ان مجرة الحياة تدور بنا ومازالت تدور فى عالم فسيح الارجاء لا نهاية له ونحن ندور معها مساقين كالانعام دون مقاومة ،لطالما زخرت الحياة بازماتها وكرباتها ولكن تلك الازمة التى يندفع قلمى صوبها كانسان يميل اليها بفكره هى ازمة انسانية نواجهها كل يوم وساعة ودقيقة اوجزها فى كلمتين البراءة المسلوبة تلك القلوب الصغيرة التى يسرى الحب فى دمائها ،اطفال جردوا من اسمى حقوقهم من حقهم فى ا لطفولة منذ البواكر،كلما اسير فى الطريق القى منهم الكثير وينفطر قلبى حزنا عليهم ان نظرت فى اعينهم وجدت سيولا من الدمع فيها تترقرق كقطرات الندى الساقطة على الارض فى البكور لم احرص على تلاؤم على الجو النفسى بين التعبيرين ولكنى اهدف الى نشر الضوء قليلا على هؤلاء الاطفال الذين هم فى مثل عمرى وادنى،يؤخذون اسرى جشاعة اخرين من الناس ذوى القلوب المتحجرة التى وئدت الانسانية بداخلها ،هم اسرى الظروف القاسية التى نشاوا فيها كيف يحرمون من حقهم فىنيل طفولة طبيعية انسانية؟كيف تنتهك براءتهم بهذا الشكل كما تنتهك الاعراض؟كيف يحرموا من حياة طفولتهم؟تلك المرحلة التى يبدا فيها الطفل فى التفتح كالزهرة الباسمة ؛فكل طفل يود ان يفتح عينيه على عالم ضاحك امن منير تضيئه شمس الحب و البهجة والسعادة لكن هؤلاء الاطفال فقد فتحوا اعينهم الصغيرة على اشباح الظلام ووحوش الخوف والوحدة ولمسوا القسوة بدلا من الحنان وترعرعوا فى عرائن الخطر بدلا من ديار الامان ،هل فكر احد بهم يوما وهم بكل مكان ينتشرون كالجراد ويتزايدون يوما بعد يوم؟او بماذا يشعروا حين يرون اطفال اخرين يحظون بكل ما سلبو اياه وحقهم فى الطفولة وهم لايتنشقون حتى نسيمها او نفحات منها ؟هل هذا هو ميثاق الطفل الذى نص عليه العالم باسره؟هل حقا تعد الدولة كل طفل وطفلة ليكونوا عماد المستقبل؟وماذاعن هؤلاء الاطفال اى مستقبل عذا يعدون من اجله وهم على ذلك الحال؟هل تنتظر الدولة منهم ان يكونوا سلاحا لها؟كيف؟هل تنتظر منهم شيئا ردا للجميل او الحياة التى منحتهم اياها ؟اين هى تلك الحياة انهم احياء قوالبهم موتى قلوبهم ؟كيف يكونون ذلك العماد ان لم ينقذوا من بئر الحرمان وقسوته وينالون حقهم فى الحياة والتعليم والحب والبسمة ؟لذا اجد كل مايقال عن حقوق الطفل والاهتمام به ماهى الا شعارات وهمية زائفة مجرد كلام عابر من منا لايستيع ان يتكلم كما يشاء فى ما يشاء ولكن من منا حقا يستطيع ان يفعل بقوله شيئا؟تساؤلات كثيرة تدور فى راسى لتقلب كيانى راسا على عقب تساؤلات توقظ العقل الحى ليفكر فى مصير هؤلاء الاطفال الذين مأواهم الشارع وأسرتهم الأرصفة وغطائهم لاشئ سوى كل ماهو رث من الملابس والجرائد والورق ايا كان مصدره،شتاؤهم رياح قارسة البرودة ومطر يسقط عليهم كسيوف حادة مدببة الاسنة تطعنهم فى احلامهم وصيفهم شمس تحرق اجسادهم الصغيرة .
يواجهون الحياة قدر ما يستطيعوا ثم يختطفهم عالم الانحراف الحالك السواد حيث تدوى صرخاتهم فى الفراغ ،نعم وحده الفراغ يسمعهم لكنه يلزم الصمت ،بدلا من ان نؤهلهم للمستقبل جعلنا منهم بؤرة السواد والاجرام فى هذا المجتمع نبخل عليهم حتى حقهم فى الحلم وحينما تقتل احلامهم يقتل معها الامل بداخلهم فى حجز تذكرة العودة باخراجهم من تحت الارض ،فهم فى اشد الحاجة الى من ينتشلهم من قسوة الظلام وشقاء الضلال الى رونق النور وطمانينته.
لذلك ادعو ذوى القلوب الرحيمة التى تشعر بانين الرق والاسر وابحث عن الايادى الممتدة بالحب الانسانى النابع من القلب سريعا الى القلب لنحرر معا هؤلاء الاطفال ونصرخ معا استغاثة بالانسانية فينا اينما كانت لتدركهم من غابة الحياة قبل فوات الاوان...........................................