الفنكـــــــــــــــــوووووووش
وبقلمي...أكتب ماأُريد.
الضحكات تنطلق....إنها دعابة...إنها نكتة...ولكن إنها حقيقة....إذاً فهي الحقيقة الضاحكة...هل رأيتم حقيقة ضاحكة؟!!...الحقيقة غالباً ماتكون محزنة...!!
الفنكوش ...تلك الكلمة التي كانت ومازالت الحقيقة المضحكة..كنا نسمع عنها قبل ذلك ولكن لم تعد لها وجود كبير الآن ولم يعد لها ذكر إلا في حدود ضيقة بعدما ذهب رحيقها المكذوب واختفي بريقها الزائف..!
فمنذ أعوام- ليست كثيرة -كان هذا اللفظ مسيطر علي عقول الناس كلفظ جميل غير مفهوم ولامعلوم الهوية وعندما ذيع صيت هذه الكلمة اتجهت الأنظار لإستغلالها التجاري للدعاية والكسب السريع..لتعطي لهذه الكلمة غموضاً أكثر وأكثر...فمجرد اطلاق هذه الكلمة علي منتج ..اذاً فهو سحري وبه شيء مختلف...!!
هذا هو المفهوم من البضاعة التي تحمل اسم الفنكوش...!إنها كلمة بلا معني ولادلالة واضحة كغيرها الكثير.
ولكن هذا الفنكوش أصبح له وجود ولم تعد كلمة من اجل الضحك وفقط..واصبحت تلك الكلمة تُطلق علي منتجات وبدأ استغلالها التجاري،فكانت تُطلق علي اللبان والحلوي وحتي أُطلقت علي أكلة كاملة...إنها أكلة الفنكوش...ودخلت في الأفلام حيث كانت تدور حولها قصة فيلم بأكمله..وهو فيلم (واحدة بواحدة) لعادل إمام وميرفت أمين..فتدور الأحدث حول اختراع جديد اسمه الفنكوش..والشعار هو: الفنكوش حلم كل إنسان....هو السعادة والهناء...حلم كل مريض..كل شقي وتعيس...!!
ولم نعلم في النهاية ماهية هذا الشيء الذين يتحدثون عنه...!!!!
فالحلوي التي تحمل هذا الإسم لها مميزات خاصة ونكهة سحرية وطعم مختلف وتأثير عجيب...لماذا..؟!! لأن بمجرد تذوقك لهذا اللبان أو الحلوي ...علي الفور يخرج إنزيم"الفنكوشيز" ليعطي طعماً جهنمياً لامثيل له...!!!!
ولقد تحولت النكتة لواقع جاد...وتم انتاج أيضاً لبان يحمل نفس الإسم...وأقبل الناس عليه في شراهة مؤلمة وكانه الدواء الشافي والكافي لكل الأمراض....ومن يدري...؟!!!!
وعلي العكس تماماً لم يكن لهذا اللبان اي طعم وتمضغه كقطعة كاوتش لاتُمضغ..وتظهر عليه بدرة تشبه الجبس أو الجير...ولكن دعك من كل هذا ..لأن هذا كله سيتحول بفعل انزيم الفنكوشيز للطعم الجهنمي الخطير...!!
ولم يكن الفنكوشيز الرهيب المتكون بفعل تأثير الفنكوش علي اللعاب هو الدافع الوحيد...بل دافعاً آخر يفرض نفسه..ويسرق مافي جيبك حتي تفعله ..إنه الألبوم الذي يحوي صور الثلاجة والغسالة والتليفزيون والمروحة والمكوي والطقم الصيني.....وآخرون....وعليك فقط شراء هذا اللبان للحصول علي الطوابع لتكملة الالبوم...فبذلك تحصل علي بضاعة سهلة المنال....!!
إنه الألبوم الإبليسي الذي يحتوي علي كل مستلزمات البيت..بدأً بالملعقة وكوب الماء وانتهاءً بالثلاجة والغسالة الفول أتوماتيك..!!!
وكأن هذا الفنكوش يسحب الناس من أعناقهم ويجرهم من أنوفهم رغماً عنهم....!
هذه الغيبوبة والعته والإنسياق الضال المُضل لم يكن وليد اللحظة ولم يكن من سبب بسيط...بل إنها حالة الخواء والفراغ التي يعيش فيها
الناس...والفوضوية...والسذاجة...والبحث عن الثراء في غمضة عين...والرغبة في الحصول علي الأشياء بسهولة...والأمل في الكسب السريع...وأسلوب الحداقة والفهلوة والتسلق علي الأعناق..والعيش في الأحلام والهروب من الواقع...والبحث عما يضيع الوقت ويقتله قتلاً ويدفنه بلا عودة...!
أليست هذه الاشياء كفيلة بإحداث هذا....بلي...!! وأكثر منه إن وُجد..!
هذه المشاهد مستمرة بأشكال أخري أكثر مكراً وأعظم دهاءاً..لنكون جميعاً سجناء في سجون لسيت لها قضبان ظاهرة حتي لا نتشبث بها...ويكون لنا الحق في الصياح..قائلين: الحرية....الحرية...دعونا وشأننا!
هذا....حتي تتلائم الأساليب المبتكرة مع العقول الجديدة المستحدثة النيولوك-المشكوك فيها-وهذا هو التطور الطبيعي لكل خداع وكل تحكم في العقول..!
وإذا كانت كلمة فنكوش أُستخدمت في مجملها للخداع والتمويه...فأمس والآن وغداً...تم تفصيصها وكل حرف منها (أو حروف) أصبح كفنكوشاً صغيراً(mini fankosh) للسيطرة علي العقول والأمخاخ لإلهائها ووضعها في مياه ضحلة لاتخرج منها أبداً.........يكفيك أن تبحث في أحرف الكلمة لتري بعضاً منها............ويكفيني أن أقول لك........
شـ شـ شـ شـ ش ..لحد يسمعك...!!!!!!!!!!!!!!!!