صفحة 10 من 10 الأولىالأولى ... 8910
النتائج 91 إلى 99 من 99

الموضوع: صـور من حيـاة الصحـابه ... متجدد إن شاء الله ...

  1. #91
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد_على_سلام مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    بجد طريقة العرض والموضوع شيقين جدا وبستفيد منه كتير
    جعله الله فى ميزان حسناتك
    آميـــن

    آآآآآآآآآآآآمين
    جــزاكم الله خيــرا يا د.محمد على المتـابعه
    ربنـا يكرمك

  2. #92
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحابى قال عنه عمر بن الخطـاب
    لا تولوا **** جيشا من جيوش المسلمين مخافة ان يُهلك جنده بإقدامه
    البـــراء بن مـــالك الأنصــارى _ رضى الله عنه _

    كان أشْعَث أغْبَرَ ( أي متلبد الشعر أغبر الجسم ) ضئيل الجسم معْروقَ العظم ( أي مهزول الجسد قليل اللحم ) تَقتَحِمه عينٌ رائية ثمّ تزور عنهُ ازوِرارا. ( تزور عنه: أي تميل عنه )..

    ولكنّه مع ذلك، قتل مائةً من المشركين مبارزة وحده، عدا عن اللذين قتلهم في غمار المعارك مع المحاربين.

    إنه الكمي الباسل المقدام الذي كتب الفاروقُ بشأنه إلى عُمّالِه في الآفاق. ألا يولوه على جيش من جيوش المسلمين، خوفاٌ من أن يُهلكهم بإقدامه.

    - إنه البراءُ بن مالك الأنصاريُّ، أخو أنس بن مالك خادم رسول الله .

    ولو رُحت أستقصي لك أخبار بطولات البراء بن مالك لطال الكلام وضاق المقام، لذا رأيت أن أعرض لك قصةٌ واحدة من قصص بطولاته وهي تُنبيك عمَّا عداها.

    - تبدأ هذه القصة منذ الساعات الأولى لوفاة النبي الكريم والتحاقه بالرفيق الأعلى، حيث طفِقَت قبائِلُ العربِ تخرُج من دين الله أفواجاً، كما دخلتْ في هذا الدين أفواجاً، حتى لم يبقى على الإسلام إلا أهلُ مكَّة والمدينة والطّائف وجماعاتٌ متفرِّقة هنا وهناك ممن ثبّت الله قلوبهم على الإيمان.

    * * * * * *
    - صَمَدَ الصِّديق رضي الله عنه لهذه الفتنَةِ المُدمِّرة العمياء، صُمود الجبالِ الراسيات، وجهَّز من المُهاجرين والأنصار أحد عشر جيشاً، وعقد لقادة هذه الجيوش أحد عشر لواءً، ودفع بهم إلى جزيرة العرب ليُعيدوا المرتّدين إلى سبيل الهُدى والحق وليحملوا المنحرفين عن الجادَّة بحد السيف.

    وكان أقوى المُرتدين بأساً، وأكثرهم عدداً، بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكّذاب.

    فقد اجتمع لمسيلمة من قومه وحلفائهم أربعون ألفاً من أشداء المحاربين.

    وكان أكثر هؤلاء قدا تبعوه عصبيّةً له، لا إيماناً به، فقد كان بعضُهم يقول: أشهدُ أن مُسيلمة كذابٌ ومحمداً صادقً ... لكنّ كذابَ ربيعة ( أي مسيلمة الكذّاب ) أحبُّ إلينا من صادِقٍ مُضَر( يقصدون محمد صلى الله عليه وسلّم ).

    هزم مسيلمة أول جيش خرج إليه من جُيوشِ المُسلمين بقيادَةِ عِكْرِمَة بن أبي جهْلٍ وردّهُ على أعقابهِ.

    فأرسل له الصّديقُ جيشاً ثانياً بقيادة خالد بن الوَليد، حشد فيه وجُوه الصحابة من المهاجرين والأنصار، وكان في طليعةِ هؤلاء وهؤلاء البراءُ بن مالك الأنصاري ونَفَرٌ من كُماةِ المُسلمين.

    * * * * * *
    - التقى الجيشان على أرض اليمامة في نجدٍ، فما هُو إلا قليل، حتّى رجحت كفة مسيلمة وأصحابه، وزُلزلت الأرض تحت أقدام جنود المسلمين، وطفِقوا يتراجعون عن مواقِفِهِم، حتّى اقتحم أصحاب مُسيلمَةَ فُسْطَاطَ ( الفسطاط: هي الخيمة الكبيرة ) خالد بن الوليد، واقتلعوه من أُصوله، وكادو يقتُلون زوجته وأولادَه لولا أن أجارَهُ واحدٌ منهم.

    عند ذلك شعر المسلمون بالخطر الدّاهم، وأَدركوا أنّهُم إن يُهزموا أمام مُسيلمة فلن تقوم للإسلام قائمةٌ بعد اليوم، ولن يُعْبَد الله وَحْدَهُ لا شريكَ له في جزيرة العَرب.

    وهبَّ خالدٌ إلى جيشِهِ ، وأعَادَ تنظيمَهُ ، حيثُ ميَّز المُهاجرين عن الأنصار وميّز أبناءَ البوادي عن هؤلاء وهؤلاء.

    وجمع أبناء كُلِّ أب تحت رايةِ واحدٍ منهم ، ليُعرَف بلاءُ كُلِّ فريقِ في المعركة ، وليُعلم من أين يُؤتى المسلمون.

    * * * * * *
    - ودارتْ بينَ الفريقَين رَحَى مَعرَكَةٍ ضَروسٍ ( أي معركة شديدة مهلكه ) لم تعرِف حُروبُ المُسلِمين لها نظِيراً من قبلُ ، وثبتَ قومُ مُسيلمة في ساحات الوغى ثبات الجبال الراسيات ولم يأبهوا لكثرة ما أصابهُم من القتل. وأبدى المُسلمون من خَوارِق البُطولات مالو جُمِع لكان مَلْحَمةً من روائع الملاحم.

    فهذا ثابتُ بن قيس حامل لِواء الأنصار يتحنّط ويتكفّن ويحفر لنفسه حُفرةً في الأرض ، فينزل فيها إلى نصفِ ساقيهِ ، ويبقى ثابتا في موقفه ، يجالد عن راية قومه حتّى خرّ صريعاً شهيداً.

    وهذا زيد بن الخطّاب أخو عُمر بن الخطّاب رضي الله عنهُما ينادي في المُسلمين: أيُّها الناس عضُّوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوّكُم وامضوا قُدُماً ....
    أيُّها الناس، والله لا أتكلم بعد هذه الكلمة أبدا حتّى يُهزم مُسيلمة أو أَلقى الله فَأُدْلي إليهِ بحُجّتي ....
    ثمَّ كرّ على القَومِ فما زال يُقاتِلُ حتّى قتل.

    وهذا سالمً مولى أبي حُذيفة يحمل راية المُهاجرين فيخشى عليه قومُهُ أن يضْعُف أو يتزعزع ، فقالوا له: إنّا نخشَى أنْ نُؤتى من قبلِك ، فقال: إن أتِيتُم من قَبلي فبِئسَ حامِلُ القُرآنِ أكون ....
    ثم كرّ على أعداء الله كرةً باسِلة ، حتّى أُصيب.

    ولكن بُطولات هؤلاء جميعا تتضاءل أمام بطولة البراء بن مالك رضي الله عنه وعنهم أجعين.

    ذلك أن خالدا حين رأى وطيس المعركة يحمى ويشتد ، التفت إلى البراء بن مالك

    وقال: إليهم يافتى الأنصار ...

    فالتفت البراء إلى قومه وقال: يامَعشَر الأنصَار لا يُفَكِّرَنَّ أحَدٌ منك بالرجوعِ إلى المدينة، فلا مدينةَ لكُم بعد اليوم ... وإنّما هو الله وحده ... ثُم الجنّة ...

    ثُمّ حمل على المُشركين وحَملوا معَه وانْبَرى يشُقٌّ الصُفوف ويُعْمِل السيف في رقابِ أعداء الله حتى زَلزلت أقدامُ مسيلمة وأصحابه ، فلجأوا إلى الحديقة التي عُرِفت في التاريخ بعد ذلك بإسم حديقة الموت؛ لكثرة من قُتل فيها في ذلك اليوم.

    * * * * * *
    - كانت حديقة الموت هذه رحبة الأرجاء سامِقَة الجُدرانِ ، فأغلق مسيلمةُ والآلافُ المُؤلّفة من جُنده عليهم أبوابها , وتحصنوا بعالي جدرانها , وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم تساقط المطر.

    عند ذلك تقدم مغوار المسلمين الباسل البراء بن مالك وقال:
    ياقوم ضعوني على ترس , وارفعوا الترس على الرمح , ثم اقذفوني إلى الحديقة قريباً من بابها , فإما أن أستشهد , وإما أن أفتح لكم الباب.

    * * * * * *
    وفي لمح البصر جلس البراء بن مالك على ترس , فقد كان ضئيل الجسم نحيله , ورفعته عشرات الرماح فألقته في حديقة الموت بين الآلاف المؤلفة من جند مسيلمة , فنزل عليهم نزول الصّاعقة ، وما زال يجالدلهم أمام باب الحديقة ، ويُعمل في رقابهم السيف حتى قتل عشرة منهم وفتح الباب، وبه بضعٌ وثمانون جراحةً من بين رميةٍ بسهْمٍ أو ضربةٍ بسيف ... فتدفق المسلمون على حديقة الموت، من حيطانها وأبوابِها وأعملوا السيوف في رقاب المُرتدين اللائذين بجُدرانها، حتّى قتلوا منهم قريباً من عشرين ألفاً ووصلوا إلى مُسيلمَة فَأَرْدُوْه صريُعا.

    * * * * * *
    - حُمِل البراءُ بن مالِك إلى رَحْلِه ليُداوى فيه، وأقام عليه خالد بن الوليد شهراً يُعالِجه من جراحِه حتّى أذن الله له بالشفَاء، وكتبَ لِجُند المُسلِمينَ على يديهِ النصر.

    * * * * * *
    - ظَلَّ البراءُ بن مالك الأنصاريّ يَتُوقُ إلى الشهادَة التي فاتته يوم حَديقة الموت ...
    وطفق يخوضُ المعارك واحدةً تِلوَ أُخرى شوقاً إلى تحقيق أُمنيته الكُبرى وحنيناً إلى اللَّحاق بنبيه الكريم،

    حتّى كان يوم فتْح ( تُسْتَر ) ( تُستر: هو اسم مدينة في بلاد فارس ) فقد تحصّن الفُرس في إحدى القِلاع المُمرّدة ( المُمرّدة أي الملساء المُرتفعة ) فحاصَرَهُم المُسلمون وأحاطوا بهم إحاطة السوار بالمِعصَم ، فلمّا طال الحِصار واشتدّ البلاء على الفُرس ، جعلوا يُدَلُّون من فوقِ أسوارِ القَلْعًة سلاسِل من حديد ، عُلِّقت بِها كَلالِيبُ من فولاذ حُمِيَت بالنَّار حتّى غدت أشَدَّ توهُجاً من الجَمْر، فكانت تنشب في أجساد المُسلمين وتَعلَقُ بها ، فُيرفعونهُم إليهم إما موتى وإما على وشك المَوت.

    فعَلِق كلابٌ مِنها بأنس بن مالِك أخي البراء بن مالك فما إن رآه البراء حتى وَثَبَ على جِدارِ الحِصْن ، وأمسَك بالسِلسِلة التي تَحْمِلُ أخَاه وَجَعَل يُعالِج الكَلاّب ليُخْرِجه من جَسَدِه فأخذت يدَهُ تحُترِق وتُدخِّن ، فلَم يأبَه حتّى أنقَذ أخاه، وهبَط إلى الأرض حتّى غدت عِظاما ليس عليها لحمٌ.
    وفي هذه المعركة دعا البراءُ بن مالك الأنصاري الله أن يرزُقه الشّهادة؛ فأجاب الله دعائه، حيث خرَّ صريعاً شهيداً مغتَبِطاً بِلقَاءِ الله.

    * * * * * *
    - نضّر الله وجه البراء بن مالِك في الجنة ، وأقَرَّ عينَهُ بصُحبَةِ نبيَّه محمد عليه الصلاة والسلام ، ورضي عنه وأرضاه.
    آميـــن , اللهم أرض عنهم وعنـا واجمعــنا بهـم فى جنتــك يـــارب

    المره الجايه ان شاء الله

    هيكون ...
    أخـو البـراء بن مـالك ، من دعاء الرسول له :
    اللهم أرزقه مالا وولدا وبارك له

    معلش بداية من المره الجايه هيبقى كتابه بأيدى نقلا من الكتاب فبعتذر مقدما عن اى غلطات مطبعيه

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين

    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه






  3. #93
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي


    معلش بداية من المره الجايه هيبقى كتابه بأيدى نقلا من الكتاب فبعتذر مقدما عن اى غلطات مطبعيه

    الحمدلله لقيت مواقع تانيه مكمله ، مش هنقل بايدى

    أخـو البـراء بن مـالك ، من دعاء الرسول له :
    اللهم أرزقه مالا وولدا وبارك له
    أنــس بن مــالك الأنصــارى _ رضى الله عنه _

    كان أنس بن مالك في عمر الورد حين لقنته أمه " الغُمَيصاء " الشهادتين ، وملأت فؤاده الغض بحب نبي الإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ...
    فَشُغِفَ أنس به حبا على السماع .

    ولا غَروَ ، فالأذن تعشق قبل العين أحيانا ...

    وكم تمنى الغلام الصغير أن يمضي إلى نبيه في مكة ، أو أن يفد الرسول الأعظم عليهم في " يثرب " ليسعد برؤياه ، ويهنأ بلقياه .

    * * * * * *
    لم يمض على ذلك طويل وقت حتى سرى إلى " يثرب " المحظوظة المغبوطة أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وصاحبه الصدِّيق في طريقهما إليها .. فغمرت البهجة كل بيت ، وملأت الفرحة كل قلب ...

    وتعلقت العيون والقلوب بالطريق المبارك الذي يحمل خُطا النبي وصاحبه إلى " يثرب " .

    وأخذ الفتيان يُشِيعون مع إشراقة كل صباح : أن محمدا قد جاء ..
    فكان يسعى إليه أنس مع الساعين من الأولاد الصغار ، ولكنه لا يرى شيئا فيعود كئيبا محزونا .

    وفي ذات صباح شَذِّي الأنداء ( مطيب بالمسك ) ، نضير الرُّوَاء ، هتف رجال في " يثرب " : إن محمدا وصاحبه غَدَوا قريبين من المدينة .
    فَطَفِقَ الرجال يتجهون نحو الطريق المبارك الذي يحمل إليهم نبي الهدى والخير ...
    ومضوا يتسابقون إليه جماعات جماعات ، تتخللهم أسراب من صغار الفتيان تُزّغرِد على وجوههم فرحة تغمر قلوبهم الصغيرة ، وتملأ أفئدتهم الفتيَّة ...
    وكان في طليعة هؤلاء الصبية أنس بن مالك الأنصاري .....

    أقبل الرسول مع صاحبه الصدِّيق ، ومضيا بين أظهُر الجموع الزاخرة من الرجال والولدان ...

    أما النسوة المستقرات في بيوتهن ، والصبايا الصغيرات فقد علون سطوح المنازل ، وجعلن يتراءَين الرسول صلوات الله وسلامه عليه ويقلن : أَيَّهُم هو .. أيَّهُم هو ؟؟!!
    فكان ذلك اليوم يوما مشهودا ...
    ظل أنس بن مالك يذكره حتى نَيَّف على المائة من عمره ..

    * * * * * *
    ما كاد الرسول يستقر بالمدينة ، حتى جاءته " الغميصاء بنت مِلحان " أم أنس ، وكان معها غلامها الصغير ، وهو يسعى بين يديها ، وشعره يتحرك على جبينه ....

    ثم حيَّت رسول الله وقالت :
    يا رسول الله ... لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة ، وإني لم أجد ما أتحفك به غير ابني هذا ...
    فخذه ، فليخدمك ما شئت ...


    فهَشَّ النبي للفتى الصغير وبشَّ ، ومسح رأسه بيده الشريفة ، ومس شعره بأنامله الندية ، وضمه إلى أهله .

    كان أنس بن مالك " أُنَيس " – كما كانوا ينادونه تدليلا – في العاشرة من عمره يوم سعد بخدمة النبي صلوات الله وسلامه عليه .

    وظل يعيش في كنفه ورعايته إلى أن لحق النبي الكريم بالرفيق الأعلى .

    فكانت مدة صحبته له عشر سنوات كاملات ، نهل فيها من هديه ما زكَّى به نفسه ، ووعى من حديثه ما ملأ به صدره ، وعرف من أحواله وأخباره وأسراره وشمائله ما لم يعرفه أحدٌ سواه .
    * * * * * *
    وقد لقي أنس بن مالك من كريم معاملة النبي صلوات الله وسلامه عليه ما لم يظفر به ولدٌ من والد ...
    وذاق من نبيل شمائله ، وجليل خصاله ما تغبطه عليه الدنيا .

    فلنترك لأنس الحديث عن بعض الصور الوضَّاءة من هذه المعاملة الكريمة التي لقيها في رحاب النبي السمح الكريم ، فهو بها أدرى ، وعلى وصفها أقوى ...

    قال أنس بن مالك :
    كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أحسن الناس خُلُقا ، وأرحبهم صدرا ، وأوفرهم حنانا ...

    فقد أرسلني يوما لحاجة فخرجت ، وقصدت صبيانا يلعبون في السوق لألعب معهم ولم أذهب إلى ما أمرني به ، فلما صِرتُ إليهم شعرت بانسان يقف خلفي ، ويأخذ بثوبي ...

    فالتفت فإذا رسول الله يبتسم ويقول : ( يا أُنَيس أذهبتُ حيث أمرتك ؟ ) .
    فارتبكت وقلت : نعم .. إني ذاهب الآن يا رسول الله ..
    والله لقد خدمته عشر سنين ، فما قال لشيء صنعته : لِمَ صنعته .. ولا لشيء تركته : لِمَ تركته ...
    * * * * * *
    وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه إذا نادى أنسا صغَّره تحبُّبا وتدليلا ؛ فتارة يناديه يا أُنَيس ، وأخرى يا بُنَّي .
    وكان يغدق عليه من نصائحه ومواعظه ما ملأ قلبه وملك لبه .
    من ذلك قوله له : ( يا بُنَّي إن قدرت أن تُصبِح وتُمسي وليس في قلبك غِشٌ لأحد فافعل ..
    يا بُنَّي إنَّ ذلك من سُنَّتي ، ومن أحيا سُنَّتي فقد أحبني ...
    ومَن أحبني كان معي في الجنة ...
    يا بُنَّي إذا دخلت على أهلك فَسَلِّم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك
    )

    * * * * * *
    عاش أنس بن مالك بعد وفاة الرسول زيادة على الثمانين عاما ؛ ملأ خلالها الصدور علما من علم الرسول الأعظم الله ، وملأ فيها العقول فقها من فقه النبوة ...

    وأحيا فيها القلوب بما بثَّه بين الصحابة والتابعين من هدي النبي صلوات الله عليه وسلامه ، وما أذاعه في الناس من شريف أقوال الرسول الأعظم وجليل أفعاله .

    وقد غدا أنس على طول هذا العمر المديد مرجِعا للمسلمين ، يفزعون إليه كلما أشكَلَ عليهم أمر ، ويُعّوِّلون عليه كلما استَغلَقَ على أفهامهم حُكم .

    من ذلك ، أن بعض المُمارين في الدين جعلوا يتكلمون في ثبوت حَوض النبي يوم القيامة ، فسألوه في ذلك ، فقال :
    ما كنت أظن أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون في الحوض ، لقد تركت عجائز خلفي ما تُصلِّي واحدة منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض النبي عليه الصلاة والسلام .
    * * * * * *
    ولقد ظل أنس بن مالك يعيش مع ذكرى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ما امتدت به الحياة ..
    فكان شديد البهجة بيوم لقائه ، سخي الدمعة على يوم فراقه ، كثير الترديد لكلامه ..
    حريصا على متابعته في أفعاله وأقواله ، يحب ما أحب ، ويكره ما كره ، وكان أكثر ما يذكره من أيامه يومان :
    يوم لقائه معه أول مرة ، ويوم مفارقته له آخر مرة .

    فإذا ذكر اليوم الأول سَعِد به وانتشى ، وإذا خطر له اليوم الثاني انتحب وبكى ، وأبكى مَن حوله من الناس .

    وكثيرا ما كان يقول : لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا ، ورأيته يوم قُبِضَ منا ، فلم أر يومين يُشبِهانِهِما .

    ففي يوم دخوله المدينة أضاء فيها كل شيء ..
    وفي اليوم الذي أوشك فيه أن يمضي إلى جوار ربه أظلم فيها كل شيء ...

    وكان آخر نظرة نظرتها إليه يوم الاثنين حين كُشِفَت الستارة عن حجرته ، فرأيت وجهه كأنه ورقة مصحف ، وكان الناس يومئذ وقوفا خلف أبي بكر ينظرون إليه ، وقد كادوا أن يضطربوا ، فأشار إليهم أبو بكر أنِ اثبُتُوا .

    ثم تُوُفِّيَ الرسول عليه الصلاة والسلام في آخر ذلك اليوم ، فما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من وجهه حين واريناه ترابه .
    * * * * * *
    ولقد دعا رسول الله صلوات الله عليه لأنس بن مالك أكثر من مرة ...
    وكان من دعائه له :
    ( اللهم ارزقه مالا وولدا ، وبارك له ) ..


    وقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام ، فكان أنس أكثر الأنصار مالا ، وأوفرهم ذُرِّية ؛ حتى إنه رأى من أولاده وحفدته ما يزيد على المِائَة .
    وقد بارك الله له في عمره حتى عاش قرنا كاملا ...
    وفوقه ثلاث سنوات .
    * * * * * *

    وكان أنس رضوان الله عليه شديد الرجاء لشفاعة النبي له يوم القيامة ؛

    فكثيرا ما كان يقول :
    إني لأرجو أن ألقى رسول الله في يوم القيامة فأقول له :
    يا رسول الله هذا خُوَيدِمكَ أُنَيس .
    * * * * * *
    ولما مرض أنس بن مالك مرض الموت قال لأهله :
    لَقِّنوني : لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله .
    ثم ظل يقولها حتى مات .
    وقد أوصى بِعُصَيَّة صغيرة كانت لرسول الله بأن تُدفَن معه ، فَوُضِعَت بين جنبه وقميصه .
    * * * * * *
    هنيئا لأنس بن مالك الأنصاري على ما أسبغه الله عليه من خير .
    فقد عاش في كنف الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه عشر سنوات كاملات ...
    وكان ثالث اثنين في رواية حديثه هما أبو هريرة ، وعبد الله بن عمر ...
    وجزاه الله هو وأمه الغميصاء عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .

    اللهم إنـا حُرمنــا صحبـة النبى وآل بيته وصحـابته فى الدنيـا فـلا تحـرمنا صحـبتهم فى الجنــة

    المره الجايه ان شاء الله
    هيكون ...
    لو كـان الإيمان بالثـريا لتناوله رجل من هؤلاء
    قالها الرسول وكان واضعا يده على *****
    ،
    الصحـابى السـاعى وراء الحقيـقه ، البـاحث عن الله


    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه








  4. #94
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    لو كـان الإيمان بالثـريا لتناوله رجل من هؤلاء
    قالها الرسول وكان واضعا يده على ***** ،

    الصحـابى السـاعى وراء الحقيـقه ، البـاحث عن الله
    ســلمان الفــارسى _ رضى الله عنه _

    قصتنا هذه هى قصة الساعى وراء الحقيقة الباحث عن الله ....

    قصة سلمان الفارسى رضى الله عنه وأرضاه .

    فلنترك لسلمان نفسه المجال ليروى لنا أحداث قصته ....

    فشعوره بها أعمق وروايته لها أدق وأصدق ....

    قال سلمان :

    كنت فتى فارسيا من أهل (أصبهان) من قرية يقال لها : (جيان) .

    وكان أبى (دهقان) القرية وأغنى أهلها غنى وأعلاهم منزلة .

    وكنت أحب خلق الله اليه منذ ولدت ثم ما زال حبه لى يشتد ويزداد على الأيام حتى حبسنى فى البيت خشية على كما تحبس الفتيات .

    وقد اجتهدت فى (المجوسية) حتى غدوت قيم النار التى كنا نعبدها وأنيط بى أمر اضرامها حتى لا تخبو ساعة فى ليل أونهار ....

    وكان لأبى ضيعة عظيمة تدر علينا غلة كبيرة وكان أبى يقوم عليها ويجنى غلتها .

    وفى ذات مرة شغله عن الذهاب الى القرية شاغل فقال :
    يا بنى انى قد شغلت عن الضيعة بما ترى فاذهب اليها وتول اليوم عنى شأنها فخرجت أقصد ضيعتنا وفيما أنا فى بعض الطريق مررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون فلفت ذلك انتباهى .

    * * * * * *
    لم أكن أعرف شيئا عن أمر النصارى أو أمر غيرهم من أصحاب الأديان لطول ما حجبنى أبى عن الناس فى بيتنا فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم لأنظر ما يصنعون .

    فلما تأملتهم أعجبتنى صلاتهم ورغبت فى دينهم


    وقلت :
    والله هذا خير من الذى نحن عليه فو الله ما تركتهم حتى غربت الشمس ولم أذهب الى ضيعة أبى


    ثم انى سألتهم :
    أين أصل هذا السن؟.
    قالوا : فى بلاد الشام .

    ولما أقبل الليل عدت الى بيتنا فتلقانى أبى يسألنى عما صنعت فقلت:
    يا أبت انى مررت بأناس يصلون فى كنيسة لهم فأعجبنى ما رأيت من دينهم وما زلت عندهم حتى غربت الشمس ....

    فذعر أبى مما صنعت وقال : أى بنى ليس فى ذلك الدين خير .... دينك ودين أبائك خير منه .
    قلت كلا - والله – ان دينهم لخير من ديننا فخاف أبى مما أقول وخشى أن أرتد عن دينى و حبسنى بالبيت ووضع قيدا فى رجلى .

    ولما أتيحت لى الفرصة بعثت الى النصارى أقول لهم :

    (اذا قدم عليكم ركب يريد الذهاب الى الشام فأعلمونى ) .

    فما هو الا قليل حتى قدم عليهم ركب متجه الى الشام فأخبرونى به فاحتلت على قيدى حتى حللته وخرجت معهم متخفيا حتى بلغنا بلاد الشام ....

    فلما نزلنا فيها قلت : من أفضل رجل من أهل هذا الدين ؟.

    قالوا : الأسقف راعى الكنيسة فجئته فقلت :

    (انى قد رغبت النصرانية وأحببت أن ألزمك وأخدمك أتعلم منك وأصلى معك ).

    فقال : ادخل ؛فدخلت عنده وجعلت أخدمه .

    ثم ما لبثت أن أعرف ان الرجل رجل سوء ؛ فقد كان يأمر أتباعه بالصدقة ويرغبهم بثوابها فاذا أعطوه منها شيئا لينفقه فى سبيل الله اكتنزه لنفسه ولم يعط الفقراء والمساكين منه شيئا حتى جمع سبع قلال من الذهب .

    فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته منه ثم ما لبث أن مات فاجتمعت النصارى لدفنه فقلت لهم :
    (ان صاحبكم كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فاذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا .

    قالوا : من أين عرفت ذلك ؟!.

    قلت : أنا أدللكم على كنزه .

    قالوا : نعم دلنا عليه فأريتهم موضعه فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وفضة فلما رأوها


    قالوا : والله لا ندفنه ثم صلبوه ورجموه بالحجارة .

    ثم انه لم يمض غير قليل حتى نصبوا رجلا أخر مكانه فلزمته فما رأيت رجلا أزهد منه فى الدنيا ولا أرغب منه فى الأخرة ولا أدأب منه على العبادة ليلا ونهارا فأجببته حبا جما وأقمت معه زمانا فلما حضرته الوفاة


    قلت له :
    يا فلان الى من توصى بى ومع من تنصحنى أن أكون من بعدك ؟.

    فقال :

    أى بنى لا أعلم أحدا على ما كنت عليه الا رجلا ( بالموصل) هو فلان لم يحرف ولم يبدل فالحق به .

    فلما مات صاحبى لحقت بالرجل فى (الموصل ) فلما قدمت عليه قصصت عليه خبرى


    وقلت له :
    ان فلانا أوصانى عند موته أن ألحق بك أخبرنى أنك مستمسك بما كان عليه من الحق


    فقال :
    أقم عندى .... فأقمت عنده فوجدته على خير حال .

    ثم انه لم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة

    قلت له :
    يا فلان لقد جاءك من أمر الله ما ترى أنت تعلم من أمرى ما تعلم فالى من توصى بى ؟.... ومن تأمرنى باللحاق به ؟.

    فقال :

    أى بنى والله ما أعلم أن رجلا على مثل ما كنا عليه الا رجلا (بنصيبين) وهو فلان فالحق به .

    فلما غيب الرجل فى لحده لحقت بصاحب (بنصيبين) وأخبرته خبرى وما أمرنى به صاحبى


    فقال لى :
    أقم عندنا.... فأقمت عنده فوجدته على ما كان عليه صاحباه من الخير فو الله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضرته الوفاة


    قلت له :
    لقد عرفت من أمرى ما عرفت فالى من توصى بى ؟.

    فقال : أى بنى والله انى ما أعلم أحدا بقى على أمرنا الا رجلا (بعمورية) هو فلان فالحق به فلحقت به وأخبرته خبرى


    فقال :
    أقم عندى.... فأقمت عند رجل كان - والله – على هدى أصحابه وقد اكتسبت وأنا عنده بقرات وغنيمة .

    ثم ما لبث أن نزل به ما نزل بأصحابه من أمر الله فلما حضرته الوفاة


    قلت له :
    انك تعلم من أمرى ما تعلم فالى من توصى بى ؟.... وما تأمرنى أن أفعل؟.

    فقال : يا بنى - والله – ما أعلم أن هناك أحدا من الناس بقى على ظهر الأرض متمسكا بما كنا عليه ....

    ولكنه قد أظل زمان يخرج فيه بأرض العرب نبى يبعث بدين ابراهيم ثم يهاجر من أرضه الى أرض ذات نخل بين حرتين وله علامات لا تخفى ....

    فهو يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ....

    وبين كتفيه خاتم النبوة فان استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل .

    ثم وافاه الأجل فمكثت بعده (بعمورية) زمنا الى أن مر بها نفر من تجار العرب من قبيلة (كلب) .

    فقلت لهم : ان حملتمونى معكم الى أرض العرب أعطيتكم بقراتى هذه وغنيمتى فقالوا :
    نعم نحملك فأعطيتهم اياها وحملونى معهم حتى اذا بلغنا (وادى القرى) غدروا بى وباعونى لرجل من اليهود فالتحقت بخدمته ....

    ثم ما لبث أن زاره ابن عم له من بنى (قريظة) فاشترانى منه ونقلنى معه الى (يثرب) فرأيت النخل الذى ذكره لى صاحبى (بعمورية) وعرفت المدينة بالوصف الذى نعتها به فأقمت بها معه .

    وكان والنبى حينئذ يدعو قومه فى مكة لكننى لم أسمع له بذكر لانشغالى بما يوجبه على الرق.
    * * * * * *
    ثم ما لبث أن هاجر الرسول الى يثرب فو الله انى لفى رأس نخلة لسيدى أعمل فيها بعض العمل وسيدى جالس تحتها اذ أقبل عليه ابن عم له


    وقال له :
    قاتل الله بنى (قيلة) والله انهم الأن لمجتمعون (بقباء) على رجل قدم عليهم اليوم من مكة يزعم أنه نبى .

    فما ان سمعت مقالته حتى مسنى ما يشبه الحمى واضطربت اضطرابا شديدا حتى خشيت أن أسقط على سيدى وبادرت الى النزول عن النخلة وجعلت أقول للرجل :
    ماذا تقول ؟!أعد الى الخبر .... فغضب سيدى ولكمنى لكمة شديدة وقال لى :
    ما لك ولهذا؟! عد الى ما كنت فيه من عملك .
    * * * * * *
    ولما كان المساء أخذت شيئا من تمر كنت جمعته وتوجهت به الى حيث ينزل الرسول فدخلت عليه

    وقلت له :
    انه قد بلغنى أنك رجل صالح ومعك أصحاب غرباء ذوو حاجة وهذا شىء كان عندى للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم ثم قربته اليه


    فقال لأصحابه :
    (كلوا) .... وأمسك يده فلم يأكل .
    فقلت فى نفسى : هذه واحدة .

    ثم انصرفت وأخذت أجمع بعض التمر فلما تحول الرسول من (قباء) الى المدينة جئته

    فقلت له :
    انى رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها ....

    فأكل منها وأمر أصحابه فأكلوا معه .
    فقلت فى نفسى : هذه الثانية ....

    ثم جئت رسول الله وهو (ببقيع الغرقد) حيث كان يوارى أحد أصحابه فرأيته جالسا وعليه شملتان فسلمت عليه ثم استدرت أنظر الى ظهره لعلى أرى الخاتم الذى وصفه لى صاحبى فى (عمورية) .

    فلما رأنى النبى أنظر الى ظهره عرف غرضى فألقى رداءه عن ظهره فنظرت فرأيت الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكى .

    فقال رسول الله : (ما خبرك؟!) .

    فقصصت عليه قصتى فأعجب بها وسره أن يسمعها أصحابه منى فأسمعتهم اياها فعجبوا منها أشد العجب وسروا بها أعظم السرور .
    * * * * * *
    فسلام على سلمان الفارسى يوم قام يبحث عن الحق فى كل مكان .

    وسلام على سلمان الفارسى يوم عرف الحق وأمن به أوثق الايمان .

    وسلام عليه يوم مات ويوم يبعث حيا .



    المره الجايه ان شاء الله
    هيكـون ...

    صحـابى قال له عمـر بن الخطـاب :
    (( أنت آمنت إذ كفروا ، وعرفت إذ أنكروا ، ووفيت إذ غدروا ، وأقبلت إذ أدبروا ))



    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه





  5. #95
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحـابى قال له عمـر بن الخطـاب :
    (( أنت آمنت إذ كفروا ، وعرفت إذ أنكروا ، ووفيت إذ غدروا ، وأقبلت إذ أدبروا ))

    عدي بن حاتم الطائــي _ رضى الله عنه _

    في السنه التاسعه للهجره دان للاسلام ملك من ملوك العرب بعد نفور ، ولان للايمان بعد اعراض وصد ، واعطى الطاعه للرسول عليه الصلاة والسلام بعد اباء .. ذلكم هو عدي بن حاتم الطائي الذي يضرب المثل بجود ابيه

    * * * * * *
    ورث عدي الرئاسه عن ابيه فملّكته ( طيئ ) عليها ، وفرضت له الربع في غنائمها ، واسلمت اليه القياده

    ولما صدع الرسول الكريم بدعوة الهدى و الحق ، و دانت له العرب حيا بعد حي ، رأى عدي في دعوة النبي عليه الصلاة والسلام زعامة توشك ان تقضي على زعامته ، ورئاسة ستفضي الى ازاله رئاسته ، فعادى الرسول صلوات الله عليه اشد العداوه وهو لايعرفه وابغضه اعظم البغض قبل ان يراه .. وظل على عداوته للاسلام قريبا من عشرين عاما حتى شرح الله صدره لدعوة الهدى و الحق


    * * * * * *
    ولاسلام عدي بن حاتم قصة لاتنسى .. فلنترك للرجل نفسه الحديث عن قصته .. فهو بها اولى و بروايتها اجدر

    قال عدي ..
    مامن رجل من العرب كان اشد منى كراهة لرسول الله حين سمعت به ، فقد كنت امرأً شريفا ، وكنت نصرانيا
    وكنت اسير في قومي بالمرباع ، فآخذ الربع من غنائمهم كما كان يفعل غيري من ملوك العرب

    فلما سمعت برسول الله كرهته ، ولما عظم امره واشتدت شوكته وجعلت جيوشه وسراياه تشرق وتغرب في ارض العرب ..

    قلت لغلامٍ لي يرعى ابلي .. :
    لا ابا
    لك ، اعد لي من ابلي نوقا سمانا سهلة القياد و اربطها قربا مني ، فان سمعت بجيشٍ لمحمدٍ او بسرية من سراياه قد وطئت هذه البلاد فأعلمني ..

    وفي ذات غداة اقبل على غلامي وقال : يا مولاي ، ماكنت تنوي ان تصنعه اذا وطئت ارضك خيل محمدٍ فاصنعه الان

    فقلت :
    ولم ؟! ثكلتك امك

    فقال : اني قد رأيت رايات تجوس خلال الديار ، فسألت عنها فقيل لي هذه جيوش محمدٍ ..

    فقلت له :
    اعدد لي النوق التي امرتك باعدادها وقربها مني

    ثم نهضت لساعتي ، فدعوت اهلي و اولادي الى الرحيل عن الارض التي احببتها وجعلت اغذ السير نحو بلاد الشام لالحق بأهل ديني من النصارى و انزل بينهم ، وقد اعجلني الامر عن استقصاء اهلي كلهم فلما اجتزت مواضع الخطر تفقدت اهلي ، فاذا بي
    قد تركت اختا لي في مواطننا في نجد مع من بقي هناك من ( طيئ ) ولم يكن لي من سبيل الى الرجوع اليها فمضيت بمن معي

    حتى بلغت ( الشام ) واقمت فيها بين ابناء ديني اما اختي فقد نزل بها ماكنت اتوقعه و اخشاه
    * * * * * *

    لقد بلغني وانا في ديار الشام ان خيل محمدٍ اغارت على ديارنا و اخذت اختي في جملة من اخذته من السبايا وسيقت الى ( يثرب )

    وهناك وضعت مع السبايا في حظيرةٍ عند باب المسجد ، فمر بها النبي عيه الصلاة والسلام فقامت اليه ..

    وقالت :
    يا رسول الله هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن على من الله عليك

    فقال : ومن وافدك ؟

    فقالت :
    عدي بن حاتم

    فقال : ( الفار من الله و رسوله ؟!)
    ثم مضى رسول الله وتركها

    فلما كان الغد مر بها فقالت له مثل قولها بالامس ، فقال لها مثل قوله

    فلما كان بعد الغد مر بها وقد يئست منه فلم تقل شيئا ، فأشار لها رجل من خلفه ان قومي وكلميه ..

    فقامت اليه فقالت : يارسول الله هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن على من الله عليك
    فقال : ( قد فعلت )

    فقالت :
    اني اريد اللحاق باهلي في الشام

    فقال : ( ولكن لاتعجلي بالخروج حتى تجدي من تثقين به من قومك ليبلغك بلاد الشام ، فاذا وجدت الثقه فأعلميني )

    ولما انصرف الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام سألت عن الرجل الذي اشار عليها ان تكلمه فقيل لها : انه علي بن ابي طالب رضوان الله عليه

    ثم اقامت حتى قدم ركب فيهم من تثق به ، فجاءت الى رسول الله ..

    وقالت :
    يا رسول الله لقد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ فكساها الرسول صلوات الله عليه ومنحها ناقة تحملها واعطاها نفقة تكفيها
    فخرجت مع الركب


    * * * * * *
    قال عدي : ثم جعلنا بعد ذلك نتنسم اخبارها ، ونترقب قدومها ونحن لانكاد نصدق ماروي لنا من خبرها مع محمدٍ و احسانه اليها كل ذلك الاحسان ، مع ماكان مني تجاهه ، فوالله اني لقاعد في اهلي اذا ابصرت امرأة في هودجها تتجه نحونا ..

    فقلت : ابنة حاتم ، فاذا هي هي

    فلما وقفت علينا بادرتني بقولها : القاطع الظالم .. لقد احتملت بأهلك و ولدك وتركت بقية والدك و عورتك
    فقلت : اي اخيه ، لاتقولي الا خيرا .. وجعلت استرضيها حتى رضيت ، وقصت على خبرها ، فاذا هو كما تناهى الي

    فقلت لها ..
    وكانت امراة حازمه عاقله .. ماترين في امر الرجل ( يعني محمداً عليه السلام )

    فقالت : ارى والله ان تلحق به سريعا ، فان يكن نبيا فالسابق اليه فضله .. وان يكن ملكا فلن تذل عنده وانت انت

    قال عدي : فهيأت جهازي ومضيت حتى قدمت على رسول الله في المدينه من غير امانٍ ولا كتاب ..
    وكان بلغني انه قال .. اني لأرجو ان يجعل الله يد عدي في يدي فدخلت عليه وهو في المسجد .. فسلمت عليه

    فقال : من الرجل ؟

    فقلت : عدي بن حاتم ، فقام الي ، واخذ بيدي وانطلق بي الى بيته

    فوالله انه لماضٍ بي الى البيت اذا لقيته امرأة ضعيفه كبيرة ومعها صبي صغير فاستوقفته ، وجعلت تكلمه في حاجة ٍلها
    فظل معهما حتى قضى حاجتهما وانا واقف ..


    فقلت في نفسي : والله ما هذا بملك

    ثم اخذ بيدي ومضى بي حتى اتينا منزله ، فتناول وسادةً من أدم ( جلد ) محشوةً ليفا ، فالقاها الي وقال : اجلس على هذه

    فاستحيت منه وقلت : بل انت تجلس عليها

    فقال : بل انت

    فامتثلت وجلست عليها وجلس النبي على الارض اذ لم يكن في البيت سواها

    فقلت في نفسي : والله ما هذا بامر ملك

    ثم التفت الي وقال : ايهِ يا عدي بن حاتم ، الم تكن ركُوسيّا تدين بدين بين النصرانيه و الصابئه ؟

    قلت : بلى

    فقال : الم تكن تسيرفي قومك بالمرباع فتاخذ منهم مالا يحل لك في دينك ؟!

    فقلت : بلى .. وعرفت انه نبي مرسل يعلم مايُجهل

    ثم قال لي : لعلك ياعدي ، انما يمنعك من الدخول في هذا الدين ماتراه من حاجة المسلمين وفقرهم .. فوالله ليوشكن المال ان يفيض فيهم حتى لايوجد من يأخذه

    ولعلك ياعدي انما يمنعك من الدخول في هذا الدين ماترى من قلة المسلمين وكثرة عدوهم .. فولله ليوشكن ان تسمع بالمرأة تخرج من ( القادسيه ) على بعيرها حتى تزور هذا البيت لاتخاف احداً الا الله

    ولعلك انما يمنعك من الدخول في هذا الدين انك ترى ان الملك والسلطان في غير المسلمين وايم الله ليوشكن ان تسمع بالقصور البيض من ارض بابل قد فتحت عليهم ، وان كنوز ( كسرى بن هرمز ) قد صارت اليهم

    فقلت : كنوز كسرى بن هرمز ؟!!

    فقال : ( نعم كنوز كسرى بن هرمز )

    قال عدي : عند ذلك شهدت شهادة الحق و اسلمت
    * * * * * *
    عُمّر عدي بن حاتم رضي الله عنه طويلا ، وكان يقول : لقد تحققت اثنتان وبقيت الثالثه ، وانها والله لابد كائنه

    فقد رأيت المرأة تخرج من ( القادسيه ) على بعيرها لاتخاف شيئا حتى تبلغ هذا البيت ..

    وكنت في اولِ خيل اغارت على كنوز كسرى واخذتها .. واحلف بالله لتجيئن الثالثه

    وقد شاء الله ان يحقق قول نبيه عليه افضل الصلاة و ازكى السلام فجاءت الثالثه في عهد الخليفه الزاهد العابد عمر بن عبدالعزيز

    حيث فاضت الاموال على المسلمين حتى جعل مناديه ينادي على من يأخذ اموال الزكاة من المسلمين فلم يجد احدا

    وصدق رسول الله صلوات الله عليه

    وبر عدي بن حاتم بقسمه



    المره الجايه ان شاء الله
    هيـكون ...
    صحـابى قال عنه المفـسرون :
    " رجل أنزل الله فى شأنه ست عشـرة آية تليت وستظل تتلى ما كر الجديدان "

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه





  6. #96
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحـابى قال عنه المفـسرون :
    " رجل أنزل الله فى شأنه ست عشـرة آية تليت وستظل تتلى ما كر الجديدان "


    عبدالله بن أم مكتـوم _ رضى الله عنه _

    من هذا الذي عوتب فيه النبي الكريم صلى الله عليه و سلم من فوق سبع سماوات اقسي عتاب و أوجعه ؟!.

    من هذا الذي نزل بشأنه جبريل الأمين علي قلب النبي الكريم صلي الله عليه و سلم ؟!..
    انه عبد الله بن أم مكتوم مؤذن الرسول (صلوات الله و سلامه عليه ).
    * * * * * *
    و عبد الله بن أم مكتوم مكي قرشي تربطه بالنبي صلى الله عليه و سلم رحم ، فقد كان ابن خال أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها .
    أما أبوه فقيس بن زائدة ، و أما أمه فعاتكة بنت عبد الله ، و قد دعيت بأم مكتوم لأنها ولدته أعمي مكتوما .
    * * * * * *
    شهد عبد الله بن أم مكتوم مطلع النور في مكة ، فشرح الله صدره للايمان ، و كان من السابقين الي الاسلام .

    عاش ابن أم مكتوم محنة المسلمين في مكة بكل ما حفلت به من تضحية و ثبات و صمود و فداء ....
    و عاني من أذي قريش ما عاناه أصحابه ، و بلا من بطشهم و قسوتهم ما بلوه ، فما لانت له قناة ، و لا فترت له حماسة ، و لا ضعف له ايمان ........

    انما زاده استمساكا بدين الله ، و تعلقا بكتاب الله ، و تفقها بشرع الله ، و اقبلا علي الرسول صلى الله عليه و سلم .
    * * * * * *
    و قد بلغ من اقباله علي النبي صلى الله عليه و سلم و حرصه علي حفظ القرآن الكريم أنه كان لا يترك فرصة الا اغتنمها ، و لا سانحة الا ابتدرها ....

    بل كان الحاحه علي ذلك يغريه – أحيانا – بأن يأخذ نصيبه من الرسول صلى الله عليه و سلم و نصيب غيره ....

    و قد كان الرسول صلى الله عليه و سلم في هذه الفترة كثير التصدي لسادات قريش ، شديد الحرص علي اسلامهم ، فالتقي ذات مرة بعتبة بن ربيعة ، و أخيه شيبه ، و عمرو بن هشام المكني بأبي جهل ، و أمية بن خلف ، و الوليد بن المغيرة و الد سيف الله خالد ، و طفق يفاوضهم و يناجيهم و يعرض عليهم الاسلام ، و هو يطمع في أن يستجيبوا له ، أو يكفوا أذاهم عن أصحابه .
    * * * * * *
    وفيما هو كذلك أقبل عليه عبد الله بن مكتوم يستقرئه آية من كتاب الله ، و يقول : يا رسول الله ، علمني مما علمك الله .
    فأعرض النبي صلى الله عليه و سلم عنه و عبس في وجهه و تولي نحو أولئك النفر من قريش ، أملا في أن يسلموا فيكون في اسلامهم عزا لدين الله ، و تأييد لدعوة رسوله .

    و ما ان قضي رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثه معهم و فزع الي أهله حتي أمسك الله عليه بعضا من بصره ، و أحس كأن شيئا يخفق برأسه .......ثم أنزل عليه قوله :
    ( عبس و تولي * أن جاءه الأعمى * و ما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * و ما عليك ألا يذكى * و أما من جاءك يسعى * و هو يخشى * فأنت عنه تلهى * كلا انها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة).

    ست عشر آية نزل بها جبريل الأمين علي قلب الرسول صلى الله عليه و سلم في شأن عبد الله بن مكتوم ، و لا تزال تتلى منذ نزلت الي اليوم ، و ستظل تتلى حتي يرث الله الأرض و من عليها .
    * * * * * *
    و منذ ذلك اليوم ما فتئ الرسول صلى الله عليه و سلم يكرم منزل عبد الله بن أم مكتوم اذا نزل ، و يدني مجلسه اذا أقبل ، و يسأله عن شأنه ، و يقضي حاجته .
    و لا عجب ، أليس هو الذي عوتب فيه من فوق سبع سماوات اشد عتاب و أعنفه ؟!...
    * * * * * *

    و لما كلبت قريش علي الرسول صلى الله عليه و سلم و الذين آمنوا معه ، و اشتد أذاها لهم أذن الله للمسلمين بالهجرة ، فكان عبد الله بن أم مكتوم أسرع القوم مفارقة لوطنه ، فرارا بدينه ....فقد كان هو و مصعب بن عمير أول من قدم المدينة المنورة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم .
    و ما بلغ عبد الله بن أم مكتوم "يثرب" حتي طفق هو و صاحبه مصعب بن عمير يختلفان الي الناس و يقرآنهم القرآن ، و يفقهانهم في دين الله .
    * * * * * *
    ولما قدم الرسول صلى الله عليه و سلم المدينة المنورة اتخذ عبد الله بن أم مكتوم ، و بلال بن رباح مؤذنين للمسلمين يصدعان بكلمة التوحيد كل يوم خمس مرات ، و يدعون الناس الي خير العمل ، و يحضانهم علي الفلاح ....

    فكان بلال يؤذن و ابن أم مكتوم يقيم الصلاة و ربما أذن ابن أم مكتوم و أقام بلال .....

    و كان لبلال و ابن أم مكتوم شأن آخر في رمضان ، فقد كان المسلمون في المدينة يتسحرون علي أذان احدهما و يمسكون عند أذان الآخر ........

    كان بلال يؤذن بالليل و يوقظ الناس ، و كان ابن أم مكتوم يتوخي الفجر فلا يخطئه .
    و قد بلغ من اكرام النبي لابن أم مكتوم أن استخلفه علي المدينة عند غيابه بضع عشر مرة كانت احداها يوم فتح مكة .
    * * * * * *
    و في أعقاب غزوة (بدر ) أنزل الله علي نبيه قرآن ما يرفع به شأن المجاهدين في سيبل الله ، و يفضلهم علي القاعدين لينشط المجاهدين علي الجهاد ، و يأنف القاعد من القعود ، فأثر ذلك في نفس ابن أم مكتوم ، و عز عليه أن يحرم من هذا الفضل و


    قال : يا رسول الله ، لو استطيع الجهاد لجاهدت ....ثم سأل الله بقلب خاشع أن ينزل قرآنا في شأنه و شأن امثاله ممن تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد ، و جعل يدعو في ضراعة : (اللهم أنزل عذري .........اللهم أنزل عذري )....
    فما أسرع ما استجاب الله له .

    * * * * * *
    حدث زيد بن ثابت كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه و سلم ،


    قال : كنت الي جنب الرسول صلى الله عليه و سلم ، فغشيته السكينة ، فوقعت فخذه علي فخذي ، فما وجدت أثقل من فخذ الرسول صلى الله عليه و سلم ، ثم سري عنه فقال : ( اكتب يا زيد ) ...فكتبت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين و المجاهدون في سيبل الله ...)

    فقام ابن أم مكتوم و قال : يا رسول الله ، فكيف بمن لا يستطيع فوقعت فخذه علي فخذي ، فوجدت ما وجدته في المرة الأولي ، ثم سري عنه ،

    فقال : ( اقرأ ما كتبته يا زيد).

    فقرأت : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين )........

    فقال : اكتب ( غير أولي الضرر ) .
    فنزل الاستثناء الذي تمناه ابن أم مكتوم .... .

    و علي الرغم من أن الله اعفي عبد الله بن أم مكتوم و أمثله من الجهاد ، فقد أبت نفسه الطموح أن يقعد مع القاعدين ، و فقد العزم علي الجهاد في سيبل الله ..
    ذلك لأن النفوس الكبيرة لا تقنع الا بكبار الأمور .

    فحرص منذ ذلك اليوم علي ألا تفوته غزوة ، و حدد لنفسه وظيفتها في ساحات القتال ، فكان يقول : أقيموني بين الصفين ، و حملوني اللواء أحمله لكم و أحفظه .......فأنا أعمي لا استطيع الفرار ....
    * * * * * *
    و في السنة الرابعة عشر عقد عمر بن الخطاب العزم علي أن يخوض مع " الفرس" معركة فاصلة تديل دولتهم ، و تزيل ملكهم ، و فتح الطريق أمام جيوش المسلمين ، فكتب الي عماله


    يقول :لا تدعوا أحدا له سلاح ،أو فرس ، أو نجدة ، أو رأي ، الا انتخبتموه ثم وجهتموه الي ، و العجل العجل .

    و طفقت جموع المسلمين تلبي نداء الفاروق ، و تنهال علي المدينة من كل حدب و صوب و كان من جملة هؤلاء المجاهد المكفوف البصر عبد الله بن أم مكتوم .

    فأمر الفاروق علي الجيش الكبير سعد بن أبي وقاص ، و أوصاه و ودعه ..... و لما بلغ الجيش " القادسية " ، برز عبد الله بن أم مكتوم لابسا درعه ، مستكملا عدته ، و ندب نفسه لحمل راية المسلمين و الحفاظ عليها ، أو الموت دونها .
    * * * * * *
    و التقي الجمعان في ثلاثة أيام قاسية عابسة ........ و احترب الفريقان حربا لم يشهد لها تاريخ الفتوح مثيلا حتي انجلا اليوم الثالث عن نثر مؤزر للمسلمين ، فدالت دولة من أعظم الدول ........
    و زال عرش من أعرق عروش الدنيا ......
    و رفعت راية التوحيد في أرض الوثنية .
    و كان ثمن هذا النصر مئات الشهداء من بينهم عبد الله بن أم مكتوم .........
    فقد وجد صريعا مضرجا بدمائه و هو يعانق راية المسلمين .


    * * * * * *
    رحم الله مؤذن النبي صلى الله عليه و سلم المجاهد المكفوف البصر عبد الله بن أم مكتوم و اسكنه فسيح جناته انه ولي ذلك و القادر عليه ..

    المره الجايه ان شاء الله
    هيكـون ...
    صحابى قال عنه المؤرخون
    " ***** كمى باسل قتل مائة من المشركين مبارزة : فما بالك بمن قتلهم فى خضم المعارك "


    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه





  7. #97
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحابى قال عنه المؤرخون
    " ***** كمى باسل قتل مائة من المشركين مبارزة : فما بالك بمن قتلهم فى خضم المعارك "
    مجزأة بن ثور السدوسي _ رضى الله عنه _


    ها هم أولاء الأمجاد من جند الله ينفضون عنهم غبار القادسية فرحين بما أتاهم الله من نصر

    مغتبطين بما كتب لإخوانهم الشهداء من أجر

    متشوقين إلى معركة أخرى تكون أختا للقادسية في روعتها وجلالها .

    متربصين أن يأتيهم أمر خليفة رسول الله عمر بن الخطاب بمواصلة الجهاد لاجتثاث

    العرش الكسروي من جذوره .

    لم يطيل تشوق الغر الميامين وتشوقهم كثيرا فها هو ذا رسول الفاروق يقدم من المدينة إلى الكوفة

    ومعه أمر من الخليفة لواليها أبي موسى الأشعري بالمضي بعسكره والالتقاء مع جند المسلمين القادمين من البصرة والانطلاق معا الأهواز لتتبع قائد جيوش الفرس والقضاء عليه وتحرير مدينة (( تستر )) درة التاج الكسروي ولؤلؤة بلاد فارس .

    وقد جاء في الأمر الذي وجهه الخليفة للأبي موسى الأشعري أن يصحب
    معه الفارس الباسل مجزأة بن ثور السدوسي سيد بني بكر وأميرهم المطاع

    * * * * * *
    صدع أبو موسى الأشعري بأمر خليفة المسلمين فعبأ جيشه وجعل على مسيرته (( مجزأة بن ثور السدوسي ))

    وأنضم إلى جيوش المسلمين القادمة من البصرة ومضوا معا غزاة في سبيل الله

    فما زالوا يحررون المدن ويطهرون المعاقل وقائد جيوش الفرس يفر من أمامهم من مكان إلى أخر حتى بلغ مدينة تستر واحتمى بحماها .

    كانت تستر التي انحاز إليها قائد جيوش الفرس من أجمل المدن وأبهاها طبيعة وأقوها تحصينا ، وهي إلى ذلك مدينة عريقة ضاربة في أعماق التاريخ مبنية على مرتفع من الأرض على شكل فرس يسقيها نهر كبير بنهر دجيل .

    وفوقها شاذرون (( منهل ماء به نوافير وربما وجدت فيه تماثيل يخرج من فمها الماء )) بناه الملك سابور ليرفع إليها ماء النهر من خلال أنفاق حفرها تحت الأرض .

    شاذرون تستر وأنفاقه عجيبة من عجائب البناء شيد بالحجارة الضخمة المحكمة ودعم بأعمدة الحديد الصلبةوبلط هو وأنفاقه بالرصاص . وحول تستر سور عال يحيط بها إحاطة السور بالمعصم قال المؤرخون عنه : إنه أول و أعظم سور بني على ظهر الأرض
    * * * * * *
    ثم حفر قائد جيوش الفرس حول السور خندقا عظيما يتعذر اجتيازه وحشد وراءه خيرة الجنود
    عسكرت جيوش المسلمين حول الخندق تستر وظلت 18 شهر لا تستطيع اجتيازه .

    وخاضت مع جيوش الفرس خلال تلك المدة الطويلة 80 معركة وكانت كل معركة من هذه المعارك تبدأ بالمبارزة بين الفرسان ثم تتحول إلى حرب ضارية ضروس

    وقد أبلى مجزأة بن ثور في هذه المبارزة بلاء حسنا أذهل العقول وأدهش الأعداء والأصدقاء في وقت معا .

    فقد قتل مئة من الشجعان البواسل من فرسان الأعداء مبارزة فأصبح أسمة يثير الرعب في صفوف الفرس
    ويبعث النخوة والعزة في صدور المسلمين .

    وعند ذلك عرف الذين لم يكونوا قد عرفوه من قبل لم حرص أمير المؤمنين على أن يكون هذا البطل الباسل في أعداد الجيش الغازي ؟
    * * * * * *
    وفي آخر معركة من تلك المعارك الثمانين حمل المسلمون على عدوهم حملة باسلة صادقه فأخلى الفرس لهم الجسور المنصوبة فوق الخندق ولاذوا بالمدينة وأغلقوا عليهم أبواب حصنها المنيع .

    انتقل المسلمون بعد هذا الصبر الطويل من حال سيئة إلى أخرى أشد سوء فقد أخذ الفرس يمطرونهم من أعالي الأبراج بسهامهم الصائبة وجعلوا يدلون من فوق الأسوار سلاسل من حديد في نهاية كل سلسلة كلاليب متوهجة من شدة ما حميت بالنار .

    فإذا رام أحد جنود المسلمين تسلق السور أو الاقتراب منه أنشبوها فيه وجذبوه إليهم فيحرق جسده ويتساقط لحمه ويقضى عليه .
    * * * * * *
    اشتد الكرب على المسلمين وأخذ يسألون الله بقلوب ضارعة خاشعة أن يفرج عنهم وينصرهم على عدوهم

    وبينما كان أبو موسى الأشعري يتأمل سور تستر العظيم يائسا من اقتحامه سقط أمامه سهم قذف نحوه من فوق السور فنظر إليه فإذا فيه رسالة تقول :
    لقد وثقت بكم معشر المسلمين وإني أستأمنكم على نفسي ومالي وأهلي ومن تبعني ولكم علي أن أدلكم على منفذ تنفذون منه إلى المدينة . فكتب أبو موسى الأشعري أمانا لصاحب السهم وقذفه بالنشابة

    فاستوثق الرجل من أمان المسلمين لما عرف منهم من الصدق بالوعد والوفاء بالعهد

    وتسلل إليهم من تحت جنح الظلام وأفضى لأبي موسى بحقيقة أمره فقال :

    نحن من سادات القوم وقد قتل قائد الفرس أخي الأكبر وتعدى على ماله وأهله وأضمر لي الشر في صدره حتى ماعدت آمنه على نفسي وأولادي . فآثر عدلكم على ظلمه ووفائكم على غدره وعزمت على أن أدلكم على منفذ خفي تنفذون منه إلى تستر . فأعطني إنسانا يتحلى بالجرأة والعقل ويكون ممن يتقنون السباحة حتى أرشده إلى الطريق.
    * * * * * *
    استدعى أبو موسى الأشعري مجزأة بن ثور وأسر إليه بالأمر وقال :
    أعني برجل من قومك له عقل وحزم وقدرة على السباحة .

    فقال مجزأة اجعلني ذلك الرجل أيها الأمير

    فقال له أبوا موسى الأشعري : إذا كنت قد شئت فعلى بركة الله .

    ثم أوصاه أن يحفظ الطريق وأن يعرف موضع الباب وأن يحدد قائد الفرس وأن يثبت من شخصه وألا يحدث أمر غير ذلك .
    * * * * * *
    مضى مجزأة بن ثور تحت جنح الظلام مع دليله الفارسي فأدخله في نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينة .

    فكان النفق يتسع تارة حتى يتمكن من الخوض في مائة وهو ماش على قدميه ويضيق تارة أخرى حتى يحمله على السباحة حملا .
    وكان يتشعب ويتعرج مرة ويستقيم مرة ثانية ....

    وهكذا حتى بلغ به المنفذ الذي ينفذ منه للمدينة وأراه الرجل قائد الفرس قاتل أخيه والمكان الذي يتحصن فيه

    فلما رأى مجزأة قائد الفرس هم بأن يرديه بسهم في نحره لكنه تذكر وصية أبي موسى له بألا يحدث أمر وعاد من حيث جاء قبل بزوغ الفجر .
    * * * * * *
    أعد أبو موسى الأشعري ثلاث مئة من أشجع جند المسلمين قلبا وأشدهم جلدا وصبر وأقدرهم على العوم وأمر مجزأة بن ثور وودعهم ووصاهم وجعل التكبير علامة على دعوة جند المسلمين لاقتحام المدينة .

    أمر مجزأة رجاله أن يتخففوا من ملابسهم ما استطاعوا حتى لا تحمل من الماء ما يثقلهم وحذرهم من أن يأخذوا معهم غير سيوفهم و أوصاهم أن يشدوها على أجسادهم تحت الثياب ومضى بهم في آخر الثلث الأول من الليل .
    * * * * * *
    ظل مجزأة بن ثور وجنده البواسل نحو ساعتين يصارعون عقبات هذا النفق الخطير فيصرعونها تارة وتصرعه تارة أخرى

    ولما بلغوا المنفذ المؤدي إلى المدينة وجد أن النفق قد ابتلع مائتين وعشرون من رجاله وأبقى له ثمانين ....
    * * * * * *
    وما وطئت أقدام مجزأة وصحبه أرض المدينة حتى جردوا سيوفهم وانقضوا على حماة الحصن فأغمدوها في صدورهم ثم وثبوا إلى الأبواب وفتحوها وهم يكبرون فتلاقى تكبيرهم من الداخل مع تكبير إخوانهم من الخارج وتدفق المسلمون على المدينة عند الفجر .
    * * * * * *
    ودارت بينهم وبين أعداء الله رحى معركة ضروس قلما شهد تاريخ الحروب مثلها هولا ورهبة وكثرة في القتل

    وفيما كانت المعركة قائمة على قدم وساق

    أبصر مجزأة قائد الفرس في ساحتها فقصده قصدا ووثب عليه بالسيف فما لبث أن ابتلعه موج المقاتلين وأخفاه عن ناظريه ثم أنه بدا له مرة أخرى فاندفع نحوه وحمل عليه وثب مجزأة وقائد الفرس بسيفيهما فضرب كل منهما صاحبه ضربة قاضيه فارتد سيف مجزأة وأصاب سيف قائد الفرس

    فخر البطل الكمي الباسل صريعا على أرض المعركة وعينة قريرة بما حقق الله على يديه

    وواصل جند المسلمين القتال حتى كتب الله لهم النصر ووقع قائد الفرس في أيديهم أسيرا

    انطلق المبشرون إلى المدينة يزفون إلى الفاروق بشائر الفتح ويسقون أمامهم قائد الفرس وعلى رأسه تاجه المرصع بالجواهر وعلى كتفه حلته الموشاة بخيوط الذهب ليراه الخليفة وكان المبشرون يحملون معهم تعزية حارة للخليفة بفارسة الباسل مجزأة بن ثور .

    المره الجايه ان شاء الله

    هيكـون ...

    صحابى قال له رسول الله :
    " تلك المـلائكة كانت تستمع إليـك يا ***** "

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه



  8. #98
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    معلش يا جمـاعة ... مش هقدر أكمل الموضوع بسبب الدراسة .. نـزلوا الكتـاب هو نفس اللى بكتبه هنا

    لتحميل الكتاب :
    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1416



  9. #99
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    عـــــدنــا
    .
    .
    .

    صحابى قال له رسول الله :


    " تلك المـلائكة كانت تستمع إليـك يا ***** "


    أُسيـــد بن الحُــضيــر _ رضى الله عنه


    * قدِمَ الفتى المكيّ مُصعبُ بـن عُميـرٍ إلى يثربَ - المدينة المنورة - في أولِ بعثةٍ تبشيريةٍ عرفها تاريخ الإسلام.

    فنزلَ على أسعد بن ُزرارة أحدِ أشرافِ الخزرج - قبيلة عربية يمينة ارتحلت وأختها الأوس إلى الحجاز بعد خراب سد مأرب واستوطنت المدينة -، واتخذ من داره مقاماٌ لنفسهِ، ومُنطلقاً لبث دعوته إلى الله، والتبشير بنبيّه محمدٍ رسول الله.

    وأخذ أبناءُ يثرب يُقبلون على مجالس الداعية الشابِّ مُصعب بن عُميرٍ إقبالاً كبيراً.
    وكان يُغريهم به - يولعهم به - عُذوبة حديثه، ووضوح حُجته، ورقة شمائِله - رقة طباعه -، ووضاءة الإيمان التي تشرِق من وجهه القسيم الوسيم - الجميل الحسن -.

    وكان يجذبُهم إليه شيءٌ آخر فوق ذلك كله، هو هذا القرآن الذي كان يَتلو عليهم بين الفينةِ والفينةِ - بين الحين والآخر - بَعضاً من آياته البينات، بصوته الشجيِّ الرَّخيم، ونبراته الحُلوة الآسِرة، فيستلين به القلوبَ القاسية، ويَستدرُ الدموع العاصية، فلا ينفضُ - يتفرق المجلس - المجلسُ من مجالسِه إلا عن أناسٍ أسلموا وانضمَّوا إلى كتائب الإيمان.


    * * *

    وفي ذات يومٍ، خرج أسعدُ بن ُزرارة بضيفه الداعية مُصعب بـن عُميرٍ، ليلقى جماعة من بني عبدِ الأشهلِ، ويعرضَ عليهم الإسلام، فدخلا بُستاناً من بساتين بني عبد الأشهل، وجلسا عند بئرها العذبةِ في ظلال النخيل.
    فاجتمعَ على مُصعبٍ جماعة قد أسلموا وآخرون يريدون أن يسمعوا، فانطلق يدعو ويُبشـرُ، والناسُ إليه مُنصِتين، وبروعة حديثه مَأخوذين.

    * * *
    - فجاءَ من أخبر أسَيد بن الحُضيـر وسعد بن معاذٍ - وكانا سيِّدي الأوس - قبيلة يمنية ارتحلت هي وأختها " الخزرج " إلى المدينة واستقرت فيها - بأن الداعية المكيَّ قد نزل قريباً من ديارهما، وأن الذي جرِّأهُ على ذلك أسعد ابن ُزرارة.
    ف
    قال سعدُ بن معاذٍ لأسيد بـن الحُضير:
    لا أبا لك يا أسيد - كلمة تقال في الذم والمدح، المراد بها هنا المدح -، انطلق إلى هذا الفتى المكي الذي جاء إلى بيوتنا ليُغري ضعفاءنا - ليحض ضعفاءنا على الإسلام ويزينه لهم -، ويُسفه آلهتنا، وازجُرْهُ - امنعه -، وحذرهُ من أن يَطأ ديارنا بعد اليوم.
    ثم أردف يقول: ولولا أنهُ في ضيافة ابن خالتي أسعد بن ُزرارة، وأنه يَمشي في حمايته لكفيتك ذلك.

    * * *
    - أخذ أسيدٌ حربتهُ، ومضى نحوَ البُستان، فلمَّا رآهُ أسعد بن ُزرارة مُقبلاً قال لمُصعبٍ: ويحك يا مُصعبُ، هذا سيدُ قومِه، وأرجحُهُم عـقلاً، وأكملهُم كمالاً: أسيدُ بـن الحُضيـر.
    فإن يُسلم تبعهُ في إسلامهِ خلقٌ كثيرٌ، فاصْدُق الله فيه، وأحسن التأتيَ له - أحسن عرض الأمر عليه -.

    * * *
    - وقف أسيدُ بن الحُضير على الجمع، والتفت إلى مُصعبٍ وصاحبه وقال: ما جاء بكما إلى ديارنا، وأغركما بضعفائنا؟! اعتزِلا هذا الحيَّ - ابتعدا عنه

    -إن كانت لكما بنفسيكما حاجة-كناية عن التهديد بالقتل -.
    فالتفت مُصعبٌ إلى أسيدٍ بوجههِ المُشرق بنور الإيمان، وخاطبه بلهجتِهِ الصَّادقة الآسِرة وقال له:
    يا سيدَ قومه، هل لك في خيرٍ من ذلك؟
    قال: وما هو؟
    قال: تجلسُ إلينا وتسمعُ مِنا، فإن رضيت ما قلناهُ قبلته، وإن لم ترضهُ تحولنا عنكم ولم نعُدْ إليكم.
    فقال أسيدٌ: لقد أنصفت، وركز رُمحهُ في الأرضِ وجلس.

    فأقبلَ عليه مُصعبُ يذكرُ له حقيقة الإسلام، ويقرأ عليه شيئاً من آياتِ القرآن؛ فانبسطت أساريرُه وأشرق وجهُه وقال: ما أحسن هذا الذي تقولُ، وما أجَلَّ ذلك الذي تتلو!!
    كيف تصنعون إذا أردتمُ الدخول في الإسلام؟!
    فقال له مصعبٌ: تغتسلُ وتطهرُ ثيابك، وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وتصلي ركعتين.
    فقام إلى البئرِ فتطهَّر بمائها، وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وصلى ركعتين.
    فانضمَّ في ذلك اليوم إلى كتائب الإسلام فارسٌ من فرسانِ العرب المرمُوقين - الذين ينظر الناس إليهم إعجاباً بهم -، وسيدٌ من سادات الأوسِ المعدودين.
    كان يُلقبه قومُه بالكامل، لرجاحة عقلِه، ونبالة أصله، ولأنه ملك السيفَ والقلمَ، إذ كان بالإضافة إلى فروسيَّته ودقة رميه، قارئاً كاتباً في مجتمعٍ ندرَ فيه من يقرأ ويكتب.
    وقد كان إسلامُه سبباً في إسلام سَعد بن معاذٍ.
    وكان إسلامُهما معاً في أن تسلم جُموع غفيرة - كثيرة ووفيرة - من الأوس.
    وأن تصبحَ المدينة بعد ذلك مُهاجراً - مكاناً للهجرة - لرسُول الله ، وموئِلاً - ملاذاً وملجأ - وقاعدة لدولة الإسلام العُظمى.

    * * *

    - أولعَ - أحبه حباً شديداً وتعلق به - أسيدُ بن الحُضير بالقرآن - مُنذ سمعهُ من مُصعب بن عُميرٍ - ولعَ المُحبِّ بحبيبه، وأقبل عليه إقبال الظامئ على المورد العذب في اليوم القائظِ، وجعله شغلهُ الشاغل.
    فكان لا يُرى إلا مُجاهداً غازياً في سبيل الله، أو عاكفاً يتلو كتابَ الله.
    وكان رخيم الصوت، مُبين النطق، مُشرق الأداء، تطيبُ له قراءة القرآن أكثر ما تطيبُ إذا سكن الليلُ، ونامتِ العيون، وصَفتِ النفوسُ.
    وكان الصحابة الكرامُ يتحينون أوقات قراءتهِ - يتوقون أوقات قراءته ويرصدونها -، ويتسابقون إلى سماع تِلاوته.
    فيما سَعدَ من يُتاح له أن يسمع القرآن منهُ رطباً طرياً كما أنزل على محمدٍ.

    وقد استعذبَ أهلُ السماءِ تلاوتهُ كما استعذبها أهلُ الأرض.
    ففي جوفِ ليلةٍ من الليالي كان أسيدُ بن الحُضير جالساً في مِربدهِ - فضاء وراء البيت -، وابنه يحيى نائمٌ إلى جانبه، وفرسُه التي أعدَّها للجهاد في سبيل الله مُرتبطة غيرَ بعيدٍ عنه.
    وكان الليلُ وادعاً ساجياً - ساكناً -، وأديمُ السماء رائقاً صافياً، وعيون النجوم ترمق الأرض الهاجعة بحنانٍ وعطفٍ.
    فتاقت - رغبت واشتاقت - نفسُ أسيد بن الحُضير لأن يُعطرَ هذه الأجواء النديّة بطيُـوب القرآن، فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون:
    ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ سورة البقرة.1-4.
    فإذا به يَسمعُ فرسهُ وقد جالت - دارة دورة - جَولةً كادت تقطع بسببها رباطها، فسكت؛ فسكنتِ الفرسُ وقرَّت.
    فعاد يقرأ: ﴿ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ البقرة 5.
    فجالتِ الفرسُ جولة أشدَّ من تلك وأقوى.
    فسكت
    فسكنتْ...
    وكرَّر ذلك مراراً، فكان إذا قرأ أجلفتِ - نفرت - الفرسُ وهاجت، وإذا سكت سَكنت وقرَّت.

    فخافَ على ابنه يحيى أن تطأهُ، فمضى إليه ليوقظهُ، وهنا حانت منه التِفاتة إلى السماء، فرأى غمامة كالمظلة لم ترَ العين أروع ولا أبهى منها قط وقد عُلق بها أمثالُ المصابيح، فملأتِ الآفاق ضياءً وسناءً، وهي تصعد إلى الأعلى حتى غابت عـن ناظريه.
    فلما أصبح مضى إلى رسول الله ، وقصَّ عليه خبـرَ ما رأى، فقال له النبيُ عليه الصلاة والسلام:
    ( تلك الملائكة كانت تستمعُ لك يا أسيد.ُ.. ولو أنك مَضيت في قراءتك لرآها الناسُ ولم تستتِر منهم) - ورد أصل هذا الخبر في البخاري ومسلم -.

    وكما أولعَ أسيدُ بن الحُضير بكتاب الله فقد أولِـعَ برسول الله ، فكان - كما حدث عن نفسه - أصفى ما يكون صفاءً وأشدَّ ما يكون شفافية وإيماناً حين يقرأ القرآن أو يَسمعُه.
    وحين ينظرُ إلى رسول الله وهو يَخطبُ أو يُحدِّث.
    وكان كثيراً ما يتمنى أن يمسَّ جسدهُ جسد رسول الله ، وأن يُكبَّ عليه لاثماً مُقبلاً.
    وقد أتيحَ له - يسر له ومكن منه - ذلك ذات مرةٍ.
    ففي ذات يومٍ كان أسيدٌ يُطرِفُ القوم بمُلحهِ - بطرائفه ونكته -، فغمزهُ - طعنه بها - رسول الله صلوات الله عليه في خاصِرته بيده، كأنه يَستحسنُ ما يقول.
    فقال أسيدٌ: أوجعتني يا رسول الله.
    فقال عليه الصلاة والسلام: ( اقتصَّ مني يا أسيد ).
    فقال أسيد: إن عليك قميصاً ولم يكن عليَّ قميصٌ حيـن غمزتني.
    فرفع رسول الله قميصَه عـن جسده، فاحتضنهُ أسيدٌ وجعل يُقبل ما بين إبطه وخاصرته وهو يقول:
    بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنها لبُغية كنت أتمناها مُنذ عـرفتك، وقد بلغتها الآن.


    * * *
    - وقد كان الرسول صلوات الله عليه يُبادلُ أسيداً حُباً بحُبٍ، ويحفظ له سابقته في الإسلام وذودهُ - دفاعه عنه - عنه يوم أحُدٍ حتى إنه طعِن سَبع طعناتٍ مُميتاتٍ في ذلك اليوم.
    وكان يعرفُ له قدرهُ ومنزلتهُ في قومِهِ، فإذا شفعَ في أحدٍ منهُم شفعهُ فيه.

    حدث أسيدٌ قال: جئت إلى رسول الله فذكرتُ له أهل بيتٍ من الأنصار فيهم مَحاويجُ - فقراء محتاجون -، وجُلُّ أُهلِ ذلك البيت نِسوةٌ، فقال عليه الصلاة والسلام:
    ( لقد جئتنا يا أسَيدُ بعد أن أنفقنا ما بأيدينا، فإذا سمعت بشيءٍ قد جاءنا فاذكر لنا أهلَ ذلك البيت ).
    فجاءه بعد ذلك مالٌ من خبيرَ فقسمهُ بين المسلمين فأعطى الأنصار وأجزلَ - أكثر -، وأعطى أهل ذلك البيتِ وأجزل. فقلت له: جزاك الله عنهُم - يا نبيَّ الله - خيراً.
    فقال: ( وأنتم مَعشر الأنصار جزاكمُ الله أطيبَ الجزاءِ، فإنكم - ما علمت - طول مدة معرفتي إياكم - أعِفة صُبرٌ، وإنكم ستلقون أثرة بَعدي - أي أن الناس سيتأثرون بالخير من دونكم -، فاصبروا حتى تلقوني، ومَوعدُكم الحوضُ ) - أنظر أصل الخبر في البخاري ومسلم -.
    قال أسيد: فلما آلت الخِلافة إلى عمرَ الخطاب رضي الله عنه قسمَ بين المسلمين مالاً ومتاعاً، فبعَث إليَّ بحُلة فاستصغرتها....
    فبينما أنا في المسجدِ إذ مرَّ بي شابٌ من قريشٍ عليه حُلة سابغة - حلة طويلة واسعة - من تلك الحُلل التي أرسلها إليَّ عمرُ، وهو يجرُّها على الأرضِ جراً، فذكرت لمن معي قول رسول الله : ( إنكم ستلقون أثرة من بعدي )، وقلت: صَدق رسول الله .
    فانطلق رجلٌ إلى عمرَ وأخبره بما قلتُ، فجاءني مُسرعاً وأنا أصَلي فقال: صَلِّ يا أسيدُ.
    فلما قضيتُ صلاتي أقبلَ عليَّ وقال: ماذا قلت؟
    فأخبرته بما رأيتُ وبما قلتُ.
    فقال: عفا الله عنك، تلك حُلة بَعثتُ بها إلى فلانٍ، وهو أنصاريٌ عقبيٌ بدريٌ أحُديٌ - نسبة إلى العقبة حيث بايع الأنصار الرسول تلك البيعة المشهورة، وبدري: نسبة إلى موقعه بدر، وأحدي: نسبة إلى موقعة أحد -، فشراها منه هذا الفتى القرشيُّ ولبسَها.
    أتظن أن هذا الذي أخبرَ به رسول الله يكونُ في زماني؟!!
    فقال أسيدٌ: والله يا أميرَ المؤمنين لقد ظننتُ أن ذلك لا يكون في زمانِك.

    * * *
    - لم يَعش أسيدُ بن الحضير بعد ذلك طويلاً، فقد اختاره الله إلى جوارِه في عهد عمرَ رضي الله عنه وعن عُمرَ.
    فوجِدَ أنَّ عليه ديناً مقدارهُ أربعة آلافِ درهمٍ، فهَمَّ ورثـته ببيعِ أرضٍ له لوفاءِ دُيونه.
    فلما عرفَ عمرُ ذلك قال: لا أترُكُ بني أخي أسيدٍ عالة على الناسِ...
    ثم كلمَ الغرَماءَ - الدائنون - فرضوا بأن يشتروا منه ثمرَ الأرضِ أربعَ سنين، كل سنةٍ بألف.
    المرة الجاية إن شاء الله
    هيكون . . .

    صحابى قال عنه الفاروق عمر بن الخطاب لإبنه " إن أبا **** كان أحب الى رسول الله من أبيك وكان هو أحب إلى رسول الله منك "

    حب رسول الله وإبن حبه







صفحة 10 من 10 الأولىالأولى ... 8910

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •