خمسُ رسائل ٍ فى رحيل ِ فرعون..!
الشعر يمد الأمم بالأمل والحماس اللازمين لكى يكتبوا التاريخ , قد يتحايل الساسة عليهم بعد ذلك ليكتبوا تاريخًا مكذوبًا .. لكنه الشعرُ يقف مؤرخًا .. صادقًا .. خالدً
(1)
هى الأيامُ
دِولٌ..تتقلَّـبُ
لكُلِ بدايةٍ كُتِبتْ
لابُدَّ من نهايةٍ ..تُكتَبُ
هو الحقُ
نورُ اللهِ فى أرضِه
و نورُ اللهِ..لا يُحجَـبُ
هو الشعبُ
_إذا اتحدَ_أسَـدٌ
والأُسْدُ أبدًا..لا تُركـَـبُ
(2)
فرعونُ
ثلاثون عامًا مُألّهٌ فى سُلطانِكَ
وبــِلادُنا من طُـغـيانِكَ
تَـخرَبُ
ثلاثون عامًا
لا أسودُ منها..ولا أكأبُ
ثلاثون عامًا
تسكرُ من دِمـانا
ومن آهـاتِنا تُطرَبُ
ثلاثون عامًا
ومازلتَ عنيدًا
ترى الشعبَ عبيدًا
إن يشتكوا..يُعــاقبـوا
لكـَمْ كويتَـنا بزيتِ عِندِكَ
وكُـنا على وتدِ الصَمتِ نُصلَبُ
زدْ فى عِنادكَ
اليومَ..وبنفس ِ الزيتِ
نيرانُ الثورةِ تُـلهـَـبُ
ما زلتَ تُعِدُ خطةً فـخطةً
وتظنُ أنَ الشعبَ
عن حقارتِكَ مُغــيّـبُ
تحاولُ إرهابَنا
كى تجعلَ الخوفَ إلى قلوبــِنا
يتسرّبُ
خطتُكَ الدنيئةُ لن تُفلِحَ
فلم تعد سياطُكَ
ولا ضُباطُك ترعبُ
إنه النيلُ فاضَ على نفوسنا
وغمرَها قوة ً لا تُغلَبُ
قطعّتَ أصابِعَنا
حين أشرنا لظُلمِكَ
فنبتت لنا
بدلا من الأصابع ِ مخالبُ
(3)
جمعتَ الكُهانَ حولَكَ
لينافقوا..ويضللوا..ويكذِبوا
وجئتَـنا مُتوددًا خاطبًا
أيصدقُ الناسُ شَيطانًا يَخطِبُ
تقولُ:
"اسمعوا أباكُم"
اليومَ فقط
أنت السندُ..والمرشدُ والأبُ؟ !
تسببتَ فى مَقتلِ إخواننا
ومازلتَ تتسببُ
فكيفَ لمثلكَ نُنسَبُ؟
تقولُ:
"أنا مَنْ بنى هذا البلد
أنا مَنْ حَمى هذا البلد
كنتُ بجندِه..حين حاربوا"
أتمنعُ نهبَ العِـدا عنا
وبيديكَ أنت تنهبُ؟!
أوتحسبُ وطننا بقرةً
تُطعَمُ يومًا
لتبقى دهرًا..تُحلَبُ؟ !
أخبرتكَ الكهنةُ
أن شعبَنا حليمٌ ,مُتسامحٌ ,طيبُ
فجئتَنا
تحتالُ على مشاعرِنا
وتتلاعبُ
لكنهم ما أخبروكَ
أن إتق ِ شرَ الحليمِ..إذ يغضبُ
(4)
تلكَ الوعودُ الكاذباتُ
ليست ما نَطلُبُ
ما جئناكَ نشكو
أو نتعاتَبُ
العتابُ لِمَنْ أذنبَ مرةً
ليس لمن قضى عُمرًا..يُذنـبُ
لا نرغبُ فيكَ فرعونُ
ولا فى هامان..نرغبُ
هو الرحيلُ
ولا بديل
وليرحلْ معك
الكهانُ..والأتباعُ..والمَواكِبُ
إذا ما توجّب قتلُ الأفعى
فقتلُ أبنائِها ..أوجَــبُ
(5)
فرعونُ
كَثُـرَت فى عهدِكَ
المفاسدُ
و الكوارثُ
والمصائبُ
إذللتنا
أتعبتنا
كى تجعلَ الخَلاصَ مِنْكَ..يصعُبُ
لكننا
_ وبرغمِ التعبِ _
أقوى ألفَ مرةٍ ..وأصلَبُ
دمُ الشُهداءِ بحرٌ
وبعصا الصُمودِ سنضرِبُ
ينشقُ البحرُ طريقًا
نعبرُ..وتموتُ غَـريقًا
إلى الجحيمِ حتمًا ..ذاهبُ
هو الشعبُ
إذا اتحدَ_أسَـدٌ_
والأُسْدُ أبدًا..لا تُركـَـبُ
هو التحريرُ
مهدُ أعظم ِ ثورةٍ
ونبعُ كرامةٍ
..لا ينضبُ
محمد فوزى