صحابى قال عنه الرسول:
من قـاتل فـليقـاتل كما يـقاتل *****عـاصم بن ثــابت _ رضى الله عنه _
خرجت قريشٌ بقضّها وقضيضها، وسادتها وعبيدِها إلى لقاءِ محمدِ بن عبد الله في أحد...
فقد كانت الأضغانُ تشحنُ صدورها شحناً، والثاراتُ لقتلاها في بدرٍ تستعرُ في دِمائها استعاراً.
ولم يَكفِها ذلك، وإنما أخرجت معها العقائلَ من نساء قريشٍ؛ ليحرضن الرِّجالَ على القتالِ، ويُضرمن الحمية في نفوسِ الأبطالِ، ويشدُدن عزائمهم كلما وَنوا أو ضعُفوا.
وكان في جملةِ من خرجت معهن: هندُ بنتُ عتبة زوجُ أبي سفيان، ورَيطة بنتُ مُنبهٍ زوجُ عمرو بن العاص، وسُلافة بنتُ سعدٍ ومعها زوجها طلحة وأولادها الثلاثة: مسافعٌ، والجُلاسُ وكِلابٌ، ونساءٌ كثيراتٌ غيرهن.
* * * * * * *
- ولما التقى الجمعان عند أحُدٍ وأخذتْ نارُ الحرب تستعرُ، قامت هندُ بنتُ عُتبة ومن معها من النسوة، فوقفن خلف الصفوفِ، وأخذن بأيديهن الدفوفَ، وجَعلن يضربن عليها مُنشدات:
إن تقبلوا نعانق ونفرُش النمارق ..
أو تدبـــروا نفارِق فِراق غير وامقْ ( غير محبِّ )
فكان نشيدُهُنَّ هذا يُضرمُ في صدور الفرسانِ الحمية، ويفعلُ في نفوس أزواجهن فعلَ السحر ...
ثم وضعتِ المعركة أوزارَها، وكتبَ فيها النصرُ لقريشٍ على المسلمين فقامت النسوة وقد استفزّتهُن حُمياً الظفر وطفقن يَجُسن خلالَ ساحة المعركةِ مُزغرداتٍ...
وأخذن يُمثلن بالقتلى أفظعَ تمثيلٍ: فبقرن البُطون، وسَملن العُيون، وصلمن الآذان، وجَدعن الأنوفَ.![]()
بل إن إحداهُن لم يشف غيظها إلا أن جعلت من الأنوفِ والآذان قلائد وخلاخيلَ وتزينت بها انتقاماً لأبيها وأخيها وعمِّها الذين قتلوا في بدر.![]()
* * * * * * *
- لكن سلافة بنت سعدٍ كان لها شأن أترابها من نساء قريش...
فقد كانت قلقةً مضطربةً، تنتظر أن يقبل عليها زوجها أو أحد أبنائها الثلاثة، لتقف على أخبارهم وتشارك النسوة الأخريات فرحة النصر.
بيد أنَّ انتظارها قد طال عَبثاً، فأوغلت في أرضِ المعركةِ، وجعلتْ تتفحصُ وجوهَ القتلى، فإذا بها تجددُ زوجَها صريعاً مُضرَّجاً بدمائه
فهَبتْ كاللبُؤة المذعورةِ، وجعلت تطلق بصرَها في كلِّ صوبٍ بحثاً عن أولادِها: مُسافع وكلابٍ والجُلاس.
فما لبث أن رأتهُم مُمدَّدين على سُفوحِ أحد...
أما مُسافع وكلابٌ ؛ فكانا قد فارقا الحياة، وأما الجُلاس فوجَدته وما تزال به بقية من ذماء ( بقية النفس ).
* * * * * * *
- أكبتْ سُلافة على ابنها الذي يعالجُ سكراتِ الموتِ، وَوضعتْ رأسه في حِجرها، وجعلت تمسحُ الدماء عن جبينهِ وفمهِ، وقد يبسَ الدمعُ في عينيها من هول الكارِثة.
ثم أقبلت عليه وهي تقول: من صرَعَك يا بني؟ فهمَّ أن يجيبها لكنَّ حَشرَجَة الموتِ منعتهُ، فألحتْ عليه بالسؤال فقال: صَرعني عاصم بن ثابت، و.... صرع أخي مُسافِعاً، و.... ثم لفظ آخِر أنفاسِه...
* * * * * * *
- جُنَّ جنونُ سلافة بنتِ سعدٍ، وجَعلت تعولُ وتنشج ( ترفع صوتها بالبكاء ) ، وأقسَمت بالاتِ والعُزى ألا تهدأ لها لوعَة أو ترقأ لعينيها دَمعة إلا إذا ثأرت لها قريشٌ من عاصمِ ابن ثابتٍ، وأعطتها قِحفَ رأسه ( عظم رأسه المجوف ) لتشربَ فيه الخمر ...
ثم نذرَت لمن يأسِرُه أو يقتله ويأتيها برأسِه، أن تعطِيه ما يشاءُ من مُنفس المال.
فشاع خبرُ نَذرها في قريشٍ، وجعلَ كل فتىً من فتيان مكة يَتمنى أن لو ظفِرَ بعاصم بن ثابت، وقدَّم رأسه لسُلافة لعله يكونُ الفائز بجائزتِها.
* * * * * * *
- عاد المسلمون إلى المدينةِ بعدَ أحُدٍ، وجعلوا يتذاكرون المعركة وما كان فيها، فيترحَّمون على الأبطالِ الذين استشهدوا وينوهون بالكماةِ الذي أبلوا وجالدوا، فذكروا فيمن ذكروهم عاصمَ بن ثابتٍ، وعجبُوا كيفَ اتفق له أنْ يُردي ثلاثة إخوةٍ من بيتٍ واحدٍ في جُملةِ من أردَاهم.
فقال قائلٌ منهم: وهل في ذلك من عجب؟!
أفلا تذكرون رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حين سألنا قبيلَ بدرٍ ( كيف تقاتِلون؟ ) فقام له عاصمُ بن ثابتٍ، وأخذ قوسَه بيده وقال: إذا كان القومُ قريباً مني مائة ذراعٍ كان الرَّميُ بالسهام...
فإذا دَنوا حتى تنالهُم الرماحُ كانت المداعَسة ( المطاعنة بالرماح ) إلى أن تتقصَّفَ الرِّماح...
فإذا تقصفَتِ الرماحُ وضعناها وأخذنا السيوفَ وكانت المُجالدَة ( المضاربة بالسيوف )...
فقال عليه الصلاة والسلام: ( هكذا الحربُ... من قاتلَ فليقاتلْ كما يُقاتلُ عاصم.. ).
* * * * * * *
- لم يمضِ غيرُ قليلٍ على أحُدٍ حتى انتدبَ رسول اللهستةً من كرامِ الصَّحابة لبعثٍ ( الأمر ) من بعوثِه، وأمّرَ عليهم عاصِمَ بن ثابت.
فمضى النفرُ الأخيارُ لإنفاذ ما أمَرهُم به النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وفيما هم في بعض الطريق غير بعد عن مكة عَلمت بهم جماعة من هُذيلٍ؛ فهبُّوا نحوَهم مُسرعين، وأحاطوا بهم إحاطة القيدِ بالعُنق.
فامتشق عاصمٌ ومن معهُ سُيوفهُمْ وهموا بمُنازلةِ المُطبقين عليهم.
فقال لهم الهُذليون: إنكم لا قبلَ لكم بنا ( لا طاقة لكم بنا ولا قدرة لكم علينا ) ، وإننا والله لا نريدُ بكم شرّاً إذا استسلمتم لنا، ولكم على ذلك عهدُ الله وميثاقه...
فجعل صحابة رسول اللهيَنظرُ بعضُهم إلى بعضٍ كأنهم يتشاورون فيما يصنعون...
فالتفتَ عاصمٌ إلى أصحابه وقال: أما أنا فلا أنزِل في ذمةِ مُشركٍ، ثم تذكر نذرَ سُلافة الذي نذرَته، وجرَّدَ سَيفه وهو يقولُ: اللهمَّ إني أحْمَى لدينكِ وأدافع عنه...
فاحمِ لحْمي وعظمي ولا تظفرْ بهما أحداً من أعداءِ الله.
ثم كرَّ على الهُذليين، وتبعهُ اثنان من أصحابهِ، وظلوا يقاتلون حتى صُرِعوا واحداً بعد آخر.
أما بقية أصحابهِ فاستسلموا لآسريهم، فما لبثوا أن غدروا بهم شرَّ غدرَة.
* * * * * * *
- لم يكن الهُذليون في بادئ الأمرِ يعلمون أنّ عاصمَ بن ثابتٍ هو أحدُ قتلاهم، فلما عَرفوا ذلك فرِحوا به أشدَّ الفرح، ومَنوا أنفسهم بجزيل العطاءِ.
ولا غروَ ... ألم تكن سلافة بنتُ سعدٍ قد نذرَت إن هي ظفِرت بعاصمِ ابن ثابتٍ أن تشربَ في قحفِ رأسه الخمر؟.
ألم تكن قد جعلت لمن يأتيها به حياً أو ميتاً ما يشاءُ من المال؟!
* * * * * * *
- لم يمضِ على مصرع عاصِمِ بن ثابتٍ بضعُ ساعاتٍ حتى علمت قريش بِمقتلِه، فقد كانت هُذيلٌ تقيم قريباً من مكة.
فأرسلَ زعماءُ قريشٍ رسولاً من عندهم إلى قتلةِ عاصمٍ يطلبون منهم رأسَه؛ ليُطفئوا غلة سُلافة بنتِ سعدٍ ويُبرّوا قسمها، ويُخففوا بعضَ أحزانِها على أولادها الثلاثِة الذين صَرعهم عاصمٌ بيده...
وحَملوا الرسولَ مالاً وفيراً، وأمَروه أن يَبذله للهُذليين بسخاءٍ لقاءَ رأسِ عاصمٍ.
* * * * * * *
- قام الهُذليون إلى جَسدِ عاصمِ بن ثابتٍ ليفصلوا عنه رأسه؛ ففوجئوا بأسرَاب النحلِ وجماعاتِ الزنابير ( حشرة كالنحل غير أنها لا تنتج العسل ) قد حَطت عليه، وأحاطت به من كلِّ جانبٍ...
فكانوا كلما راموا ( أرادوا ) الاقتراب من جُثتهِ طارت في وجوههم، ولدغتهُم في عيونهم وجِباههِم وكل موضعٍ في أجسادهم، وذادتهم عنه ( دفعتهم عنه ) ...![]()
![]()
![]()
- فلما يَئسوا من الوصولِ إليه بعد أن حاولوا ذلك الكرَّة تِلوَ الكرَّة؛ قال بعضُهم لبعض: دَعوه حتى يجِنَّ عليه الليلُ ( يطبق عليه الليل ) ؛ فإنَّ الزنابير إذا حلَّ الظلامُ؛ جلت عنه وخلته لكم.
ثم جلسوا ينتظرون غيرَ بعيد...
* * * * * * *
- لكِنه ما كاد ينصرمُ النهار ويقبلُ الليلُ حتى تلبدَت السماءُ بالغيوم الكثيفة الدّكن ( الغيوم السود ).
وأرعَد الجوُّ وأزبدَ ... وانهمَر المطرُ انهماراً لم يشهد له المُعمَّرون مثيلاً منذ وُجدوا على تلك الأرض ...
وسرعان ما سالتِ الشعابُ وامتلأتِ البطاحُ وغُمِرتِ الأوديَة...
واكتسحَ المِنطقة سيلٌ كسيلِ العرم...
فلما انبلجَ الصبحُ قامت هُذيلٌ تبحث عن جَسدِ عاصمٍ في كل مكان؛ فلم تقف له على أثر...![]()
ذلك أنَّ السيلَ أخذه بعيداً بعيداً ... ومضى به إلى حيث لا يعلمون...![]()
![]()
فلقد استجاب الله عز وجل دَعوة عاصمِ بن ثابتٍ فحمى جسدَه الطاهِرَ من أن يُمثلَ به ( العبث بجسده وتقطيعه ) ...
وصان رأسَه الكريمة من أن يُشربَ في قِحفها الخمرُ...
ولم يجعَل للمُشركين على المؤمنين سبيلاً...
رضى الله عنهم جميعا وارضاهم
المره الجايه ان شاء الله
هيكـون ...
صحابى قال عنه الرسول:
حدثنى **** فصدقنى و وعدنى فوفى لى
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أشفِ مرضى المسلمين
اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه
جميل قوي قوي يااميره مش عارفه اقول ايه كل صحابي بذل قد ايه عشان الاسلام يوصل لنا يااااااااااه ربنا يرزقنا ربع صدقهم وايمانهم ويقينهم بالله ويرضى عنهم جميعا ويلحقنا بهم في الصالحين ويجزيهم عنا وعن الاسلام خير الجزاء ويجزي حبيبنا ونبينا ورسولنا محمدخير ماجزى نبيا عن امته
اللهــم آمــين-----
الله يكرمك يا سمـر![]()
صحابى قال عنه الرسول:
حدثنى **** فصدقنى و وعدنى فوفى لى
أبـو العـاص بن الربيع _ رضى الله عنه _
كان أبو العاصِ بنُ الربيعِ العَبشيُّ - المنسوب إلى عبد شمس - القرشيُّ ، شاباً مَوفورَ الشبابِ، بهيَّ الرونقِ، رائعَ المُجتلى ( يروع من ينظر إليه )، بَسطت عليه النعمَة ظِلالها، وجَلله الحَسبُ بِردائِه، فغدا مثلاً للفروسيةِ العربية بكلِّ ما فيها من خصائلِ الأنفةِ والكبرياءِ، ومخايلِ المروءةِ والوفاءِ، ومآثرِ الاعتزازِ بتراثِ الآباءِ والأجدادِ.
* * * * * * *
- وقد ورثَ أبو العاصِ حبَّ التجارةِ عن قريشٍ صاحبة الرحلتين: رحلةِ الشتاءِ ورحلة الصيفِ ( رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام ) ؛ فكانت ركائِبهُ لا تفتأ ذاهبة آيِبة بين مكة والشام، وكانت قافلته تضمُ المائة من الإبلِ والمائتين من الرِّجال، وكان الناسُ يدفعُون إليه بأموالهم لِيتجرَ لهم بها فوق مالِه؛ لما بلوا ( جربوا واختبروا ) من حِذقِه، وصدقِه، وأمانتِه.![]()
* * * * * * *
- وكانت خالته خديجة بنتُ خويلدٍ زوجُ محمد بنِ عبد الله تنزله من نفسهَا منزلة الولدِ من أمِّه، وتفسحُ له في قلبها وبيتها مكاناً مرموقاً ينزلُ فيه على الرَّحبِ والحبِّ.
ولم يكن حُب محمد بن عبد الله لأبي العاصِ بأقلَّ من حبِّ خديجة له ولا أدنى.![]()
* * * * * * *
- ومرَّت الأعوامُ سراعاً خفاقاً على بيتِ محمدِ بن عبد الله، فشبتْ زينبُ كبرَى بناتهِ، وتفتحَت كما تتفتحُ زهرةٌ فواحة الشذى بهية الرُّواء فطمحت إليها نفوسُ أبناءِ السادةِ البَهاليلِ ( السادة الجامعون لكل فضل ) من أشرافِ مكة ...![]()
وكيف لا ؟؟!! وهي من أعرَقِ بناتِ قريشٍ حسباً ونسباً، وأكرمهِنَّ أمَّا وأباً، وأزكاهن خلقاً وأدباً.![]()
ولكن أنى لهم ( من أين لهم ) أنْ يَظفروا بها؟!
وقد حالَ دونهم ودونها ابنُ خالتها أبو العاصِ بنُ الربيع فتى فتيانِ مكة!!![]()
* * * * * * *
- لم يمضِ على اقترانِ زينبَ بنتِ محمدٍ بأبي العاص إلا سنواتٌ معدوداتٌ حتى أشرقت بطاحُ مكة بالنورِ الإلهي الأسنى، وبَعث الله نبيَّه محمداً بدينِ الهدى والحقِّ، وأمَرَه بأن يُنذرَ عشيرته الأقربين، فكان أولَ من آمن به من النساءِ زوجته خديجة بنتُ خويلد، وبناته زينبُ ورُقية وأمُّ كلثومٍ، وفاطمة، على الرغم من أن فاطمة كانت صغيرة آنذاك.
غيرَ أن صِهرَه أبا العاصِ، كرِهَ أن يُفارقَ دين آبائه وأجداده، وأبَى أن يدخلَ فيما دَخلت فيه زوجته زينبُ، على الرُّغم من أنه كان يُصفيها ( يخصها ) بصَافي الحبِّ، ويَمحضها ( يسقيها ) من مَحضِ الودادِ ( خالص الوداد وصافيه ).
* * * * * * *
- ولما اشتدَّ النزاعُ بين الرسول صلوات الله عليه وبين قريش؛ قال بعضهم لبعض:
وَيحَكمْ ... إنكم قد حملتم عن محمدٍ همومَه بتزويج فتيانكم من بناته، فلو رددتموهُن إليه لانشغَل بهنَّ عنكم...
فقالوا: نعم الرأيُ ما رأيتم، ومَشوا إلى أبي العاصِ وقالوا له: فارِق صاحبتك يا أبا العاص، وردَّها إلى بيتِ أبيها، ونحن نزوجُكَ أي امرأةٍ تشاءُ من كرائمِ عقيلات قريش ( أنفس نساء قريش ).
فقال: لا والله، إني لا أفارق صاحِبتي، وما أحِبُّ أنَّ لي بها ( أن لي بدلاً منها ) نساءَ الدّنيا جميعاَ .. أما ابنتاهُ رُقية وأمُّ كلثومٍ فقد طلقتا وحُملتا إلى بيتِه، فسُرَّ الرسول صلوات الله عليه بردهما إليه، وتمنى أنْ لو فعلَ أبو العاصِ كما فعلَ صاحباه، غير أنه ما كان يملك من قوة ما يُرغمهُ به على ذلك، ولم يكن قد شرع تحريمُ زواجِ المؤمنةِ من المشرِك.
* * * * * * *
- ولما هاجَرَ الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى المدينةِ، واشتدَّ أمرُه فيها، وخرجت قريشٌ لقتاله في بدر اضطرَّ أبو العاص للخرُوج معهم اضطراراً ...
إذ لم تكنْ به رغبة في قتالِ المسلمين، ولا أربٌ في النيلِ منهم، ولكنَّ منزلته في قومِه حَمَلته على مُسايرتهم حملاً... وقد انجَلت بدرٌ عن هزيمةٍ منكرةٍ لقريشٍ أذلت مَعَاطِسَ ( الأنوف ) الشرك، وقصَمَت ظهور طواغيته؛ ففريقٌ قتل، وفريق أسر، وفريق نجاهُ الفرارُ.
وكان في زمرة الأسرَى أبو العاص زوجُ زينبَ بنتِ محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه.
* * * * * * *
- فرَضَ النبي عليه الصلاة والسلام على الأسرى فِديةً يَفتدون بها أنفسهُم من الأسرِ، وجعلها تتراوحُ بين ألف درهمٍ وأربعة آلافٍ حَسبَ منزلة الأسيرِ في قومه وغناه.
وطفقتِ الرسلُ تروحُ وتغدو بين مكة والمدينة حامِلةً من الأموالِ ما تفتدي به أسراها.
فبَعَثت زينبُ رسولها إلى المدينة يحملُ فدِية زوجها أبي العاص، وجَعلت فيها قلادةً كانتْ أهدتها لها أمُها خديجة بنتُ خويلدٍ يوم زفتها إليه... فلما رأى الرسولُ القلادة غشيت وجههُ الكريم غلالة شفافة ( ثوب رقيق شفاف يلبس على الجسد مباشرة )ٌ من الحُزنِ العميق، ورق لابنتِه أشدَّ الرقة، ثم التفت إلى أصحابه وقال: ( إنَّ زينبَ بَعثت بهذا المالِ لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وترُدوا عليها مالها فافعلوا ) فقالوا: نعم، ونعمة عَينٍ ( أي سنفعل ما طلبته لنقر عينك ونسرك ) يا رسول الله.![]()
* * * * * * *
- غير أنّ النبي عليه الصلاة وسلام اشترط على أبي العاصِ قبل إطلاقِ سراحهِ أن يُسيِّر إليه ابنته زينبَ من غيرِ إبطاءٍ...
فما كادَ أبو العاص يَبلغ مكة حتى بادرَ إلى الوفاءِ بعهده ...
فأمرَ زوجَته بالاستعدادِ للرحيل، وأخبرَها بأن رسُل أبيها ينتظرونها غير بعيدٍ عن مكة، وأعدَّ لها زادها وراحِلتها وندبَ أخاه عمرو بن الربيع لمُصاحبتها وتسليمِها لمُرافقيها يداً بيدٍ.
* * * * * * *
- تنكبَ عمرُو بنُ الربيع قوسَه، وحمَلَ كنانته ( جعبة السهام ) ، وجَعَل زينب في هودَجها ، وخرجَ بها من مكة جهاراً نهاراً على مرأىً من قريشٍ، فهاجَ القومُ وماجُوا، ولحقوا بهما حتى أدركوهما غيرَ بعيدٍ، وروَّعوا زينبَ وأفزعوها ...
عند ذلك وَترَ عمرٌو قوسه، ونثر كنانته بين يَديه، وقال: والله لا يَدنو رجلٌ منها إلا وضعتُ سهماً في نحره ، وكان رامياً لا يخطىءُ له سهم ...
فأقبلَ عليه أبو سفيان بنُ حربٍ ( وقد كان قد لحق بالقوم ) وقال له: يا بن أخي، كفَّ عنا نبلكَ حتى نكلمك؛ فكفَّ عنهم، فقال له: إنك لم تصِب فيما صَنعتَ...
فلقد خرجتَ بزينبَ علانية على رُؤوسِ الناس، وعيوننا ترى... وقد عَرفتِ العربُ جميعُها أمرَ نكبتنا في بدرٍ، وما أصابنا على يدي أبيها محمد.
فإذا خرجتَ بابنته علانية كما فعلت رَمتنا القبائلُ بالجُبنِ ووصفتنا بالهوانِ والذلِّ، فارجع بها، واستبقها في بيت زوجها أياماً حتى إذا تحدَّث الناسُ بأننا رددناها فسُلها ( استخرجها برفق ) من بين أظهُرنا سراً، وألحقها بأبيها، فما لنا بحبسها عند حاجة...
فرضي عمرٌو بذلك، وأعادَ زينب إلى مكة...![]()
ثم ما لبِثَ أن أخرجَهَا منها ليلاً بعد أيامٍ معدوداتٍ، وأسلمها إلى رُسلِ أبيها يداً بيدٍ كما أوصاه أخوه.
* * * * * * *
- أقام أبو العاصِ في مكة بعد فراقِ زوجته زمناً، حتى إذا كان قبيلَ الفتحِ بقليل، خرج إلى الشام في تجارةٍ له، فلما قفلَ راجعاً إلى مكة ومَعه عيرُه التي بلغت مائة بعيرٍ، ورجاله الذين نيفوا على مائةٍ وسبعين رجلاً، برزت له سريةٌ من سرايا الرسول صلوات الله وسلامه عليه قريباً من المدينةِ فأخذت العيرَ وأسرتِ الرجال، لكنَّ أبا العاص أفلت منها فلم تظفر به.
فلما أرخى الليلُ سدوله استترَ أبو العاص بجُنحِ الظلام، ودَخل المدينة خائفاً يترقبُ، ومضى حتى وصلَ إلى زينب، واستجار بها فأجارته...![]()
* * * * * * *
- ولما خرجَ الرسولُ صلوات الله وسلامه عليه لصلاةِ الفجر، واستوى قائماً في المحراب، وكبَّر للإحرامِ وكبر الناس بتكبيرهِ، صَرخت زينبُ من صُفةِ النساء
وقالت: أيها الناس، أنا زينبُ بنتُ محمدٍ، وقد أجرتُ أبا العاص فأجيروه.
فلمَّا سلم النبي من الصلاة؛ التفت إلى الناس وقال: (هل سمِعتم ما سَمعتُ؟! ).
قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: ( والذي نفسي بيدِه ما علمت بشيءٍ من ذلك حتى سمعتُ ما سمعتموه، وإنه يُجيرُ من المسلمين أدناهم )،
ثم انصرفَ إلى بيته وقال لابنته : ( أكرِمي مثوى أبي العاص، واعلمي أنكِ لا تَحِلين له ).
ثم دعا رجال السّرية التي أخذتِ العير وأسرتِ الرجال
وقال لهم: (إن هذا الرجلَ منا حيث قد علِمتم، وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له؛ كان ما نحبُّ، وإن أبيتم فهو فيءُ الله الذي أفاءَ عليكم، وأنتم به أحق ).
فقالوا: بل نردُّ ماله يا رسول الله.
فلما جاء لأخذِهِ قالوا له: يا أبا العاص، إنك في شرفٍ من قريشٍ، وأنت ابنُ عمِّ رسول الله وصهرُه، فهل لك أن تسلم، ونحنُ ننزلُ لك عن هذا المالِ كله فتنعُم بما معك من أموالِ أهل مكة وتبقى معنا في المدينة؟ فقال: بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدرةٍ.
* * * * * * *
- مضى أبو العاص بالعِير وما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال:
يا معشرَ قريشٍ هل بقيَ لأحدٍ منكم عندي مالٌ لم يأخذه ؟
قالوا: لا، وجزاك الله عنا خيراً، فقد وجدناك وفياً كريماً.
قال أما وإني قد وفيتُ لكم حقوقكم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله...
والله ما مَنعَني من الإسلام عندَ محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردتُ أن آكل أموالكم...
فلما أدَّاها الله إليكم، وفزعتُ ذمتي منها أسملتُ...
ثم خرجَ حتى قدِمَ على رسول اللهفأكرَمَ وفادته، وردَّ إليه زوجته، وكان يقول عنه: (حَدثني فصَدقني، ووعدَني فوفى لي ).
المره الجـاية إن شاء الله
هيكـون ...
صحـابى
كان يصاحب الرسولويلزمه مثل ظله فى النهار
اما فى الليل فكان يجلـس على بـابه ولا يتحول عنه خـوفاً من أن يحتـاج الرسولشـيئاً بالليل
![]()
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أشفِ مرضى المسلمين
اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكِ الله خيرا على هذا الموضوع الرائع و جعله في ميزان حسناتك
اللهم آآمين
حقيقة لما بنقرأ في قصص الصحابة بنحس كأننا بنحلق في أناس لم يعرفوا إلا الحب و الوفاء و قلوبهم كاللبن الأبيض
كان فيه قصة سمعتها في خطبة .....مضمونها كان بيقول
واحد تقريبا هندي مسلم أو باكستاني مش متذكرة....كان يحكي لطفله كل يوم قصة صحابي...فيوم المدرسة في المدرسة سألت كل طالب عايز يبقى إيه؟؟
فأجابي ....صحابي.....
فقالت المدرسة ماذا تعني.؟؟
قال صحابي......
استدعت ولي الأمر و قال لها ما يحكيه له و عرفت الصحابة فأسلمت و لله الحمد
قال رسول الله:"أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
رضي الله عنهم جميــعاً وأرضاهم
جزاكِ الله ألف خيـــر يا أميرة ....ربنا يكرمك
...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيــن...
...اللهم آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن...اللهم أشفِ مرضى المسلمين
اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه
السـلام عليكم
معلش على انى محطتش الصحابى امبارح
وكمان اعتذر عن متابعه الموضوع لحد آخر رمضان بس إن شاء الله ... الوقت ضيق شويه اليومين دول![]()
جلعنا الله و إياكم من عتقـائه فى شهـر رمضان
اللهم بلـغنا ليلة القـدر واجعلنا فى هـذا الشهـر من المقبـولين
![]()
![]()
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العذر غير مقبول
بهزر.....ربنا يكرمك يا أميــرة ياااارب ....
بارك الله لنا في أوقاتنا جميــعاً وجعل عمرنا كله في رضاه
وبإذن الله تكملي الموضوع بعد رمضان
....اللهم آميـــ♥ـــــ♥ــــــ♥ـــن....جلعنا الله و إياكم من عتقـائه فى شهـر رمضان
اللهم بلـغنا ليلة القـدر واجعلنا فى هـذا الشهـر من المقبـولين
![]()
![]()