لكل عبادة فى الاسلام تؤدى على وجهها المشروع او بمعناها الحقيقى اثار فى العابدين
تختلف بأختلاف صدق التوجه والخشوع والنية الخالصة لوجهه الكريم
ولا يخفى أن العبادة روح ولب وعلاقة تواصل بين العبد وربه سبحانه
فإذا اقتصرت العبادة على الحركات وتخلف عنها لبها وجوهرها من الخشوع والخضوع لله والذل والانكسار بين يديه كان العبد مؤديا لصورة العبادة لا لحقيقتها
فخسر اثر النور فى قلبه ففقد حلاوة الايمان فى نفسه وتعطلت خطوات دنوه من ربه
انها النية ذلك الفعل القلبى الذى لا يراه الا الله سبحانه وتعالى
انها النية التى بمقتضاها الجزاء اما الثواب او العقاب
انها النية التى نغفل عنها فى تعبدنا وسائر اعمالنا
فلعلنا نخسر الكثير من ثوابنا بسبب اننا لا نستحضر نيتنا حين الفعل
فنلقى بأعمالنا الى الخواء ونضيعها ونحن لا نشعر
واللائق بمن يريد سعادة العاجل والاجل من حياته ان يقبل على ربه بحضور قلبه
واستحضار لشهود الله واطلاعه عليه
وحرصا على اتمام العبادة على اتم وجه واكمل صورة
وذلك ليضاعف الثواب اضعافا كثيرة
وذلك سواء ....
فى صلاة الانسان او صدقته او صيامه او حجه او قرأته للقران او مجرد ذكره لله
ومن فضائلها
اننا نحتاجها
فكم هو الانسان يحتاج اليها اعظم الحاجة بل مضطر اليها اشد الضرورة
فلأنسان بطبعه ضعيف فقير الى الله
وكما ان جسده بحاجة الى الطعام والشراب
فكذلك روحه بحاجة ملحة الى العبادة والتوجه الى الله
بل لا تقارن حاجته الروحية الباقية بحاجة جسده الفانى
وكما قال ابن تيمية
ان حقيقة العبد قلبه وروحه ولا صلاح لهم الا بالتوجه الى الله بالعبادة
فلا اطمئنان للنفس سوى بالتوجه الى الله بكامل جوراحنا وروحنا لعبادته
فلا سرور او لذة حقيقية بغير القرب من الله
ليتحرر العبد بعبوديته لربه الخالصة من رق المخلوقين والتعلق بهم ورجائهم
وبهذا يكون مرفوع الرأس عزيز الجانب عالى القدر
وشرود القلب وغفلته في أداءه للعبادة من أعظم الآفات التي تؤدي لعدم قبول العمل
ولتجاوز هذا ذكر العلماء أسبابا لبعث الروح في عباداتنا منها
- تحديث القلب وتذكيره بالتعبد لله سبحانه، وأن سعادته في إحسان عبادته لربه والقيام لله بحقه.
- التهيؤ للعبادة والاستعداد لها،
- الابتعاد عما يشوش القلب أثناء العبادة كالأصوات والزخارف ونحوها
- الإقبال على العبادة بقلب فارغ من مشاغل الدنيا وملهياتها، ففي البخاري تعليقا عن أبي الدرداء رضي الله عنه: " من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ "
- التنويع في أداء العبادة على جميع صفاتها الواردة حتى لا تتحول العبادة إلى حركات ديناميكية يفعلها العبد دون شعور بالفرق بين عبادة الأمس وعبادة اليوم
>>>والتنويع في صفات العبادة بما يوافق السنة الصحيحة
له أثر في طرد ما قد يطرأ على العبادة من صفة العادة والرتابة
التي تضعف تأثير العبادة على القلب.
وختاما لنتذكر ذلك الحديث الشريف ونعى معانيه
قال رسول الله
(انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى فمن كان هجرته الى دنيا يصيبها أو الى امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه )
ولنتفكر فى تلك الاية
بسم الله الرحمن الرحيم
(((ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاء او يتوب عليهم ان الله كان غفورا رحيما )))
صدق الله العظيم