الصحابى الذى قال
"ما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني" بعد دعوة دعاها له الرسول
أبـو هـريره الدوسى _ رضى الله عنه _
كان إسمه قبل الاسلام عبد شمس
أسماه الرسول بعد دخوله الاسلام بـ عبدالرحمن
أما كنيته بأبى هريره فسببها انه كانت له في طفولته هره صغيره يلعب به لذلك ناداه اصحابه بـ أبا هريره وشاع ذلك حتى غلب على إسمه
لما اتصلت أسبابه بأسباب رسول الله
جعل يناديه كثيرا يا " أبا هر " إيناسا له وتحببا فيه فصار يؤثر أبا هر عن أبا هريره و يقول : نادانى بها حبيبى رسول الله
أسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسى رضى الله عنه وارضاه
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥
انقطع ذلك الفتى الدوسى "ابو هريره " لخدمه رسول الله وصحبته ومرافقته ولم يكن
له ولد ولا زوج وانما كان له أم عجوز أصرت على الشرك فكان لا ينقطع ابدا عن
دعوتها للاسلام اشفاقا عليها وبرا بها , فتنفر منه وتصده
... في يوم دعاها الى الاسلام والايمان بالله ورسوله فقالت في النبى قولا أحزنه فذهب لرسول الله
يبكى
قال له رسول الله
: ما يبكيك يا أبا هريره ؟!
فقال : انى كنت لا أفتر عن دعوه امى للاسلام فتأبى على إلا انى دعوتها اليوم فاسمعتنى فيك ما اكره فادع الله عز وجل ان يميل قلب ام ابى هريره للاسلام
فدعا لها النبى 
قال ابو هريره : فمضيت الى البيت فاذا الباب قد رد وسمعت خضخضه الماء فلما هممت بالدخول ,
قالت امى : مكانك يا أبا هريره ... ثم لبست ثوبها وقالت أدخل , فدخلت
فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
فعدت الى الرسول وانا أبكى من الفرح كما بكيت قبل ساعه من الحزن وقلت : أبشر يا رسول الله ...أبشر فقد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبى هريره الى الاسلام
فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا.
قال قلت: يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا.
قال فقال رسول الله
" اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني.
**********
ميــراث محمد عليه الصلاة والسلام
روى الطبراني أن ابا هريرة مر بسوق المدينة
فوقف وقال: يا اهل السوق ما اعجزكم
قالوا : وما رأيت من عجزنا يا أبا هريرة ؟!!
قال: ذاك ميراث النبي يقسم وانتم ها هنا .الاتذهبون فتاخذوا نصيبكم منه .
قالوا:وأين هو؟
قال:في المسجد
. فخرجوا سراعا. ووقف أبوهريرة ينتظر رجوعهم .
فقال لهم : ما لكم؟
قالوا : يا ابو هريرة اتينا المسجد. فدخلنا فيه فلم نرى شيئا يقسم.
فقال لهم أبو هريرة: وما رأيتم في المسجد أحدا
. فقالوا : بلى رأينا قوما يصلون وقوفا يقرؤون القران وقوما يتذاكرون الحلال والحرام .
فقال لهم : ويحكم فذاك ميراث محمد
**********
وقد أحبَّ أبو هريرةَ الرسول صلواتُ الله عليه حُبا خالط لحمهَ ودمَه...
فكان لا يشبعُ من النظر إليه ويقولُ: ما رأيتُ شيئاً أملحَ ولا أصبحَ من رسول الله
حتى لكَأنَّ الشمسَ تجري في وجهِه....
وكان يحمدُ الله تبارك وتعالى على أن مَنّ عليه بِصُحبة نبيِّه واتباع دينهِ فيقول: الحمدُ لله هدى أبا هُريرة للإسلامِ ... الحمد لله الذي علمَ أبا هريرة القرآنَ .... الحمد لله الذي مَنّ على أبي هريرة بصُحبةِ محمدٍ
....
**********
وكما أولعَ أبو هريرةَ برسولِ الله صلوات الله وسلامه عليه، فقد أولعَ بالعِلم وجعلهُ دَيدنهُ ( دأبه وعادته ) وغاية يَتمنَّاه.
حَدّثَ زيدُ بنُ ثابتٍ قال: بينما أنا وأبو هريرة وصاحبٌ لي في المسجدِ ندعو الله تعالى ونذكرُه إذ طلعَ علينا رَسولُ الله
، وأقبلَ نحونا حتى جلسَ بيننا، فسكتنا، فقال: ( عُودُوا إلى ما كنتم فيه ).
فدعوتُ الله أنا وصاحبي ( قبلَ أبي هريرة ) وجعلَ الرسولُ يُؤمنُ على دعائِنا...
ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهُم إني أسألك ما سألك صاحبايَ... وأسألك عِلماً لا يُنسى...
فقال عليه الصلاة والسلام: ( آمين ).
فقلنا: ونحن نسألُ الله علماً لا يُنسى.
فقال: ( سبقكم بِها الغُلامُ الدوسيُّ ).
**********
وقد عانى أبو هريرة بسببِ انصرافهِ لِلعلمِ، وانقطاعِه لمجالس رسولِ الله ما لم يُعانه أحدٌ من الجوعِ وخُشونة العيشِ.
روَى عن نفسِه قال: إنه كان يشتدُّ بي الجوع حتى إنّي كنتُ أسألُ الرجلَ من أصحابِ رسولِ الله عن الآيةِ من القرآن ( وأنا أعلمُها ) كي يَصحبني معه إلى بيته؛ فيطعمني ...
وقد اشتدَّ بي الجوع ذات يومٍ حتى شدَدتُ على بطني حجراً، فقعدتُ في طريق الصَّحابةِ، فمرَّ بي أبو بكرٍ فسألته عن آيةٍ في كتاب الله وما سألته إلا ليدعوني، فما دعاني.
ثم مرَّ بي عمرُ بنُ الخطاب فسألتهُ عن آيةٍ؛ فلم يدعُني أيضاً حتى مرَّ بي رسولُ الله
فعرف ما بي من الجوعِ فقال: ( أبو هريرة؟! )
قلت: لبّيكَ يا رسول الله، وتبِعتهُ؛ فدخلتُ معه البيتَ فوجدَ قدَحاً فيه لبنٌ، فقال لأهلهِ: ( من أينَ لكم هذا؟! )
قالوا: أرسلَ به فلانٌ إليك.
فقال: ( يا أبا هريرةِ انطلقْ إلى أهلِ الصّفّةِ "هم ضيوف الله من فقراء المسلمين ممن لا أهل لهم ولا ولد ولا مال، فكانوا يجلسون على صفة في مسجد رسول الله فسموا بأهل الصفة)، فادعهم ).
فساءَني إرساله إيَّايَ لِدعوَتهم، وقلتُ في نفسي: ما يفعلُ هذا اللبنُ معَ أهلِ الصفةِ؟!
وكنتُ أرجو أن أنالَ مِنه شربة أتقوى بها، ثم أذهبَ إليهم؛ فأتيتُ أهلَ الصّفة ودعوتهُم؛ فأقبلوا، فلما جَلسوا عند رسول الله قال: ( خذ يا أبا هريرة فأعطهِم ), فجعلتُ أعطي الرجُلَ فيشربُ حتى يَروى إلى أن شرِبوا جميعاً؛ فناولتُ القدحَ لرسول الله
، فرفعَ رأسه إلي مُبتسماً وقال: ( بقيتُ أنا وأنْت ).
قلت: صَدقت يا رسول الله.
قال: ( فاشرب )، فشربتُ.
ثم قال: ( اشربْ )، فشربتُ...
وما زال يقول: اشَرب، فأشربُ حتى قلت: والذي بَعثكَ بالحقّ لا أجدُ له مَساغاً ( لا أستطيع ابتلاعه )...
فأخذَ الإناءَ وشربَ من الفضلةِ....
**********
وقد كانت لأبي هريرة جاريةٌ زنجيةٌ ( من بلاد الزنج، وهم قوم من السودان ) فأساءتْ إليه، وغمت أهلهُ، فرفعَ السوط عليها ليضربَها به، ثم توقفَ، وقال: لولا القصَاصُ يوم القيامة لأوجعتك كما آذيتنا، ولكنْ سأبيعُك ممن يُوفيني ثمنكِ وأنا أحوجُ ما أكونُ إليه...
اذهبي فأنتِ حُرة لله عزّ وجلَّ...
*********
وقد ظلَّ أبو هريرة ( ما امتدَّت به الحياةُ ) برَّاً بأِمه، فكان كلما أرَادَ الخروجَ من البيت وقفَ على بابٍ حجرتها وقال: السلامُ عليك يا أمَّتاه ورحمة الله وبركاته.
فتقول: وعليك السّلامُ يا بنيَّ ورحمة الله وبركاته.
فيقول: رَحمكِ الله كما ربّيتني صغيراً.
فتقول: ورحمك الله كما بَرَرتني كبيراً.
ثم إذا عادَ إلى بيته فعل مثلَ ذلك.
*********
وكانتِ ابنته تقول له: يا أبتِ إنّ البنات يُعيرنني؛ فيقلنَ: لم لا يُحليك أبوكِ بالذهب؟! فيقول: يا بُنية، قولي لهنَّ: إن أبي يخشى عليَّ حرَّ اللهب ( أي حر لهب جهنم ).
********
ولم يكن امتناعُ أبي هريرة عن تحليةِ ابنته بخلاَ بالمالِ أو حرصاً عليه؛ إذ كان جواداً سخيّ اليدِ في سبيل الله. فقد بعثَ إليه مروانُ بنُ الحكم مائة دينارٍ ذهباً، فلما كان الغد أرسلَ إليه يقول: إن خادميِ غلِط فأعطاك الدنانيرَ، وأنا لم أرِدك بها، وإنما أردتُ غيرك، فسُقِط ( تحير وندم ) في يدِ أبي هُريرة وقال: أخرجتها في سبيلِ الله ولم يبتْ عندي منها دينارٌ؛ فإذا خرجَ عطائي ( حقي في بيت المال ) فخذها منه.
وإنّما فعلَ ذلك مروانُ ليختبره، فلما تحرّى الأمرَ وجَدَه صحيحاً
********
وقد كان أبو هُريرة يَحرصُ أشدَّ الحرصِ على دعوة الناسِ إلى برِّ آباِئهم، وصِلةِ أرحامهم.
فقد رأى ذات يومٍ رجلينِ أحدهما أسنُّ ( أكبر سنناً ) من الأخرِ يمشِيان معاً، فقال لأصغرِهما:
ما يكون هذا الرَّجلُ منك؟
قال: أبي.
فقال له: لا تسمِّه باسمِه... ولا تمشِ أمامَه... ولا تجلِس قَبله...
*********
ولما مَرضَ أبو هُريرة مرضَ الموتِ بكى...
فقيل له: ما يبكيك يا أبا هريرة؟!
فقال: أما إنّي لا أبكي على دنياكم هذه.... ولكنَني أبكي لبُعد السَّفر وقلة الزادِ...
لقد وقفتُ في نهاية طريقٍ يُفضي بي إلى الجنةِ أو النارِ...
ولا أدري ... في أيِّهما أكون !!
وقد عاده مروانُ بنُ الحكم فقال له: شفاكَ الله يا أبا هُريرة.
فقال: اللهُمَّ إني أحبُّ لقاءك فأحبَّ لقائي وعجِّل لي فيه...
فما كاد يغادر مروانُ داره حتى فارقَ الحياة...
********
رحمَ الله أبا هُريرة رحمةً واسعةً؛ فقد حفِظ للمسلمين ما يَزيدُ على ألفٍ وستمائةٍ وتسعةٍ من أحاديثِ رسول الله
.. وجزاه عن الإسلامِ والمُسلمين خيراً
طولت منى المشاركه
المره الجايه إن شاء الله
هيكـون ...
أعلم أمة محمد عليه الصلاه والسلام بالحلال والحرام