صفحة 6 من 10 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 99

الموضوع: صـور من حيـاة الصحـابه ... متجدد إن شاء الله ...

  1. #51

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    يارب مع رسول الله
    المشاركات
    2,600

    افتراضي

    ثم قال: اللهم ارزقني رجلا شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع انفي وأذني فإذا لقيتك غدا قلت: فيم جُدع انفك وأذنك؟
    فأقول: فيك وفي رسولك فتقول: صدقت...
    الله ع اليقين بالله والصدق مع الله واليقين بجنته

    رضى الله عن صحابة رسول الله اجمعين


    ربنا يكرمك يا اميــــــــــــره

    معلش الرد اللى قبل ده مش متظبط كويس لان النت كان وحش وملحقتش اظبطه


    ولا يهمك نظبطه احنا


    المره الجايه ان شاء الله
    هيكـون ...
    شيخ عزم على ان يطأ الجنه بعرجته

    ماشى
    مستنين ان شاء الله

  2. #52
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة N00R EL _SHAMS مشاهدة المشاركة
    الله ع اليقين بالله والصدق مع الله واليقين بجنته
    أوائل خـريجى المـدرسة المحمــديه

    رضى الله عن صحابة رسول الله اجمعين
    آميــن يـارب العالمين

    ربنا يكرمك يا اميــــــــــــره
    آميــن وإيــاكم يا نيــــــره

    ولا يهمك نظبطه احنا

    اتفضلى بيتك ومطـرحك


    ماشى
    مستنين ان شاء الله
    بكره ان شـاء الله

  3. #53
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي


    شيخ عزم على ان يطأ الجنه بعرجته
    عمـرو بن الجـموح _ رضى الله عنه _

    عمرو بن الجموح زعيم من زعماء يثرب في الجاهلية، وسيد بني سلمة المسود، وواحد من أجواد المدينة وذوي المروءات فيها...

    وقد كان من شأن الأشراف في الجاهلية أن يتخذ كل واحد منهم صنما لنفسه في بيته، ليتبرّك به عند الغدو والرواح... وليذبح له في المواسم... وليلجأ إليه في الملمات!!!
    وكان صنم عمرو بن الجموح يدعى(مناة)، وقد اتخذه من نفيس الخشب...
    وكان شديد الإسراف في رعايته، والعناية به وتمضيخه بنفائس الطيب

    * * * * * * *
    - كان عمرو بن الجموح قد تجاوز الستين من عمره حين بدأت أشعة الإيمان تغمر بيوت يثرب بيتاً فبيتا على يد المبشر الأول مصعب بن عمير،

    فآمن على يديه أولاده الثلاثة مُعَوّذ ومعاذٌ وخلاذٌ، وترْبٌ لهم يدعى معاذ بن جبل...
    وآمنت مع أبنائه أمهم هند ، وهو لا يعرف من أمر إيمانهم شيئا.

    * * * * * * *
    - رأت هند زوجة عمرو بن الجموح، أن يثرب غلب على أهلها الإسلام، وأنه لم يبق من السادة الأشراف أحد على الشرك سوى زوجها ونفر قليل معه.

    وكانت تحبه وتجله، وتشفق عليه من أن يموت على الكفر، فيصير إلى النار.

    وكان هو في الوقت نفسه يخشى على أبنائه أن يرتدو عن دين آبائهم وأجدادهم، وأن يتبعوا هذا الدّاعية مصعب بن عمير، الذي استطاع في زمن قليل أن يحول كثيرا من الناس عن دينهم، وأن يدخلهم في دين محمد .

    فقال لزوجته ياهند احذري أن يلتقي أولادك بهذا الرجل (يعني مصعب بن عمير) حتى نرى رأينا فيه.

    فقالت: سمعا وطاعة، ولكن هل لك أن تسمع من ابنك معاذ مايرويه عن هذا الرجل؟
    فقال: ويحك، وهل صبأ معاذ عن دينه وأنا لا أعلم؟!
    فأشفقت المرأة الصالحة على الشيخ وقالت: كلا، ولكنه حضر بعض مجالس هذا الداعية، وحفظ شيئا مما يقوله.
    فقال: ادعوه إليّ، فلما حضر بين يديه قال: أسمعني مما يقوله هذا الرجل،

    فقال: { بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7} }..

    فقال: ما أحسن هذا الكلام وما أجمله ؟! أو كل كلامه مثل هذا؟!

    فقال معاذ: وأحسن من هذا يا أبتاه، فهل لك أن تبايعه، فقومك جميعا قد بايعوه.

    سكت الشيخ قليلا ثم قال: لست فاعلا حتى أستشير (مناة) فأنظر مايقول.

    فقال له الفتى: وماعسى أن يقول مناة يا أبتاه، وهو خشب أصم لا يعقل ولا ينطق،

    فقال الشيخ - في حدّة -: قلت لك لن أقطع أمرا دونه.

    * * * * * * *
    - ثم قام عمرو بن الجموح إلى مناة - وكانوا إذا أرادو أن يكلموه جعلوا خلفه أمرأة

    عجوزا، فتجيب عنه بما يلهمها إياه في زعمهم - ثم وقف أمامه بقامته الممدودة،

    واعتمد على رجله الصحيحة، فقد كانت الأخرى عرجاء شديدة العرج، فأثنى عليه

    أطيب الثناء، ثم قال: يا (مناة) لاريب أنك قد علمت بأن هذا الداعية الذي وفد علينا من

    مكّة لا يريد أحدا بسوء سواك...

    وأنه إنما جاء لينهانا عن عبادتك... وقد كرهت أن أبايعه - على الرغم مما سمعته من جميل قوله - حتى أستشيرك، فأشر عليّ، فلم يرد عليه مناة بشيء.

    فقال: لعلك قد غضبت... وأنا لم أصنع شيئا يؤذيك بعد... ولكن لا بأس، فسأتركك أياما حتى يسكت عنك الغضب.

    * * * * * * *
    - كان أبناء عمرو بن الجموح يعرفون مدى تعلق أبيهم بصنمه (مناة) وكيف أنه غدا مع الزمن قطعة منه، ولكنهم أدركوا أنه بدأت تتزعزع مكانته في قلبه، وأن عليهم أن ينتزعوه من نفسه انتزاعا، فذلك سبيله إلى الإيمان.

    * * * * * * *
    - أدلج عمرو بن الجموح مع صديقهم معاذ بن جبل إلى مناة في الليل، وحملوه من

    مكانه، وذهبوا به إلى حفرة لبني سلمة يرمون بها أقذارهم، وطرحوه هناك وعادوا

    إلى بيوتهم دون أن يعلم بهم أحد، فلما أصبح عمرو دلف إلى صنمه لتحيته، فلم يجده

    فقال: ويلكم من عدا على إلهنا هذه الليلة ؟!
    فلم يجبه أحد بشيء.

    فطفق يبحث عنه داخل البيت وخارجه، وهو يُرغي ويُزبد ويتهدد ويتوعد حتى وجده منكسا على رأسه في الحفرة، فغسله وطهره وطيّبه وأعاده إلى مكانه

    وقال له: أما والله لو أعلم من فعل هذا لأخزيته.

    فلما كانت الليلة الثانية تعدى الفتية على (مناة) ففعلوا فيه مثل فعلهم بالأمس فلما أصبح الشيخ التمسه فوجده في الحفرة ملطخا بالأقذار، فأخذه وغسله وطيبه وأعاده إلى مكانه.

    ومازال الفتية يفعلون بالصنم مثل ذلك كل يوم، فلما ضاق بهم ذرعا، راح إليه قبل منامه، وأخذ سيفه فعلّقه برأسه وقال له: يا مناة، إني والله ما أعلم من يصنع بك هذا الذي ترى، فإن كان فيك خير فادفع الشر عن نفسك، وهذا السيف معك، ثم أوى إلى فراشه.

    * * * * * * *
    - فما إن استيقن الفتية من أن الشيخ قد غطّ في نومه حتى هبطوا إلى الصنم، فأخذوا السيف من عنقه وذهبوا به خارج المنزل، وقرنوه إلى كلب ميت بحبل، وألقوا بهما في بئر لبني سلمة تسيل إليها الأقذار وتتجمع فيها.

    فلما استيقظ الشيخ ولم يجد صنمه خرج يلتمسه فوجده منكبا على وجهه في البئر، مقرونا إلى كلب ميت، وقد سلب منه السيف، فلم يخرجه هذه المرة من الحفرة، وإنما تركه حيث ألقوه،

    وأنشأ يقول: والله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلبك وسط بئر في قرن ثم مالبث أن دخل في دين الله.

    * * * * * * *
    - تذوق عمرو بن الجموح من حلاوة الإيمان، ماجعله يعض بنان الندم على كل لحظة قضاها في الشرك، فأقبل على الدين الجديد بجسده وروحه، ووضع نفسه وماله وولده في طاعة الله وطاعة رسوله.

    * * * * * * *
    - وما هو إلا قليل حتى كانت أحد، فرأى عمرو بن الجموح أبناءه الثلاثة يتجهزون

    للقاء أعداء الله ، ونظر إليهم غادين رائحين كأسد الشرى –الشرى ( أي أسد الغابة )،

    وهم يتوهجون شوقا إلى نيل الشهادة والفوز بمرضاة الله، فأثار الموقف حميته، وعزم

    على أن يغدو معهم إلى الجهاد تحت راية رسول الله .
    لكن الفتية أجمعوا على منع أبيهم مما عزم عليه...

    فهو شيخ كبير طاعن في السن، وهو إلى ذلك أعرج شديد العرج، وقد عذره الله عز وجل فيمن عذرهم.

    فقالوا له: يا أبانا إن الله عذرك، فعلام تكلف نفسك ما أعفاك الله منه؟!

    فغضب الشيخ من قولهم أشد الغضب، وانطلق إلى رسول الله يشكوهم فقال: يانبي الله، إن أبنائي هؤلاء يريدون أن يحبسوني عن هذا الخير وهم يتذرعون بأني أعرج، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة.

    فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لأبنائه: ( دعوه لعل الله عز وجل يرزقه الشهادة...).فخلّوا عنه إذعاناً لأمر رسول الله.

    * * * * * * *
    - ومن ثم اتجه إلى القبلة ورفع كفيه إلى السماء وقال: اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبا.

    ثم انطلق يحيط به أبناؤه الثلاثة، وجموع كبيرة من قومه بني سلمة.

    ولما حمي وطيس المعركة ، وتفرق الناس عن رسول الله صلوات الله عليه، شوهد عمرو بن الجموح يمضي في الرعيل الأول ويثب على رجله الصحيحة وثبا وهو يقول: إني لمشتاق إلى الجنة، إني لمشتاق إلى الجنة.... وكان وراءه ابنه خلاد.

    ومازال الشيخ وفتاه يجالدان عن رسول الله حتى خرّا صريعين شهيدين على أرض المعركة، ليس بين الابن وأبيه إلا لحظات.

    * * * * * * *
    - وما أن وضعت المعركة أوزارها حتى قام رسول الله إلى شهداء أحد ليواريهم

    ترابهم، فقال لأصحابه: ( خلوهم بدمائهم وجراحهم، فأنا الشهيد عليهم ) ،

    ثم قال: ( ما من مسلم يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة يسيل دماً، اللون كلون الزعفران، والريح كريح المسك

    ثم قال: ( ادفنوا عمرو بن الجموح مع عبد الله بن عمرو، فقد كانا متحابين متصافيين في الدنيا ).

    * * * * * * *
    - رضي الله عن عمرو بن الجموح وأصحابه من شهداء أحد، ونوّر لهم في قبورهم.


    المرة الجـايه ان شاء الله
    هتـكون ...
    صحـابيه ... أبوها صَحابيٌّ، وجَدُّها صَحابيٌّ، وأختها صحابية، وزوجُها صحابيٌّ، وابنها صحابيٌّ....
    وحَسبُها (يكفيها ) بذلك شرفاً وفخراً...

  4. #54
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحـابيه ... أبوها صَحابيٌّ، وجَدُّها صَحابيٌّ، وأختها صحابية، وزوجُها صحابيٌّ، وابنها صحابيٌّ....
    وحَسبُها (يكفيها ) بذلك شرفاً وفخراً...
    أسمـاء بنت أبى بكـر _ رضى الله عنهما _


    صحابِيّتنا هذه جمعتِ المجدَ من أطرافِه كلها...
    فأبوها صَحابيٌّ، وجَدُّها صَحابيٌّ، وأختها صحابية، وزوجُها صحابيٌّ، وابنها صحابيٌّ....
    وحَسبُها (يكفيها ) بذلك شرفاً وفخراً...
    أمَّا أبوها فالصِّدِّيقُ خليلُ الرسول الكريم في حياته، وخليفتة من بعد ممَاته.
    وأمَّا جدُّها فأبو عتيقٍ والدُ أبي بكر.
    وأما أختها فأمُّ المؤمنين عائِشةُ الطاهِرةُ المُبرأةُ.
    وأما زوجُها فحوارِيّ ( النصير وحواريو الرسل خاصة أنصارهم ) رسولِ الله الزبيرُ بنُ العوَّام.
    وأما ابنها فعبدُ الله بنُ الزبير رضي الله عنه وعنهم أجمعين...
    إنها أسماءُ بنتُ أبي بكر الصديق....
    وكفَى....

    كانت أسماءُ من السّابقاتِ إلى الإسلام، إذْ لم يتقدَّم عليها في هذا الفضل العظيم غيرُ سبعةَ عشرَ إنساناً من رجُلٍ وامرأةٍ.

    وقد لقّبت بذاتِ النّطاقين لأنها صَنعتْ للرسول صلواتُ الله عليه ولأبيها يومَ هاجرا إلى المدينة زاداً، وأعدَّت لهما سقاءً ( القربة وغيرها مما يوضع فيه الماء ) فلمَّا لم تجدْ ما تربطهُما به شقَّت نِطاقها ( ما تشد به المرأة وسطها ) شِقين، فرَبطت بأحدِهما المِزود ( كيس يوضع فيه الزاد للمسافر ) وبالثاني السقاءَ فدعا لها النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ أن يبدلها الله مِنهما نِطاقين في الجَنةِ، فَلقبت لذلِك بذاتِ النّطاقين.

    * * * * * * *
    - تزوّج بها الزبير بن العوامِ، وكان شاباً مُرملاً ليس له خادِم يَنهضُ بِخدمتهِ، أو مالٌ يوسِّعُ به على عياله غير فرسٍ اقتناها.

    فكانَت لهُ نعمَ الزوجةُ الصالِحة، تَخدمُه وتسُوسُ فرَسَه، وترعاهُ وتطحنُ النّوى لِعلفِه، حتى فتحَ الله عليه فغَدا من أغنى أغنياءِ الصحابةِ.

    ولما أتيحَ لها أنْ تهاجرَ إلى المدينةِ فراراً بدينها إلى الله ورسولهِ كانت قد أتمّت حملها بابنها عبد الله بن الزبيرِ فلم يَمنعها ذلك من تَحملِ مشاقِّ الرحلةِ الطويلةِ، فما إن بَلغت قباءَ ( قرية على بعد ميلين من المدينة ) حَتى وضعتْ وليدها.

    فكبَّر المسلمون وهللوا؛ لأنّه كان أولَ مَولودٍ يولدُ للمهاجرين في المدينَة.
    فحملتْه إلى رسول الله ووضعتهُ في حِجرهِ، فأخذَ شيئاً من ريقهِ وجعلهُ في فَم الصبيِّ، ثم حَنكه ( مضغ شيئا ووضعه في حنكه ) ودعا له....
    فكان أولَ ما دخل في جوفهِ ريقُ رسول الله .

    * * * * * * *
    - وقد اجتمعَ لأسماءَ بنتِ أبي بكرٍ من خَصائِلِ الخيرِ وشمائلِ النُّبلِ ورجاحةِ العقل ما لم يَجتمع إلا للقليلِ النادرِ من الرَّجال.
    فَقد كانتْ من الجُود بحيث يُضربُ بجُودها المَثل.

    حَدّثَ ابُنها عبد الله قال: ما رأيتُ امرَأتين قط أجودَ من خالتي عائشة وأمِّي أسماءَ، لكن جودهما مختلفٌ.

    أمّا خالتي فكانتْ تجمعُ الشيءَ إلى الشيءِ حتى إذا اجتمعَ عِندها ما يكفي قسمته بينَ ذوي الحاجاتِ..
    وأمَّا أمي فكانت لا تمسِك شيئاً ( لا تستبقي شيئا ) إلى الغدِ...

    * * * * * * *
    - وكانت أسماءُ إلى ذلكَ عاقلةً تحسنُ التصرفَ في المواقفِ الحرِجة...
    من ذلك أنه لمّا خَرجَ الصديقُ مهاجراً بصحبةِ رسول الله حملَ معَه ماله كله، ومقدارهُ سِتةُ آلافِ درهمٍ، ولم يترك لِعياله شيئاً....

    فلمّا علم والدهُ أبو قحافة برحيله ( وكان ما يزالُ مُشركاً ) جاءَ إلى بيتهِ

    وقال لأسماء: والله إنّي لأراهُ قد فجعكم بمالِه بعد أن فجعكم بنفِسه،

    فقالت له: كلا يا أبتِ إنّه قد ترَك لنا مالاً كثيرًا، ثم أخذتْ حصىً ووضعتهُ في الكوّة ( تجويف في الحائط أو نافذة صغيرة ) التي كانوا يضعون فيها المال، وألقتْ عليه ثوباً، ثم أخذتْ بيدِ جدها ( كان مكفوفَ البصرِ )

    وقالت: يا أبتِ، أنظرْ كم ترَك لنا من المال. فوضعَ يده عليه وقال: لا بأس....إذا كان تركَ لكم هذا كله فقد أحسنَ.

    وقد أرادَت بذلك أن تسكنَ نفسَ الشيخ، وألا تجعله يبذل لها شيئاً من مالِه...
    ذلك لأنها كانت تكرهُ أن تجعلَ لِمُشركٍ عليها يداً ( الصنيعة والمنة والمعروف ) حتى لو كان جَدها...

    * * * * * * *
    - وإذا نسيَ التاريخ لأسماءَ بنتِ أبي بكرٍ مواقفها كلها، فإنه لن ينسى لها رَجاحة عَقلها، وشدَّة حَزمِها، وقوةَ إيمانها وهي تلقى ولدَها عبدَ الله اللقاء الأخير.

    وذلك أنّ ابنها عبدَ الله بن الزبيرِ بويعَ له بالخلافةِ بعدَ موتِ يزيدَ بن معاوية، ودانَت له الحجاز ومصرُ والعراقُ وخراسانُ وأكثرُ بلادِ الشّام.

    لكن بني أميَّة ما لبثوا أنْ سيَّروا لِحربه جيشاً لجباً ( جيشا كثيفا جرارا ) بقيادةِ الحجاجِ بن يوسُف الثقفيِّ، فدَارت بين الفريقين معاركُ طاحنة أظهرَ فيها ابنُ الزبيرِ من ضُروبِ البطولة ما يليق بفارسٍ كمِي ( البطل الشجاع ) مثلِه.
    غيرَ أنّ أنصارَه جعلوا ينفضُّون عنه ( يتفرقون عنه ) شيئاً فشيئاً ؛ فلجأ إلى بيتِ الله الحرام، واحتمى هو ومن معهُ في حمى الكعبةِ المُعظمةِ....
    وقبيلَ مصرعِهِ بساعات دخلَ على أمِّه أسماءَ ( كانت عجوز فانية قد كفَّ بصرها )

    فقال: السلامُ عليك يا أمَّه ( يا أماه ) ورحمة الله وبركاتُه.

    فقالت: وعليك السلام يا عبد الله.. ما الذي أقدَمَك في هذه الساعةِ، والصخورُ التي تقذفها مَنجنيقاتُ ( جمع منجنيق: وهو آلة حربية تقذف بها الصخور ونحوها على المعاقل والحصون ) الحجّاجِ على جُنودكَ في الحرم تهزّ دُورَ مكةَ هزّا ؟!

    قال: جئت لأستشِيرك.

    قالت: تستشيرني!!!... في ماذا؟!

    قال: لقد خذلني الناسُ وانحازوا عني رَهبةً من الحجاجِ أو رغبةً بما عنده، حتى أولادي وأهلي انفضُّوا عني، ولم يبق معي إلا نفرٌ قليلٌ من رجالي، وهم مهما عظمَ جلدُهم ( ثبرهم واحتمالهم ) فلن يصبروا إلا ساعةً أو ساعتين، ورُسلُ بني أمية يفاوضونني على أن يعطوني ما شئتُ من الدنيا إذا أنا ألقيتُ السلاحَ وبايعتُ عبد الملك بن مروانَ، فما ترين؟

    فعلا صوتها وقالت: الشأنُ شأنكَ يا عبد الله، وأنت أعلمُ بنفسِك...

    فإن كنتَ تعتقد أنك على حقٍ، وتدعو إلى حقٍ، فاصبر وجالِد كما صبرَ أصحابُك الذين قتلوا تحتَ رايتك...

    وإن كنتَ إنّما أردتَ الدنيا فلبئسَ العبدُ أنت: أهلكتَ نفسكَ، وأهلكتَ رجالك.

    قال: ولكنِي مقتولٌ اليومَ لا مَحالة.

    قالت: ذلك خيرٌ من أن تسلمَ نفسك للحجاج مُختارا، فيلعبَ برأسِك غلمانُ بني أميةً.

    قال: لست أخشى القتلَ، وإنما أن يُمثلوا بي.

    قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرءُ، فالشاةُ المذبوحَة لا يؤلمُها السّلخ....

    فأشرَقتْ أساريرُ وجهه ( محاسن وجهه )

    وقال: بُوركتِ من أمٍّ، وبُوركت مناقبكِ ( خلالك وخصالك وشمائلك ) الجليلة؛ فأنا ما جئت إليكِ في هذه الساعةِ إلا لأسمعَ منكِ ما سمعتُ، والله يعلمُ أنني ما وَهنتُ ولا ضَعفتُ، وهو الشهيدُ عليّ أنني ما قمتُ بما قمت به حُباً بالدنيا وزينتها، وإنما غضبا لله أن تستباح مَحارمُه... وها أنا ذا ماضٍ إلى ما تحبينَ، فإذا أنا قتلتُ فلا تحزني عليّ وسَلمي أمركِ لله....

    قالت: إنما أحزنُ عليكَ لو قتِلتَ في باطلٍ.

    قال: كوني على ثقةٍ بأنَّ ابنكِ لم يتعمّد إتيانَ مُنكرٍ قط، ولا عَمِلَ بفاحشةٍ قط، ولم يَجُر في حُكمِ الله، ولم يغدر في أمانٍ ولم يتعمدْ ظلمَ مُسلمٍ ولا معاهدٍ ( الذميُّ ) ولم يكن شي عنده آثر ( أفضل ) من رضى الله عزّ وجلّ...

    لا أقولُ ذلك تزكية لنفسِي؛ فالله أعلم منِّي بي، وإنما قلته لأدخِلَ العزاءَ ( الصبر ) على قلبك.

    فقالت: الحمد لله الذي جعلكَ على ما يُحبّ وأحِبُّ...

    اقترب مني يا بُني لأتشممَ رائحتكَ وألمسَ جسدكَ فقد يكون هذا آخر العهدِ بك.
    فأكبَّ عبد الله على يديها ورجليها يوسعهما لثماً ( يملأهما تقبيلا )، وأجالت هي أنفها في رأسِه ووجههِ وعُنقهِ تتشممُه وتقبله، وأطلقت يديها تتلمس جَسَده، ثم ما لبثتْ أن ردتهما عنهُ

    وهي تقول: ما هذا الذي تلبسُه يا عبدَ الله؟!

    قال: دِرعي.

    قالت: ما هذا يا بُني لباسُ مَن يريدُ الشهادَةَ.

    قال: إنما لبستها لأطيبَ خاطركِ، وأسكنَ قلبك.

    قالت: انزعها عَنك، فذلِك أشد لحميتك ( أقوى لنخوتك وشجاعتك ) وأقوى لوثبتِك وأخفُّ لحركتِك، ولكن البس بدلاً منها سراويلَ مضاعفة ( طويلة )، حتى إذا صُرعتَ لم تنكشفْ عورَتك.

    * * * * * * *
    - نَزعَ عبدُ الله بنُ الزبير دِرعه، وشدَّ عليه سراويله، ومَضى إلى الحَرم لمواصلةِ القتال وهو يقول: لا تفترِي عن الدعاءِ لي يا أمه.
    فرفعت كفيها إلى السماءِ وهي تقول: اللهم احمْ طولَ قيامهِ وشدَّةَ نحيبه في سوادِ الليلِ والناسُ نيام...
    اللهم ارحَم جوعَه وظمَأه في هواجر المدينةِ ومكةَ وهو صائمٌ...
    اللهم ارحم بِره بأبيه وأمّه...
    اللهم إني قدْ سلمته لأمرِك، ورضيتُ بما قضيتَ له؛ فأثبني عليه ثوابَ الصَّابرين.

    * * * * * * *
    - لم تغربْ شَمسُ ذلك اليومِ إلا كانَ عبدُ الله بنُ الزبيرِ قد لحقَ بجوارِ ربه.
    ولم يَمض على مصرعهِ غيرُ بضعةَ عشَر يوماً إلا كانت أمُّه أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ قد لحقت به، وقد بلغَت من العُمُر مائةَ عامٍ، ولم يسقط لها سنٌ ولا ضرسٌ، ولم يَغب من عقلها شيءٌ.

    رضي الله عنه وعنها وأرضاهما وجعل الجنة مثواهما.

    المره الجايه ان شاء الله
    هتـكون ...

    صحابيه أطلق عليها المسلمون اسم: أِّيم العرب


  5. #55
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحابيه أطلق عليها المسلمون اسم: أِّيم العرب


    أم سلمـة _ رضى الله عنهـا _

    أُم سلمة، وما أدراك ما أم سلمة ؟!

    أما أبوها فسيد من سادات مخزُوم المرموقين ، وجواد من أجود العرب المعدودين ، حتّى إنه كان يُقال له: (زادُ الراكب) ، لأن الرُكبان كانت لا تتزود إلا إذا قصدت منازلَهُ أو سارت في صُحْبتِه.

    وأمّا زوْجُها فعبد الله بن عبد الأسدِ أحد العشرة السابقين إلى الإسلام؛ إذ لم يُسلم قبلَه إلا أبو بكر الصديق ونفَرٌ قليل لا يبلغ أصابع اليدين عدداً.
    وأمّا اسمها فهِنْد لكنّها كنِّيَت بأُم سَلَمة ، ثُم غلَبت عليها الكنية.

    * * * * * * *
    - أسلمت أم سَلمة مع زوجها فكانت هي الأخرى من السابقات إلى الإسلام أيضا وما إن شاع نبأ إسلام أم سلمة وزوجها حتى هاجت قُريش وماجت ، وجعلت تصُبُّ عليها من نكالِها ، ما يُزلزل الصُمّ الصِّلاب ، فلم يضعُفا ولم يهِنا ولم يترددا.
    ولما اشتد عليهما الأذى وأذِن الرسول صلوات الله عليه لأصْحابِه بالهِجرة إلى الحبشة كانا في طلِيعة المُهاجرين.

    * * * * * * *
    - مَضت أم سَلَمة وزوْجُها إلى ديار الغُربة وخلَّفت ورائها في مكَّة بيتها الباذِخْ ، وعِزّها الشامخ ، ونسبها العريق ، مُحتسِبة ذلك كلّه عند الله ، مستقِلّةً لهُ في جنبِ مرضاته.

    وعلى الرّغم ممّا لقِيته أم سلمة وصحْبُها من حمايَة النجاشي نضّر الله في الجنّة وجْهَهُ ، فقد كان الشوْقُ إلى مكّة مهبط الوَحي ، والحنين إلى رسول الله مصْدَر الهُدى يفْرِي كبِدَها وكبِد زوجها فرُياً.

    ثمّ تتابعت الأخبارُ على المُهاجرين إلى أرض الحبشة بأن المسلمين في مكّة قد كثُر عددهم ، وأن إسلام حَمزة بن عبد المُطلِب ، وعُمر بن الخطّاب قد شدّ من أزرِهِم وكفّ شيئا من أذى قريشً عنهُم فعزِم فريقٌ منهم على العودة إلى مكة يحدوهم الشوق ، ويدعوهم الحنين ... فكانت أُم سلَمة في طليعة العائدين.

    * * * * * * *
    - لكن سُرعان ما اكتشف العائدون أن ما نُمِي إليهم من أخبار كان مُبالغاً فيه ، وأن الوثْبة التي وثبها المسلِمون بعد إسلام حمزة وعُمر ، قد قوبلتْ من قريش بهَجمةٍ أكبر.

    فتفنن المُشركون في تعذيب المُسلمين وترويعِهِم وأذاقوهُم من بأسِهم ما لا عهْدَ لهُم به من قبل.

    عند ذلك أذن الرسول صلوات الله عليه لأصحابه بالهجرة إلى المدينة ، فعَزمت أم سلَمة وزوجُها على أن يكونا أول المُهاجرين فِراراً بدينهما وتخلصا من أذى قُريش لكن هجرة أم سلَمة وزوجها لم تكُن سهلة ميسرة كما خيِّل لهُما ، وإنمّا كانت شاقّة مُرَّة خلَّفت ورائها مأساة تهونُ دونها كل مأساة.
    فلنترك الكلام لأم سَلَمة لتروي لنا قِصَّة مأساتِها ...
    فشعورها بها أشدُّ وأعمق ، وتصويرها لها أدقُّ وأبلغ.

    - قالت أم سلَمة:

    لما عزم أبو سلَمة على الخروج إلى المدينة أعد لي بعيراً ثمّ حملني عليه وجَعل طفلَنا سَلَمة في حجري ومضى يقود بنا البعير وهو لا يلوي على شيء.

    وقبل أن نفصِل عن مكّة رآنا رجالٌ من قومِ بني مخزوم فتصَدّوا لنا وقالوا لأبي سلمة إن كُنت قد غلبتنا على نفسِك ، فما بالُ امرأتك هذه ؟!
    وهي بنتُنا ، فعلامَ نترُكك تأخذها منّا وتسير بها في البلاد ؟!
    ثم وثبوا عليه ، وانتزعوني منه انتزاعا.

    وما إن رآهُم قوم زوجي بنو عبد الأسد يأخذونني أنا وطفلي حتّى غضِبوا أشد الغضب وقالوا: لا والله لا نترُك الولد عند صاحبتكم بعد أن انتزعتموها من صاحِبنا انتزاعا ...
    فهُو ابننا ونحن أولى به.

    ثُم طفِقوا يتجاذبون طفلي سلّمَة بينهم على مشهَدٍ مني حتى خلَعوا يده وأخذوه.
    وفي لحظاتٍ وجدت نفسي ممزقة الشمل وحيدة فريدة: فزوجي اتجه إلى المدينة فرارا بدينه ونفسِه ...
    وولدي اختطفه بنو عبد الأسد من بين يدَيّ مُحطماُ مهيضاً.
    أما أنا فقد استولى عليّ قومي بنو مخزوم ، وجعلوني عندهم ..
    ففُرِّق بيني وبين زوجي وبين ابني في ساعة.

    ومنذُ ذلك اليوم جعلت أخرجُ كلّ غداة إلى الأبطَح فأجلِس في المكان الذي شهد مأساتي وأستعيد صورة اللحظات التي حيْلَ فيها بيني وبين ولدي وزوجي وأظَلُّ أبكي حتى يُخيِّم عليّ الليل ، وبقيت على ذلك سنة أو قريب السنة إلى أن مرّ بي رجُلٌ من بني عمِّي فرقَّ لِحالي ورحِمني وقال لبني قومه: ألا تُطلقون هذه المِسكينة !! فرّقتُم بينها وبين زوجها وبين ولدِها.
    ومازال بهم يسْتَلْيُن قلوبهُم ويستَدِرُّ عطفهُم حتى قالوا لي: الحقي بزوجك إن شئت.
    ولكن كيف لي أن ألحق بزوجي في المدينة وأترُك ولدي فِلذَة كبِدي في مكّة عند بني أسد ؟!
    كيف يُمكن أن تهدأ لي لوعةُ أو ترقا لعيني عبرة وأنا في دار الهجرة وولدي الصغير في مكة لا أعرف عنه شيئا ؟!!
    ورأى بعض النّاس ما أُعاني من أحزاني وأشْجانِي فرقَّت قُلوبهم لحالي ، وكلموا بني عبد الأسد بشأني واستعطفوهم عليّ فردُّوا لي ولدي سلَمة.

    * * * * * * *
    - لم أشأ أن أتريث في مكّة حتى أجد من أسافِر معَه ؛ فقد كُنت أخشى أن يحدُث ما ليس بالحُسبان فيمنعوني عن اللّحاق بزوجي لعائق ...
    لذلك بادرت فأعددت بعيري ووضعت ولدي في حجري وخرجْتُ متوَجهةً نحو المدينة أُريد زوجي وما معي أحدٌ من خلق الله.
    وما إن بلغت التنعيم حتى لقيت عُثمان بن طلحة فقال: إلى أين يابنت زاد الراكب فقُلتُ أريد زوجي في المدينة.
    قال: أوَما معكِ أحد ؟!ّ
    قلت: لا والله إلا الله وبُنيّ هذا.
    قال: والله لا أتركك أبدا حتى تبلغي المدينة ثم أخذ بخِطام بعيري وانطلق يهوي به ...
    فو الله ما صحِبت رجُلا من العرب قَط أكرمَ منه ولا أشرف: كان إذا بلغ منزل من المنازل ينيخُ بعيري ، ثُم يستأخرُ عني ، حتّى إذا نزلت عن ظهرِه واستويت على الأرض دنا إليه وحط عنه رحلَه ، واقتاده إلى شجرة وقيّدهُ فيها ...
    ثمّ يتنحى عني إلى شجرة أخرى فيضطجع في ظلِّها فإذا حان الرّواح قام إلى بعيري فأعدَّه ، وقدَّمَهُ إليّ ثُم يستأخِرُ عني ثم يقول اركبي ، فإذا ركبت واستويتُ على البعير ، أتى فأخذ بِخِطامِه وقاده.

    * * * * * * *
    - ومازال يصنعُ بي مثلُ ذلك كل يوم حتّى بلغنا المدينة فلّما نظر إلى قرية بقُباء لبني عمرو بن عوف ، قال: زوجك في هذه القرية ، فأدخليها على بركة الله ، ثُم انصرف راجِعاً إلى مكة.

    * * * * * * *
    - اجتمع الشملُ الشتيت بعد طول افتراق ، وقرَّت عينُ أم سلَمة بزوجِها وسعِد أبو سلمة بصاحِبته وولده ... ثم طفِقَت الأحداث تمضي سراعا كلمح البصر.

    فهذه بدر يشهدها أبو سلَمة ويعود منها مع المسلمين وقد انتصروا نصراً مؤزَّرا.

    وهذه أُحُد يخوضُ غِمارَها بعد بدر ، ويُبلي فيها أحسن البلاء وأكرمَه ، لكنّه يخرُج منها وقد جُرح جرحا بليغا ، فما زال يُعالجه حتى بدى له أنه قد اندمل ، لكن الجُرح كان قد رُمَّ على فسادٍ فما لبِث أن انْتَكأَ وألزم أبا سَلمَة الفراش.

    وفيما كان أبا سلَمَة يَعالَج من جُرحه قال لزوجِه: يا أم سلَمة سمِعت رسول الله يقول: لا تصيب أحداً مُصيبةٌ ، فيستَرْجع عند ذلك ويقول:
    اللهم عندَك احتسبْتُ مصيبتي هذه ، اللهم اخلفني خيراً منها ، إلا أعطاه الله عزَّ وجل ...

    * * * * * * *
    - ظلّ أبو سلَمة على فراش مرضه أياما وفي ذات صباح جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلّم لِيَعودَهُ ، فلم يَكد ينته من زيارته ويُجاوز باب دارَه حتى فارَق الحياة.

    فأغمض النبي عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين عيني صاحبه ، ورَفعَ طرفه إلى السماء وقال: ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المقرّبين , واخلُفْهُ في عَقْبِه في الغابرين ، واغفر لنا ولهم يارب العالمين , وافسح له في قبره , ونوِّر له فيه ).

    أمّا أم سلمة فتذكرت مارواه لها أبو سلَمة عن رسول الله فقالت: اللهم عندك أحتسب مصيبتي هذه ..
    لكنها لم تطب نفسها أن تقول اللهم اخلفني فيها خيراً منها لأنها كانت تتسائل ومن عساه أن يكون خيرا من أبي سلمة ؟!
    لكنّها مالبثت أن أتمّت الدعاء ...

    * * * * * * *
    - حزن المسلمون لمُصاب أم سلمة كما لم يحزَنُوا لِمُصاب أحدٍ من قبل ، وأطلقوا عليها اسم: أِّيم العرب ( الأيم: هي المرأة التي فقدت زوجها ) ... إذ لم يكُن لها في المدينة أحدٌ من ذويها غير صبيةٍ صغار كزُغْب القَطا ( أي كفراخ القطا التي لم ينبت ريشها ).

    * * * * * * *
    - شعر المُهاجرون والأنصار بحقِّ أم سلمة عليهم ، فما كادت تنتهي من حدادها على أبي سلمة حتى تقدّم منها أبو بكر الصدّيق يخطبها لنفسه ، فأبت أن تستجيب لطلبه ...

    ثم تقدّم منها عمر بن الخطّاب فردّته كما ردّت صاحبه

    ثم تقدّم منها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت له:
    يارسول الله ، إن فيّ خِلالاً ثلاثاً ..
    فأنا امرأة شديدة الغيرة ، فأخاف أن ترى مني شيئا يُغضبك فيُعذبني الله به..
    وأنا امرأةٌ قد دخلت في السِنِّ أي ( جاوزتُ سن الزواج )..
    وأنا امرأةٌ ذات عيال.

    - فقال عليه الصلاة والسلام:
    ( أما ما ذكرتِ من غَيرتك فإني أدعو الله عزّ وجل أن يُدهيها عنكِ , وأما ما ذكرت من السّن فقد أصابني مثل الذي أصَابك , وأما ما ذكَرتِ من العيال ، فإنّما عيالُك عيالي ).

    ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم من أُم سلمة فاستجاب الله دعائها ، وأخلفها خيراً من أبي سلَمَة.
    ومنْذُ ذلك اليوم لم تبقَ هند المخزُوميَّة أُمّا لسلَمة وحده , وإنما غدَت أمَاً لجميع المُؤمنين.

    - نضّر الله وجهُ أمّ سلَمة في الجنّة ورضي الله عنها وأرضاها.

    المره الجايه ان شاء الله

    هيكون ...
    صحابى قال عنه على بن ابى طالب :

    رحم الله *** فقد أسلم راغبـاً و هـاجر طائعاً و عـاش مجـاهداً



  6. #56
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحابى قال عنه على بن ابى طالب :

    رحم الله *** فقد أسلم راغبـاً و هـاجر طائعاً و عـاش مجـاهداً

    خبــاب بن الأرت _ رضى الله عنه _


    * مضت أمُّ أنمارٍ الخُزَاعِيَّةُ إلى سوقِ النخَّاسين ( النخاسون: بائعوا العبيد والمفرد نخاس ) في مكَّةَ.
    فقد كانت تُريدُ أَن تَبتَاع لنفسِهَا غلاماً تنتفعُ بِخِدمتَه, وتَستَثمِرُ عملَ يده.

    وطفِقَت تتفرَّسُ في وجوهِ العبيدِ المعروضين للبيعِ, فوقع اختيارُها على صَبيّ لم يَبلُغِ الحُلُمَ؛ رأت في صِحَّةِ جَسَدِهِ, ومَخايِلِ ( علامات الذكاء ) النَّجَابةِ الباديَةِ على وجهه, ما أغراها بِشرائِه, فدَفَعَت ثمنَه وانطلقَت به.

    وفيما هما في بَعضِ الطريقِ التَفَتت أُمُّ أنمارٍ إلى الصَّبِّي وقالت: ما اسمُك يا غلام ؟
    قال: خَبّاب.
    فقالت: وما اسمُ أبيك ؟
    قال: الأَرَتُّ.
    فقالت: ومن أين أنت ؟
    قال: من نجد.
    فقالت: إذن أنت عربي!!
    قال: من بني تميم.
    قالت: وما الذي أوصَلَكَ إلى أيدِي النخاسين في مكة ؟!!!
    قال: أغارَت على حَيِّنا قبيلةٌ من قبائِلِ العَرَبِ, فاستاقَتِ الأنعامَ وسَبَتِ النِّساءَ, وأخذتِ الذراريَ, وكنتُ فيمن أُخِذَ من الغِلمانِ, ثم ما زالَت تَتَداولُنِي الأيدي حَتّى جيءَ بي إلى مكةَ, وصِرتُ في يَدِك.

    دفعت أم أنمارٍ غلامَها إلى قَينٍ ( الحداد وجمعه القيون ) من قُيونِ مكَّةَ لِيُعلِّمَه صناعةَ السُّيوف, فما أسرَع أن حَذقَ الغُلامُ الصنعة وَتَمكَّنَ منها أحَسنَ تَمَكُّنٍ.

    ولَمّا اشتدَّ ساعِدُ خَبّاب وصَلُبَ عودُه استأجرت له أمُّ أنمارٍ دكَّاناً واشتَرَت له عُدَّةً وجَعَلت تَستَثمِرُ مهارَتَه في صُنعِ السيوف.

    * * * * * * *
    - لم يمض غيرُ قليل على خبابٍ حتى شُهِر في مَكَّةَ وجَعَلَ الناسُ يُقبلون على شراءِ سُيوفِه لِما كان يَتَحلّى به من الأمَانَةِ والصدقِ وإتقانِ الصًّنعَةِ.

    * * * * * * *
    - وقد كان خبّابٌ على الرُّغمِ من فَتَائه يَتَحلّى بعقل الكَلمَلَةِ ( الكاملون ), وحِكمةِ الشيوخ...

    وكان إذا ما فَزَعَ من عَمَلِه وخَلا إلى نَفسِه كَثيراً ما يُفَكِّرُ في هذا المُجتَمَعِ الجاهِليِّ الذي غَرِقَ في الفَسادِ من أَخمَصِ قدميه إلى قِمةِ رأسه.
    ويهولُه ما رانَ ( غطى ) على حياةِ العربِ من جَهالةً جَهلاءَ, وضلالَةٍ عَميَاءَ, كَانَ هو نفسُه أحَدَ ضَحايَاها ....
    وكان يقول: لا بُدَّ لهذا الليلِ من آخر ....
    وكان يَتَمنّى أنْ تمتدَّ بِه الحياةُ لِيرَى بعينيه مَصْرَعَ الظلامِ ومَولِدَ النورِ.

    * * * * * * *
    - لم يَطُل انتظارُ خَبَّابٍ كثيراً فقد تَرامَى إليه خيطاً من نورٍ قد تألَّق من فمِ فتىً من فِتيانِ بني هاشم يدعَى محمدَ بنَ عبدِ اللهِ.
    فَمَضى إليه, وسَمِعَ منه ، فَبَهرهُ لأْلاؤه, وغَمرَه سناه.
    فَبَسَطَ يَدَه إليه وشَهِدَ أنْ لا الهَ إلّا الله وأن مُحَمَّداً عبدُه رسولُه.

    فكان سادِسَ سِتَّةٍ أسلموا على ظهرِ الأرضِ حَتّى قيل: مَضى على خَبّابٍ وقتُ وهو سُدُسُ الإسلامِ ....

    * * * * * * *
    - لم يكتُم خبّابٌ إسلامَه عن أحدٍ, فما لَبِثَ أن بلغَ خَبَرهُ أمَّ أَنمارٍ, فاستَشاطَت غَضَباً وغيظاً, وَصَبحت أخاها سباعَ بنَ عبدِ العُزَّى, ولَحِقَ بهما جماعَةٌ من فِتيانِ خُزاعَةَ, ومضوا جميعاً إلى خَبّابٍ فوجده مُنهَمكِاً في عَملِهِ ...

    فأَقبَل عليهِ سِباعٌ وقال: لقد بَلَغَنَا عنك نَبآٌ لم نُصَدّقه.

    فقال خبابٌ: وما هو؟

    فقال سِباعٌ: يُشاعُ أَنَّك صَبأتَ وتَبِعت غُلامَ بني هاشم.

    فقال خبابُ ( في هدوء ): ما صَبَأتُ, وإنّما آمنتُ باللهِ وحدَه لا شريك له ...
    وَنَبذتُ أصنامكم وشَهِدتُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه ....

    فما إنْ لامَسَت كلماتُ خَبابٍ مَسامِعَ "سِبَاعٍ " ومن مَعَه حتّى انهالوا عليه, وجَعَلوا يضربونَه بأيديهم, ويَركُلونَه بأقدامهم ويَقذِفونَه بما يَصِلون إليه من المطارِق وقطع الحديد ..
    حتى هَوى إلى الأرضِ فاقِدَ الوعي والدِّماءُ تنزِفُ منه ...

    سَرى في مَكَّةَ خبرُ ما جَرى بينَ خَبّابٍ وسَيدتِه سريانَ النار في الهَشِيمِ !!!!

    وذَهَلَ الناسُ من جَراءة خَبابٍ إذ لم يكونوا قد سَمِعُوا ( من قبلُ ) أنَّ أحَداً اتَّبَعَ محمداً ووقف بينَ الناس يُعلِن إسلامَه بمثل هذه الصّراحَةِ والتحِدّي.

    واهتَزَّ شيوخُ قريشٍ لأمر خَبابٍ ... فما كان يخطر على بالِهم أن قِيناً كقين أمِّ أنمارٍ لا عَشيرَةَ له تَحميه ولا عَصبِيَّة تَمنعُه وتُؤويه تَصِل به الجُرأة إلى أَن يَخرُج على سُلطانِها ويَجهرَ بِسَبِّ آلِهتِها ويُسِفه دينَ آبائها وأجدادها.... وأَيقنت أن هذا يِومٌ له ما بَعدَه ...

    ولم تَكن قريشٌ على خطأ فيما تَوقَّعتهُ, فلقد أَغرَت جُرأةُ خبّاٍب كثيراً من أصحابهِ بأن يُعلِنوا إسلامَهم, فطَفِقوا يَصدَعون بكلمةِ الحقِّ واحداً بعد آخَر ...

    * * * * * * *
    - اِجتمع سادَةُ قريش عند الكعبةِ, وعلى رأسِهم أبو سفيانَ بنُ حربٍ, والوليدُ بنُ المغيرَةَ, وأبو جهل بنُ هشامٍ وتذاكروا في شأنِ محمدٍ, فرأَوا أن أمرَه أخَذَ يزداد ويَتفاقَمُ يوماً بعد يومٍ, وساعَةً إثرَ ساعةٍ ...

    فعزموا على أن يَحسِموا الداء قبل اسِتفحالِهِ , وقرروا أن تثِبَ كُلُّ قبيلةٍ على من فيها من أتباعِه, وأن تنكِّل بهم حتّى يَرتدّوا عن دينهم أو يموتوا ... وقد وَقعَ على سباعِ بنِ عبدِ العُزَّى وقومِه عِبءُ تَعذيبِ خبَّاب..

    فكانوا إذا اشتدَّت الهاجِرةُ ( شدة القيظ في منتصف النهار ) وغَدت أَشِعَّةُ الشمسِ تُلهِبُ الأرض إلهاباً أخرجوه إلى بَطحاءِ مكَّة, ونَزعوا عنه ثيابَه, وألبَسُوه دروعَ الحديدِ, ومنعوا عنه الماءَ حتى إذا بَلغَ منه الجُهدُ كُلَّ مَبلغٍ أقبلوا عليه

    وقالوا: ما تقول في محمدٍ ؟

    فيقول: عبدُ الله ورسولهُ جاءَنا بدين الهُدى والحقِّ ليُخرجنَا من الظُّلماتِ إلى النور..

    فيوسعونه ضَرباً ولكماً, ثم يقولون له: وما تقولُ في اللَّات والعُزَّى؟!

    فيقول: صنمان أصَمَّان أبكَمان لا يَضُران ولا ينفعان ...

    فيأتون بالحِجارة المحمِيَّةِ ويُلصقونها بِظهره ويُبقونها عليه حتى يسيلَ دُهنُ كتفيه...

    * * * * * * *
    - ولم تكن أمُّ أنْمارٍ أقلَّ قسوةً على خبَّابٍ من أخيها سباعٍ فقد رأت رسول الله يَمرُّ بدُكانِه, ويُكلمُه فجُنَّ جنونُها لما رأتْ وأخَذت تجيء إلى خَبًّاب يوماً بعد يومٍ فتأخذ حديدةً محمِيةً من كِيرِه ( منفاخ موقد الحداد ويراد به الموقد نفسه ) وتضعُها على رَأسه حتى يدخِّن رأسه ويُغمى عليه ...
    وهو يدعو عليها وعلى أخيها سباعٍ.

    * * * * * * *
    - ولما أَذِنَ الرسولُ صلوات الله عليه لأصحابه بالهجرة إلى المدينة تَهيَّأ خبابٌ للخروجِ.
    غير أنًّه لم يُبارح مكًّةَ إلا بعد أن استجابَ الله دعاءَه على أمِّ أنمارٍ...
    فقد أُصيبت بِصُداعٍ لم يُسمع بمثلِ آلامِهِ قطُّ, فكانت تعوِي من شدَّة الوجَعِ كما تّعوي الكلابُ....

    وقام أبناؤها يستطبون لها في كلِّ مكان , فقيل لهم: إنه لا شفاءَ لها من أوجاعها إلا إذا دَأبَتْ على كَيِّ رأسِها بالنار ....
    فجعلت تَكوي رأسها بالحديدِ المَحميِّ ؛ فتَلقى من أوجاعِ الكيِّ ما يُنسيها آلامَ الصُّداع ...

    * * * * * * *
    - ذاقَ خبَّاب في كَنفِ الأنصارِ في المدينةِ طَعمَ الراحةِ التي حُرِم منها دهراً طويلاً, وقرَّت عينُه بِقُرب نبيِّه صلواتُ الله وسلامُه عليه دونَ أن يكدِّرَه مكدِّرٌ أو يُعكِّرَ صفوَه مُعكرٌ ...
    وشهِدَ مع النبي الكريم بدراً ، وقاتل تحت رايتِه ... وخرجَ معه إلى أحد فأقَرَّ الله عينه برؤية سِباعِ بن عبدِ العُزَّى أخي أمِّ أنمارٍ وهو يلقَى مصرَعَه على يَدِ أسَدِ الله حَمزة بن عبد المُطَلب ...

    * * * * * * *
    - وامتدَّت به الحياةُ حتى أدرَك خلفاءَ رسولِ الله الراشدين الأربعة. وعاش في رِعايتهم جليلَ القدرِ نَبِيه الذِّكرِ ...

    * * * * * * *
    - ودَخلَ ذات يوم على عمرَ بن الخطابِ في خِلافته, فأعلَى عمرُ مَجلِسَه, وبالَغَ في تَقريبه وقال له: ما أَحدٌ أحقَّ منك بهذا المجلس غير بلالٍ .
    ثم سألَه عن أشدِّ ما لقِي من أذى المُشركين, فاستحيا أنْ يجيبَه ...
    فلمَّا ألحَّ عليه أزاحَ رداءهُ عن ظهرِه, فَجفِلَ ( نفر مما رأى ) عمرُ مما رأى, وقال: كَيف صار ذلك ؟!
    فقالَ خبَّاب: أوقَدَ المشركون لي حطباً حتى أصبحَ جمراً ...
    ثم نزعوا عنِّي ثيابي, وجعلوا يجُرونني عليه, حتى سقَطَ لحمي عن عظامِ ظَهري, ولم يُطفئ النَّار إلا الماءُ الذي نَزَّ من جَسدي .....

    * * * * * * *
    - اِغَتنى خبَّابٌ في الشّطر الأخيرِ من حياته بعد فقرٍ, وملك ما لم يمكن يَحلُم به من الذّهب والفضة...
    غير أنهُ تصَرفَ في مالِه على وجهٍ لا يَخطُرُ ببال أحدٍ ...

    فقد وَضعَ دراهِمه ودنانيره في موضعٍ من بيته يعرفُه ذوو الحاجات من الفقراء والمساكين.
    ولم يَشدُدْ عليه رِباطاً ( لم يخبئه ) , ولم يُحكِم عليه قفلاً, فكانوا يأتون داره ويأخذون منه ما يشاؤون دونَ سؤالٍ أو استئذانٍ ...
    ومع ذلك فقد كان يخشى أن يُحاسب على ذلك المالِ, وأن يعذب بسببه.

    * * * * * * *
    - حَدّثْ جمَاعةٌ من أصحابِه قالوا: دخلنا على خبابٍ في مرَضِ موته فقال: إن في هذا المكان ثمانين ألفَ درهمٍ, والله ما شددتُ عليها رباطاً قطُّ, ولا مَنَعتُ منها سائلاً قطُّ ثم بَكى ..

    فقالوا: ما يُبكيكَ ؟!!

    فقال: أبكي لأنَّ أصحابي مضوا ولم ينالوا من أجورِهم في هذه الدنيا شيئاً, وأنني بقيتُ فنِلت من هذا المالِ ما أخافُ أن يكونَ ثواباً لتلك الأعمال...
    * * * * * * *
    - ولما لحق خَبابٌ بجوار ربِّه وقف أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالب رَضيَ الله عنه على قبره وقال: رَحِمَ الله خباباً, فلقد أسلَمَ راغباً, وهاجَرَ طائِعاَ, وعاش مجاهداً...
    ولَن يُضيعَ اللهُ أجرَ من أحسَنَ عملاً.
    رضى الله عنه وارضاه

    المره الجايه ان شاء الله

    هيكـون ...
    صحابى قال عنه عمر بن الخطاب
    إن لـ*** فى الاسلام مكاناً

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه

  7. #57
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    صحابى قال عنه عمر بن الخطاب
    إن لـ*** فى الاسلام مكاناً


    عتبـة بن غــزوان _ رضى الله عنه _

    أوَى أميرُ المؤمنين عُمرُ بنُ الخطاب بعدَ صلاةِ العشاء إلى مضجعِهِ فقد كان يريدُ أن يصيبَ حظا من الراحَة ليستعين به على العسِّ في الليل.
    لكنَّ النومَ نفرَ عن عيني الخليفةِ، لأنّ البريد حمَلَ إليه: أنَّ جُيوش الفرسِ المنهزمة أمام المسلمين كانت كلما أوشك جُندُه على أن يُجهزوا عليها يأتيها المددُ من هنا وهناك، فلا تلبث أن تستعيدَ قوَّتها وتستأنفَ القتال.
    وقيل له: إنَّ مدينة الأبلةِ ( مدينة في جوار البصرة ألحقت بها وغدت جزءاً منها ) تعدّ من أهم المصادرِ التي تمدُ جيوشَ الفرسِ المُنهزمة بالمالِ والرجال.

    فعزمَ على أن يُرسل جيشاً لفتحِ الأبلة، وقطعِ إمداداتها عن الفرس، لكنهُ اصطدمَ بقلة الرجالِ عنده.

    ذلك لأنَّ شبانَ المسلمين وكهولهم وشيوخهم قد خرجُوا يَضربون في فجاجِ الأرض ِ غزاة في سبيلِ الله، حتى لم يبق لديهِ في المدينةِ إلا النزرُ ( القليلُ الضئيل ).
    فعمد إلى طريقتهِ التي عُـرفَ بها...
    وهي التعويضُ عن قِلة الجُند بقوة القائد...
    فنثرَ كنانة ( جعبة السهام ) رجاله بين يَديه وأخذ يعجمُ ( يختبر ) " شبههم بالسهام " عيدَانهم واحداً بعد آخرَ فما لبثَ أن هتف: وَجدتهُ... نعم وجدته...

    ثم مَضى إلى فراشهِ وهو يقول: إنه مجاهدٌ عرفتهُ بدرٌ وأحدُ والخندقُ وأخواتها...
    وشهدَت لها اليمامة ومواقِفها...
    فما نبا له سيفٌ ( لم يصب ) ، ولا أخطأت له رَمية..
    ثم إنه هاجرَ الهجرتين ( الهجرة إلى بلاد الحبشة والهجرة إلى المدينة ) ، وكان سابعَ سبعةٍ أسلمُوا على ظهرِ الأرض...

    ولما أصبحَ الصبحُ، قال: ادعوا لي عُتبة بـن غزوَان.
    وعقدَ له الراية على ثلاثِمائةٍ وبضعة ( البضع من الثلاثة إلى التسعة ) عَشر رجلاً...
    وَوعَده بأن يُمدَّه تِباعاً بما يَتوافـرُ له من الرجال.

    * * * * * * *
    - ولما عزمَ الجيشُ الصغيرُ على الرحيلِ؛ وقفَ الفاروقُ يودع قائده عُتبة ويُوصيه فقال له:
    يا عُتبة إني قد وجَّهتك إلى أرضِ الأبلة، وهي حِصـنٌ من حُصونِ الأعداءِ فأرجو الله أن يُعينك عليها.
    فإذا نَزلتَ بها فادع قومَها إلى الله، فمن أجابك فاقبل منه، ومن أبى فخُذ منه الجِزية عن صغارٍ وذِلة...
    وإلا فضع في رقابهم السيفَ ( حاربهم واقتلهم ) في غيـرِ هوادةٍ.
    واتقِ الله يا عُتبة فيما وليتَ عليه.

    وإيَّاك إن تنازِعك نفسك إلى كبرٍ يُفسدُ عليك آخرتك ، واعلم أنك صَحبت رسول الله ، فأعــزك الله به بعدَ الذلة، وقواك به بعدَ الضعفِ، حتى صِرتَ أميراً مُسلطاً ، وقائداً مُطاعاً ، تقول فيُسمعُ منك، وتأمرُ فيطاع أمرك فيا لها من نعمةٍ إذا هي لم تبطرك وتخدَعك وتهوِي بك إلى جَهنمَ أعاذك الله وأعاذني منها.

    * * * * * * *
    - مَضى عُتبة بـن غـزوان برجاله ومَعه زوجته وخمسُ نِسوة أخرياتٌ من زوجاتِ الجند وأخواتِهم، حتى نزلوا في أرضٍ قصباء ( نبات مائي مجوف ) لا تبعُدُ كثيراً عن مدينة الأبلة.
    ولم يكن معهم شيءٌ يأكلونه...
    فلما اشتدَّ عليهم الجوع قال عتبة لنفرٍ منهم: التمِسُوا ( ابحثوا واطلبوا ) لنا في هذه الأرضِ شيئاً نأكله.
    فقاموا يبحثون عما يسدُ جوعتهم ، فكانت لهم مع الطعامِ قصة رواها أحدهم فقال:

    بينما كنا نبحث عن شيءٍ نأكله، دَخلنا أجَمَة ( الشجر الكثير الملتف ) فإذا فيها زنبيلان ( القفة ) في أحدهما تمرٌ، وفي الآخرِ حبٌ أبيضُ مُغطى بقشرٍ أصفرَ، فجذبناهُما حتى أدنيناهما من العسَكر ، فنظر أحدُنا إلى الزنبيلِ الذي فيه الحبُّ وقال: هذا سُمٌ أعده لكم العدُو، فلا تقربُنه..
    فمِلنا إلى التمر، وجعلنا نأكلُ منهُ...
    وفيما نحن كذلك إذ بفرسٍ قد قطعَ قيادَه ( قطع رسنه ) وأقبلَ على زنبيلِ الحبِّ وجعل يأكلُ منه، فوالله لقد هَمَمنا بأن نذبحهُ قبل أن يموتَ لننتفع بلحمِهِ.

    فقام إلينا صاحبُه وقال: دعوه، وسأحرُسُه الليلة فإن أحسست بموته ذبحتهُ.
    فلما أصبَحنا وجدنا الفرس معافىً لا ضرَرَ فيه.

    فقالت أختي: يا أخي ، إني سمعتُ أبي يقول: إن السمَّ لا يضرّ إذا وُضع على النار وأنضِج.
    ثم أخذَت شيئاً من الحبِّ ووضعته في القِدر، وأوقدت تحته.

    ثم ما لبث أن قالت: تعالوا انظرُوا كيف احمَرَّ لونه، ثم جعَل يتشقق عنه قشرُهُ، وتخرجُ منهُ حُبوبُه البيضُ.
    فألقيناه في الجفنةِ ( القصعة الكبيرة ) لنأكله، فقال لنا عُتبة: اذكروا اسمَ الله عليه وكلوه...
    فأكلنا فإذا هو غاية في الطيب.
    ثم عرفنا بعد ذلك أنَّ اسمهُ الأرز.

    * * * * * * *
    - كانت الأبلة التي اتجه إليها عُتبة بنُ غزوان بجيشهِ الصغيرِ مدينة حصينة قائمة على شاطئ دجلة ( نهر ينبع من تركيا يجري في العراق ويصب في شط العرب ) ، وكان الفرسُ قد اتخذوها مخازن لأسلِحتهم، وجعلوا من أبراج حُصونها مراصدَ لمراقبة أعدائهم.

    لكن ذلك لم يمنع عُتبة من غزوها على الرغم من قِلةِ رجاله وضآلة سلاحِه.
    إذ لم يَجتمع له من الرجالِ غيرُ ستمائةِ مُقاتلٍ تصحبُهم طائفة قليلة من النساء.
    ولم يكن عِندهُ من السلاح غيرُ السيوف والرماح، فكان لا بُدَّ له من أن يستعمِل ذكاءه.

    * * * * * * *
    - أعَدّ عتبة للنسوةِ رايات رفعها على أعواد الرماح...
    وأمَرَهنَّ أن يمشين بها خلفَ الجيش، وقال لهن: إذا نحنُ اقتربنا من المدينة فأثِرن الترابَ وراءنا حتى تملأن به الجوَّ.
    فلما دنوا من الأبـُلة خرجَ إليهم جندُ الفرسِ، فرأوا إقدامهم عليهم.
    ونظروا إلى الرَّايات التي تخفِق ورائهم.
    ووجدوا الغبارَ يملأ الجو خلفهُم.

    فقال بعضُهم لبعض: إنهم طليعة العسكر ( مقدمة العسكر ) ، وإنَّ وراءهم جيشاً جراراً ( الجيش الكثيف العدد والعُدد ) يثيرُ الغبار، ونحن قِلة...
    ثم دبَّ في قلوبهُم الذعرُ، وسيطرَ عليهم الجزع ، فطفقوا يَحملون ما خفَّ وزنهُ وغلا ثمنهُ، ويتسابقون إلى ركوبِ السفن الراسيةِ في دجلة ويُولون الأدبار ( ينهزمون ).
    فدخل عتبة الأبلة دون أن يَفقدَ أحداً من رجاله...

    ثم فتحَ ما حولها من المُدن والقرى.

    وغنم من ذلك غنائِم عـزّت على الحَصِر ، وفاقتْ كل تقديرٍ، حتى إنَّ أحدَ رجاله عادَ إلى المدينة ، فسأله الناسُ: كيف المسلمون في الأبلة؟

    فقال: عمَّ تتساءَلون؟!

    والله لقد تركتهُم وهم يكتالون الذهَبَ والفضة اكتيالاً... فأخذ الناس يَشدون إلى الأبلة الرِّحال

    * * * * * * *
    - عند ذلك رأى عُتبة بن غزوان أن إقامَة جنوده في المُدُنِ المفتوحةِ سوف تعودُهم على لينِ العيش، وتخلقهُم بأخلاق أهلِ تلك البلاد، وتفلُّ ( تضعف من قوة عزائمهم ) من حِدَّة عزائِمِهم على مُواصلةِ القتالِ؛ فكتبَ إلى عمر بن الخطاب يَستأذنه في بناءِ البصرةِ ( مدينة في العراق على شط العرب ) ، ووصف له المكان الذي اختارَه لها فأذِن له.

    * * * * * * *
    - اختط عُتبة المدينة الجديدة ( خططها ).
    وكان أوَّلَ ما بناه مسجدُها العظيم...
    ولا عجب...
    فمن أجلِ المسجدِ خـرجَ هو وأصحابُه غزاةً في سبيل الله...
    وبالمسجدِ انتصرَ هو وأصحابُه على أعداءِ الله...
    ثم تسابق الجُندُ على اقتطاعِ الأرضِ ( أخذها وامتلاكها ) وبناء البيوت...
    لكن عتبة لم يبـنِ لنفسهِ بيتاً، وإنما ظلَّ يسكن خيمة من الأكسِية...
    ذلك لأنه كان قد أسرَّ في نفسهِ أمراً...

    * * * * * * *
    - فلقد رأى عُتبة أن الدنيا أقبلت على المسلمين في الـبَصرة إقبالاً يُذهلُ المرءَ عن نفسه.
    وأنَّ رجاله الذين كانوا مُنذ قليلٍ لا يعرفون طعاماَ أطيبَ من الأرُز المسلوقِ بقشرِه قد تذوقوا مآكِل الفرسِ من الفالوذجِ ( صنف من الحلوى يصنع من الدقيق والسمن والعسل ) واللوزينجِ ( صنف من الحلوى يشبه القطايف يحشى باللوز ) وغيرهما واستطابوها.
    فخشي على دينه من دنياه...

    وأشفق على الآجلةِ من العاجلةِ ( هي الآخرة والعاجلة الدنيا )...

    فجَمَعَ الناسَ في مسجدِ الكوفةِ وخطبهُم فقال: أيها الناس إن الدُنيا قد آذنت بالانقضاءِ، وأنتم مُنتقلون عنها إلى دارٍ لا زوال فيها ، فانتقِلوا إليها بخيرِ أعمالكم. ولقد رأيتني سابعَ سبعةٍ ( رأيت نفسي بين المسلمين ولم يكن قد أسلم أحد غيرنا ) مع رسول الله ، وما لنا طعامٌ غيرُ ورقِ الشجرِ حتى قرِحت منه أشداقنا ( تقرحت منه شفاهنا ).
    ولقد التقطتُ بُردَة ( أخذتها من الأرض ) ذات يومٍ , فشققتها بيني وبين سعدِ ابن أبي

    وقاصٍ فاتزرتُ بنصفها ( جعلت نصفها إزاراً لي ) ، واتزرَ سعدٌ بنصفها الآخر.

    فإذا نحن اليومَ لم يبق منا واحدٌ إلا وهو أميرٌ على مصرٍ مـن الأمصار...

    وإني أعوذ بالله أن أكون عظيماً عند نفسي صغيراً عند الله...

    ثم استخلفَ عليهم رجُلاً منهم، وودَّعهُم ومضى إلى المدينة.

    فلما قدِمَ على الفاروق استعفاه من الولاية ( طلب منه أن يعفيه منها ويعزله عنها ) فلم

    يُعفِه، فألحَّ عليه فأصرَّ عليه الخليفة، وأمرَه بالعودةِ إلى البصرة.. فأذعن لأمرِ عُمرَ ( خضع له واستجاب ) كارهاً ، وركبَ ناقته وهو يقول: اللهم لا ترُدَّني إليها... اللهم لا تردني إليها...

    فاستجاب الله دعاءَه إذ لم يبعد عم المدينةِ كثيراً حتى عَثرت ناقته، فخرَّ عنها صريعاً... وفارق الحياة رضي الله عنه وأرضاه.

    المره الجاية ان شاء الله

    هيـكون ...
    صحابى قال عنه الرسول :
    من قـاتل فـليقـاتل كما يـقاتل *****


    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم أشفِ مرضى المسلمين
    اللهم أرحم جميع موتى المسلمين وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه

  8. #58

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    يارب مع رسول الله
    المشاركات
    2,600

    افتراضي

    ربنا يكرمك يا امــــــــــــــــيره



    كل مره النت يفصل ويتراكم على واقعد اقرا على فترات


    بس الموضوع دوت عاوز يتقرا من تانى عشان يثبت فيه حاجه


    متابعه يا جميل ان شاااء الله

  9. #59
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة N00R EL _SHAMS مشاهدة المشاركة
    ربنا يكرمك يا امــــــــــــــــيره



    كل مره النت يفصل ويتراكم على واقعد اقرا على فترات


    بس الموضوع دوت عاوز يتقرا من تانى عشان يثبت فيه حاجه

    متابعه يا جميل ان شاااء الله

    الله يكرمك يا نيره
    لو عاوزانى اخلى كل يومين صحابى مفيش مفيش مشاكل
    ولو الخط او اللون او اى حاجه مش مظبوطه قولى واظبطها بعد كده ان شاء الله

  10. #60

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    يارب مع رسول الله
    المشاركات
    2,600

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amira مشاهدة المشاركة

    الله يكرمك يا نيره
    لو عاوزانى اخلى كل يومين صحابى مفيش مفيش مشاكل
    ولو الخط او اللون او اى حاجه مش مظبوطه قولى واظبطها بعد كده ان شاء الله
    لا كله تمام

    كل يوم صحابى كداا كويس
    انا الى النت بيفصل عندى بالايام فعشان كدا بيتراكم على
    بس كدا كويس
    جزاكى الله خيرا يا اميره

صفحة 6 من 10 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •