صفحة 9 من 10 الأولىالأولى ... 78910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 99

الموضوع: صـور من حيـاة الصحـابه ... متجدد إن شاء الله ...

  1. #81
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة M.Hegazy مشاهدة المشاركة
    أولا : جزاكم الله خيرا يا دوك أميرة .. موضوع شيّق و قيّم جدا جدا ..
    جـزاكم الله مثله يا د.محـمد


    طريقة العرض و أسلوب التقديم ممتعة و لا تصيب الملل ..
    هى طبعا دى مش طريقتى .. انا بنقل " من الكتاب او من النت " وبنسق الكلام بس
    ده من كتاب صور من حياة الصحابه " د.عبدالرحمن رأفت الباشا "


    ثانيا : الصحابي ( أبو طلحة ) .. قدم لنا معاني جميلة في حب النبي و في الفداء و الشجاعة و الكرم ..

    بجد حرام نضيع على نفسنا فرصة إننا منقرأش سير الصحابة ..

    هيا ممتعة جدا و مفيدة و بتعلم قيم جميلة افتقدناها في الزمن ده ..

    سلمت يمينك يا دوك أميرة ..

    و متابع مع حضرتك إن شاء الله ..

    تقبلي مروري و التحية ..
    كلامك مظبــوط والله
    سـواء أبو طلحه او اى صحـابى غيره , كلهم اتربوا واتعلموا على أيد سيدنا محمد .. و احنا لازم نتعلم منهم ومن الرسول ومن التابعين كمان

    كلهم شخصيـات جميـله جـدا , عمرى ما زهقت من القراءه عنهم ... لو حد قرأ عنهم ولو مره واحده هيفضل يدور على معلومات وقصص زياده عن اللى قرأه عنهم كمان

    ربنا يجمعنـا بالرسول و بالصـحابه يـــارب



  2. #82
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي


    صحابى قال عنه الرسول
    من سره ان ينظر الى رجل يمشى على الارض وقد قضى نحبه فلينظر الى ******



    طلحَة بنُ عبيدِ الله التميميُّ _ رضى الله عنه _

    كان طلحَة بنُ عبيدِ الله التميميُّ يَمضي مع قافِلةٍ من قوافِلِ قريشٍ في تجارةٍ له إلى بلادِ الشامِ، فلمَّا بلغتِ القافلة مدينة بُصرى ( مدينة في الشام، وهي الآن من محافظة حوران في سورية )، هبَّ الشيوخ من تجارِ قريشٍ إلى سُوقها العامرةِ يبيعونَ ويَشترون.

    وعلى الرغمِ من أنَّ طلحةَ كان شاباً حدثاً ( صغير السن ) ليسَ له مثلُ خبرتِهم في التجارة، إلا أنّه كان يَملكُ من حدّة الذكاءِ ونفاذِ البصيرةِ ما يُتيحُ له مُنافستهم، والفوزَ من دونهم بأفضلِ الصَّفقاتِ.

    وفيما كان طلحة يروحُ ويَغدو في السّوق التي تموجُ بالوافدينَ عليها مِن كلِّ مكان، حدثَ له أمرٌ لم يكنْ سبباً في تغيير مجرى حياتِه كلها فَحسبُ....
    وإنّما كان بشيراً بتغيير سَيرِ التاريخِ كله...
    فلنترُكِ الكلامَ لطلحَة بنِ عُبيد الله ليرويَ لنا قِصته المُثيرةَ.
    - قال طلحَة: بينما نحنُ في سوقِ بُصرى، إذا راهبٌ ( رجل الدين عند النصارى ) يُنادي في الناسِ:
    يا مَعشرَ التُّجار، سَلوا أهلَ هذا الموسِم ( مجتمع الناس للحج أو للبيع والشراء )، أفيهم أحدٌ من أهلِ الحَرَم ( أهل مكة؟ ).

    وكنتُ قريباً منه فبادرتُ إليه وقلتُ: نعم أنا مِن أهلِ الحَرَم.

    فقال: هَل ظهرَ فيكمْ أحمدُ؟

    فقلت: ومَن أحمدُ؟ !

    فقال: ابنُ عبدِ الله بنِ عبدِ المطلبِ....

    وهذا شهرُه الذي يظهَرُ فيه...
    وهو آخِرُ الأنبياءِ...
    يخرجُ من أرضِكم من الحَرَم، ويُهاجرُ إلى أرضٍ ذات حجارةٍ سُودٍ، ونخيلٍ وسباخٍ ( أرض فيها نزِّ وملح ) يَنزُّ ( يتحلبُ ) منها الماءُ...
    فإياك أن تسبقَ إليه يا فتى.

    قال طلحة: فوقعَتْ مقالته في قلبي، فبادرتُ إلى مطاياي ( جمالي ) فرَحلتها ( وضعت عليها رحالها استعدادا للسفر ) ، وخَلفتُ القافِلةَ ورائِي، ومَضيتُ أهوِي هويّاً ( اندفع مسرعاً ) إلى مكةَ.

    فلما بلغتهَا؛ قلت لأهلي: أكان مِن حدثٍ بَعدَنا في مكة؟

    قالوا: نعم، قامَ محمدُ بنُ عبدِ الله، يزعمُ أنّه نبيُّ، وقد تبِعهُ ابنُ أبي قحافة ( يريدون أبا بكر ).

    قال طلحة: وكنتُ أعرفُ أبا بكرٍ، فقد كان رجُلاً سهلاً محبَّباً مُوَطأ الأكنافِ ( لين الجانب )..
    وكان تاجراً ذا خلقٍ واستقامةٍ، وكنّا نألفه، ونحبُّ مجالِسه، لِعلمِه بأخبَار قريشٍ، وحِفظهِ لأنسابها.

    فمضيتُ إليه وقلتُ له: أحَقا ما يُقالُ مِن أنَّ محمَّدَ بنَ عبدِ الله أظهرَ النبوةَ، وأنكَ اتبعته؟!

    قال: نعم... وجَعل يقصُّ عليَّ من خبره، ويُرغبُني في الدُّخول معه، فأخبرته خبر الرّاهبِ، فدهِش له وقال: هَلمَّ معِي على محمدٍ لتقصَّ عليه خبرَكَ، ولتِسمعَ ما يقول... ولِتدخل في دين الله...

    قال طلحة: فمضَيتُ معه إلى محمدٍ فعرضَ عليَّ الإسلامَ، وقرأ عليَّ شيئاً من القرآن، وبَشرَني بخيري الدُّنيا والآخرةِ.

    فشرحَ الله صدرِي إلى الإسلامِ، وقصَصتُ عليهِ قصةَ راهِبِ بُصرى فَسُرَّ بها سُروراً بَدا على وجهه...
    ثم أعلنتُ بينَ يديهِ شهادةَ أنْ لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله...
    فكنتُ رابعَ ثلاثةٍ أسلموا على يَدي أبي بكر.

    * * * * * *
    - ووقعَ إسلامُ الفتى القرشِي على أهلهِ وذويه وقع الصاعقةِ.
    وكان أشدّهم جزعاً ( حزناً وهلعاً ) لإسلامه أمهُ؛ فقد كانت ترجو أن يسودَ قومَه لما يَتمتعُ به من كريم الشمائلِ وجليلِ الخصائل.....

    * * * * * *
    - وقد بادَرَ إليه قومُه لِيثنوه عن دينهِ فوجدوه كالطودِ ( الجبل العظيم ) الراسخِ الذي لا يَتزعزعُ.
    فلمَّا يئسوا من إقناعِه بالحُسنى لجَؤوا إلى تعذيبهِ والتنكيلِ به...

    حَدثَ مسعودُ بنُ خراشٍ قال: بينما كنت أسعى بينَ الصفا والمروةِ ( مشعران من مشاعر الحج يسعى الحجاج المعتمرون بينهما ) ، إذا أناسٌ كثيرٌ يَتبعُونَ فتىً أوثِقت يداه ( كتفت يداه وربطتا ) إلى عُنقهِ... وهم يُهرولون وراءه، ويدفعونه في ظهرِه، ويضربونه على رأسه...
    وخلفه امرأةٌ عجوز تسُبه وتصيحُ به...

    فقلت: ما شأنُ ( ما أمره وخبره ) هذا الفتى؟!

    فقالوا: هذا طلحَة بنُ عبيد الله ، صَبأ عن دينه، وتبع غلامَ بني هاشم...

    فقلت: ومن هذه العجوز التي وراءه؟

    فقالوا: هي الصَّعبة بنتُ الحضرميِّ أمُّ الفتى...

    * * * * * *
    - ثم إنَّ نوفلَ بن خويلدٍ المُلقبَ بأسدِ قريشٍ، قام إلى طلحة بن عبيد الله فأوثقه في حبلٍ، وأوثق معهُ أبا بكرٍ الصدّيق، وقرَنهما معاً وأسلمهُما إلى سُفهاءِ مكة، ليذيقوهما أشدّ العذابِ...
    لذلك دُعي طلحَة بنُ عبيد الله وأبو بكرٍ الصديقُ بالقرينيْن.

    * * * * * *
    - ثم جعلتِ الأيام تدورُ، والأحداثُ تتلاحقُ، وطلحة بن عبيد الله يزدادُ مع الأيام اكتمالاً، وبلاؤه في سبيلِ الله ورسوله يكبرُ ويَتعاظمُ، وبِره بالإسلامِ والمسلمين ينمو ويتسعُ، حتى أطلق عليه المُسلمون لقبَ الشهيدِ الحيِّ ودعاه الرسولُ عليه الصلاة والسلام بطلحةِ الخيرِ، وطلحةِ الجودِ، وطلحةِ الفيَّاض.
    ولكلٍّ من هذه الألقاب قصة لا تقلُّ روعة عن أخواتها.

    * * * * * *
    الشهيـد الحـى

    - أما قِصة تلقيبهِ بالشهيدِ الحيِّ فكانتْ يومَ أحُدٍ حين انهزمَ المُسلمون عن رسول الله ، ولم يبق معه غيرُ أحدَ عشرَ رجُلا من الأنصارِ وطلحة بن عبيد الله من المهاجرين.

    وكان النبي عليه الصلاة والسلام يصعدُ هو ومنْ معه الجبلِ، فلحقتْ به عُصبة من المشركين تريدُ قتله.

    فقال عليه الصلاة والسلام: ( من يرُدُّ عنا هؤلاءِ وهو رفيقي في الجنَّةِ؟ ).

    فقال طلحة: أنا يا رسول الله.

    فقال عليه الصلاة والسلامُ: ( لا، مكانَك "إلزم مكانك").

    فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله.

    فقال: ( نعم، أنتَ ).

    فقاتَلَ الأنصاريَّ حتى قتلَ، ثم صعدَ الرسولُ عليه الصلاة والسلامُ بمنْ معه فلحقه المشركون،

    فقال: ( ألا رَجلٌ لهؤلاءِ؟! ).

    فقال طلحة: أنا يا رسول الله.

    فقال عليه الصلاة والسلام: ( لا، مكانكَ ).

    فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله.

    فقال: ( نعم، أنتَ )، ثم قاتل الأنصاريُّ حتى قتل أيضاً.

    - وتابع الرسولُ صعودهُ، فلحقَ به المشركون، فلم يزل يقولُ مثل قوله، ويقولُ طلحة: أنا يا رسول الله، فيمنعُه النبيُّ، ويأذنُ لرجلٍ من الأنصارِ حتى استشهدوا جميعاً، ولم يبقَ معه إلا طلحة فلحق به المشركون،

    فقال لطلحة: ( الآن، نعم....).

    وكان الرسولُ عليه الصلاة والسلام قد كسِرت رباعيَّته ( سنه التي بين الناب والثنية ) وشجَّ جبينُه، وجُرحتْ شفته، وسال الدمُ من وجههِ، وأصابه الإعياءُ فجَعلَ طلحة يكرُّ ( يهجم ) على المُشركين حتى يدفعهم عن سول الله ثم ينقلبُ إلى النبيِّ فيرقى به قليلاً في الجبل، ثم يسندُه إلى الأرضِ، ويكرُّ على المشركين من جديدٍ...
    ومازال كذلك حتى صَدَّهم عنه...

    قال أبو بكر: وكنتُ آنئذٍ أنا وأبو عبيدة بنُ الجراحِ بعيدين عن رسول الله، فلما أقبلنا عليه نريدُ إسعافه قال: ( أترُكاني وانصرِفا إلى صاحِبكما )، يُريدَ طلحَة.

    فإذا طلحة تنزفُ دماؤه، وفيه بضعٌ وسبعون ضربةً بسيف أو طعنة برمحٍ أو رمية بِسهم...
    وإذا هو قد قطِعت كفّه، وسقط في حُفرةٍ مغشيا عليه....

    فكان الرسولِ عليه الصلاةُ والسلام يقول بعد ذلك: ( من سَره أن يَنظرَ إلى رجُلٍ يمشي على الأرض، قد قضَى نحبه فليَنظرْ إلى طلحة بنِ عُبيد الله ).

    وكان الصدِّيقُ رضوانُ الله عليه إذا ذكر أحدٌ يقول: ذلكَ يومٌ كله لطلحة...

    * * * * * *
    طلـحة الخيـر .. طلحـة الجـود
    - هذه هي قصة نعتِ طلحة بن عبيدِ الله بالشهيدِ الحيِّ، أما تلقيبُه بطلحةِ الخير وطلحةِ الجودِ فله مائة قِصةٍ وقصة...

    من ذلك أنَّ طلحة كان تاجراً واسع التجارةِ عظيمَ الثراءِ، فجاءَه ذات يومٍ مالٌ من حَضرمَوْتَ مقدارُه سبعمائةِ ألفِ درهمٍ، فبَاتَ ليلته وَجلاً جزعاً محزوناً.
    فدخلتْ عليه زوجته أم كلثوم بنتُ أبي بكرٍ الصديق

    وقالت: ما بك يا أبا محمد؟!!
    لعَله رابَكَ ( أصابك وساءك ) منا شيءٌ !!

    فقال: لا، ولنِعمَ حَليلة ( الزوجة ) الرجُل المُسلم أنتِ...

    ولكن تفكرتُ منذ الليلةِ وقلتُ: ما ظنُّ رجلٍ بِربّه إذا كان ينامُ وهذا المال في بيته؟!

    قالت: وما يُغمُّك ( يهمك ويدخل عليك الغم ) منه؟!
    أينَ أنتَ من المحتاجين من قومك وأخلائِك؟!
    فإذا أصبحتَ فقسِّمه بينهم.

    فقال: رَحِمَك الله، إنك مُوفقة بنتُ موفقٍ....

    فلما أصبحَ جعلَ المالَ في صُررٍ وجِفانٍ ( جمع جفنة وهي القصعة الكبيرة ) وقسمَه بين فقراءِ المهاجرين والأنصارِ.

    ورُوي أيضاً أنّ رجُلاً جاء إلى طلحة بن عُبيد الله يطلبُ رفدَه ( معونته وعطاءه ) وذكرَ له رحماً تربُطه به، فقال طلحة: هذا رحِمٌ ما ذكرها لي أحدٌ من قبلُ.
    وإنَّ لي أرضاً دفعَ لي فيها عثمانُ بن عفانَ ثلاثمائةِ ألفٍ....

    فإن شئتَ خُذها وإن شئت بِعتها لك مِنه بثلاثمائةِ ألفٍ، وأعطيتك الثمنَ، فقال الرجلُ: بَلْ آخذ ثمنَهَا...
    فأعطاه إيَّاه...

    * * * * * *
    - هنيئاً لطلحة الخيرِ والجودِ هذا اللقبُ الذي خلعُه عليه رسول الله .
    ورضي الله عنه ونورَ له في قبره.

    المره الجايه ان شاء الله

    هيـكون . . .

    الصحـابى الذى ولاه عمر بـن الخطـاب على جيش المسلمين لفتح الأهـواز


    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه







  3. #83
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    الصحـابى الذى ولاه عمر بـن الخطـاب على جيش المسلمين لفتح الأهـواز

    سـلمه بن قـيس الأشجـعى _ رضى الله عنه _

    قضَى الفاروقُ ليلتهُ تلكَ سَهران يَعُسُّ ( السهر في الليل للحراسة ) في أحياءِ المدينةِ لينامَ الناسُ ملءَ جُفونهمُ آمنينَ مُطمئنين.

    وكان خلالَ تطوافهِ بين الدّور والأسواقِ يَستعرضُ في ذهنهِ الأنجادِ ( أصحاب النجدة والمروءة ) الأمجادَ من صَحابِة رسولِ الله لِيعقدَ لواحدٍ منهمُ الراية على الجيشِ ( جعله قائدا له ) الذاهبِ لفتح الأهوَاز ( منطقة تقع في غربي إيران )....

    ثم ما لبثَ أن هتفَ قائلا: ظفرتُ به.... نعَم ظفرت به إن شاءَ الله...

    ولما طلعَ عليهِ الصباحُ دعى سَلمَة بنَ قيسٍ الأشجعيِّ وقال له: إني وليتكَ على الجيشِ المُتوجهِ إلى الأهوازِ، فسِر باسمِ الله، وقاتل من كفر بالله، وإذا لقيتم عدُوكم من المشركين فادعُوهم إلى الإسلام؛

    فإن أسلمُوا:
    فإمَّا أن يختاروا البقاءَ في ديارهم ولا يشتركوا معكم في حربِ غيرِهم فليسَ عليهم إلا الزكاةُ، وليسَ لهُم في الفيءِ ( ما يغنمه المسلمون من غنائم الحرب ) نصيبٌ.

    وإمَّا أن يَختاروا أن يُقاتلوا مَعكم فلهُم مثل الذي لكم، وعليهم مثلُ الذي عليكم.

    فإن أبَوا الإسلامَ

    فادعُوهم إلى إعطاءِ الجزيةِ ( ما يفرضه المسلمون على أهل الذمة من المال لقاء حمايتهم )، ودَعوهم وشأنهُم، واحمُوهم من عدوِّهم، ولا تكلّفوهم فوقَ ما يُطيقون.

    فإن أبَوا فقاتلوهُم؛ فإن الله ناصرُكم عليهم.

    وإذا تَحصنُوا بحصنٍ، ثم طلبوا منكم أن ينزِلوا على حُكم الله ورسوله فلا تقبلوا مِنهم ذلك؛ فإنكم لا تدرُون ما حُكم الله ورسوله.

    وإذا طلبُوا منكم أن ينزلوا على ذِمَّة الله ورسُولهِ فلا تعطوهُم ذمة الله ورسوله، وإنّما أعطوهم ذِممكم أنتم، فإذا ظفرتم في القتالِ فلا تسرِفوا، ولا تغدُرُوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا....

    فقال سلمَة: سمعاً وطاعةً يا أميرَ المؤمنين....
    فودَّعه عمرُ بحرارةٍ، وشدَّ على يديه بقوةٍ، ودعا له بضراعةٍ.

    فلقد كان يُقدّر ضخامَة المهمةِ التي ألقاها على عاتقهِ وعاتِق جنودِه.

    ذلك لأن الأهواز مِنطقة جبلية وعرةُ المسالِك، حصينة المعاقل، واقعة بينَ البصرةِ وتخوم فارس، يسكنها قومٌ أشداءُ من الأكرادِ.

    ولم يَكن للمسلمين بُدٌ من فتِحها أو السيطرةِ عليها لِيحمُوا ظهورهم من هجماتِ الفُرس على البصرةِ، ويمنعوهم من اتخاذها ميداناً لجنودهم فتتعرّض سلامَة العراقِ وأمنهُ للخطرِ...

    * * * * * *
    - مضى سَلمة بنُ قيسٍ على رأس جيشِه الغازي في سبيل الله؛ غير أنهم ما كادوا يَتوغلون قليلاً في أرضِ الأهواز حتى دخلوا في صراعٍ مريرٍ مع طبيعتها القاسيةِ.

    فقد طفقَ الجيشُ يُعاني من جبالها النخِرة وهو مُصعدٌ ( صاعد ) ويكابدٌ من مٌستنقعاتها الموبُوءة وهو مُسهلٌ ( سائرٌ في السهل ).
    ويُصارع أفاعيها القاتِلة وعقارِبها السامة يقظانَ نائماً.

    لكنَّ رُوح سَلمة بنِ قيسٍ المؤمنة الشفافة كانت ترفرفُ بأجنحتها فوقَ جندهِ؛ فإذا العذابُ عَذبٌ وإذا الحزنُ سهلٌ.
    فلقد كان يتخولهُم بالموعظةِ ( يتعهدهم بالموعظة حينا بعد حين ) التي تهُز نفوسهُم هزّا.
    ويُترعُ ( يملأ ) لياليهم بأرجِ القرآنِ ( عطر القرآن وشذاه )....
    فإذا هم مغمورون بضيائهِ....
    سابحون في لألائِه....
    ناسون ما مسَّهم من عناءٍ ونصبٍ...
    * * * * * *
    - امتثلَ سلمة بن قيسٍ لأمرِ خليفة المسلمين، فما إن التقى بأهلِ الأهوازِ حتى عرضَ عليهم الدُّخول في دين الله، فأعرض ونفروا....
    فدعاهُم إلى إعطاءِ الجزية فأبوا واستكبرُوا....
    فلم يبقَ أمامَ المُسلمين غيرُ ركوبِ الأسنةِ ( كناية عن الحرب )، فركبُوها مُجاهدينَ في سبيلِ الله، راغِبين بما عِنده من حُسنِ الثوابِ....
    * * * * * *
    - دارتِ المعاركُ حامية اللّظى مُستطيرة الشَّررِ، وأبدَى فيها الفريقانِ من ضرُوب البسالةِ ما لم تَشهد لهُ الحروبُ نظيراً إلا في القليل النادر.
    ثم ما لبِثت أن انجلتِ المعاركُ عن نصرٍ مؤزرٍ للمؤمنين المُجاهدين إعلاء كلمة الله، وهَزيمةٍ منكرةٍ للمشركين أعداءِ الله.
    * * * * * *
    - ولما وضعتِ الحربُ أوزارها بادَرَ سلمة بن قيسٍ إلى قِسمةِ الغنائم بين جنوده.
    فوجد فيها حلية نفسية، فأحبَّ أن يُتحف بها أميرَ المؤمنين ( يقدم له ما يجده بديعا طريفا ) ؛ فقال لجنوده:
    إنَّ هذه الحِلية لو قسمتْ بينكم لما فعَلت معكم شيئا....

    فهل تطيب أنفسُكم إذا بعثنا بها إلى أميرِ المؤمنين؟

    فقالوا: نعم.

    فجعلَ الحلية في سفَطٍ ( صندوق صغير ) ، وندبَ رجلاً من قومه بني أشجعَ وقال له: امِض إلى المدينةِ أنت وغلامُك، وبشرْ أميرَ المؤمنين بالفتح، وأطرِفه ( أتحفه ) بهذه الحِلية.
    فكان للرجل الأشجعيِّ مع عمر بن الخطابِ خبرٌ فيه عبرٌ وعظاتٌ....
    فلنتركِ الكلام له ليرويَ لنا خبره بنفسه.

    - قال الرجلُ الأشجعي: مضيتُ أنا وغلامي إلى البصرةِ فاشترينا راحِلتين مما أعطانا سلمة بن قيس، وأوقرناهما زاداً ( حملناهما طعاما وغيره مما يتزود به المسافر ).
    ثم يممنا وجهينا شطرَ المدينةِ ( وجهنا وجهينا جهة المدينة ) ، فلما بلغناها؛ نشدتُ أميرَ المؤمنين ( طلبته وبحثت عنه ) فوجدته واقفا يُغدي المسلمين وهو مُتكئ على عصاه كما يصنعُ الرّاعي.
    وكان يدور على القِصاع وهو يقول لِغُلامه يرفأ:
    يا يرفأ زِد هؤلاء لحماً....
    يا يرفأ زِد هؤلاء خبزاَ.....
    يا يرفأ زد هؤلاء مرقاَ.....

    فلما أقبلتُ عليه؛ قال: اِجلس.
    فجلستُ في أدنى الناسِ وقدمَ لي الطعام فأكلتُ.
    فلما فرَغ الناسُ من طعامهم قال: يا يرفأ ارفعْ قِصاعكَ.
    ثم مضى فتبعتهُ.

    فلمَّا دخلَ دارهُ استأذنتُ عليهِ فأذنَ لي فإذا هو جالسٌ على رقعةٍ من شعرٍ، متكئٌ على وسادتين من جلدٍ محشوتينِ ليفاً، فطرحَ لي إحداهُما فجلستُ عليها.
    وإذا خلفهُ سترٌ فالتفتَ نحو السِّتر وقال: يا أمَّ كلثوم غداءَنا ( أي أعطنا غداءنا )....

    فقلتُ في نفسي: ماذا عسى أن يكونَ طعامُ أميرِ المؤمنين الذي خَصّ به نفسه؟!
    فناولتهُ خُبزةً بزيتٍ عليها ملحٌ لم يدقَّ....

    فالتفتَ إلي وقال: كلْ، فامتثلتُ وأكلتُ قليلاً.
    وأكلَ هو، فما رأيتُ أحداً أحسن منه أكلاً.

    ثم قال: اسقونا فجاؤوهُ بقدح فيه شرابٌ من سويقِ الشعيرِ ( نقيع الشعير ) فقال: أعطوا الرجل أولا؛ فأعطوني.

    فأخذتُ القدح وشربت منه قليلا؛ إذ كان سويقي أطيبَ منهُ وأجودَ.

    ثمَّ أخذهُ فشربَ منهُ حتى روي ثم قال: الحمدُ لله الذي أطعمنا فأشبعنا وسقانَا فأروانا.
    عند ذلك التفتُّ إليه وقلتُ: جئتك برسالةٍ يا أمير المؤمنين.

    فقال: من أين؟

    فقلت: من عندِ سلمة بنِ قيسٍ.

    فقال: مرحباَ بسلمة بنِ قيسٍ، ومرحباً برسوله....

    حدِّثني عن جيشِ المسلمين....

    فقلت: كما تحبُّ يا أميرَ المؤمنين...السلامَة، والظفرُ على عدوِّهم وعدو الله.
    وبشَّرتهُ بالنصرِ، وأخبرته خبرَ الجيش جُملة و تفصيلاً.

    فقال: الحمد لله.... أعطى فتفضَّل، وأنعَم فأجزلَ ( أكثر ).

    ثم قال: هل مررتَ بالبصرةِ؟

    فقلت: نعم يا أمير المؤمنين.

    فقال: كيف المسلمون؟

    فقلت: بخيرٍ من الله.

    فقال: كيف الأسعارُ؟

    فقلت: أسعارُهم أرخصُ أسعارٍ.

    فقال: وكيف اللحمُ؟ فإنّ اللحمَ شجرة العربِ، ولا تصلحُ العربُ إلا بشجرتها.

    فقلت: اللحمُ كثيرٌ وفيرٌ.

    فالتفت إلى السَّفطِ الذي معي، وقال: ما هذا الذي بيدك؟!

    فقلت: لما نصرَنا الله على عدِّونا جمعنا الغنائِم فرأى سَلمَة فيها حلية، فقال للجُنود: إن هذه لو قسِمت عليكم لما بَلغتْ منكم شيئاً... فهل تطيبُ نفوسُكم إذا بعثتُ بها لأمير المؤمنين؟

    فقالوا: نعم.

    ثم دفعتُ إليه بالسفطِ....
    فلما فتحه ونظرَ إلى الفصُوصِ ( الأحجار الكريمة التي توضع في الحلي ) التي فيه من بين أحمرَ وأصفرَ وأخضرَ، وثبَ من مجلسه، وجعلَ يده في خاصرتِه وألقى بالسَّفط على الأرضِ فانتثر ما فيه ذاتَ اليمين وذات الشمالِ.

    فظن النساء أني أريدُ اغتيالهُ، فأقبلنَ نحو السِّترِ... ثم التفتَ إلي وقال: اجمعْه...
    وقال لغُلامه يرفأ: اضربه وأوجعه...

    فجعلتُ أجمعُ ما انتثرَ من السفطِ، ويرفأ يضربُني.

    ثم قال: قمْ غيرَ محمُودٍ لا أنت ولا صاحبُك.

    فقلت: إئذنْ لي بمركبٍ يحملني أنا وغُلامي إلى الأهوازِ، فقد أخذّ غلامُك راحلتي.

    فقال: يا يَرفأ أعطهِ راحلتين مِن إبل الصدقة له ولِغلامه.

    ثم قال لي: إذا قضيتَ حاجتك مِنهما، ووجدتَ من هو أحوجُ لهما منك فادفعهما إليه.

    قلت: أفعلُ يا أميرَ المؤمنين.... نعم أفعلُ إن شاءَ الله.

    ثم التفت إلي وقال: أمَا والله لئِن تفرقَ الجُندُ قبلَ أن يقسمَ فيهم هذا الحُليُّ لأفعلنَّ بك وبصاحبك الفاقرَة ( الداهية الشديدة كأنها تكسر فقار الظهر ).

    فمضيتُ من توِّي حتى أتيتُ سَلمة وقلت: ما بارَك الله لي فيما اختصصتني به...
    اِقسم هذا الحُليَّ في الجُند قبل أنْ تحلَ بي وبكَ داهيةٌ ( مصيبة ).
    وأخبرتِهِ الخبر....
    فما غادَرَ مجلسَه إلا بعدَ أنْ قسمهُ فيهم.



    رحم الله عمـر بن الخطـاب , وسلمه بن قيس الأشجعى

    المره الجايه ان شاء الله

    هيكـون . . .
    صحـابى قيل عنه :
    ما أُجـيزت وصية امـرئ أوصى بها بعد موته وصية ****

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه








  4. #84
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    1,631

    افتراضي

    واااااو بحب الكتاب دا جدًا .. وكمان بحب جدًااااا كتاب صور من حياة التابعين .. من كتبي المفضلة.

    استمري جزاكِ الله خيرًا.

  5. #85
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mouri Ran مشاهدة المشاركة
    واااااو بحب الكتاب دا جدًا .. وكمان بحب جدًااااا كتاب صور من حياة التابعين .. من كتبي المفضلة.

    استمري جزاكِ الله خيرًا.
    انا كمـان بحـب بتاع الصحـابه
    مقرأتش بتاع التابعين ولا الصحابيات بس أكيد لو بنفس الطريقه هيبقوا حلوين

    جــزاكم الله مثــله , منـورين الكليه والمنتدى ^_^


  6. #86
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحـابى قيل عنه :
    ما أُجـيزت وصية امـرئ أوصى بها بعد موته وصية ****
    ثـابت بن قيــس الأنصـارى _ رضى الله عنه _

    ثابتُ بن قيسٍ الأنصاريُّ سيِّد من ساداتِ الخزرجِ ( قبيلة يمنية الأصل ارتحلت إلى المدينة واستقرت وكانت هي والأوس تكونان جمهرة الأنصار ) المرموقينَ، ووجهٌ من وجوهِ يثربَ المَعدودين.

    وكان إلى ذلك ذكيِّ الفؤادِ، حاضرَ البديهةِ، رائعَ البيانِ، جهير الصوت، إذا نَطَقَ بَزَّ القائلين ( غلبهم وتفوق عليهم )، وإذا خَطَبَ أسرَ السامعين.

    وهو أحدُ السابقين إلى الإسلام في يثربَ؛ إذْ ما كادَ يستمعُ إلى آيِ الذكرِ الحكيم يُرتِّلها الدّاعيةُ المكيُّ الشابُّ مُصعبُ بنُ عُمير بصوته الشجيِّ وجرسهِ النديِّ ( النبرة والنغمة ) حتى أسرَ القرآنْ سمعهَ بحلاوةَ وقعِه، وملكَ قلبه برائع بيانِه، وخلبَ لبَّه بما حفلَ به من هديٍ وتشريع.
    فشرحَ الله صدرَه للإيمان، وأعلى قدرَه ورفعَ ذكرهُ بالانضواءِ تحتَ لواءِ نبيِّ الإسلام.

    * * * * * *

    - ولما قدمِ الرسولُ صلوات الله وسلامه إلى المدينةِ مُهاجراً استقبلهُ ثابتُ بنُ قيسٍ في جماعة كبيرةٍ من فرسانِ قومهِ أكرمَ استِقبالٍ، ورحّبَ بهِ وبصاحبهِ الصدِّيق أجملَ ترحيبٍ، وخطبَ بين يديهِ خطبةً بليغةً افتتحها بِحمدِ الله عزَّ وجلَّ، والثناءِ عليه، والصلاةِ والسلام على نبيّه...

    واختتمَها بقوله: "وإنا نعاهِدكَ يا رسولُ الله على أن نمنعكَ ( نحميك ) مِمَّا نمنعُ منه أنفسَنا وأولادَنا ونساءَنا؛ فما لنا لقاءَ ذلك؟".

    فقال عليه الصلاة والسلام: ( الجَنَّة.... ).

    فما كادت كلمةُ "الجنةِ" تصافحُ آذانَ القومِ حتى أشرقَت وجوهُهم بالفرحةِ وزهتْ قسماتهمْ بالبَهجة، وقالوا: رضينا يا رسولَ الله... رضينا يا رسول الله...

    ومُنذ ذلك اليومِ جعَل الرسولُ صلواتُ الله عليه ثابتَ بنَ قيسٍ خطيبهُ، كما كان حسانُ بنُ ثابتٍ شاعره.

    فصار إذا جاءته وُفودُ العربِ لتفاخرهُ أو تناظرهُ بألسنةِ الفصَحَاء المَقاوِل ( البلغاء الذي يجيدونه القول ) من خطبائِها وشعرائِها، نَدبَ لهم ثابتَ بن قيسٍ لمصاولةِ (المنازعة ) الخطباءِ، وحسَّانَ ابن ثابتٍ لِمُفاخرةِ الشعراءِ.

    * * * * * *
    - ولقد كان ثابتُ بنُ قيسٍ مؤمناً عميقَ الإيمانَ، تَقيّا صادق التّقوى، شديدَ الخشيةِ من ربِّه، عظيمَ الحذَرِ من كل ما يغضبُ الله عزّ وجل.

    فلقد رآه رسولُ الله ذاتَ يومٍ هلِعاً جزِعاً ( خائفاً محزوناً ) ترتعد فرائصة خوفا وخشية فقال: ( ما بكَ يا أبا محمد؟! )

    فقال: أخشَى أن أكونَ قد هلكتُ يا رسولَ الله...
    قال: ( ولِمَ؟! ).
    قال: لقد نهانا الله عزَّ وجلَّ عن أن نحبَّ أن نُحمَدَ بما لم نفعل، وأجدُني أحبُّ الحمدَ... ونهانا عن الخُيلاءِ ( التكبر ) وأجدُني أحبُّ الزَّهوَ ( الإعجاب بالنفس ).

    فما زالَ الرسول صلوات الله عليه وسلامه يُهدّئ من روعهِ ( يهدئ من خوفه ) حتى قال: ( يا ثابتُ، ألا ترضى أن تَعيشَ حميداً... وتُقتلَ شهيداً... وتدخُل الجنّة...؟ ).
    فأشرقَ وجهُ ثابتٍ بهذه البشرى وقال: بلى يا رسولَ الله... بلى يا رسولَ الله...
    فقال عليه الصلاة والسلام: ( إنَّ لكَ ذلك ).

    * * * * * *
    - ولما نَزل قولهُ جَلّ شأنُه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } الحجرات:1-2.
    تجنبَ ثابتُ بنُ قيسٍ مجالسَ رسول الله ( على الرغمِ من شدّة حُبه له، وفرطِ تعلقِه به ) ولزمَ بيته حتى لا يكادُ يبرحه إلا لأداء المكتوبةِ ( الصلاة ).
    فافتقدَه ( ) النبيُّ صلواتُ الله وسلامُه عليه وقال: ( من يأتيني بخبرِه؟ ).

    فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله.

    وذهب إليه فوجَده في مَنزله محزوناً مُنكساَ رأسهُ فقال: ما شأنكَ يا أبا محمد؟.

    قال: شرٌ.

    قال: وما ذلك؟!

    قال: إنّك تعرفُ أني رجُلٌ جهيرُ الصوتِ، وأن صوتي كثيراً ما يعلو على صوتِ رسول الله وقد نزَل من القرآن ما تعلمُ، وما أحسَبُني إلا قدْ حبِطَ عملي ( ذهب سدى ) وأنني من أهلِ النارِ...

    فرجعَ الرجلُ إلى الرسولِ صلوات الله وسلامه عليه، وأخبره بما رأى وما سمع فقال: ( اذهبْ إليه وقل له: لستَ من أهلِ النَّارِ؛ ولكنكَ من أهلِ الجنة ).
    فكانت هذه بشارةً عُظمى لثابتٍ ظلّ يرجو خيرها طوال حياتهِ.

    * * * * * *
    - وقد شَهدَ ثابتُ بن قيسٍ مع رسولِ الله المشاهِدَ كلها سِوى بدرٍ، وأقحمَ نفسهُ في غمار المعاركِ طلباً للشهادة التي بشرَه بها النبيُّ، فكان يخطئها في كل مرّةٍ، وهي قاب قوسين منه أو أدنى...

    إلى أن وقعت حروبُ الردَّةِ بين المسلمينَ ومُسيلمةَ الكذابِ على عهدِ الصّدّيقِ رضي الله عنه..
    ولقد كان ثابتُ بنُ قيسٍ إذ ذاكَ أميراً لجُند الأنصارِ، وسالمٌ مولى أبي حُذيفةَ أميراً لجُند المهاجرين، وخالدُ بنُ الوليدِ قائداً للجيش كله: أنصاره ومهاجريه ومن فيه من أبناءِ البوادي...

    ولقد كانتِ الريح ( القوة )، والدّولة في جُلّ المعارك لمُسيلمة ورجاله على جيوش المسلمين ( الدولة: النصر والغلب )، حتى بلغَ بهم الأمرُ أن اقتحموا فسطاط ( خيمة ) خالدِ بن الوليدِ، وهموا بقتلِ زوجتهِ أمِّ تميمٍ، وقطعوا حبال الفسطاط ومزقوه شرَّ ممزقٍ.

    فرأى ثابتُ بنُ قيسٍ يومذاكَ مع تضعضع المسلمين ما شحنَ قلبه ( ملأ ) أسىً وكمداً، وسمع من تنابُزهم ( التعاير، وتنابز القوم عيّر بعضهم بعضا ) ما ملأ صدره هماً وغماً...

    فأبناء المُدنِ يرمونَ أهلَ البوادِي بالجُبن، وأهلِ البوادي يصفونَ أبناء المُدنِ بأنهم لا يحسنُونَ القتالَ ولا يدرون ما الحربُ...

    عندَ ذلك تحنَّط ( وضع الحنوط على جسده، والحنوط نبات يذر على جسد الميت، وتحنطه إشارة إلى استعداد للموت ) ثابتٌ وتكفنَ ووقفَ على رؤوسِ الأشهادِ وقال: يا مَعشرَ المسلمينَ، ما هكذا كنا نقاتلُ مع رسول الله .
    بئسَ ما عَودتم أعداءَكم من الجُرأة عليكم....
    وبئسَ ما عودتم أنفسكم من الانخِذال لهم....
    ثم رفعَ طرفَه إلى السماءِ وقال: اللهم إني أبرأ إليك مِما جاءَ به هؤلاء من الشّرك (يعني مسيلمة وقومه). وأبرأ إليك مما يصنعُ هؤلاءِ (يعني المسلمين).

    ثم هبَّ هبةَ الأسدِ الضارِي كتفاً لكتفٍ مع الغرِّ الميامين: البراءِ بن مالك الأنصاري... وزيدِ بنِ الخطابِ أخي أميرِ المؤمنين عُمر بنِ الخطابِ.. وسالمٍ مولى أبي حُذيفة.. وغيرهم وغيرهم من المؤمنين السَّابقين..

    وأبلى بلاءً عظيماً ملأ قلوبَ المسلمينَ حَميّةً وعزماً، وشحنَ أفئدةَ المشركين وهناُ ورعباُ.

    وما زال يُجالدُ في كلِّ اتجاهٍ، ويُضاربُ بكلِّ سلاحٍ حتى أثخنته ( أوهنته وأضعفته ) الجراح؛ فخَرّ صريعاً على أرضِ المعركةِ قريرَ العين ( سعيد مغتبط ) بما كتبَ الله له من الشهادة التي بشرَه بها حبيبهُ رسولُ الله ، مثلوجَ الصدرِ بِما حقّقَ الله على يديهِ للمسلمين من النصرِ..

    * * * * * *
    - وكانت على ثابتٍ دِرعٌ نفيسةٌ، فمرَّ به رجلٌ من المسلمين، فنزعها عنهُ، وأخذها لنفِسه.

    وفي الليلةِ التالية لاستِشهاده رآه رجُلٌ من المسلمين في منامِه فقال للرجل: أنا ثابتُ بنُ قيسٍ، فهل عرفتني؟

    قال: نعم.

    فقال: إني أوصيك بوصيّة، فإياك أن تقول هذا حُلمٌ فتضيّعها...

    إني لما قتلتُ بالأمسِ مرَّ بي رجلٌ من المُسلمين صفتُه كذا وكذا؛ فأخذَ درعي ومضى بها نحو خبائِه ( خيمته ) وفي أقصى المُعسكرِ من الجهة الفلانية، ووضعها تَحت قِدرٍ له، ووضع فوقَ القدرَ رَحلاً ( ما يوضع فوق ظهر البعير ونحوه ويرحل عليه )، فائتِ خالدَ بنَ الوليد، وقل له: أن يبعثَ إلى الرجُلِ من يأخذ الدرعَ منه فهي ما تزالُ في مكانها...

    وأوصيكَ بأخرى، فإياكَ أن تقول هذا حلم نائم فتضيعها...

    قُل لخالدٍ: إذا قدِمتَ على خليفةِ رسول الله في المدينةِ فقل له: إنّ على ثابت بن قيسٍ من الدّينِ كذا وكذا... وإنّ فلاناً وفلاناً من رقيقه ( عبيده ) عتيقان ( معتوقان محرران ) فليقضِ ديني وليُحرر غُلاميَّ...
    فاستيقظ الرجُلُ، فأتى خالدَ بنَ الوليدِ فأخبرهُ بما سمعَ وما رأى..

    فبعثَ خالدٌ من يُحضرُ الدرع من عندِ آخذها فوجدها في مكانها وجاءَ بها كما هي.
    ولما عادَ خالدٌ إلى المدينةِ حدّثَ أبا بكر رضي الله عنه بِخبرِ ثابتِ بن قيسٍ ووصيته فأجازَ الصّدّيقُ وصيته.
    وما عُرفَ أحدٌ قبله ولا بعدَه أجِيزت وصيته بعدَ موتهِ سواه...
    رضي الله عن ثابت بن قيسٍ وأرضاه، وجعلَ في أعلى عليِّينَ مَثواه.

    المره الجايه ان شـاء الله

    هيكون . . .

    صحابى قال عنه الرسول

    *** رجل مبـارك من أهل بيت مبـاركين


    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه





  7. #87
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحابى قال عنه الرسول
    *** رجل مبـارك من أهل بيت مبـاركين
    فيــروز الديـلمـىّ _ رضى الله عنه _

    معلش الاسماء اللى موجوده النهارده تقيله شويه

    لما اشْتكى ( مرض وتألم ) رسول الله بعدَ عَودتهِ من حجَّةِ الوداعِ، وطارتْ الأخبارُ في أرجاءِ الجزيرةِ بمرضهِ، ارتدَّ عن الإسلام الأسودُ العنسيُّ في اليمنِ، ومُسيلمةُ الكذابُ في اليمامَةِ، وطليحة الأسَديُّ في بلادِ بني أسدَ، وزَعمَ الثلاثة الكذابون أنهم أنبياءُ أرسِلَ كلٌ مِنهمْ إلى قومِه كما أرسِل محمدُ بنُ عبدِ الله إلى قُريشٍ.
    * * * * * *
    - كان الأسودُ العنسِيُّ كاهناً مشعوذاً ( الذي يستعمل الشعوذة، وهي خفة في اليد وأعمال كالسحر تري الشيء للعين بغير ما هو عليه ) أسودَ النفسِ مُستطيرَ الشرِّ، شديدَ القوةِ، ضخمَ الهيكلِ.

    وكان إلى ذلك فصيحاً يَخلبُ الألبابَ ببيانِه، داهيةً قادراً على اللعِبِ بعقولِ العامَّة بأباطيلهِ، وإغراءِ الخاصةِ بالمالِ والجاهِ والمناصب.
    وكان لا يظهرُ للناسِ إلا مُقنعاً لإحاطةِ نفسهِ بهالةٍ من الغُموضِ والهيبة.
    * * * * * *
    - وكان النفوذ في اليمنِ إذ ذاكَ " للأبناءِ "، وعلى رأسِهم فيروزُ الديلميُّ صاحبُ رسول الله .
    و" الأبناءُ " اسمٌ يطلقُ على جماعةٍ من الناسِ آباؤهم من الفُرسِ الذين نزحوا من بِلادهم إلى اليمن، وأمهاتهم من العرب.

    وقد كان كبيرُهم " باذانُ " عندَ ظهور الإسلامِ ملكاً على اليمن من قبلِ كسرى عظيمِ الفُرسِ، فلما استبانَ له صدقُ الرسولِ وسموُّ دعوتهِ خلعَ طاعةَ كِسرى ودخلَ هو وقومُه في دين الله، فأقرهُ النبيُّ على مُلكه، وظل فيه إلى أن مات قُبيل ظهورِ الأسود العنسيِّ بزمنٍ يسيرٍ.
    * * * * * *
    - وكان أولَ من استجابَ لدعوةِ الأسودِ العنسيِّ قومُه بنو مذحجٍ، فوثبَ بهم على صنعَاءَ، وقتَل واليها " شهرَ بنَ باذانَ " وتزوج من امرأته " آذادَ ".

    ثم وثبَ من صنعاءَ على المناطقِ الأخرى، فَجعَلتْ تتهاوى تحتَ ضرباته بسرعةٍ مذهلةٍ حتى دانت له البلادُ الواقعة بينَ حضرموتَ إلى الطائفِ، وما بين البحرينِ والأحْساءِ إلى عدن...
    * * * * * *
    - وكان ممَّا ساعدَ الأسودَ العنسيَّ على خداعِ الناسِ واستِمالتهم إليه دهاؤه الذي لا حُدودَ له، فقد زعمَ لأتباعهِ أنَّ له ملكاً ينزلُ عليه بالوَحيِ وينبِّئه بالمغيباتِ....

    وكان يُؤكدُ هذا الزعمَ بعُيونهِ ( الجواسيس ) الذين بَثهم في كل مكانٍ، لِيقفوا على أخبارِ الناسِ، ويَنفُذوا إلى أسرارهم، ويَتعرفوا إلى مُشكلاتِهم ويكشِفُوا عمَّا يَتلجلج في صُدورِهم من الأماني والآمال، ثم يأتوه بها سِراً.

    فكان يُواجهُ كلَّ ذي حاجةٍ بحاجتهِ، ويبدأ كل صاحبِ مُشكلةٍ بمشكلتهِ، ويأتي لأتباعهِ من العجائبِ والغرائبِ ما يُذهلُ عُقولهُم ويُحيِّر أفهامَهم.... حتى غلظَ ( اشتد وقوي ) أمرُه، واستطارَت ( ذاعت وعمت وطارت في الآفاق ) دعوَتهُ كما تسيِطرُ النارُ المُستعِرةُ في الهشِيمِ اليابسِ.
    * * * * * *
    - ما كادَت تبلغُ النبيَّ صلوات الله عليه أنباءُ ردَّةِ الأسودِ العنسيِّ ووثوبهِ على اليمنِ حتى سَيرَّ نحو عشرةٍ من أصحابهِ برسائل إلى من يتوسَّمُ ( يأمل ويتوقع ) فيهم الخير من أصحابِ السابقةِ في اليمن... يَحُضهمْ فيها على مُواجهةِ هذه الفتنةِ العمياءِ بالإيمانِ والحزمِ، ويأمُرهُم بالتّخلصِ من الأسودِ العنسيِّ بأيِّ وسيلة....
    فما من أحدٍ بلغتهُ رسالة النبيِّ إلا لبَّى دعوتهَ، وهبَّ لإنفاذِ أمرهِ.

    وكان أسبقَ الناسِ استجابةً لندائهِ بطلُ قصتِنا فَيروزُ الديلميُّ ومن معهُ من " الأبناء ".
    فلنترُك الكلامَ له ليرويَ لنا قِصتهُ الفذة الرائِعة.

    - قال فيروز: لم نشك - أنا ومن معي من " الأبناء " لحظةً في دينِ الله، ولا وقعَ في قلبِ أيّ منا تَصديقٌ لعدوِّ الله.
    وكنا نَتحيّنُ الفرصَ للوُثوبِ عليهِ والتخلصِ منهُ بكلِّ سبيل.
    فلما وَردتْ علينا وعلى أصحابِ السابقةِ من المؤمنين كُتُبُ رسولِ الله تقوى بعضُنا ببعضٍ وهبَّ كل مِنا يعملُ في جهتهِ...
    * * * * * *
    - وكان الأسودُ العَنسيُّ قد داخلهُ الغُرورُ والكِبرُ لما أصابَ من نجاحٍ، فَتاهَ ( تكبر ) على قائدِ جيشهِ قيسِ بنِ عبدِ يَغوثَ وتجبرَ، وتغيرَّ في معاملتهِ له حتى صارَ قيسٌ لا يأمنُ على نفسهِ من بطشهِ.

    فمضيتُ إليه وأنا وابنُ عمي " داذوية " وأبلغناهُ رسالةَ النبيِّ عليه الصلاة والسلام، ودعوناهُ لأن يتغدَّى بالرجُل قبلَ أن يتعشى به.

    فانشرح لِدعوتنا صدرهُ، وكشفَ لنا عن سِرِّه، ورآنا كأننا هبَطنا عليه من السماء.
    فتَعاهدنا نَحنُ الثلاثة على أن نتَصدى لِلمُرتدِّ الكذابِ من الداخلِ بينما يتصدى له إخواننا الآخرون من الخارج.

    واستقر رأينا على أن نشرك معنا ابنة عمي "آذار" التي تزوج بها الأسود العنسيّ بعد قتلِ زوجها " شهرِ بنِ باذان ".
    * * * * * *
    - مَضيتُ إلى قصرِ الأسودِ العنسيّ والتقيتُ بابنةِ عمي " آذاد" وقلت لها: يا بنت العمِّ، لقد عرفتِ ما أنزلهُ هذا الرجلُ بكِ وبنا من الشرِّ والضرِّ....

    فلقد قتَل زوجكِ، وفضحَ نساءَ قومكِ، وأهلك كثيراً من رجالِهم، وانتزع الأمرَ ( انتزع الولاية والسلطان ) من أيديهم.

    وهذا كتابُ رسولِ الله إلينا خاصةً وإلى أهلِ اليمنِ عامَّة يدعُونا فيه إلى القضَاء على هذِه الفتنةِ.

    فهل لك أن تُعينينا عليه؟!

    فقالت: أُعِينكم على أيِّ شيءٍ؟.

    فقلت: على إخراجه ِ...

    فقلت: بَل على قتلهِ...

    فقلت: والله ما قصدتُ غير ذلكَ؛ ولكنِّي خشيتُ أن أواجهكِ به.

    فقالت: والذي بعثَ محمداً بالحقّ بشيراً ونذيراً ما ارتبتُ في ديني طرفةَ عينٍ، وما خلقَ الله رجلاَ أبغضَ إليَّ من هذا الشيطان...

    ووالله ما عَلمتهُ مُنذ رأيتهُ إلا فاجراً، أثيماً، لا يرعَى حقاً ولا ينتهِي عن منكرٍ.

    فقلت: وكيف لنا بِقتلهِ؟!.

    فقالت: إنه مُتحرزٌ مُتحرّسٌ ( محتاط متيقظ ) لنفسهِ، وليس في القصرِ مكانٌ إلا والحرسُ مُحيطون به غير هذه الحجرةِ النائيةِ المهجورة ِ؛ فإنَّ ظهْرَها إلى مكانِ كذا وكذا على البريَّةِ، فإذا أمسيتُم فانقبُوها في عَتمِة الليلِ، وستجدون في داخِلها السلاحَ والمصباح.

    وستجدُونني في انِتظارِكم، ثم ادخُلوا عليه واقتلوه...

    فقلت: ولكنَّ نقبَ ( حفر فتحة في الجدار ) حُجرةٍ في مثلِ هذا القصرِ ليسَ بالأمرِ الهينِ...
    فقد يمرُّ بنا إنسانٌ فيهتفُ ( ينادي ويصرخ ) ويَستصرخ الحرسَ... فيكونُ ما لا تحمدُ عقباه...

    فقالت: ما عَدوتَ الحقَّ ( ما جاوزته ولا ابتعدت عنه ) ولكم عِندي رأيٌ.

    قلت: ما هو؟!

    قالت: ترسِلُ غداً رجلاً تأتمنهُ على هيئةِ عاملٍ، فآمُرهُ أنا بِنقبِ الحُجرةِ من الداخلِ حتى لا يبقى من النقبِ إلا شيءٌ يسيرٌ. ثم تتمُّونه أنتم في الليلِ من الخارجِ بأيسرِ الجهد.

    فقلت: نِعمَ الرأي ما رأيتِ.

    ثم انصرفُ وأخبرتُ صاحبيَّ بما اتفقنا عليهِ فبارَكوهُ، ومضينا من ساعتنَا نُعدُّ للأمرِ عُدته.

    ثم أفضينا ( أعلمنا وأخبرنا ) إلى خاصَّة المؤمنين من أنصارنا بكلمةِ السرِّ، ودعوناهُم للتأهبِ، وجَعلنا مَوعدنَا معهُم فجرَ اليومِ التالي.

    ولما جنَّ ( أظلم وستر الكون ) علينَا الليلُ، وأزِفَ ( حان ) الوقتُ المحدّدُ مَضيتُ مع صاحِبيّ إلى مكانِ النقبِ فكشفنا عنهُ، وولجنًا ( دخلنا ) إلى داخلِ الحُجرة وتناولنا السلاحَ وأضَأنا المصباحَ ومَضينا نحوَ مقصورةِ عدوِّ الله، فإذا ابنةُ عمي واقفة ببابها، فأشارَت إلي فدخلتُ عليه؛ فإذا هو نائمٌ يغط ( ينخر ) في نومهِ.

    فأهوَيتُ بالشفرةِ على عُنقهِ؛ فخارَ خوارَ الثورِ( صاح صياح الثور)، واضطربَ اضطراب البعير المذبوحِ.

    فلما سمعَ الحَرسُ خُواره؛ أقبلوا على المقصورةِ وقالوا: ما هذا؟!

    فقالت لهم ابنةُ عمي: انصرفوا راشِدين، فإنَّ نبي اللهِ يوحى إليه...
    فانصرفوا.....
    * * * * * *
    - بقينَا في القصرِ حتى طلعَ الفجرُ، فَوقفتُ على سورٍ من أسوارهِ وهَتفتُ: الله أكبر، الله أكبر، ومَضيتُ في الأذانِ حتى قلتُ: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهدُ أن الأسودَ العنسيّ كذاب....
    وكانت هذه كلمةَ السرِّ.

    فأقبلَ المُسلمونَ على القصرِ من كل جانبٍ، وهبَّ الحَرسُ مذعورينَ لما سَمعوا الأذان وتلاحمَ الفريقان بعضُهم ببعضٍ.

    فألقيتُ إليهم برأسِ الأسودِ من فوقِ أسوارِ القصرِ...

    فلما رآهُ أنصارُه وَهَنوا ( ضعفوا ) وذهبت ريحُهم ( زالت قوتهم )، ولما أبصَرهُ المؤمنون كبَّرُوا وكروا على عدوِّهم.... وقضيِ الأمرُ قبل طلوعِ الشمسِ.
    * * * * * *
    - ولما أسفَرَ النهارُ ( طلع النهار ) بعثنا بِكتابٍ إلى رسولِ الله نُبشره بِمصرع عدو الله، فلما بلغ المُبشرونَ المدينة وجدُوا النبي صلواتُ الله عليه قد فارقَ الحياة لليلتِه ( في تلك الليلة ).

    غير أنَّهم ما لبِثوا أن عِلموا أن الوحي بَشرَه بمقتلِ الأسودِ العنسي في الليلةِ التي قتل فيها...

    فقال عليه الصلاةُ والسلامُ لأصحابِه: ( قتِلَ الأسودُ العنسي البارحَة... قتله رجلٌ مباركٌ من أهلِ بيتٍ مُباركين...).

    فقيلَ له: من هو يا رسولُ الله؟

    فقال: (فَيروز.... فازَ فيْروزُ).

    المره الجايه ان شاء الله

    هيكـون . . .
    صحـابى سـأله رسول الله :
    كيف بـك يـا **** إذا لبست سوارى كســرى ؟؟


    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه


  8. #88
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحـابى سـأله رسول الله :
    كيف بـك يـا **** إذا لبست سوارى كســرى ؟؟


    ســراقة بن مــالك _ رضى الله عنه _

    هَبتْ قُريشٌ ذاتَ صَباحٍ وجلة مذعورة. فقد سرى في أنديتها أن محمدا قد بارح مكة مستتراً بجُنح الظلامِ؛ فلم يُصدق زعماءُ قريشٍ النبأ...
    واندفعُوا يبحثونَ عن النبيِّ في كلِّ دارٍ من دور بني هاشم....
    وينشدونَه في كل بيتٍ من بيوتِ أصحابهِ، حتى أتوا منزلَ أبي بكرٍ، فخرَجتْ إليهم ابنتهُ أسماءُ.

    فقال لها أبو جهلٍ: أين أبوك يا بنتُ؟

    فقالت: لا أدري أينَ هو الآن.

    فَرفعَ يدهُ ولطمَ خدّها لطمة أهوَت بقرطِها ( أسقطت حلقها وجعلتها تهوي هويا ) على الأرض.

    * * * * * * *
    - جُن جُنونُ زعماءِ قريشٍ حين أيقنوا أن محمدً غادرَ مكة، وجَندوا كل من لديهِم من قفاة ( متتبعو الأثر ) الأثرِ لتحديدِ الطريقِ الذي سلكهُ، ومَضوا معهم يبحثونَ عنه.
    فلما بَلغوا غار ثورٍ قال لهم قفاةُ الأثرِ: والله ما جاوزَ صاحبُكم هذا الغارَ.

    ولم يكنْ هؤلاءِ مخطئينَ فيما قالوه لقريشٍ، فقد كان مُحمدٌ وصاحبُه في داخلِ الغارِ، وكانت قريش تقفُ فوق رأسيهما، حتى إنَّ الصِّديقَ رأى أقدامَ القوم تتحرك فوق الغارِ؛ فدمعت عيناه.
    فنظرَ إليه الرسولُ نظرةَ حُبٍ ورفقٍ وعتابٍ.

    فهمسَ الصديقُ قائلاً: والله ما على نفسي أبكي..
    ولكن مَخافة أن أرى فيك مكروهاً يا رسول الله.

    فقال له الرسولُ الكريمُ مطمئناً: ( لا تحزن يا أبا بكرٍ، فإن الله مَعنا ).
    فأنزل الله السكينة على قلبِ الصّدّيقِ، وراح ينظرُ إلى أقدامِ القوم.

    ثم قال: يا رسولَ الله، لو أنَّ أحَدهُم نَظر إلى مَوطئ قدميه لرآنا.

    فقال له الرسول: ( ما ظنُّك يا أبا بكرٍ باثنين، الله ثالثهُما؟!! )

    وهنا سمعنا فتىً من قريشٍ يقول لِلقومِ: هَلمّوا إلى الغارِ نَنظر فيه.
    * * * * * * *
    - فقال له أمية بنُ خلفٍ ساخراً: ألم ترَ إلى هذا العنكبُوت الذي عَششَ على بابِه؟!!.
    والله إنه أقدم من ميلادِ محمدٍ...
    غير أن أبا جهلٍ قال: واللاتِ والعُزى: إني لأحسبُه قريباً مِنا يسمعُ ما نقول ويرى ما نُصنع.
    ولكنَّ سحرهُ رانَ ( غطى ) على أبصارِنا..
    * * * * * * *
    - بَيد أنًّ قريشاً لم تنفض يَدها من أمرِ العثورِ على محمدٍ، ولم ينثن عَزمُها عن مُلاحقتهِ؛ فأعلنت في القبائلِ المنتشرةِ على طولِ الطريق بينَ مكة والمدينة: أن من يأتها بِمحمدٍ حياً أو ميتاً فلهُ مائةٌ من كرائمِ الإبلِ.
    * * * * * * *
    - كان سُراقة بنُ مالكٍ المدلجيُّ في نَدِيّ ( مكان اجتماع القوم ) من أنديةِ قومه في " قديد " قريباً من مكة.

    فإذا برسولٍ من رُسُل قريشٍ يدخل عليهم، ويذيعُ فيهم نبَأ الجائزةِ الكبرى التي بذلتها قريشٌ لمن يأتيها بِمحمدٍ حياً أو ميتاً.

    فما كاد سُراقة يسمعُ بالنُّوقِ المائة حتى اشرأبّت ( تطلعت ) إليها أطماعُهُ، واشتدَّ عليها حرصُه.

    ولكنه ضبَط نفسهُ، فلم يَفه بكلمةٍ واحدةٍ؛ حتى لا تتحرَك أطماعُ الآخرين.

    وقبل أن ينهضَ سُراقة من مجلسِه دخل على النّديِّ رجلٌ من قومه وقال: والله لقد مرَّ بي الآن ثلاثة رجالٍ، وإني لأظنهمْ محمداً وأبا بكر ودليلهما.

    فقال سُراقة: بل هم بنو فلانٍ مضوا يبحثونَ عن ناقةٍ لهم أضَلوها ( أضاعوها ).
    فقال الرجل: لعلهُم كذلك وسَكتَ....

    ثم مكثَ سُراقة قليلاً حتى لا يُثير قيامُه أحدا مِمن في الندي...

    فلما دَخلَ القومُ في حديثٍ آخر انسَلّ ( انسحب برفق وخفة ) من بينهم، ومضى خفيفاً مُسرعاً إلى بيته، وأسَرّ ( أمرها سرا ) لِجاريتهِ بأن تخرجَ له فرسه في غفلة من أعين الناس وأن تربطه له في بطن الوادي.

    وأمر غلامه بأن يعد له سلاحه , وأن يخرج به من خلف البيوت حتى لا يراه أحد.. وأن يجعله في مكان قريب من الفرس..
    * * * * * * *
    - لبسَ سُراقة لامَتهُ ( درعه ) وتقلدَ سِلاحه، وامتطى صهوَة فرسهِ، وطفق يغذ ( يُسرع في السير ) السيرَ ليُدركَ محمداً قبلَ أن يأخُذه أحدٌ سواه ويظفرَ بجائزةِ قريشٍ.
    * * * * * * *
    - كان سُراقة بن مالكٍ فارساَ من فرسانِ قومه المعدودين، طويل القامة، عظيمَ الهامةِ، بصيراً باقتفاءِ الأثرِ، صبوراً على أهوالِ الطرقِ.
    وكان إلى ذلك كله أريباً شاعراً... وكانتْ فرسُه من عتاقِ ( الخيل الأصيل الكريمة ) الخيْل.
    * * * * * * *
    - مَضى سُراقة يطوِي الأرضَ طيّاً، لكنه ما لبثَ أن عثرتْ به فَرسهُ وسقطَ عن صهوتِها ؛ فتشاءمَ من ذلك ، وقال: ما هذا؟!!.

    تباً لك من فرسٍ، وعلا ظهرها غيرَ أنه لم يَمضِ بعيداً حتى عَثرتْ به مرةٌ أخرى فازداد تشاؤماً، وهمّ بالرجوع؛ِ فما ردّهُ عم همِّه إلا طمعهُ بالنوقِ المائةِ.
    * * * * * * *
    - لم يبتعِد سُراقة كثيراً عن مكان عثورِ فرسه حتى أبصرَ محمداً وصاحبيه فمد يدَه إلى قوسِهِ، لكن يَدَه جمدتْ في مكانها...

    ذلك لأنّه رأى قوائِم فرسِه تسيخُ في الأرضِ ( تغوص في الأرض ) ، والدخانُ يَتصاعدُ من بين يديها، ويُغطي عينيهِ وعينيها...

    فدفع الفرسَ فإذا هي قد رَسخَتْ ( ثبتت في الأرض ) في الأرضِ كأنما سمِّرت فيها بمسامير من حديد.

    فالتفتَ إلى الرسولِ وصاحبه، وقال بصوتٍ ضارع: يا هذان ادعوا لي ربكما أن يُطلق قوائِم فرسي...
    ولكما عليَّ أن أكفَّ عنكما. فدعا له الرسولُ، فأطلق اللهُ لهُ قوائمَ فرسه....

    لكن أطماعَه ما لبثت أن تحركتْ من جديد، فدفعَ فرسه نحوهما فساخت قوائمها هذه المرة أكثر من ذي قبل.
    فاستغاثت بهما،
    وقال: إليكما زادي ومتاعي وسلاحي فخُذاه، ولكما علي عهدُ الله أن أرُدَّ عنكما من ورائي من الناس ...
    فقالا له: لا حاجَة لنا بِزادكَ ومتاعِك، ولكن رُدّ عنا الناس...
    ثم دعا له الرسولُ فانطلقتْ فرسُه.

    فلما همَّ بالعودةِ، ناداهُم قائلاً: تريثوا أكلمكم، فوالله لا يأتِيكم منّي شيءٌ تكرهونه.

    فقالا له: ما تبتغي منا؟!

    فقال: والله يا محمدُ إني لأعلمُ أنه سَيظهرُ دينُك، ويَعلو أمرك فعاهِدني إذا أتيتُكَ في ملكك أن تكرمني ، واكتب لي بذلك...
    فأمر الرسولُ صلوات الله عليه الصديقَ فكتب له على لوحٍ من عظمٍ، ودفعه إليه..
    ولما هم بالانصرافِ قال له النبيُّ عليه الصلاة والسلام: (وكيف بكَ يا سُراقة إذا لبستَ سواريْ كِسرى؟!)
    فقال سراقة في دَهشة: كسرى بنُ هرمُز؟!!
    فقال: ( نعم.... كسرى بنُ هرمز ).
    * * * * * * *
    - عاد سراقة أدراجه، فوجَدَ الناس قد أقبلوا ينشدون رسولَ الله صلوات الله عليه فقال لهم: ارجعوا ، فقد نَفضتُ الأرض نفضاً بحثاً عنه ( نظرت فيها شبرا شبرا ).
    وأنتم لا تجهلوا مبلغَ بصري بالأثر، فرجعُوا.

    ثم كتم خبرهُ مع محمدٍ وصاحبه حتى أيقنَ أنهما بَلغا المدينةَ وأصبحَا في مأمنٍ من عداون قريش، عند ذلك أذاعَه فلما سمع أبو جهلٍ بخبر سُراقة مع النبي عليه الصلاة والسلام وموقفه منه ؛ لامه على تخاذلِه وجُبنه وتفويته الفرصة...

    فقال يُجيبه على ملامته:
    أبا حَكم ، والله لو كنتَ شاهداً لِأمر جوادي إذ تسوخ قوائمهْ
    علِمت ولم تَشكك بأنَّ محمداً رسولٌ ببرهانٍ ، فمَن ذا يُقاومه؟!!
    * * * * * * *
    - دارتِ الأيامُ دورتها...
    فإذا بمُحمدٍ الذي خرجَ من مكة طريداً شريداً مُستتراً بجُنح الظلامِ يعود إليها سيداً فاتحاً تحفُّ به الألوفُ المؤلفةُ من بيض السيوفِ وسمر الرماح...

    وإذا بزعماء قريشٍ الذين ملأوا الأرض عُنجهيةً وغطرسةً ( تكبرا وتجبرا وتطاولا ) يُقبلونَ عليه خائفين واجفين يسألونه الرأفة ويقولون: ماذا عسَاكَ تصنع بنا؟!!

    فيقول لهم في سماحةِ الأنبياء: ( اذهبُوا فأنتمُ الطلقاء... )
    عند ذلك أعَدَّ سراقة بن مالكٍ راحلتهُ، ومضى إلى رسول الله ليعلنَ إسلامه بين يديه ومعه العهد الذي كتبه له قبل عشرِ سنواتٍ.

    قال سراقة: لقد أتيتُ النبي بالجِعرانةِ ( مكان بين مكة والطائف وهو إلى مكة أقرب )، فدخلتُ في كتيبتهِ من الأنصارِ، فجعلوا يقرعونني ( يضربونني ) بِكعوبِ الرماح ( مؤخرت الرماح ) ويقولون: إليكَ، إليكَ ( ابتعد، ابتعد )، ماذا تريد؟!

    فما زلتُ أشق صفوفهم حتى غدوتَ قريباً من رسول الله، وهو على ناقته فرفعتُ يدي بالكتاب وقلت: يا رسول الله...
    أنا سراقة بن مالكٍ،... وهذا كتابُك لي...
    فقال الرسولُ عليه الصلاة والسلام: ( أدنُ مني يا سراقة أدنُ... هذا يومُ وفاءٍ وبرٍّ )
    فأقبلتُ عليه وأعلنت إسلامي بين يديه.
    ونلتُ من خيره وبرِّه....
    * * * * * * *
    - لم يمضِ على لقاءِ سراقة بن مالك لرسول الله غير بضعةِ أشهرٍ حتى اختار الله نبيه إلى جِوارِه....

    فحزنَ عليه سُراقة أشد الحزن، وجعلَ يتراءى له ذلك اليومُ الذي همَّ فيه بقتله من أجل مائة ناقةٍ، وكيف أن نوق الدنيا كلها قد أصبحت اليوم لا تساوي عنده قلامةً ( القطعة الصغيرة التي تسقط في الظفر ) من ُظفر النبيِّ.

    وجعل يُردد قولته له: ( كيف بِك يا سراقة إذا لِبستَ سواري كسرى؟! )
    دون أن يخامرَه شك في أنه سيلبسُهما.
    * * * * * * *
    - ثم دارتِ الأيام دورتها كرةً أخرى وآل أمرُ المسلمين إلى الفاروقِ رضوانُ الله عليه.
    وهبت جيوشُ المسلمين في عهدِه المبارك على مملكة فارس كما يهُبُّ الإعصار...
    فطفقت تدكُّ الحصونَ، وتهزم الجيوشَ، وتهزُّ العروش وتحرز الغنائم حتى أدالَ ( أزالها وحولها إلى غيرهم ) الله يديها دَولة الأكاسرَة...

    وفي ذاتِ يومٍ من أواخرِ أيامِ خلافة عمر قدمَ على المدينة رسُل سعدِ بن أبي وقاصٍ يبشرون خليفة المسلمين بالفَتح....

    ويحملونَ إلى بيتِ مالِ المسلمين خمُس الفيءِ الذي غنِمه الغزاةُ في سبيل الله.
    فلما وُضعتِ الغنائمُ بين يديْ عُمر نظرَ إليها في دهشةٍ....
    فقد كان فيها تاجُ كِسرى المُرصعُ بالدُّرِّ....
    وثيابه المنسوجة بخيوطِ الذهبِ...
    ووشاحُه ( قلادة من نسيج يرصع بالجوهر ويشد بين الكتف وأسفل الظهر ) المنظومُ بالجوهر...
    وسواراه اللذان لم ترَ العينُ مثلهما قط...
    وما لا حَصرَ له من النفائِس الأخرى...
    فجعل عمر يُقلبُ هذا الكنز الثمين بقضيبٍ كان في يده..
    ثم التفت إلى من حَوله وقال: إن قوماً أدّوا هذا لأمناءُ...

    فقال له عليُّ بن أبي طالب وكان حينئذٍ حاضراً: إنك عففتَ فعفتْ رعيتك يا أمير المؤمنين..
    ولو رتعتَ لرتعوا ( لو أكلت لأكلوا )....

    وهنا دعا الفاروقُ رضوان اللهِ عليه سراقة بن مالكٍ، فألبسهُ قميصَ كسرَى وسراويله وقِباءه ( الثوب ) وخُفّيه ...
    وقلدَه سيفه ومنطقَته ( حزام يشد على الوسط )...
    ووضع على رأسِه تاجَه...
    وألَبسهُ سواريهِ.... نعم سِواريه...
    عند ذلك هتفَ المسلمونَ: الله أكبر... الله أكبر.... الله أكبر...

    ثم التفت عمرُ إلى سراقة وقال: بَخٍ بَخٍ ( كلمة تقال عند التعجب من شيء أو الفخر به )....
    أعَيرابيٌ ( تصغير أعرابي ) من بني مدلجٍ على رأسِه تاج كسرى... وفي يديه سوراه..!!

    ثم رفعَ رأسَه إلى السماء وقال: اللهمَّ إنك منعتَ هذا المالَ رسولك وكان أحب إليك مني وأكرَم عليك.....
    ومنعتهُ أبا بكرٍ وكان أحبَّ إليك منِّي وأكرم عليك...
    وأعطيتنيه، فأعوذُ بك أن تكونَ قد أعطيتنيه لِتمكرَ بي ( لتعاقبني )....
    ثم لم يقمْ من مجلسِه حتى قسمَه بينَ المسلمين

    المره الجايه ان شاء الله
    هيكون . . .

    قال عنه الفـاروق عمـر بن الخطــاب
    ما صـدقنى أحد منذ استُخلـفت كما صـدقنى ****

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين

    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه




  9. #89
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    قال عنه الفـاروق عمـر بن الخطــاب
    ما صـدقنى أحد منذ استُخلـفت كما صـدقنى ****

    الـربيع بن زيــاد الحـارثىّ _ رضى الله عنه _

    هذه مدينَةُ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم ما تَزالُ تُكَفِكفُ أَحزَانَها ( تهدئ أحزانها وتمنعها من الاسترسال ) على فَقدِ الصِّدّيق...

    وها هي ذي وُفُودُ الأَمصارِ تَقدَمُ كُلَّ يومٍ على المدينة مُبايعةً خَليفتَه عُمَرَ بنَ الخَطابِ على السَّمعِ والطاعةِ في المنشطِ والمَكرَه ( في العسر واليسر ) وفي ذات صباح قدم على أمير المؤمنين وفد البحرين مع طائفة أخرى من الوفود.

    وكانَ الفاروقُ رِضوانُ اللهِ عليه شَديدَ الحِرصِ على أَن يَسمَعَ كلامَ الوافدين عليه؛ لَعَلَّه يَجِدُ فيما يقولونه مَوعِظةً بالِغَةً، أو فِكرَة نافِعةً، أو نصيحةً للهِ ولِكتابِهِ ولِعامةِ المسلمين.
    فَنَدبَ عَدداً من الحاضرين لِلكَلام فَلَم يقولوا شَيئاً ذا بالٍ.

    فالتَفَتَ إلى رَجُلٍ تَوَسم فيه الخيرَ، وأَوما إليهِ وقالَ: هاتِ ما عِندكَ.

    فَحَمِدَ الرَّجُلُ اللهَ وأثنى عليهِ ثم قال: إنكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ما ولِّيتَ أمرَ هذه الأمةِ إلا ابتِلاءً مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ابتلاكَ به.
    فاتِّقِ الله فيما وُليتَ، واعلَم أنَّهُ لَو ضَلت شاةٌ بِشاطِئِ الفُراتِ لَسئِلتَ عَنها يَومَ القِيامَةِ.
    فَأجهَشَ ( بكى بصوت عالٍ ) عُمَرُ بالبُكاءِ وقال: ما صدقني أحَدٌ مُنذُ استُخلِفتُ كما صدقتني، فمن أنتَ؟!

    فقال: الرَّبيعُ بنُ زيادٍ الحارِثيُّ.

    فقال: أخو المُهاجِرِ بنِ زيادٍ؟

    فقال: نعم.

    فلما انفَضَّ المَجلِسُ دَعَا عُمَرُ بنُ الخطّابِ أَبَا مُوسى الأَشعَرِيَّ وقال: تَحَرَّ أمر الرَّبيعِ بنِ زيادٍ، فإن يَكُ صادِقاً فإنَّ فيه خَيراً كثيراً وعَوناً لنا على هذا الأمرِ.
    واستَعمِلهُ واكْتُبْ لي بِخَبَرِه.

    * * * * * *
    لَم يَمضِ على ذلك اليومِ غَيرُ قليلٍ حتى أعدَّ أبو مُوسى الأشعرِيُّ جَيشاً لِفتحِ " مناذر " مِن أَرضِ الأهوَازِ بِناءً على أمرِ الخَليفةِ، وجَعَلَ في الجيشِ الربيعَ بنَ زيادٍ وأخاهُ المهاجِرَ.
    * * * * * *
    - حاصَر أبو موسى الأشعريُّ " مناذر " وخَاضَ مَعَ أهلِهَا مَعَارِكَ طاحِنَةً قَلَما شَهِدَت لها الحُرُوبُ نَظِيراً.

    فقد أبدَى المُشرِكونَ مِن شِدَّةِ البأسِ وقُوَّةِ الشَّكِيمةِ ( شدة الصبر وقوة الجَلَد ) ما لَم يَخطُر على بالٍ، وكَثُرَ القَتلُ في المسلمين كَثرَةً فاقَت كُلَّ تَقديرٍ.

    فلما رأى " المُهاجِرُ " أخو الرَّبيعِ بنِ زياد أَنَّ القَتلَ قَد كَثُرَ في صُفوفِ المُسلِمينَ عَزَمَ على أن يبيع نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضَاةِ الله، فَتَحَنَّطَ ( وضع نفسه على الحنوط: وهو نوع من الطيب يذر على جسد الميت ) وتكفّنَ وَأَوصَى أخاه...

    فَمَضَى الرَّبيعُ إلى أبي مُوسى وقال: إنَّ المُهاجِر قَد أَزمَعَ أن يَبيع نَفسَهُ وهُوَ صائِمٌ، والمُسلِمُونَ قَدِ اجتَمَعَ عَلَيهِم مِن وَطأَةِ الحَربِ وشِدَّةِ الصَّومِ ما أوهَنَ عَزَائِمهُمُ، وَهُم يَأبَونَ الإفطَارَ فَافعَل ما تَرَى.

    فَوَقَفَ أبو موسى الأشعَريُّ، ونَادى الجَيشِ: يا مَعشَرَ المسلمين، عَزَمتُ ( أقسمت ) على كُلَّ صائِمٍ أن يُفطِر أو يَكُفَّ عَنِ القِتالِ، وشَرِبَ من إبريقٍ كان معهُ لِيَشربَ النَّاسُ بِشُربِهِ.

    فَلَما سَمِعَ المُهاجِرُ مَقالَتَهُ جَرَعَ جُرعَةً من الماءِ وقال: والله ما شَرِبتُها من عَطَشٍ ولكنني أَبَررتُ عَزمَةَ أَمِيرِي ( أمضيت قسم أميري ونفذته )...

    ثُمَّ امتَشَقَ حُسامَهُ وَطَفِقَ يَشُقُّ به الصفُوف، ويُجندِلُ الرِّجالَ غَيرَ وَجلٍ ولا هَيابٍ.
    فَلما أَوغَلَ في جيشِ الأعدَاءِ أَطبقوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ، وَتَعَاوَرَتهُ ( تداولته ) سُيُوفُهُم من أمامِه ومن خَلفِه حَتى خَرَّ صريعاً...

    ثم إنَّهم احتَزُّوا رَأسَهُ ونُصبوهُ على شُرفَةٍ مُطِلَّةٍ على ساحةِ القِتالِ.

    فَنظَرَ إليهِ الرَّبيعُ، وقال طُوبَى ( السعادة والغبطة والعيش الطيب ) لك وَحُسنُ مآب...
    واللهُ لأَنتقِمَنَّ لك ولِقَتلى المُسلمينَ إن شَاءَ اللهُ.

    فَلما رَأى أبو موسى ما نَزل بالربيعِ منَ الجَزَعِ على أخيهِ، وأَدركَ ما ثَارَ مِنَ الحَفِيظَةِ في صَدرِهِ على أعدَاءِ اللهِ، تَخَلَّى لَهُ عن قِيادَةِ الجيشِ، ومَضَى إلى " السُّوسِ " لفتحِها.
    * * * * * *
    - هَبَّ الرَّبيعُ وجُندُه على المُشركينَ هُبُوبَ الإعصارِ وانْصبُّوا على مَعَاقلهِمُ انصِبابَ الصُّخورِ إذا حطَّها السَّيلُ ؛ فمزَّقُوا صُفوفهُم وأَوهنُوا بَأسَهم ( أضعفوا قوتهم وضعضعوها ) فَفَتحَ الله " مَنَاذِرَ " للرَّبيعِ بنِ زيادٍ عَنوَةٍ... فَقَتلَ المُقاتلةَ، وسَبَى الذُّرِّيةَ، وغَنِمَ ما شاءَ اللهُ أن يَغنمَ.
    * * * * * *
    - لمعَ نجمُ الربيعِ بن زيادٍ بعد معركةِ " مناذرَ " وذاع اسُمه على كلِّ لسان.
    وأصبح أحدَ القادةِ المَرموقين ( الذين يرمقهم الناس بعيونهم إعجاباً لهم ) الذين يُرجَّون لجلائِلِ الأعمال...

    فلما عزَمَ المسلمون على فتحِ " سِجِستَانَ " عهدوا إليه بقيادةِ الجيش وأمَّلوا على يديه النَّصر.
    * * * * * *
    - مَضى الرَّبيعُ بن زيادٍ بِجيشهِ الغازِي في سبيلِ الله إلى سِجِستانَ عَبرَ مَفازَةٍ طُولُها خَمسَةٌ وسَبعُونَ فَرسَخاً، تَعيا ( تعجز ) عَن قطعِها الوحوشُ الكاسِرةُ من بناتِ الصَّحراءِ.

    فكان أوَّل ما عَرضَ لهُ " رُستاقُ زالِقَ " ( مدينة كبيرة حصينة في سجستان ) على حُدُود سجستان وهو رُستاقٌ عامرٌ بالقُصورِ الفخمةِ مَحوطٌ بالحُصونِ الشامخةِ وافرُ الخيراتِ كثيرُ الثِّمارِ.
    * * * * * *
    - بثَّ القائدُ الأرِيبُ ( الذكي النبيه ) عُيُونَهُ في " رستاق زالق " قَبل أن يَصِلَ إليه...
    فَعلِم أنَّ القومَ سيحتفلونَ قريباً بمِهرجانٍ لهم، فتربَّصَ ( انتظرهم ) بِهم حتى بَغَتَهُمْ ( نزل عليهم ) في ليلةِ المِهرجانِ على حِينِ غِرَّة ( على غفلة وهم لا يشعرون ) وأعمَلَ في رقابِهمُ السَّيفَ وأخذَهَم عنوةً.

    فَسبَى ( أسرهم واسترقهم ) مِنهم عشرين ألفاً، ووقَعَ دُهقَانُهُم ( كلمة فارسية معناها رئيس الإقليم ) في يَدِهِ أسِيراً...

    وكان بينَ السَّبيِ مملوكٌ للدُّهقان، فوجدَوهُ قد جَمعَ ثلاثَمائةِ ألفٍ ليَحمِلها إلى سَيدهِ.

    فقال له الربيع: مِن أينَ هذهِ الأموالُ؟ !

    فقال: مِن إحدَى قُرى مَولاي.

    فقال له: وهَل تُعطيهِ قريةٌ واحدةٌ مِثل هذا المَالِ كلَّ سَنةٍ؟!.

    قال : نعم.

    فقال : وكيف؟!!!

    قال : بفُؤُوسِنَا، ومَنَاجِلنَا، وعَرقِنَا.
    * * * * * *
    - ولمَّا وضَعتِ المَعركةُ أَوزَارهَا ( انتهت ) تَقدَّمَ الدُّهْقانُ إلى الرَّبيع يعرِضُ عَليهِ افتِداءَ نَفسِهِ وأهلهِ...

    فقال له: أفديَكَ إذا أجزَلتَ لِلمسلِمينَ الفِدية.

    فقال: وكمْ تَبغِي.

    فقال: أَرْكُزُ ( أثبته في الأرض ) هذا الرُّمحَ في الأرضِ ثُم تَصبُّ عليهِ الذهَبَ والفضَّةَ حتى تَغمُره غَمراً.

    فقال: رَضيتُ، واستخرَج ما في كُنُوزهِ من الأصْفرِ و الأبيَضِ وطَفِقَ يَصُبها على الرُّمحِ حتى غَطاه...
    * * * * * *
    - تَوغَّلَ الربيعُ بن زيادٍ بجيشهِ المُنتصرِ في أرضِ سجستَانَ، فَطفَقت تَتَساقطُ الحُصونُ تحتَ سَنَابِكِ ( حوافر ) خَيلهِ كما تَتَساقطُ أوراقُ الشَّجرِ تحتَ عصفِ رياحِ الخريفِ.

    وهبَّ أهلُ المُدُن والقُرى يستقِبلونَهُ مُستَأمِنِينَ ( طالبين الأمان ) خاضِعِينَ قبلَ أن يُشهرَ في وجُوههمُ السَّيفَ حتى بَلغَ مدينة " زَرَنجَ " عاصمة سجستان.

    فإذا بِالعدو قد أَعَدَّ لِحربهِ العُدَّةَ، وَكَتبَ ( أعد قطع الجيش ونظمها ونسقها ) لِلقائهِ الكتائِبَ، واستَقدمَ لمُواجهتِهِ النَّجداتِ، وعَقد العَزمَ على أن يَذُودَهُ ( يدفعه ) عن المدينة الكبيرةِ، وأن يوقف زَحفَه على سِجِستانَ مهما كان الثمن غالياً.

    ثم دارتْ بينَ الربيع وأعدائِهِ رحَى حربٍ طحونٍ ( حرب شديدة تطحن المحاربين طحناً ) لم يَضِنَّ عليها أيِّ من الفريقين بما تَطلبته من الضحايا.

    فلما بَدرَت أولُ بادِرةٍ من بوادِرِ النصرِ للمسلمين رأى مرزبان ( رئيس القوم وهي كلمة فارسية ) القومِ المدُعو (بَرويز) أن يسعَى لمصالحةِ الربيع، وهو ما تزال فيه بَقيَّةٌ من قُوةٍ، لعلَّه يحظى لنفسِه ولقومه بشروطٍ أفضلَ....

    فبعث إلى الربيع بن زيادٍ رسولاً من عنِده يسأله أن يَضربَ له موعداً للقائه؛ ليفاوضَه على الصُّلحِ فأجابه إلى طلبِه.
    * * * * * *
    - أمَرَ الربيع رجالَه أن يُعدُّوا المكانَ لاستقبالِ " برويزُ " وطلب منهم أن يكدِّسوا حَولَ المجلسِ أكوِاماً من جُثثِ قتلى الفُرسِ...

    وأن يطرَحوا على جانبي الطريق الذي سيمر به " برويز " جُثثاً أُخرى منثورةً في غيرِ نظامٍ.

    وكان الربيعُ طَويلَ القامةِ، عظيمَ الهامةِ، شديدَ السُّمرةِ، ضخمِ الجُثَّةِ، يبعثُ الروع في نفسِ من يرَاهُ.

    فَلمَّا دَخلَ عليه " برويز " ارتَعدتْ فرائِصُهُ جَزعَاً منهُ وانخَلعَ فُؤادُهُ هَلعاً من مَنظر القَتلى فَلم يَجرُؤ على الدُّنوِّ وخافَ فلم يَتقدم لمُصافحتِهِ...

    وكلمَهُ بلِسانٍ مُتلجِلجٍ مُلتاثٍ، وصَالحَهُ على أن يُقدمَ لهُ ألفَ وَصيفٍ ( الغلام ) وعلى رأسِ كُلِّ وصيفٍ جامٌ ( كأس ) من الذهب، فَقَبلَ الربيعُ وصَالحَ " برويز " على ذلك.

    وفي اليومِ التالي دخلَ الربيعُ بن زيادٍ المدينَةَ يَحُفُّ بهِ هذا الموكبُ من الوُصفَاءِ بين تَهليلِ المسلمين وتكبيِرهم ...
    فكان يوماً مَشهوداً من أيَّام الله.
    * * * * * *
    - ظلَّ الربيعُ بنُ زيادٍ سيفاً مُصلتاً في يدِ المسلمينَ يَصُولون به على أعداءِ الله ؛ ففَتحَ لهُمُ المُدُنَ، وولي لهم الوِلايَاتِ حتى آل الأمرُ إلى بني أُميةَ فَوَلاهُ معاويةُ ابنُ أبي سُفيان خراسَانَ....
    بيد أنَّه لم يكن مُنشَرح الصدرِ لهذه الولاية....

    وقد زادَه انقِباضاً منها وكُرهاً لها أنَّ زياد ابن أبيه أحَدَ كبارِ وُلاة بني أمية بعث إليه كتاباً فيه: "إن أميرَ المؤمنين معاويةَ بنَ أبي سفيان يأمرك أن تَستَبقِيَ الأصفَرَ والأبيضَ ( كناية عن الذهب والفضة ) من غنائمِ الحرب لبيتِ مالِ المسلمين، وتقسم ما سِوى ذلك بين المجاهدين..."

    فكتب إليه يقول: " اني وَجدتُ كتابَ الله عَزَّ وجلَّ يَأمُرُ بغير ما أمرتني على لسان أمير المؤمنين ".
    ثم نادى في النَّاسِ: أن اغدوا على غنائِمِكم فخذوها...

    ثم أرسلَ الخُمُسَ ( القرآن الكريم يجعل خمس غنائم الحرب لبيت مال المسلمين والأخماس الأربعة الباقية تقسم على المقاتلين ) إلى دارِ الخلافةِ في دمشق...
    * * * * * *
    - ولما كان يومُ الجمعةِ الذي تلا وصولَ هذا الكتابِ خرجَ الربيعُ بنُ زيادٍ إلى الصلاة في ثيابٍ بيضٍ، وخَطبَ النَّاسَ خطبةَ الجمعةِ، ثم قال: أيُّها الناسُ إني قد مَلِلتُ الحياةَ، وإني داعٍ بدعوةٍ، فأمِّنوا على دعائي.
    ثُم قال: اللًّهُمَّ إن كُنتَ تريدُ بي خيراً فاقبِضني إلَيكَ عاجِلاً غير آجلٍ...
    فأمَّنَ النَّاسُ على دُعائِهِ...

    فلم تغِب شمسُ ذلك اليومِ حتى لحق الربيعُ بنُ زيادٍ بجوار رَبَّه.

    المره الجايه ان شاء الله

    هيكون...
    صحابى قال عنه عمر بن الخطـاب
    لا تولوا **** جيشا من جيوش المسلمين مخافة ان يُهلك جنده بإقدامه


    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه


  10. #90
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    2,631

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    بجد طريقة العرض والموضوع شيقين جدا وبستفيد منه كتير
    جعله الله فى ميزان حسناتك

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين

    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه
    آآآآآآآآآآآآمين

صفحة 9 من 10 الأولىالأولى ... 78910 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •