الاتيكيت في حياة النبي
معنى الإتيكيت
وتفسر كلمة إتيكيت في مفهومها العام لدى الناس بعدة معان
تكاد تتقارب مع بعضها البعض ومنها : الذوق العام..
قواعد السلوك وآدابه.. قواعدالتشريفات وآداب الرسميات..
الأصول واللياقة.. فن المجاملة.. الخصال الحميدة.. فن التصرف
في المواقف المحرجة... وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم
(الآداب الذوقية) وهو ما يعرف بـ( الإتيكيت) الإسلامي في السيرة المطهرة
الإتيكيت في السلام
وحرص النبي على ترطيب اللقاء ببدئه بالسلام بقوله :
(إذا التقيتم فابدؤوا السلام قبل الكلام، فمن بدأ بالكلام فلاتجيبوه)
قال: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي
على القاعد، والقليل على الكثير ويسلم الصغير على الكبير )
الإتيكيت فيالكلام
وقد صار الصحابة رضي الله عنهم على هذا المنوال، فيروى
أن أحد الأشخاص حلم ذات يوم بأن أسنانه كلها تساقطت
فانزعج، وطلب مفسرا للأحلام! فقال له ( إن جميع أقربائك
يموتون قبلك )، فتشاءم الرجل، ثم أحضر مفسرا آخر فقال نفس
القول فزاد تشاؤمه، حتى جاء الثالث وكان ابن سيرين, فقال
(إنك ستكون أطول أقربائك عمرا إن شاء الله تعالى ),
فأحسن إليه بجائزة مع العلم أن مضمون الآراء الثلاثة واحد.
الاتيكيت في الاسلوب
وقد أمر الرسولأن ندخل ونخرج من البيت
بالتلطف وحسن التصرف، إذا دخلت دارك أو خرجت منها، فلا تدفع
بالباب دفعا عنيفا، أو تدعه ينغلق لذاته بشدة وعنف, فإن هذا مناف
للطف الإسلام الذي نتشرف بالانتساب إليه، بل أغلقه بيدك إغلاقا
رقيقا ، ويأتي المعنى فيما روته السيدة عائشة رضي الله عنها من
قول الرسول(إن الرفق لا يكون في شيء
إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه
(ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأذنوا
وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون).
نهى النبي عن الجلوس في الطريق فقال: (إياكم والجلوسَ على
الطرقات) فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال الرسول
: (فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها).
قالوا: وما حق الطريق؟ قال الرسول:
(غض البصر، وكف الأذى، وردالسلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر).
(الاستئذان ثلاثا فإن لم يؤذن لك فارجع)
(لا تقفوا أمام الباب ولكن شرقوا أو غربوا).
الإتيكيت فيالعلاقات
ويحث الرسول، على العلاقات الودية
بين المسلمين فيقول : ( من عاد أو زار أخا له في الله ناداه
مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا) ويعلمنا
أيضا إتيكيت البشاشة: ( إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق)
(تهادوا تحابوا)
وبيّنإتيكيت تقديم الورود: (من عرض عليه
ريحان فلا يرده،فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة).
الإتيكيت في الزيارة
ولم ينس النبيالذوق والإتيكيت أثناء زيارة
المريض (إذا دخلتم على المريض، نفسوا له فيالأجل
فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطيب بنفس المريض)
وخلاصة القول:
إنالإتيكيت أو الذوق هو خلق إسلامي ونبوي أصيل
قبل أن تنادي به أوروبا أو فرنسا.. فالمسلم الحق هو من يتبع هدي
النبي ويعامل الناس كما يحب أن يعاملوه وأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم