غَيْمَة مِن الْحُزْن وَلَّت عُمْرُهَا ثَلَاثُوْن عَام
خُطِفَت مِن الْعُمْر إِزْدِهَارِه
سَرَقَت مَن الْشَّفَة الْكَلَام
نُسِجَت مِن الذُّل بِضَاعَه
تُرَوَّجُهَا بِاسْم الْسَّلَام
صَرَخَت بِنَشْوَه نَرْجِسِيَّه
لَا صَوْت بَعْدِى وَلَا كَلَام
فَأَنَا الْبِدَايَه..رُوْح الْرِّوَايَه..وَأَنَا الْخِتَام
غَيْمَة مِن الْحُزْن جَارَت
سُلِبَت مِن الْأَرْض وَجْه الْحَيَاه
وَأُغْتَالَت أَمَل صُبْح جَدِيْد
وَبَلَغ إِنْتِقَام الْدُّجَى مُنْتَهَاه
غَيْمَة عَبَثَت بِأَرْضِى
صُلِبْت وَجْه الْقَمَر فِى سَمَّاه
قَتَلْتُه لَم تَرْحَم صِبَاه
فَالْحَق يُبْكَى وَالْعَيْن تَأْبَى أَن تَرَاه
وَالْعَدْل يَصْرُخ لَكِن لَا يَسْمَع نَدَاه
وَالْمَجْد تَائِهَة خُطَاه
فَالَظُلْم مَعْبَد
وَالْفَسَاد فِى زَمَن الْخَطِيْئَه
أَضْحَى قِبْلَة وَصَلَّاه
فَالَأَرْض تُغْتَصَب ..مُسْتَبَاح عَرْضُهَا
وَالْنَّيْل غَارِق فِى دِمَاه
غَاب عَنْهَا أَن الْزَّهَر وَإِن مَزَّقُوه
سَيَحْيَا بِدَاخِلِه شَذَاه
غَاب عَنْهَا أَن الْطَّيْر وَإِن حَاصَرُوْه
سَيَظَل يَصْدَح فِى غِنَاه
غَاب عَنْهَا أَن أَهَات الْغَضَب
سَتَخْرُج مِن صَمْت الْقُبُوْر
فَيُكَرِّر الْعَدْل نَدَاه
فِى الْأُفُق يَتَرَدَّد صَدَاه
هَيْهَات لَن نْحَنَى الْجِبَاه
وسّنْهْدّم أَصْنَام الطْغَاه
وَسَيُنْتَهَى زَمَن الْخَطِيْئَة وَالْجَهَالَة وَالْفُجُور
وَسَتَخْلَع مِصْر ثِيَاب الْعُهْر
وَتَنَادَى فِى ثَوْبَهَا الوِرَّدَى الطُّهُوْر
الْكَوْن فِى فَلِكَى يَدُوْر
وَالْوَرْد فِى حَقَلَى يَثُوْر
وَالْدَّمْع فِى عَيْنِى حَائِر
وَالْجُرْح فِى أَعْمَاقِى غَائِر
أَيّا وَلَدِى الْحُر الْمُغَامِر
قَدَّمَت بَيْن يَدَى الْعُمْر أَطْيَاف نُوْر
كُتِبَت الْتَّارِيْخ عَلَى وَجَنَّتِى
كَشَاعِر يَعْزِف أَنْغَام الْسُطُور
سَأَخْلَع عَن رَأْسِى حِجَابِى
أَتَوَضَّأ مِن دَمِك الْطَّهُوْر
أَتَطَهَّر مِن عَهْر وَجَوْر
أَغْتَسِل مِن عَجَز وَشَيْبُه
فَأَسْتَعِيْد رَوَنَقّى وَصِبَايَا
سَيَظَل جَرْحِك يَا بَنِى سَاكِن بِالحَنَايَا
سَيَظَل طَيْفُك واحَتَّى وَهَدَايَا
سَيَظَل اسْمُك نَغُمَتَّى بغنايا
نَم قَرِيِر الَعَيَن يَا وَلَدِى
فَقَد سُطِّرَت بِدِمَائِك
أَحْلَى أَجْزَاء الْرِّوَايَة
بقلـــــــــــــــمى