وتلك الأيام ( المهاجر )
نقبت مدينة السنبلاوين عنها , لم أفقد الأمل في إيجاد ضالتي داخل إحدى هذه المتاجر المتناثرة في أرجاء المدينة ,, نعم وجدتها تحاول الاختباء وسط رفيقاتها فتوجهت نحوها مباشرة متخطيا كل الحواجز وضممتها إلى صدري فأسرع نحوي صاحب المتجر قائلا ( هي لك لكن بعد أن تدفع لي 200 جنيه )......
إنها حقيبة الملابس التي ستحفظ ملابسي أثناء رحلتي ,,, عدت للمنزل وفتحت الباب على عالم من الصمت ونظرات الألم,, الجميع ينظرون نحوي بعيون يملؤها الحزن وقلوب يستبيح هدوءها الذعر وتكفي تلك النظرة في عين أمي ....هربت من هذه الحالة بالدخول لغرفتي لأعد حقيبتي استعدادا للسفر مساء الغد ,,أخرجت ملابسي من الدولاب ونثرتها على السرير ولم ألحظ وجود البالطو (بالطو الذكريات الذي تسارع الأخوه الزملاء يكتبون عليه ملخص خمس سنوات ولم يغفلوا السقطات والحماقات ) ,, دخلت آخذ دش سريع وخرجت لأجد أبي ممسكا بالبالطو يتصفح من خلاله كل ما حاول ابنه إخفاءه عنه من حقائق وإليكم هذه الإطلالة السريعة ,,,,,,,,,,:-
( أبي ) .... والحسرة تملأ عينيه ,, انت بتشرب سجاير أهوه يا بيه ؟؟؟ ولما سألتك حلفتلي بالله انك مبتشربش ..
( أنا ) ...... حاولت قول شيء لكن لم يخرج شيء من فمي المتعلق بالدهشة وقلة الحيلة ..
( أبي ) ..... وكمان اتحرمت من دخول مادة في أول سنة ليك في الكلية ..
( أنا ) والله ........ قاطعني أبي ..
( أبي ) ..... بس كفاية , كدب وتفاهة وسجاير انت ليك عين تتكلم دا كفاية السبب اللي خلى إدارة الكلية تحرمك من دخول الامتحان عشانه , و أنا اللي طالع بيك السما وابني حافظ القرآن وبسيبك تروح الدروس الدينية بقول تعرف حاجة عن دينك تنفعك في أخرتك , و بتصلي بنا إمام في المسجد والناس بتحلف بأخلاقك وانت من ورانا بتعمل كده ..
( أنا ) ... يا بابا أنا مش ملاك أنا انسان فيه الخير والشر أنا مش نبي !!
( لحظة من الصمت ونظرات الحسرة مازالت تمتلك أبي ,,, فتدخل أمي )
( أمي ) ..... أيه مالكم , صوتكم جايب آخر الشقة !!
( أبي ) ابنك يا هانم الملاك البريء طلع فاشل ..
( أنا ) بصوا بقى أنا فاضل لي في البيت دا 24 ساعة لو هنقضيهم في الكلام دا هاخد شنطتي واروح أبات النهارده عند أي واحد من صحابي واطلع من بره بره ..
( أمي ) خلاص يابو ابراهيم عدي اليوم دا على خير ..
خرجا من غرفتي وغرقت في بحر من من الدموع والندم أتساءل في صمت ما كل هذه الموجات العالية التي ترتطم بجسدي في وقت كم أحتاج فيه للبسمة ..........
إبراهيم رأفت
ملحوظة ( معظم أحداث القصة حقيقية وشخصية المهاجر تجمع حقيقة ثلاثة شبان في شخصية واحدة مع القليل من الحبكة الدرامية )