بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قال الله جل ذكره
( والمرسلات عرفا
فالعاصفات عصفا
والناشرات نشرا
فالفارقات فرقا
فالملقيات ذكرا
عذا أو نذرا
إنما توعدون لواقع )
فى هذه الايات
الله العظيم يقسم بأشياء عظيمة على شئ عظيم.
فيقسم سبحانه
بالمرسلات ... الرياح المرسلة تأتى بالخير (عرفا) تسوق المطر الى حيث شاء.
وبالعاصفات ... الرياح الشديدة يهلك بها من يشاء .
وبالناشرات ..الرياح تنشر الخير .
وبالفارقات ... كل ما يفرق الله به الملائكة تفرق بين الحق على الباطل وتقبض أرواح أناس فتفرق بين أب وأم وأخ وأخت والرياح تفرق بين قرى وعباد .
وبالملقيات ... الملائكة ينزلون الذكر على العباد لإعذارهم يوم القيامة ولإنذارهم بهذا اليوم وبعذاب الله .
ولكن
بعدما قسم الله العظيم بهذه الأشياء العظيمة فأى شئ عظيم يقسم عليه ربنا
إنه يقسم على
إنما توعدون لواقع
يقسم أن حياتكم هذه ستنتهى
هذه الدنيا التى لا تزهدون فيها وتتعلق قلوبكم بها ستفنى
يقسم على الحساب ومن ثم الثواب والعقاب
يقسم على قبر فى فرح أو فيه عذاب
سبحانه وتعالى
يقسم على يوم القيامة وأهواله
وحقا هذا الايات إن صدقنا بها وءامنا بها لزهدنا فى هذه الدنيا حق الزهد
لو أيقنا كلام ربنا وعشنا على قوله
( إنما توعدون لواقع )
لفكرنا ألف مرة قبل أى ذنب لأنفسنا
وقبل أى ظلم نظلم به غيرنا
ولكن تمر علينا الايات تلو الايات وفضل الله وحده يؤتيه من يشاء
نسئل الله أن يجعلنا وإياكم ممن إذا ذكر ذكر
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك