاد .
ظل محمد طول الليل يفكر هل ستنتهي هذه المهمة في الغد ؟؟ وهل يكون الغضب من قرار للقيادة السياسية للدولة دافعا كافيا للخيانة ؟؟ ترى كيف يشعر الخائن حين يسلم زملائه للموت ؟؟ هل ينسيه المقابل الذي يحصل عليه سواء كان مادي أو معنوي منظر الدم عندما يسيل من زملائه ؟؟ أو منظر زوجاتهم اللواتي لا يعلمن كيف ستعيش كل منهم من بعد وفاة زوجها ؟ هل تنسيه الأموال التي يتحصل عليها الألم الذي يراه في عين طفل كتب عليه أن يحرم من أب يوجهه ويرشده في حياته ؟ يا الله كيف ينام هذا الخائن ليلة واحدة وهو يعلم أن هناك أما تنتظر ابنها ليعود وينام في مكانه في البيت ولكنها تنتظر طويلا بلا فائدة ؟ رجل كهذا أقل حكم عادل قد يصدر ضده هو الموت لأنه حكم على الكثيرين غيره من قبل بالموت .
ظل محمد يفكر طويلا حتى أستسلم للنوم ثم استيقظ على " نوبة الصحيان " في السادسة صباحا ، وبدأ يستعد هو والآخرين للاشتراك في هذه التدريبات على اللنشات ، وطوال التدريبات لم يغب المجند المشتبه به أحمد شركس عن نظره حتى انتهى القسم الأول من التدريب في الساعة الواحدة ظهرا وعاد لمكتب القائد سريعا ليتأكد بأنه لم يتم إرسال الإشارة في معادها ، لكنه فوجئ بالقائد يخبره أن الإشارة قد تم إرسالها في موعدها كالعادة .
صدم محمد لما سمعه من القائد ، فقد كان يراقب المشتبه به جيدا طول اليوم حتى أنه تعمد أن يتواجد معه في نفس المكان في الساعة العاشرة موعد إرسال الرسالة ، إذا فالجاسوس شخص آخر لم يشترك في التدريب ، من يا ترى يكون هذا الجاسوس ؟
يتبع ,,,,
متاااااابعة
تصحيح بسيط وقع سهوا .. التاريخ فى الجزء السابع لموعد الإشارة القادم هو 14 سبتمبر-----
معذرة التصحيح ضرورى وإن كانت القصة خيالية فإنها ترتبط بأحداث حقيقية وقعت وانتهت بإغراق ايلات
الحلقة الثامنة من الفرحة
كانت صدمة محمد كبيرة عندما عاد إلى مكتب القائد على أمل أن يخبره بأن الإشارة لم ترسل وبالتالى يكون قد تاكد من أن المشتبه به هو فعلا الجاسوس ، لكنه وجد أن الأشارة قد أرسلت فى نفس الوقت مما يعنى أن الجاسوس فرد آخر غير المشتبه به لكن دائرة البحث قد ضاقت بعض الشيئ فلم يعد أمامه سوى عدد محدود من الأفراد قد بستثنى منهم قائد الموقع وأفراد اللاسلكى والإشارة الذين يقومون بالتلبيغ عن الإشارات لا يتبقى سوى خمس أفراد و هم الأفراد الذين لم يشتركوا فى التدريب .
كانت الساعة أصبحت الثانية وهو المعاد الذى اتفق عليه محمد وقائده محمود من قبل للإتصال من مكتب القائد ، وبالفعل رن جرس الهاتف فى هذا الوقت فى مكتب القائد وأجاب القائد بنفسه على الهاتف ، وإستنتج محمود من كلام القائد أن المتحدث على الطرف الآخر هو السيد محمود .
بعد أن تحدث قائد الموقع مع السيد محمود اعطى سماعة الهاتف لمحمد ليبلغ السيد محمود بآخر التطورات وكان الحوار بينهما كالتالى :
محمد " للأسف يا سيد محمود اللى احنا كنا شاكين فيه طلع برئ والإشارة اتبعتت فى نفس الوقت اللى أنا كنت معاه فيه "
محمود " ولا يهمك يا محمد أنا توقعت كده لما شوفت باقى الملفات بس حبيت الخطة تمشى زى ماهيا عشان نتأكد لأنى لقيت ملف مجند خلانى أشك فيه ولما جبنا معلومات أكتر عنه ، حسيت ان ممكن يكون هو الجاسوس "
محمد " مين ده يا فندم "
محمود " فيه عندكم مجند بيسوق العربيات فى المعسكر اسمه محسن يونس "
محمد " أيوة ياسيد محمود ، السواق اللى أنا كنت ركبت معاه بعد مانزلت من المواصلات ووصلنى للقاعده اسمه محسن ، ماله يا فندم محسن ده "
محمود " أنت مالحظتش فيه حاجه غريبة خالص ؟"
محمد " لا عادى جدا يا فندم مالحظتش حاجه ، احنا مااتكلمناش غير شوية قليلين شوية موضوعات على الماشى كده هو بس أنا حسيت إنه فاهم كل حاجه بيتكلم فيها كويس "
محمود " طبعا لازم يكون فاهم ، محمد ده شاب مصرى من مواليد محافظة المنوفية ، اتخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة ولأنه كان من المتميزين فى الكلية تم إرساله فى بعثه لفرنسا ، لمدة 4 سنين فات منهم سنتين دلوقتى "
محمد " ازاى يافندم وهو موجود معانا هنا دلوقتى ، يعنى المفروض يكون فى فرنسا "
محمود " ماهو ده اللى خلانى أشك ، محمد قعد فى فرنسا سنة ورجع ، ولما حاولت اعرف معلومات أكتر لقيت اهله لسه فاكرينه فى فرنسا لأنه لما رجع عمل تغيير لمحل الإقامة لمكان محدش يعرفه فيه ، وقدم لنا الورق بتاعه فى التطوع على إنه معاه ثانوية عامه بس وإتطوع فى الجيش وقال انه بيعرف يسوق كويس ودلوقتى هو سواق عندكم فى القاعدة "
محمد " غريبة يا فندم واحد زى ده معاه مؤهل عالي ، إيه اللى يخليه يعمل كل ده "
محمود " هى دى مهمتك بقى يا محمد ، إنك تتأكد أولا إن محسن ده هو الجاسوس اللى بيبيع زملائه ، وتعرف بعد كده هو بيعمل كده ليه لما تمسكه متلبس وهو بيرسل الإشارة دى "
محمد " تمام يا سيد محمود ، ربنا يوفقنا إن شاء الله "
أنهى محمد مكالمته مع السيد محمود ثم أخبر قائد الموقع بما سمعه للتو ، وكانت دهشة قائد الموقع كبيرة جدا عندما سمع هذا الكلام ، فقد كان يثق في المشتبه به الجديد لتفانيه فى عمله ولأنه لم يكن يتأخر أبدا عند طلب أى شيء منه وكان يقوم بما يطلب منه على أكمل وجه .
يتبع ,,,
الحلقة التاسعة من الفرحة
سادت لحظات من الصمت فى مكتب القائد أحمد ، كل من محمد والقائد سرح بخياله وتفكيره فيما وصل إليهم حديثا من معلومات لكن كل منهم كان يفكر فى شيئ مختلف ، فمحمد كان يفكر في خطه للإيقاع بالجاسوس وكيفية القبض عليه متلبسا ، ومن ناحية أخرى كان تفكير القائد في جنوده الذين استشهدوا بسبب هذا الشاب المنضم حديثا إلى القاعدة .
قال محمد بعد فترة من التفكير : " دلوقتى كل حاجه بدأت تبقى واضحة يا فندم ، كده احنا عرفنا الجاسوس ، وبقى واضح إزاى كان الجهاز اللى بيبعت منه الإشارات بيدخل وبيخرج من القاعدة من غير مانكشفه ... أكيد كان بيخبيه فى العربية"
أحمد مؤكدا على كلامه :" وبقى واضح كمان سبب ارسال الإشارات الساعه 9 أو 10 صباحا ، لأن ده الوقت اللى بيبدأ يحهز فيه محسن عشان يخرج يقضى طلبات الضباط والمعسكر "
محمد " طيب يا فندم ممكن حضرتك تستدعيه للمكتب هنا وتوبخه على أى سبب مثلا إهماله لما يتطلب منه حاجه ، أو تاخيره فى أى مشوار بيروحه ، وأنا فى نفس الوقت هأفتش مكان سكنه والعربية اللى بيسوقها وأحاول ألاقى جهاز الإرسال بتاعه "
أحمد " ماشى أنا هاطلبه حالا ، عايز الموضوع ده يتم فى خلال ربع ساعه بالكتير "
محمد " تمام يا فندم .. أنا هأستنى قدام المكتب بره وأول مألاقيه جاى هاروح وأبدأ التفتيش "
أحمد " ماشى يا محمد "
وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الكلام وفى خلال خمس دقائق كان محمد واقفا أمام مكتب العميد يشاهد محسن وهو فى طريقه للمكتب فذهب مباشرة إلى سكن محسن وبدأ بتفتيشه إلا أنه لم يعثر على شيء ، ثم تسلل ناحية السيارة وبدأ في التطلع إليها ثم إنحنى لينظر إليها من الأسفل ودقق مرة والثانية لكنه لم يجد شيئا مرة أخرى وبدأ يتملكه اليأس لكنه حاول أن يقاومه بأن بدأ بالمحاولة للمرة الثالثة فى التدقيق بالسيارة وبينما هو على هذا الحال لفت نظره نتوء بارز كالزر فى أسفل السيارة خلف العجلات .
ضغط محمد على هذا الزر فوجده كان يخفى مايشبه الدرج ولكنه صغير جدا فى حجم اليد مثبت بمسامير فى هيكل السيارة ، عندما فتحه وجد ضالته أخيرا عندما وجد جهاز الاستقبال الذى لا يزيد فى حجمه عن حجم كف اليد ، أخذ محمد يتطلع هذا الجهاز في دهشة و تعجب .
فى ذلك الوقت بدأ محمد يسمع أصوات أقدام تقترب من السيارة ونظر لساعته فوجد نفسه قد تعدى الوقت الذى قد حدده مع القائد من قبل ، فأعاد الجهاز فى سرعة خاطفة إلى مكانه وأعاد كل شيئ إلى ماكان عليه ثم بدأ يتحرك مبتعدا عن السيارة ، حتى وصل إلى مكتب القائد وأبلغه بانه تأكد أن محسن هو الجاسوس وأنه عثر على جهاز الإستقبال .
أراد القائد حينها أن يذهب للقبض عليه لكن محمد إستطاع بصعوبة أن يقنعه بالانتظار حتى يتم الأمساك به متلبسا وهو يرسل الإشارة ، ماعلينا فقط سوى أن نراقبه وننتظر حتى تمر الفترة التى تفصل بين كل إشارة والتى تليها .
إقتنع القائد بفكرة محمد وبدأوا سويا فى الإعداد لخطة مراقبة الجاسوس والتى كان يتولاها محمد و أرسل محمد إشارة إلى القاهرة لطلب إرسال قوة مكونة من 5 أفراد من الشرطة العسكرية يوم 9 أكتوبر للقاعدة للمساعدة في القبض على الجاسوس ، وعلى الفور وافق قادته على إرسالهم له يوم إرسال الإشارة على أن يكونوا تحت قيادته .
مرت الأيام بطيئة جدا على محمد الذي كان ينتظر يوم التاسع من أكتوبر بفارغ الصبر حيث سيلقى القبض على صنف من البشر لطالما كان يكرهه ، وكان يحب العمل فى المخابرات لأنه بذلك يساعد في الكشف عنه والقبض عليه ، كان ينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر لكي يطهر القاعدة البحرية من هذا الخائن .
يتبع ,,,
الحلقة العاشرة من الفرحة ( قبل الأخيرة )
مرت الأيام حتى جاء يوم التاسع من أكتوبر ، كانت درجة حالة الطوارئ قد إرتفعت فى القاعدة بناء على أوامر قائد القاعدة ، وكل الضباط والجنود يشتركون في تدريباتهم على القطع البحرية ، وكان محمد يتدرب معهم حتى لايلاحظ محسن أى شيء مريب فيمتنع عن إرسال الرسالة لكنه توقف عن التدريب فى الساعة الثامنة والنصف ليلبى استدعاء قائد القاعدة .
كان نداء قائد القاعدة تمويها ليكون مبرر لغياب محمد عن التدريب والذي ذهب لمراقبة محسن ومن خلفه بمسافه كان يوجد أفراد الشرطة العسكرية الذين أخذوا يلحقون به حتى ذهبوا جميعهم وراء محسن دون أن يلحظ وجودهم من خلفه ، ثم حاول كل منهم الإختباء خلف أى ساتر حتى لايراهم محسن .
إقترب محسن من السيارة ثم نظر حوله ليرى إن كان هناك أحد يراه فلم يجد أحد ، ثم انحنى ليخرج جهاز الإستقبال ويرسل الإشارة المعتادة .
أخذ محمد يراقبه من المكان الذي يختبئ فيه ، وما أن لاحظ أن محسن قد قام بإرسال الرسالة حتى أعطى الأمر للقوة المصاحبة له بالهجوم والقبض على محسن .
حاول محسن الهرب منهم لكنه لم يستطع ووقع فى أيديهم فى النهاية وفى يده جهاز الإرسال ، تم إقتياده بعد ذلك نحو مكتب القائد ليتم التحقيق معه بواسطة القائد ومحمد .
لم يستطع القائد فى البداية ان يخفى مشاعر الغضب التى كانت بادية عليه ، كان من داخله يود لو تركوا هذا الخائن له ليقتص منه وليعيد حق أبنائه الضباط عونى ورجائى الذى كان استشهادهم نتيجة إشارة من هذا الجاسوس .
حاول محمد أن يهدئ الأمور بعض الشيء وبدأ فى إستجواب محسن متسائلا " أنا عايز أفهم حاجه واحده بس واحد زيك ، خريج كلية ومعاه شهادة ، والبلد اعطتك فرصة دراسة بره فى بعثة .. إيه اللى يخليك بعد كل ده تفكر تخونها ؟؟ "
محسن بنبرة هادئة وواثقة لايبدو فيها التأثر أو الخوف " الفقر ... لما دخلت الجامعة كان كل اللى حواليا عندهم كل حاجه ، وأنا مكانش عندى أى حاجه من دى ولو كملت زى ما أنا كنت هاأبقى باأكتب على أولادي يعيشوا زيى ويشوفوا الذل اللي أنا شوفته طالما كتبت عليهم بالفقر زى ما أهلي كتبوه عليا قبل كده "
محمد وقد بدا الغضب على وجهه " مش مبرر.... الفقر مش مبرر يا محسن عشان تبيع بلدك وتبيع دم زمايلك "
محسن " مكنتش أعرف إنها هتوصل لكده ، أنا إفتكرتهم فى الأول عايزين منى معلومات وبس ، مجرد معلومات بسيطة لأن هو ده اللى عملوه في الأول طلبوا منى معلومات بسيطة وكان المقابل بتاعها على أوى ... مقابل يخلينى أضمن لنفسي ولأولادى من بعدى عيشة مرتاحة "
محمد بنفس الحدة " إزاى ماتتوقعش إنها توصل للدم ؟؟ ... وبعدين إزاى تقبل من الأصل تحط إيدك فى إيد ناس قتلوا اخواتنا قبل كده وسارقين أرض مننا "
بدأ الإرتباك يظهر على محسن إلا أنه حاول أن يخفيه فقال " الكلام ده مش بيأكل عيش ياباشا ... أنا عيلتى حاربت عشان تدخلنى الكلية ، كنا بنستلف عشان نقدر نعيش وأتعلم ، وباعوا أغلب اللى عندنا عشان أقدر أكمل تعليمى فى الكلية لحد ماجت لى المنحة دى "
محمد " ياريتك كنت زيهم كنت على الأقل هتستاهل إن الناس تحترمك ... فقير لكن محترم وعنده عزة نفس أحسن مليون مرة من خاين إيده عليها دم زمايله ودم الشهداء اللى راحوا بسببه واللى فى يوم أكلوا معاه عيش وملح وهو خانهم "
محسن " كلام إنشاء وكلام كتب يا باشا ، عمرك ما كنت هتقول كده لو كنت إنت مكاني "
محمد " لما هو كلام الكتب مش حقيقي كنت بتقرأ الكتب دى ليه وكانوا اهلك بيتعبوا عشان يخلوك تقراها ليه ؟؟ إنت خليت كل اللى عمله أهلك راح فى الفاضى وكل التعب والبهدلة اللى شافوهم ضيعتهم أنت باللى عملته "
لم يستطع محسن هذه المرة الرد على محمد وبدأ فى التفكير ، وتركه محمد ليذهب لمكتب القائد ليرسل برقية تفيد نجاحه فى القبض على الجاسوس للقيادة في مصر وظل منتظرا للرد فى مكتب القائد .
بعد مرور ساعتين أتاهم الرد بعدم ترحيل الجاسوس وأن السيد محمود سوف يحضر لتبليغ قائد القاعدة برسالة فى مساء هذا اليوم ، فقرر محمد الذهاب للراحة حتى يصل القائد محمود بعد أن وضع محسن تحت حراسة مشددة فى إحدى الغرف .
يتبع ,,,
الحلقة الحادية عشر والأخيرة
وصل السيد محمود إلى القاعدة فى المساء وبدأ فى عرض الخطة التى وضعتها القيادة للإنتقام ولرد الإعتبار على القائد فى وجود محمد ونالت الخطة إستحسان القائد كثيرا وبدأ فى تنفيذها فى اليوم التالي مباشرة بتدريبات مكثفة لضباط وجنود لنشات الصواريخ يوميا ولمدة أحد عشر يوما تنتهى فى يوم 19 أكتوبر .
فى اليوم الثانى عشر تم إحضار محسن وطلب منه أن يرسل إشارة كما كان يفعل من قبل لكن مضمونها هذه المرة مطابق لمضمون الرسالة التي أرسلها قبل اختراق إيلات الأخير للمياه الاقليمية وأن يبلغهم بأن حالات الإستعداد أقل مايكون فى القاعدة البحرية ليشجع العدو على الدخول للمياه الإقليمية وأخبروه أن محتوى الرسالة سيتلقونه كما حدث مع الإشارات السابقة وأنهم لن يرحموه إذا تلاعب بمضمون الرسالة ، وبالفعل أرسلها محسن كما طلبوا إليه ولم يتبق فى خطتهم سوى الإنتظار حتى يبتلع الحوت هذا الطعم .
مرت الساعات بطيئة جدا حتى حدث ماكانوا يتمنونه ، حيث تم رصد هدف معادى تسلل إلى حدودنا الإقليمية فى الساعة الحادية عشر والنصف من صباح يوم 21 أكتوبر وأكد من رآه أنه يماثل نفس الشكل الذى رآه من قبل عندما تسللت إيلات ، وتنفس الجميع الصعداء لإبتلاع العدو للطعم وتركوها تمرح فى المياه الإقليمية كما تريد حتى أنها إقتربت من الشاطئ بمسافة 5 ميل فقط وكان من الممكن رؤيتها من المبانى العالية التى توجد على الشاطئ فى بورسعيد .
كان كل من فى القاعدة يتمنى الخروج لمعركة رد الشرف و كان الجميع يريد أن ينتقم لعونى ورجائى وغيرهم ممن كانت المدمرة إيلات سببا فى وفاتهم ، لكن التكليف الذى صدر من القيادة كان يقتضى بخروج لنشات الصواريخ هذه المرة بقيادة النقيب أحمد شاكر والنقيب لطفى جاد الله للتصدى للمدمرة .
بدأ تنفيذ العملية فى الخامسة مساء بعد خروج اللنشات فى مسافات متقاربة حتى يلتقطها رادار المدمرة وكأنهم قارب واحد وبمحاذاة الشاطئ وبدون أى إتصالات لاسلكية مع القاعدة حتى يتحقق عنصر المفاجأة حتى وجدوا أنفسهم فى مكان يسمح لهم جيدا بتوجيه الصاروخ الذى فوجئ قائد المدمرة إيلات به يتجه نحوهم ليصيب المدمرة وتتعالى منها الإنفجارات ، وعندما رأى النقيب أحمد شاكر هذه الإنفجارات ظن أن المدمرة قد بدأت فى الغرق فأنسحب مكتفيا بإطلاق صاروخين .
لكن فى الساعة السابعة وبعد مرور ساعتين على ماحدث لوحظ وجود نفس الهدف فى مكانه على الرادار وتبين ان إيلات لم تغرق بعد فصدر الأمر للنقيب لطفى جاد الله بالتعامل معها وإغراقها وبالفعل خرج النقيب لطفى بلنش الصواريخ وأطلق صاروخ ثم أتبعه بصاروخ آخر ليتأكد من غرق المدمرة وبالفعل غرقت المدمرة إيلات بطاقمها أمام بورسعيد فى سابقة لم تحدث فى تاريخ أى معركة بحرية فى العالم بأن تنجح لنشات الصواريخ فى إغراق مدمرة .
غرقت المدمرة إيلات التى شاركت ضد مصر فى عام 56 فى العدوان الثلاثي ، وشاركت فى حرب الستة أيام ، غرقت بعد أن دفعت مصر ثمنا غاليا من أرواح خيرة أبنائها ، غرقت إيلات محطمة إسطورة أشاعتها إسرائيل عن أن جيشها لا يقهر فإذا بفخر البحرية الإسرائيلية تغرقها مجرد لنشات صواريخ مصرية .
غرقت إيلات تاركة ولأول مرة منذ يوم 5 يونيو 67 فرحة داخل جنود البحرية وجنود القوات المسلحة بعد مرارة هزيمة ظنوا أنهم لن يفرحوا بعدها أبدا .
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت بحمد اللــــــــــــــــــــــــــه
تم إضافة القصة لبوابة المنتدى الأدبي الدائمة لتسهيل وصول الزوار و المتابعين إليها :
http://www.pharma-board.com/board/sh...ad.php?t=23495
شكر خاص و كبير للمجهود الرائع للــ د/ محمود الملاح .. على القصة العبقرية و الممتعة و الجميلة و الفريدة من نوعها ..
و خالص تمنياتنا له بالتوفيق ..
في انتظار أعمال أخرى قريبا .. ^_^