مذكرات صف ظابط ( ملحمة أسطورية)

[E.Raafat]

مذكرات صف ظابط

أكتب اليوم ليس كما في السابق لا أبحث عن عن قلمي الرصاص في حافظة الأقلام , لا أجلس علي مكتبي الأنيق , حتى أنني لا أجد ورقي الأبيض النقي , لا أسمع أصوات العصافير التي كانت دائما تتهافت لسماع الأشعاروالقصص التي أكتبها , كما أنني لا أنظر إلى النجوم من شرفة بيتي الفسيح وبدوت مفتقدا جدا لحديقته الغنّاء.
أكتب إليكم من عنبر (2) في مركز التدريب التابع للجيش الثاني الميداني في محافظة الإسماعيلية وقد تبدّل كل شيئ فبدل القلم الرصاص قد أعطاني زميلي ( عبد البر ) ريشة فرخة ومحبرة وبعض قصاصات من ورق اللحمة لا أدري هل مازال هناك أشخاص مثله وهل مازالوا أحياء ؟؟.
أجلس على سرير وكأنني أجلس على الأرض أستمع إلى أصوات الشخير المتصاعدة وكأن العنبر في سباق وعيناي من وقت لاّخر تداعب الساعة أخشى أن أتفاجئ ( أتخض ) كالعادة من صوت البوق الذي اعتادته أذني في تمام الخامسة فجرا.
ما زلت أذكر أول ليلة لي في هذا العنبر حيث لم ننم جميعنا وتبادلنا الأحاديث ومازلت أذكر كيف كانت هيئتي عندما سألني أحدهم ( كيف أتيت إلى هنا ) أخذني الصمت للحظة تذكرت فيها هذا الإبن الوحيد للأب الثري صاحب التجارة المزدهرة الذي تباطئ في استخراج شهادة الإعفاء من الجيش بعدما تخرج من كلية الصيدلة لكنه سرعان ما أدرك خطئه عندما علم بقدوم مولود ذكر اّخر في العائلة سارع باستخراجها قبل ميعاد الولادة لكن القدر كان له رأي اّخر ففي سعيه للحصول على وثيقة القيد العائلي اكتشف أن وثيقة زواج والديه غير موّثقة وبعد فترة من اللف والدوران تم توثيقها لتبدأ مشكلة أخرى خطأ في اسم والده فبدلا من ( إبراهيم رأفت إبراهيم نورالدين ) خرجت الوثيقة بإسم ( إبراهيم رفعت نور الدين ) لتبدأ مرحلة أخرى من اللف والدوران لكنه حصل على ما يتمناه واستخرج وثيقة القيد العائلي المميكنة من السجل المدني لمدينة السنبلاوين بعدما انتظر مرور اسبوعين على تقديم الأوراق نظرا لإنشغال الأستاذ حسين المسئول عن استخراج هذه الوثيقة بفرح ابنه الوحيد .
كانت والدته في شهرها السابع في صباح يوم الأحد نفس اليوم الذي كان صاحبنا متجها لمنطقة تجنيد المنصورة في سندوب حين شعرت الأم بألم شديد نقلت على إثره لمستشفى الرحاب التخصصي خلف قسم شرطة السنبلاوين حيث كانت حالة الأم غير مستقرة لذا قرر الطبيب أن الولاده ستتم حالا واحتاجت الأم لنقل دم والحمد لله كانت فصيلتها نفس فصيلة حضرة الظابط مستقبلا فقد تبرع لها بكيسين من الدم الخالص . كمية اضطرته للخضوع لفترة ملاحظة تجاوزت الثلاثة أيام ونظرا لمكانة الوالد في المدينة وسمعته التي دائما ماتسبقه فقد تهافتت المستشفى بكاملها لخدمته هذا أحضر عامل السجل المدني واستخرج شهادة ميلاد وهذا... وهذا ....
نظرا لأنني كنت قد تخلفت عن ميعاد الجيش لعام كامل فمما لا شك فيه أنني سألبس الزي العسكري لامحالة لذا سعى الأب لأكون عسكري ( سنه أحسن من تلاته) لكنّه أخطأ في التعبير عندما تحدث إلي اللواء ( محمد سالم ) وقال له ( ابراهيم مش هوصيك عليه ... متقولش كده يارأفت يأخي ما انت عارف هيما دا زي ابني بالظبط ) كان هيحصل أيه لو والدي قال له نزّل إبراهيم من ظابط لعسكري كده مباشرة أهوه الراجل فهم إن والدي عاوزني ألبس ظابط عشان المكانة الإجتماعية فلبست ظابط ..
طبعا محظوظ دايما .............. سلام بقى طابور الصباح فاضل عليه عشر دقائق

إلى اللقاء في الحلق القادمة ( الطريق إلى الطابور = الطريق إلى إيلات )

بقلم ____________ إبراهيم رأفت

1. الحلقة الثانية : الطريق إلى الطابور = الطريق إلى إيلات

بتاريخ : 23 - 8 - 2011


2. الحلقة الثالثة :الطابور

بتاريخ : 26 - 8 - 2011

3. الحلقة الرابعة :نهاية طبيعية ليوم الجاهدية

بتاريخ : 29 - 8 - 2011

4. الحلقة الخامسة : رحلة إلى الجحيم

بتاريخ : 1 - 9 - 2011


5. الحلقة السادسة : تظاهرة في وحدة عسكرية ... سنتين سجن

بتاريخ : 4 - 9 - 2011


6. الحلقة السابعة : قبلة مكتوبة على جبين المحبوبة ,,, رسالة إلى بهية

بتاريخ : 7 - 9 - 2011


7. الحلقة الثامنة : قطار الموت

بتاريخ : 12 - 9 - 2011


8. الحلقتين التاسعة و العاشرة: قطار الموت 2 & تعويذة السفر

بتاريخ : 14 - 9 - 2011


9. الحلقة الحادية عشرة : الجيش حاجة تشرّف

بتاريخ : 19 - 9 - 2011


10. الحلقة الثانية عشرة :الهروب الكبير ,,,, خيانة مشروعة

بتاريخ : 21 - 9 - 2011


11. الحلقة الثالثة عشرة :والله زمان ياسهر

بتاريخ : 24 - 9 - 2011


12. الحلقة الرابعة عشرة : يوم مبيت ,,,,,,, سيتي ستارز

بتاريخ : 27 - 9 - 2011


13. الحلقة الخامسة عشرة :جيشي في سيناء

بتاريخ : 4 - 10 - 2011


14. الحلقة السادسة عشرة : وصول غير متوقع ,,,,,, أخيرا يابهية

بتاريخ : 8 - 10 - 2011


15. الحلقة السابعة عشرة :سمك ,,,,,,,, لبن ,,,, تمر هندي

بتاريخ : 11 - 10 - 2011


16 . الحلقة الثامنة عشرة : يوم عائلي ,,,,,

بتاريخ : 13 - 10 - 2011


17. الحلقة التاسعة عشرة :هالة حبيبتي ,,,, قصدي سارة حبيبتي

بتاريخ : 17 - 10 - 2011


18. الحلقة العشرون :هالة حبيبتي ,,, وداعا

بتاريخ : 20 - 10 - 2011


19. الحلقة الحادية والعشرون :عفاريت عبد البر

بتاريخ : 24 - 10 - 2011



20. الحلقة الثانية والعشرون :أمر 41 ,,,,,,,,, حرب

بتاريخ : 27 - 10 - 2011



21. الحلقة الثالثة والعشرون : حرب ,,,, استعداد

بتاريخ : 10 - 11 - 2011


22. الحلقة الرابعة والعشرون : أبي & أمي ,,,,,,,,,,,,,, سارة

بتاريخ : 13 - 11 - 2011


23. الحلقة الخامسة والعشرون : يوم من عمري

بتاريخ : 16 - 11 - 2011


24. الحلقة السادسة والعشرون : فيه حاجة غريبة ,,,,أنا مش فاهم حاجة

بتاريخ : 17 - 11 - 2011


25. الحلقة السابعة والعشرون :الحقيقة و,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بتاريخ : 20 - 11 - 2011



26. الحلقة الثامنة والعشرون :أنا مش عارف أخد قرار ,,,,,,,,,

بتاريخ : 24 - 11 - 2011



27. الحلقة التاسعة والعشرون :بين قضبان حديدية ,,,,,,,,

بتاريخ : 29 - 11 - 2011

[Dr_Cinderellaaaaa]

جميل جداااااااااااااااا يا دكتور ..
فى انتظار الحلقة القادمة ..
أعتقد دى أول مرة حضرتك تكتب نثر ..
بالتوفيق ان شاء الله ..

[صاحبة القلم الحائر]

جمييييييييييييييييلة جداااااااااا بس واضح ان حضرتك زعلان اوى من دخولك الجيش
ع العموم ربنا يهونه على حضرتك
فى انتظار القادم ان شاء الله

[M.Hegazy]

أولا .. طريقة وصف في غاية الروعة يا دوك إبراهيم ..

ثانيا .. أسلوب السخرية الضاحكة مش ظاهر على الكلام بس اللي يقرأ كلامك يضحك معاه .. زي المثل اللي بيقول : " هم يبكي و هم يضحك " .. هوا إن شاء الله مفيش هم و لا حاجة .. و بإذن الله يا دوك إبراهيم الخيرة فيما اختاره الله .. أجمد كده و شوية و هجيلكو إن شاء الله ..

ربنا يوفقك يا دوك .. و في انتظار بقية المذكرات .. و إن شاء الله تكون شخصية عظيمة كده نبقى نقرأ المذكرات دي في كتابك اللي هتطبعه بعد خروجك من الجيش إن شاء الله .. بس من دلوقتي بقولك أهو .. أنا عايز نسخة موقعة منك .. و مجانية يا دوك ..

دمت بخير و وفقك الله للخير .. الموضوع يستاهل الخمس نجوم و التثبيت .. متابع معاك إم شاء الله ..

تقبل شكري و تحياتي ..

[الملاك الضاحك]

رائعه يادكتور بالتوفيق ان شاء الله
حضرتك متألق فى كل ألوان الشعر
ماشاء الله عليك
بالتوفيق مع كل التحيه

[E.Raafat]

تعليقات حضرتكم وسام على صدري وحافز نحو التقدم بخطوات واثقة نحو اتمام العمل

[S!lent Tear]

جميله جدا منتظرين الحلقه القادمه
بالتوفيق

[E.Raafat]

الحلقات هتنزل بنظام دوري كل يومين حلقة يعني الحلقة التانية هتنزل بكرة ان شاء الله

[M.Hegazy]

بالتوفيق يا دوك .. منتظرين بشغف ..

متنساش يا دوك إبراهيم .. حضرتك هتكون الضيف الأول لبرنامجنا خلال اليومين الجاي دول .. جهز نفسك بقى ..

[E.Raafat]

ربنا يستر على العموم أنا بذاكر في السي في بتاعي عشان امقابلة دي مالحق هوه البرنامج هيتزاع على أيه

-----
الحلقة الثانية ( الطريق إلى الطابور = الطريق إلى إيلات)
عشر دقائق بالتمام والكمال وانطلق صوت البوق اللعين لكنّي لم أتفاجئ هذة المرة وكيف أتفاجئ وأنا لم أنم فمازالت جوارحي لم تألف بعد هذة الغرفة المظلمة التي تفيض بالحشرات والقوراض لكنها مجرد أيام وأتأقلم مع أساسيات الحياة.
بعد أن تسمع صوت البوق لابد وأن تحدث كل الأمور بعيدا جدا عن المنطق خمس دقائق تعني حلاقة الذقن وتأفيّز اللبس وبخاصة البيادة ( الجزمة يعني ) التي يحتاج لبسها نصف ساعة على الأقل ونأتي لأسوأ ما قد ينتظر شخص مصاب ببرد مزمن على المعدة وهو وجود حمّامين فقط لقضاء حاجة ما يزيد عن ثلاثة اّلاف من الجنود لكنّي خرجت اليوم عازما عزما أكيدا على دخول الحمّام فقد مر يومين ولم أستطع الدخول . خطرت ببالي فكرة فسأتظاهر اليوم بالألم الشديد من ثم سيتم نقلي للعيادة الطبية وهناك ثلاثة حمّامات من أجل خمسة أطباء وهبرطع بقى هبلبط في الميه بس يارب يكون فيه ديتول أوحتى لايف بوي عشان العفن اللي الواحد حسه في جسمه وياسلام لوفيه smooth face عشان الحبوب اللي ملت وش الواحد من الناموس بس ناموس أيه دا جاموس .
تمالكت نفسي وكبحت جموحها يكفي أن أقضي حاجتي لاأكثر ولا أقل.
بالفعل خرجت من العنبر متما لبسي الأفارول الزيتي ( الطقم الزيتي ) والبيادة وكله تمام , ثم بدأت بالصراخ والصراخ الشديد ممسكا بطني منتظرا أن يأتي أحد لكن ياليت أحد لم يأتي يبدو أنني ممثل فاشل في تجسيد مايشعر به من ألم مع بعض الحبكة الدرامية , فقد جاء القائد بنفسه ونزع حزام بنطاله وانهال عليّ بالضرب المبرح لدرجة أنني نسيت ما كنت أشعر به من ألم يملأ معدتي بالفعل .
لم أشعر بشيئ بعدها سوى بشبح ملقى في العيادة ( الحمد لله وصلت أيا كانت الطريقة فقد وصلت )كنت أحاول أن أبتسم عندما انفتح الباب ودخل القائد يعلو وجهه العبوس ربما كان صمته يحاول إخباري شيئا ما ثم بدأت تهتز شفتاه ( تعرف اللواء محمد سالم من اين ..... كان زميل والدي أثناء الدراسة .... أنا عرفت موضوع البرد اللي على معدتك وسمحتلك بدحول الحمام مرة واحدة بس في اليوم هتكون في العيادة لحد ما نشوف موضوع البرد دا هيوصل لأيه ) انطلق مسرعا والحمد لله أنه ذهب قبل أن تخرج كلماتي منددة بالطريقة البشعة التي يتم بها إيقاظ الدفعة من ضرب بالكفوف والجزم والشلاليط وكفايه صوت البوق دا لوحده يصحي بلد
سلام دلوقتي عشان الطابور شغّال وأنا المفروض خلال دقيقتين أكون واخد مكاني في الطابور.
الحلقة القادمة (الطابور والفطار)

بقلم _________________ إبراهيم رأفت