نعيب زماننا و العيب فينا ...و ما لزماننا عيب سوانا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
اما بعد
لكم هزّني و اثر فيّ ما ذكره الشيخ العلامة ابي اسحاق الحويني -حفظه الله تعالى و بارك فى عمره- فى مقدمته لكتاب رهبان الليل للعام الربانى عالي الهمة -نحسبه كذلك و الله حسيبه - الشيخ سيد بن حسين العفانى-حفظه الله تعالى و بارك فى عمره- فلقد اورد الشيخ الحويني مقارنة بين حال احد المعاصرين ممن يُشار إليهم بالبنان كما ذكر الشيخ و بين حال احد الائمة من سلفنا الصالح و هو شيخ الاسلام بن تيميه -رحمه الله تعالى-
فانظر -يا عافاك الله -كيف كان حال القوم و بما ارتفعوا و علا شأنهم وحازوا قصب السبق فنالوا الذكرالحسن فى الدنيا إلى قيام الساعة .. وعند الله جزاؤهم ...فهم بحق ملوك الدنيا و سادة الآخرة .
و تدبر اخى -وفقك الله - فيما آل إليه حال المسلمين فى هذه الازمان و كيف تتابعت عليهم الفتن ...وما أُتوا إلا من قِبل انفسهم
قال تعالى ((َلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[الأعراف:96]
نسأل الله تعالى ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه إنه سميع مجيب الدعاء
يقول الشيخ"إن جيلنا - الذى اوتي من الضعف و الهوان اضعاف ما اوتي اسلافنا من الجد و القوة - فى امس الحاجة إلى ما يشحذ هممهم بعد ان استكانوا و اجتمع عليهم اعدائهم من كل صوب ,و ليعلموا ان ما كان عند اسلافنا من العلم إنما وفقوا إليه بجدهم و اخلاصهم دينهم لله تعالى , و إني لاعرف رجلاً من اكابرهم , ممن يشار إليه بالبنان فى العلوم الشرعية إذا اعيته مسألة ٌ , أو ند عنه معنىً يريده يقول كما يخبر عن نفسه : حينئذٍ أقوم فأعدُّ لنفسي كوباً من الشاي , أو اتلمَّسُ نسمة هواءٍ وأعلل نفسي بأنني متى روحت عنها استعاد الذهنُ نشاطه, فيمكنه أن يحصل بغيته بعد قليل , و إن عجز بعد كل ذلك ترك الموضوع إلى حين ميسرة , أين هذا مما حكاه ابن القيم - رحمه الله -عن شيخه و شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية - رحمة الله - أنه قال : ربما استغلقت عليَّ المسألةُ فأستغفر ألف مرة أو يزيد حتى يفتح لى , قال : و ربما ذهبت إلى الخلوات امرغ خدي فى التراب واقولُ : يا معلم إبراهيم , علمني !!!" انتهى كلامه حفظه الله
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
رد مع اقتباس
