ذكر أحد الدعاة أنه اتصلت به إحدى العائلات طالبة منه دفن أمهم التي توفيت، فحكى عن نفسه قائلاً
( .. ذهبت إلى المقبرة وانتظرت عند مكان غسل الموتى وإذا بي أرى أربع نساء محجبات يخرجن مسرعات من مكان الغسل ولم أسأل عن سبب خروجهن لكونه أمراً لا يعنيني..
بعد فتر وجيزة خرجت المرأة التي تغسل الأموات وطلبت من الرجال مساعدتها في غسل الميتة لعدم وجود نساء يساعدنها
فقلت لها: إن هذا لا يجوز لكوننا رجالاً ولا يحل لنا الإطلاع على عورات النساء
فعللت طلبها بضخامة جثة الميتة وثقلها! ..
فلم نقبل حجتها، لتعود وتكمل الغسل والتكفين
ثم نادتنا لحمل الجثة فدخلت ومعي بضعة رجال لحملها فلم نستطع! .. فنادينا بقية الرجال (11 رجلا) وحملنا الجثة
وبعد الصلاة حملناها إلى المقبرة ولما وصلنا إلى فتحة القبر وكعادة أهل مصر فإن قبورهم مثل الغرف، ينزلون من الفتحة العلوية بسلم إلى قاع الغرفة ثم يضعون موتاهم دون دفن أو إهالة للتراب، فتحنا الباب العلوي وأنزلنا الجثة من على أكتافنا وإذا بها تنزلق وتسقط منا داخل الغرفة دون أن نتمكن من إدراكها، حتى أنني سمعت قعقعة عظامها وهي تتكسر أثناء سقوطها، فنظرت من الفتحة وإذا بالكفن ينفتح قليلاً فيظهر شيء من جسد المرأة! .. فقفزت مسرعاً إليها وسترتها ثم سحبتها بصعوبة بالغة إلى اتجاه القبلة، وفتحت شيئاً من الكفن تجاه الوجه وإذا بي أرى منظراً عجيباً! .. رأيت عينيها جاحظتين ووجهها قد اسود، ففزعت لهول المنظر وخرجت مسرعاً للأعلى لا ألوي على شيء
وبعد وصولي إلى الشقة اتصلت بي إحدى بنات المتوفاة واستحلفتني أن أخبرها بما جرى لوالدتها أثناء إدخالها القبر
فأردت أن أهرب من الإجابة ولكنها كانت تصر عليّ لأخبرها، فأخبرتها
فإذا بها تقول لي:
يا شيخ عندما رأيتنا نخرج من مكان الغسل مسرعات فإن ذلك كان بسبب ما رأيناه من اسوداد الوجه! ..
يا شيخ إن سبب ذلك أن والدتنا ما صلّت لله ركعة، وأنها ماتت متبرجة!.
.
.
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ . . .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
خاتمتك أنت
مشاركتي مختلفة.. لن أحكي لك حكاية ولن أقص عليك رواية
لن أبصرك على قصة أحد الأموات وما بها من العبرة والموعظات
بل سأحكي لك قصة مختلفة
سأحكي لك قصتك أنت!
نعم أنت
تمسك مجلة
تقرأ قصص الأموات وما حل بهم من حسن الخاتمة أو شؤمها
تقرأ بصوت مرتفع لتُسمع من حولك أو تحاول تخزينها في ذاكرتك لتحكيها لأصدقائك فيما بعد
ولكن
هل فكرت يوماً أنك ستكون فيما بعد قصة تُحكى للناس من بعدك
إما ليقتدوا بك أو ليتعظوا مما جرى لك
وستصبح قصة تكتب ليقرأها من بعدك
قد تقرؤها أمك أو أبوك أو أختك أو صديقك أو أقرباؤك أو إخوة لك في الدين كما قرأت قصصاً لهم في وقت مضى.
دع المجلة جانباً
أغمض عينيك
وفكر معي قليلاً:
كيف ستكون قصتي؟
قصة تبعث على السرور والبهجة على من يقرؤها؟ أم تبعث الألم والتقزز فيمن يقرؤها؟
هل ستُروى لتحفيز الناس أم لتحذيرهم؟
هل سيغبطني الناس أم أنا في موضع لا أحسد عليه؟
عندما تُقرأ قصتي ستتساقط قطرات من دموع،
تُرى؛ أستكون دموع فرح أم دموع حزن على حالي؟.
أخي: قبل أن تـُوزَع قصتك بدون استئذان منك
بادر بتأليفها على صفحة جديدة، صفحة طهارة ونقاء، واكتبها بقلم الإيمان، وسطر كلماتها بالأعمال الصالحة لتضمن خاتمة حكاية سعيدة.
منقوووووول