صفحة 9 من 19 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 189

الموضوع: مخلوقة اقتحمت حياتى.....

  1. #81
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    A world of illusions
    المشاركات
    1,880

    افتراضي

    الكمبيوتر مهنج خالص

    التعديل الأخير تم بواسطة S!lent Tear ; 18-03-2010 الساعة 09:44 PM

  2. #82
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,366

    افتراضي

    ينفع كده يعنى

    ماليش دعوى بقى

    انا عايزه اعرف البااااقى

  3. #83
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    A world of illusions
    المشاركات
    1,880

    افتراضي

    .............................................

    -----
    لميكنهناكسوىبعضالسياراتتمربينالفينةوالأخرى ، وبعضعمالالنظافةمتناثرينفيالمنطقةبزيهمالمزعجاللون ...

    لميكنفيالمنظرمايبهجالنفسأويريحالأعصاب
    ...

    بدأتأدخنالسيجارةتلوالأخرى ، فهذاهوالشيء الوحيدالذييشعرنيبالراحةالمزيفة
    ...

    تفكيريلميكنصافيا ، إلاأننيعزمتعلىالرحيلعائداإلىبيتي
    ...

    بعدقرابةالساعتين ، عدتللشقةفوجدتسيفوقدخرجتوهمندورةالمياهبعدحماممنعش ، تفوحمنهرائحةالصابون
    ...

    ألقىعليتحيةالصباحبمجردأنرآني ، فرددتوأناأشعربالخجلمنرائحةالسجائرالمنبعثةمنيإزاء رائحةالنظافةوالصابونالصادرةمنه
    !

    "
    هلنمتجديا ؟؟ لاتبدونشيطا
    ! "

    قالسيفذلك ، وهويدققالنظرفيالهالتينالسوداويناللتينتحيطانبعينيالكئيبتينالحمراوين
    ...

    لميكنعليأنأجيب ، فقدجاءهالجواببليغامنمظهري
    ...

    قالسيف
    :

    "
    أننيأفكرفيالطعام ! ألديكمفيالبيتمايؤكلأمأفتشعنمطعم
    !؟ "

    كانيقولذلكبمرحودعابة ، لكنيكنتفيحالةسيئةللغاية ... أسوأمنأنتسمحليبأيتفكيرلائقأوذوقسليم ، قلت
    :

    "
    دعناننطلقالآن
    "

    سيفتسمرفيموضعهوحدقبيبدهشة ! لكنإشاراتالإصرارالصارخةفيعينيطردتمنرأسهأيشكوكحولجديتيفيالأمرمنعدمها
    ...

    "
    الآن
    ؟؟ "

    "
    نعم ... لمعليناالانتظارللغد ؟؟ تبدوفيقمةالنشاطولاضيرمنالسفرالآن
    "

    سيفصمتقليلاثمقال
    :

    "
    عائلتك ... أتظنأنهم
    .... ... "

    رفعتزاويةفمياليمنىباستهتاروسخريةثمتنهدتتنهيدةقصيرةوقلت
    :



    -----
    الكلام بيلزق فى بعضه ومش عارفة افصله

    لو عارفين تقروا وهوه ملزق اكملها...........
    التعديل الأخير تم بواسطة S!lent Tear ; 21-03-2010 الساعة 11:42 AM

  4. #84
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    34

    افتراضي

    انا عندي فكره جميله جداااااااااااااا مش عارفه جت علي بالك ولا لا ((((صلحيه))))

  5. #85
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    2,213

    افتراضي

    ياامانى يا امانى
    ليه القصة كلامها ملزق فى بعضه هيلوغريفى كدة
    مع ان السطرين اللى كتباهم بعدها
    كويسين وواضحين

  6. #86
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    A world of illusions
    المشاركات
    1,880

    افتراضي

    لم يكن هناك سوى بعض السيارات تمر بين الفينة و الأخرى ، و بعض عمال النظافة متناثرين في المنطقة بزيهم المزعج اللون ...

    لم يكن في المنظر ما يبهج النفس أو يريح الأعصاب ...

    بدأت أدخن السيجارة تلو الأخرى ، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يشعرني بالراحة المزيفة ...

    تفكيري لم يكن صافيا ، إلا أنني عزمت على الرحيل عائدا إلى بيتي ...

    بعد قرابة الساعتين ، عدت للشقة فوجدت سيف و قد خرج توه من دورة المياه بعد حمام منعش ، تفوح منه رائحة الصابون ...

    ألقى علي تحية الصباح بمجرد أن رآني ، فرددت و أنا أشعر بالخجل من رائحة السجائر المنبعثة مني إزاء رائحة النظافة و الصابون الصادرة منه !

    " هل نمت جديا ؟؟ لا تبدو نشيطا ! "

    قال سيف ذلك ، و هو يدقق النظر في الهالتين السوداوين اللتين تحيطان بعيني الكئيبتين الحمراوين ...

    لم يكن علي أن أجيب ، فقد جاءه الجواب بليغا من مظهري ...

    قال سيف :

    " أنني أفكر في الطعام ! أ لديكم في البيت ما يؤكل أم أفتش عن مطعم !؟ "

    كان يقول ذلك بمرح و دعابة ، لكني كنت في حالة سيئة للغاية ... أسوأ من أن تسمح لي بأي تفكير لائق أو ذوق سليم ، قلت :

    " دعنا ننطلق الآن "

    سيف تسمر في موضعه و حدق بي بدهشة ! لكن إشارات الإصرار الصارخة في عيني طردت من رأسه أي شكوك حول جديتي في الأمر من عدمها ...

    " الآن ؟؟ "

    " نعم ... لم علينا الانتظار للغد ؟؟ تبدو في قمة النشاط و لا ضير من السفر الآن "

    سيف صمت قليلا ثم قال :

    " عائلتك ... أتظن أنهم .... ... "

    رفعت زاوية فمي اليمنى باستهتار و سخرية ثم تنهدت تنهيدة قصيرة و قلت :

    " لم يعد لي مكان بينهم ... فكما نسوني طوال السنوات الثمان الماضية ، و عاشوا حياتهم دون تأثر ، عليهم اعتباري قد مت من اليوم فصاعدا ...
    بل من البارحة فصاعدا "

    لقد كنت محبطا و لا أرى إلا سوادا في سواد ...

    بقيت واقفا عند الباب أنتظر أن يجمع سيف أشياءه و لم أبادر بمساعدته ، سيف لم يحاول مناقشتي في الأمر و إن كنت أرى الاعتراض مختبئا خلف جفونه

    كان الوقت لا يزال باكرا ، ركبنا السيارة و انطلقنا ...

    " سأمر لوداعهم "

    نعم وداعهم
    بعد كل الذي تكبلت من أجل العودة إليهم
    بعد كل تلك السعادة التي عشتها يوم الأمس
    بعد كل الحرمان و الضياع ...
    أودعهم !
    كيف لي أن أقيم معهم و قد انتهى كل معنى لوجودي ؟؟

    لم يكن في الشارع غير القليل من السيارات و الناس ... و كان المشوار قصيرا
    و حين وصلنا ، ركن سيف السيارة جانبا و نزلنا سوية .

    كان والدتي هي من استقبلنا عند المدخل


    و بمجرد أن دخلت ، أقبلت نحوي تعانقني و ترحب بي بحرارة ، و كأنها لم ترني يوم الأمس ...

    قلت :

    " سيف معي ... "

    و كان سيف لا يزال واقفا خلف الباب ينتظر الإذن بالدخول

    " دعه يتفضل ، خذه إلى غرفة المعيشة حيث والدك ، فغرفة الضيوف حارة الآن "

    ثم انصرفت نحو المطبخ ، فيما فتحت الباب لسيف :

    " تفضل "

    و ذهبنا إلى غرفة المعيشة حيث كان والدي جالسا يقرأ إحدى الصحف ...
    في الماضي ، كنت كثيرا ما أقرأ أخبار الصحف له !

    " صباح الخير يا أبي "

    والدي قام إلينا مرحبا بحرارة هو الآخر ... و اتخذ كلاهما مجلسه ، فيما استأذنت أنا و خرجت من الغرفة قاصدا المطبخ ، و تاركا الباب مفتوحا ، تشيعني نظرات سيف من الداخل !

    هناك كانت والدتي واقفة عند الموقد و قد وضعت إبريقا كبيرا مليئا بالماء ليغلي فوق النار ...

    ابتسمت لدى رؤيتي و قالت :

    " لم أعلم أنك غادرت البارحة إلا بعد حين ... اذهبا أنت و سامر اليوم لشراء طقم غرفة نوم جديد ، سنعد لك غرفة الضيوف لتتخذها غرفة لك "

    طبعا لم أملك من الشجاعة لحظتها ما يكفي لقول ما أخبئه في صدري ...
    قلت ـ محاولا تغيير سير الحديث :

    " هل تناولتم فطوركم ؟ "

    " ليس بعد ، فسامر و الفتاتان لا زالوا نياما !"

    و استطردت :

    " سأعد لكم فطورا شهيا ... ، شغّل المكيف في غرفة الضيوف الآن ثم خذ الضيف إليها "

    " حسنا "

    و هممت بالانصراف ، فقالت أمي :

    " قل لي ... أي طعام تود تناوله على الفطور يا عزيزي ؟؟ "

    إنني لا أفكر بالطعام و لولا سيف لكنت اختصرت المسافة و ودعتكم و انتهينا ...

    قلت بلا مبالاة :

    " أي شيء ... "

    ثم خرجت من المطبخ متجها إلى غرفة الضيوف لتشغيل المكيف .

    كان الباب مفتوحا ، دخلت و ذهبت رأسا إلى المكيف فشغّلته و استدرت لأعود خارجا
    فاصطدمت عيناي بشيء جعل قلبي يتدحرج تحت قدمي !

    ربما كان صوت المكيّف هو الذي جعل هذا الكائن الحي يفيق فجأة ، و يفتح عينيه ، و يهب جالسا في فزع !

    أخذت تنظر إلي بتوتر و اضطراب و تتلفت يمنة و يسرة ، بينما أنا متخشب في مكاني ... لا أعرف ماذا أفعل !

    ببساطة لا أعرف ماذا أفعل !

    ثم ماذا ؟

    رفعت الوسادة المربعة الشكل التي كانت موضوعة فوق حضنها و غطت بها وجهها و هبّت واقفة مستترة خلف الوسادة ، و ركضت نحو الباب !

    " رغد انتظري ! "

    توقفت ، و هي لا تزال تخبئ رأسها خلف الوسادة و أنا لا أزال واقفا مكاني لا أعرف ما أفعل من المفاجأة !

    ربما أخطأت و شغلت المكيف على وضع التدفئة ! الجو حار ... حار ... حار !
    و قطرات العرق بدأت تتجمع على جبيني و شعري أيضا ... !

    اعتقد أنه موقف لا يترك للمرء فرصة للتفكير ، إلا أنني تذكرت سيف ، و هو يجلس في موقع يسمح له برؤية العابر في الممر ... و الباب مفتوح !

    " أأ ... صديقي هنا ... سأغلق الباب ... لحظة ... "

    كانت تقف قرب الباب و حين أتممت جملتي تراجعت للوراء حتى التصقت بالجدار فسرت أنا نحو الباب و خرجت و عمدت إلى باب غرفة المعيشة فأغلقته دون أن أرفع بصري نحو سيف الذي و لا شك كان يراني ...

    عدت بعدها للفتاة الملتصقة بالحائط و الوسادة ... وقلت باضطراب :

    " أنا ... آسف ... لم أعلم ... أقصد لم أنتبه ... أأ... "

    و لم أجد كلمة مناسبة !

    مسحت العرق عن وجهي و قلت أخيرا :

    " يمكنك الذهاب "


    و أوليتها ظهري ، و سمعت خطاها تبتعد مسرعة...

    تهالكت على نفس المقعد الكبير الذي كانت رغد نائمة فوقه و شعرت بالحرارة تزداد ...

    لقد كان دافئا بل و حارا أيضا !

    ما الذي يدفعك للنوم في هذا المكان و بدون تكييف !؟

    و تتدثرين بالوسادة أيضا !

    يا لك من فتاة !

    لا أعرف كيف تسللت ابتسامة إلى قلبي ...

    لا ! ليست ابتسامة بل شيء أكبر من ذلك

    إنها ضحكة !

    لم يكن ظرفا مناسبا للضحك و حالتي كما تعرفون هي أبعد ما تكون عن السعادة ، لكنه موقف أجبر ضحكتي على الانطلاق ...

    لم يطل الأمر ... وقفت ، و أخذت أحدق بالمقعد الذي كانت رغد تنام عليه ... ثم أتحسسه بيدي ...

    عندما كانت رغد صغيرة ، كنت أجعلها تنام فوق سريري و أظل أراقبها بعطف ...

    و أداعب شعرها الأملس ...

    كانت تحب أن تحتضن شيئا ما عند النوم ... كدمية قماشية أو بالونة أو حتى وسادة !

    و كم كانت تبدو بريئة و ملائكية !

    لم يكن لضحكتي تلك أي داع لأن تولد وسط مجتمع الدموع الحزينة ، سرعان ما لقت حتفها بغزو دمعة واحدة تسللت من بين حدقتي قهرا ... و حسرة ... على ما قد فقدت ...

    كده تمام

    علشان مش عاوزة ازعلكم بس

    ولانى وعدت ناس انى هاكملها
    التعديل الأخير تم بواسطة S!lent Tear ; 21-03-2010 الساعة 06:32 PM

  7. #87
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    MANSOURA
    المشاركات
    2,308

    افتراضي

    بجد يا اماني قصة روعة انا داخلة مخصوص من علي الموبيل علشان اقرأها دينا قالتلي عليها حلوة
    بجد جميلة تسلم اديكي وفي انتظار الباقي

  8. #88
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    34

    افتراضي

    حمد الله علي سلامة الكمبيوتر يا اماني وخلي بالك منه باه لحد ما القصة تخلص

  9. #89
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,246

    افتراضي

    قصة جميلة جدا يا دكتورة وياريت تنزلى باقى القصة كلها مرة وحدة
    اصلها جميلة جدا ولو منزلتيهاش انا هازعل مليش دعوة بقى

  10. #90
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    A world of illusions
    المشاركات
    1,880

    افتراضي

    بجد يا اماني قصة روعة انا داخلة مخصوص من علي الموبيل علشان اقرأها دينا قالتلي عليها حلوة
    بجد جميلة تسلم اديكي وفي انتظار الباقي
    شكرا ليكى يا قمر

    ربنا يبارك فيكى

    حمد الله علي سلامة الكمبيوتر يا اماني وخلي بالك منه باه لحد ما القصة تخلص


    الله يسلمك يا داليا

    منـــــــــورة


    اصلها جميلة جدا ولو منزلتيهاش انا هازعل مليش دعوة بقى







    يا خراشى احنا منقدرش على زعل حضرتك

    ان شاء الله هانزل على اد ما اقدر

    تحيــــــــاتى

    -----
    رميت بجسدي المثقل بالهموم على أقرب مقعد للباب .. و أطلقت العنان لشلالات الدموع لأن تعبر عن قسوتها بالقدر الذي تشاء

    لم يكن أمامي شيء يرى ... أو يسمع .. أو يثير أي اهتمام
    لا شيء يستحق أن أعيش لأجله ... بعدما فقدت أهم شيء عشت على أمل العودة إليه حتى هذه اللحظة
    رفعت رأسي إلى السقف و أردت لأنظاري أن تخترقه و تنطلق نحو السماء ...

    يا رب ...

    لقد كانت لدي أحلامي و طموحي منذ الصغر ...
    و أمور ثلاثة كانت تشغل تفكيري أكثر من أي شيء آخر ...
    الحرب ، و ها قد قامت و تدمر ما تدمر ، و لم يعد يجدي القلق بشأن قيامها
    الدراسة ، و ها قد انتهت و ضاعت ... و قضيت أهم سنوات عمري في السجن بدلا من الجامعة ... و انتهى كل شيء و لم يعد يقلقني التفكير فيه ...
    و رغد ...
    رغد ..
    أول و آخر و أهم أحلامي ...
    رغد الحبيبة ... مدللتي التي رعيتها منذ الصغر ...
    و راقبتها و هي تنمو و تكبر ...
    يوما بعد يوم ...
    و قتلت عمار انتقاما لها ...
    و قضيت أسوأ و أفظع سنوات حياتي حتى الآن ... في السجن
    منفيا مبعدا مهجورا معزولا عن الأهل و الدنيا و الحياة ... و نور الشمس ...
    و ذقت الأمرين ... و سهرت الليالي و أنا أتأمل صورتها و أعيش على الأمل الأخير لي ... بالعودة إليها و لو بعد سنين ...
    أعود فأراها مخطوبة لغيري !
    و من ؟؟
    لشقيقي ..؟؟
    يا رب
    رحمتك بي
    فانا لست حملا لكل هذا
    و لم يعد بي ذرة من القوة و الاحتمال ...

    كنت أبكي بحرقة و لا أشعر بشيء من حولي ، حتى أحسست بيد تمسك برأسي و تأخذني إلى حضن لطالما حننت إليه ...

    " ولدي يا عزيزي ما بك ؟ لماذا تبكي يا مهجة فؤادي ؟"

    و أجهشت أمي بكاءا و هي تراني أبكي بحرارة

    حاولت أن أتوقف لكنني لم استطع ...
    لقد تلقيت صدمة لا يمكن لقلب بشر أن يتحملها ...
    رغد !؟
    رغد صغيرتي أنا ... أصبحت زوجة لأخي ؟؟
    إن الأرض تهتز من حولي و جسدي يشتعل نارا و تكاد دموعي تتبخر من شدة الحرارة ...

    لم أجد في جسدي أي قوة حتى لرفع ذراعي و تطويق أمي ... بكيت في حضنها كطفل ضعيف هزيل جريح ... لا يملك من الأمر شيئا ...

    بعد فترة من الزمن لا أستطيع تحديدها ، حضر والدي و حالما رآنا أنا و أمي على هذا الوضع قال :

    " يكفي يا أم وليد ... دعي ابننا يلتقط أنفاسه أما اكتفيت ؟؟ "

    والدتي أخذت تحدق بي بين طوفان الدموع ...
    قلت بلا حول و لا قوة و بصوت أقرب إلى النحيب منه إلى الكلام :

    " أنا متعب ... متعب جدا ... لقد انتهيت ... انتهيت ... "

    و بعد حصة البكاء هذه صعدا بي إلى غرفة سامر ، و جعلاني أضطجع على السرير و هما يقولان :

    " ارتح يا بني ... نم لبعض الوقت "

    ثم غادرا ...

    و أنا مضطجع على الفراش و وجهي ملتف ٌ نحو اليمين ... و دموعي لا تزال تنهمر و تغرق الوسادة ، وقع ناظري على الهاتف ...
    مددت يدي و أخذته و استرجعت بصعوبة رقم هاتف الشقة التي يقيم سيف بها و اتصلت به

    " يجب أن تحضر الليلة "






    -----
    بعدها ... جاء سامر يخبرني بأن سيف قد حضر ...
    كان سامر يبتسم ، و إن بدت من نظراته علامات القلق ... خصوصا و هو يرى الوجوم الغريب على وجهي الذي كان مشرقا طوال النهار
    ذهبت معه إلى حيث كان سيف و والدي يجلسان و يتبادلان الأحاديث ...
    لابد أن الجميع قد لاحظ شرودي ... و عدم إقبالي على الطعام ، على عكس وجبة الغذاء التي التهمت حصتي منها كاملة تقريبا

    " ما بك لا تأكل يا وليد ؟ كُلْ حتى تسترد الأرطال التي فقدتها من جسمك ! "

    أجبت ببرود و بلادة :

    " اكتفيت "

    و بعد العشاء جلسنا في غرفة الضيوف نشرب الشاي ، و كانوا هم الثلاثة ، أبي و سامر و سيف ، في قمة السعادة و يتبادلون الأحاديث و الضحك ...
    أما تفكيري أن فكان متوقفا و جامدا عند اللحظة التي قال فيها آخي :

    ( نحن مخطوبان )

    بعد ساعة ، استأذن سيف للانصراف و أخذ يصافح الجميع و حين أقبل نحوي قلت :

    " سأذهب معك "

    أبي و سامر تبادلا النظرات ثم حدقا بي ، كما يفعل سيف ... و قالا سوية و باستغراب :

    " ماذا ؟؟ "

    و أنا لا أزال ممسكا بيد سيف و ناظرا إليه أجبت :

    " إذ لا سرير لي هنا ... "

    و توقفت قليلا ثم تابعت :

    " و لا أريد ترك صديقي وحيدا "

    كان سيف يعتزم السفر بعد يوم آخر ، لينال قسطا أوفر من الراحة بعد مشقة الرحلة الطويلة التي قطعناها ...
    و انتهى الأمر بأن خرجت معه دون أن أودع غير والدي ، و سامر ...

    في السيارة بعد ذلك ، فتحت الخزانة الأمامية و استخرجت علبة السجائر التي كنت قد دسستها بداخلها أثناء تجوالنا
    و فتحت النافذة ، ثم أشعلت السيجارة و التفت إلى سيف و قلت :

    " أتسمح بأن أدخن ؟؟ "

    صديقي سيف لم يكن من المدخنين ، أومأ برأسه إيجابا و فتح نافذته ، و انطلق بالسيارة ...

    بقيت صامتا شاردا طوال المشوار ، و لم يحاول سيف خلخلة صمتي بأي كلام
    بعد فترة ، و نحن نقف عند الإشارة الأخيرة قبل المبنى حيث نسكن ، و فيما أنا في شرودي و دهليز أفكاري اللانهائي ، قال سيف :

    " متى بدأت تدخن ؟؟ "

    لم أجبه مباشرة ، ليس لأنني لم أسمعه أو أستوعب سؤاله ، بل لأن لساني لم يكن يدخر أي كلام ...

    " السجن يعلّم الكثير ... "

    قلت ذلك و ابتسمت ابتسامة ساخرة باهتة شعرت بأن سيف قد رآها رقم تركيزه على الطريق ...
    تذكرت لحظتها تلك الأيام ...
    و أولئك الزملاء في السجن ...
    لماذا أشعر بهم الآن حولي ؟؟
    كأني أشم راحة الزنزانة !
    ربما أثارت رائحة السيجارة تلك الذكريات السوداء !
    و هل يمكن أن أنساها ؟
    و هل يعقل أن تختفي و أنا لم أبتعد عنها غير أيام فقط ...؟؟
    ليتهم ...
    ليتهم قتلوني معك يا نديم ...
    ليتنا تبادلنا الأرواح ...
    فمت ُّ أنا
    و بقيت أنت ... و خرجت لتعود لأهلك و بلدك و أحبابك ...
    أنا ... لا أهل لي و لا بد ...
    و لا أحباب ...

    لمحت الإشارة تضيء اللون الأخضر و أنا أسحق سيجارتي في ( المطفئة)
    ثم انطلق وليد بالسيارة ...
    أنوار كثيرة كانت تسبح في الظلام ...
    مصابيح السيارات القادمة على الطريق المعاكس
    مصابيح المنازل
    مصابيح الشارع ...
    لافتات المحلات الضوئية
    نور على نور على نور ...
    كم هو أمر مزعج ... لم أعد أرغب في رؤية شيء ...
    أتمنى ألا تشرق الشمس يوم الغد ...
    أتمنى ألا يعود الغد ...
    أتمنى ... ألا أذكر رغد ...

    كانت المرة الثانية في حياتي ، التي تمنيت فيها لو أن رغد لم تخلق ...

    عندما دخلنا الشقة، و هي مكونة من غرفة نوم و صالة صغيرة و زاوية مطبخ و حمام واحد ... أسرعت الخطى نحو غرفة النوم و دون أن أنير المصباح دخلت و ألقيت بجسدي المخدر أثر صدمة النبأ على أحد السريرين ...

    ثوان ، و إذا بسيف يقبل و يشعل المصباح

    " كلا .. أرجو أطفئه "

    قلت ذلك و أنا أرفع يدي ثم أضعها فوق عيني المغمضتين لأحجب عنهما النور ...
    سيف بادر بإطفاء المصباح و بقي واقفا برهة ... ثم أقلق الباب و أحسست به يتقدم ... ثم يجلس فوق السرير الآخر و الموازي لسريري ...

    ساد السكون لبعض الوقت ، إلا من ضوضاء تعشش في رأسي بسبب الأفكار التي تتعارك في داخله ...

    " ماذا حدث ؟؟ "

    سألني سيف بصوت هادئ منخفض ...
    لم أجبه ... و مرت دقائق أخرى فاعتقدت أنه حسبني قد دخلت عالم النيام ... لكنه عاد يقول :

    " أخبرني ... ، إنك لست على ما يرام "

    بعد ذلك أحسست بحركته على السرير المجاور و بصوته يقترب أكثر ...

    " وليد ؟؟ "

    الآن فتحت عيني قليلا و لدهشتي رأيه يقف عند رأسي و يحدق بي ...
    الظلام كان يطلي الغرفة بسواد تام ، إلا عن إضاءة بسيطة تتسلل بعناد من تحت الباب
    و يبدو إنها كانت كافيه لتعكس بريق الدموع التي أردت مواراتها في السواد .
    لحظة من لحظات الضعف الشديد و الانهيار التام .. توازي لحظة تراقُص الحزام في الهواء ... ثم سكونه النهائي على الرمال ... إلى حيث لا مجال للعودة أو التراجع ... فقد قضي الأمر ...

    جلست ، ليست قوتي الجسدية هي التي ساعدتني على النهوض ، و لا رغبتي الميتة في الحراك ، بل الدموع التي تخللت تجويف أنفي و ورّمت باطنه و سدت المعبر أمام أنفاسي البليدة البطيئة ... و كان لابد من إزاحتها ...

    تناولت منديلا من العلبة الموضوعة فوق المنضدة الفاصلة بين السريرين و جعلت أعصف ما في جوفي و صدري و كياني ... خارجا

    إلى الخارج ...
    يا دموعي و آلامي
    يا أحزاني و ذكرياتي الماضي
    إلى الخارج يا حبي و مهجة قلبي
    إلى الخارج يا بقايا الأمل
    إلى الخارج يا روحي ...
    و كل ما يختزن جسمي من ذرات الحياة ....
    و إلى الخارج ...
    يا اعترافات لم أكن أتوقع أنني سأبوح بها ذات يوم ... لأي إنسان ...

    " هل واجهت مشكلة مع أهلك ؟؟ ... بالأمس كنت ... كنت َ ... "

    و صمت ...

    فتابعت أنا مباشرة :

    " كنت ُ أملك الأمل الأخير ... و قد ضاع و انتهى كل شيء ...
    إنني لم أعد أرغب في العودة إليهم ! سأرحل معك يا سيف "

    قلت ذلك و كانت فكرة وليدة اللحظة ، ألا أنها كبرت فجأة في رأسي و احتلت عقلي برمته ، ففتحت عيني و حملقت في الفراغ الذي خلقت منه هذه الفكرة ثم استدرت نحو سيف و قلت :

    " أنا عائد معك إلى مدينتنا ! "

    طبعا سيف تفاجأ و لم يكن الظلام ليسمح لي برؤية ظاهر ردود فعله أو سبر غورها

    سمعته يقول :

    " ماذا ؟ ! "

    قلت مؤكدا :

    " نعم ! سأذهب معك ... فلم يعد لي مكان أو داع هنا "

    سيف صمت ، و لم يعلق بادئ الأمر ، ثم قال :

    " أما حدث ... كان سيئا لهذا الحد ؟؟ "

    و كأن جملته كان شرارة فجرّت برميل الوقود ...
    ثرت بجنون ، قفزت من سريري مندفعا هائجا صارخا :

    " سيئ ٌ فقط ؟؟ بل أسوأ ما يمكن أن يحدث على الإطلاق ... إنها خيانة ! إنهما خائنان ... خائنان ... خائنان "

    مشيت بتوتر و عصبية أتخبط في طريقي ... أبحث عن أي شيء أفرغ فيه غضبي بلكمة قوية من يدي لكنني لم أجد غير الجدار ...

    و هل يشعر الجدار ؟؟

    آلام شديدة شعرت أنا بها في قبضة يدي أثر اللكمة المجنونة نحو الجدار ، و استدرت بانفعال نحو سيف الذي ظل جالسا على السرير يراقبني بصمت ...

    " لقد سرقوا رغد مني ! "

    لأن شيئا لم يتحرك في سيف استنتجت أنه لم يفهم ما عنيته ... قلت :

    " أعود بعد ثمان سنوات من العذاب و الألم ... و الذل و الهوان الذي عشته في السجن بسبب قتلي لذلك الحقير الذي أذاها ... ثمان سنوات من الجحيم ... و المرارة ... و الشوق ... فقدت فيها كل شيء سوى أملى بالعودة إليها هي ... أعود فأجدها ... "

    و سكت ...
    لأنني لم أقو على النطق بالكلمة التالية ...
    و درت حول نفسي بجنون ، ثم تابعت ، و قد خرجت الكلمة من فمي ممزوجة بالآهة و الصرخة و الحسرة :

    " أجدها مخطوبة ؟؟ "

    هنا وقف سيف ...
    إلا أنني لم أكن قد انتهيت من إفراغ ما لدي

    قلت بصوت صارخ جاد مزمجر :

    " و لمن ؟؟ لأخي ؟؟؟ أخي ؟؟؟ "

    حتى لو كانت الغرفة منارة لم أكن لأستطيع رؤية شيء وسط انفعالي الشديد ساعتها ...
    لذا لا أعرف كيف كانت تعابير وجه سيف ...
    و لكن بإمكاني رؤية خياله واقفا هناك ...
    اندفعت كلماتي مقترنة بدموعي و زفيري القوي و صوتي الأجش المجلل ... و أنا أقول :

    " لو كان ... لو كان شخصا آخر ... أي شخص ... لكنت قتلته و محوته من الوجود ... لكنه أخي ... أخي يا سيف ... أخي ...
    كيف تجرأ على سرقتها مني ؟؟
    كيف فعلوا هذا بي ؟؟
    أهذا ما أستحقه ؟؟
    ليتني لم أخرج من السجن
    ليتني مت هناك
    ليتني أفقد الذاكرة و أنسى أنني عرفتها يوما
    الخائنة ...
    الخائنة ...
    الخائنة ... "

    و انتهيت جاثيا على الأرض في بكاء شديد كالأطفال ...

    " لقد أطعمتك ِ بيدي ... كيف تفعلين هذا بي يا رغد ؟؟ أنا قتلته انتقاما لك ِ أنت ِ ...
    أيتها الخائنة ... أكان هذا حلمك ...؟
    اذهبي بأحلامك إلى الجحيم ... "

    و أدخلت يدي إلى جيبي ، و أخرجت منه الصورتين اللتين رافقتاني و لازمتاني لثمان سنين ، لستين دقيقة من كل ساعة من كل يوم ...
    أخرجتهما و أخرجت معهما القصاصة التي وجدتها تحت باب غرفتي ...
    لم أكن أرى أيا مما أخرجت ، و لكن يدي تحس ... و تدري أيها صورة رغد ... فلطالما أمسكت بالصورة و احتضنتها في يدي لساعات و ساعات ...
    الدموع بللت الصورتين و كذلك الورقة ...

    " أيتها الخائنة ... اذهبي و أحلامك إلى الجحيم ... "

    و قبل أن أتردد أو أدع لعقلي المفقود لحظة للتفكير ...
    مزقت الورقة ... إربا إربا ...
    و رميت بها في الهواء ...
    و مزقت صورة رغد ... قطعة قطعة ... و بعثرتها في الفراغ ... إلى حيث تبعثرت آخر آمالي و أحلامي ...
    و انتهت آخر لحظات حبي الحالم ...
    و تلاشت آخر ذرات غبار الماضي ...
    و لم يبق لي ...
    غير حطام قلب ٍ منفطر


صفحة 9 من 19 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أغلى من حياتى
    بواسطة chocolata في المنتدى المنتدى الأدبي
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 25-07-2011, 03:44 AM
  2. (في الكلية) من 2006 لدلوقت
    بواسطة AlaDDin في المنتدى في الكليـه
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-08-2010, 10:00 PM
  3. اخوتى .... هم حياتى .....
    بواسطة AbU ElKhAiR-Let`s Go في المنتدى المنتـدى العـام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-08-2010, 04:03 PM
  4. الجزء الاخير:مخلوقه اقتحمت حياتى
    بواسطة S!lent Tear في المنتدى المنتدى الأدبي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-08-2010, 02:18 AM
  5. حب حياتي
    بواسطة ahmed kewan في المنتدى المنتدى الأدبي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 15-02-2009, 02:21 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •