استشارات
العنوان كيف الخلاص من إدمان العادة؟!
المجيب جمال يوسف الهميلي
مستشار تربوي
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/المخدرات
التاريخ 18/4/1429هـ
السؤال
أريد التخلص من إدمان العادة السرية، أرجوكم دلوني على الطريق، فأنا أحس أن حياتي ليس لها معنى أبداً.. مع العلم أن زواجي سيكون بعد سنة إن شاء لله.
ولا أدري كيف أتصرف.. أرجوكم لا تتخلوا عني.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي العزيز:
نحن لن نتخلى عنك ولا عن غيرك، فديننا يحثنا بل ويوجب علينا التناصح بيننا من دون طلب من أخيك فكيف إذا طلب النصيحة.
أخي:
لا يمكن لأي علاج أن يثمر إلا إذا كان صاحب المشكلة يشعر بأنه مريض، وأنه يحتاج إلى من يعينه –بعد الله– وأنت ولله الحمد والمنة قد أدركت خطورة ما تعانيه ولمست آثاره السيئة، وربما ما لم تدركه من مخاطر هذه العادة القبيحة أكثر مما أدركته سواء في الدنيا أو الآخرة، وعلى كل حال فما تحتاجه الآن هو أمرين اثنين، أولهما: البحث عن العوامل التي تقوي بها إرادتك، وثانيهما: الابتعاد عن كل ما يقربك من هذه العادة، وبهذين العاملين تستطيع التغلب على هذه المشكلة –بعد الاستعانة بالله–.
ولنبدأ بالعامل الأول، فمن طرق تقوية الإرادة المقترحة لك:
تقوية الاتصال بالله عز وجل؛ فهو وحده القادر على وهبك القوة التي تستطيع بها تحقيق ما ترجو، وهذه الكلمة (تقوية الصلة بالله) قد تكون سمعتها كثيراً، ولكن هل وضعت لها برامج نظرية وعملية، وبمعنى آخر لابد من وضع خطة أو جدول لترتقي فيه بهذه الصلة لتلاحظ التغير في حياتك ابتداء من داخل نفسك، وأجزم أنك تعرف الكثير من الطرق والأساليب لزيادة هذه الصلة، فمن المحافظة على الصلوات جماعة إلى النوافل وذكر الله والصدقة وقراءة القرآن، ولا تنس البرامج العملية مثل صلة الرحم ومساعدة المحتاجين وغيرها كثير.
الارتباط أكثر بالآخرة، والإكثار من ذكر مواقف يوم القيامة من الموت إلى الحشر، ثم الوقوف بين يدي الجبار –سبحانه– والمحاسبة و... إلى دخول الجنة – أسأل الله أن نكون وإياك من أهلها –أو النار–والعياذ بالله– ولنسأل سؤالاً: ماذا لو جاءك ملك الموت وأنت تمارس هذه العادة !!
تذكير النفس بعاقبة هذه العادة القبيحة وما ينتج عنها من آثار سلبية على النفس ذاتها، وعلى المجتمع المحيط بها، ومن المهم تذكير النفس بموقفها أمام الآخرين بعد علمهم باقترافها هذه العادة، وكيف ستكون صورتها.
أما العامل الثاني وهو الابتعاد عن كل ما يحركك نحو هذه العادة فيكون بالخطوات التالية:
الملاحظة الدقيقة للنفس، وحصر كل ما يثيرها نحو هذه العادة (وأنت أدرى بنفسك).
تصنيف هذه العوامل إلى:
1- ما يجب التخلص منه حالاً وبسرعة نظراً لخطورته وتكراره ومخالفته الشرعية الكبيرة، مثل مشاهدة الأفلام الخليعة، والمواقع الفاضحة، والأشرطة الممغنطة الرذيلة، فمن هذه لابد من قطعها من جذورها والتخلص من كل ما يرتبط بها مثل الأشرطة وغيرها.
2- ما يجب التقليل منه بالتدريج ثم التخلص منه مستقبلاً، مثل الرفقة المباحة أو الأصحاب الذين لا يعينون على الخير، وقد يعينون على الشر أحياناً، وفي المقابل زيادة الاحتكاك مع بعض الأقارب أو الأرحام والذين لا يمكن أن تنفك علاقتك معهم.
3- ما لا تأثير عليه مباشر على هذه العادة، ولكنه لا يساهم في تطوير الإنسان، مثل كثرة قراءة الجرائد ومتابعة المباريات الرياضية، فعليك استبدال تلك العوامل بما يقابلها من عوامل تعينك على السير في تحقيق طموحاتك وأهدافك الدنيوية والأخروية
وضع خطة زمنية للتنفيذ والتقيد بها قدر الإمكان، ولا تنس الحزم مع نفسك أحياناً وعدم مطاوعتها في مطالبها، ومن البدهي أن لا تنجح أحياناُ وتعود مرة أخرى، فهذا لاينبغي أن يكون عاملاً محبطاً لك، بل على العكس يكون عامل دفع قوي للتعويض وعدم الاستسلام.
وقبل الختام أخي العزيز مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وأنت بدأت هذه الخطوة فلا تتراجع، واعلم أنك لست أول من يعاني من هذه المشكلة ولن تكون الأخير، ولكنك -بلا شك- ستكون ممن تخلص منها وخلال فترة وجيزة.
أسأل الله لك التوفيق في حياتك الدنيوية والدينية، ولا تنسانا من صالح دعائك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منقول للفائدة