ونستمر في فلك وصف جمال وحسن وبهاء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ ساعين إلى مساعدة من لم يره من أتباعه في تخيل صورته البهية‏,‏ وقد وقفنا عند وصف رأسه الكريم الذي وصفه أصحابه رضي الله عنهم‏,‏ فيما أخرجه الإمام أحمد‏,‏ أنه كانا عظيما‏,‏ أما بقية تفاصيل جسده الشريف فهي كما يلي‏:
‏13- كتفاه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏
كذلك كان رسول الله عظيم الكتفين متناسقتين مع رأسه ومع باقي تقسيم جسده المبارك صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ وقد ثبتت عظمة وضخامة كتفيه صلى الله عليه وآله وسلم في سنته الشريفة‏,‏ فيما رواه هند بن أبي هالة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وغيرهما‏;‏ أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضخم الكراديس ‏(رؤوس العظام‏) (‏أخرجه أحمد في مسنده والترمذي في الشمائل وفي سننه‏).‏
‏14- صدره صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

كان صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عريضا شديدا مستويا‏,‏ وكان أبيض الصدر كالقمر صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ وهذا ما ثبت في وصفه الشريف في سنته أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواء البطن والصدر عريض الصدر‏ (رواه الترمذي في الشمائل والطبراني في الكبير‏).
15- بطنه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجر‏,‏ أي لم يكن بطنه كبيرا‏,‏ وإنما كان بطنه سواء بصدره‏,‏ إذ بروز البطن وكبره من عيوب الجسد‏,‏ وكانجسده صلى الله عليه وآله وسلم ليس فيه عيب‏,‏ فهو الذي تم معناه وصورته صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ فقد ثبت في سنته صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواء البطن والصدر ‏(رواه الترمذيفي الشمائل والطبراني في الكبير‏).
16- مسربته صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏
المسربة هي الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر وينتهي بالسرة‏,‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طويل المسربة‏,‏ وقد ثبت وصف طول مسربته صلى الله عليه وآله وسلم عن أصحابه وزوجاته رضي الله عنهم‏,‏ فعن علي رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طويل المسربة ‏(أخرجه أحمد في مسنده والترمذي في جامعه‏)‏ وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عريض الصدر‏,‏ موصول ما بين لبته إلى سرته بشعر منقاد كالقضيب‏,‏ لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره ‏(رواه أبو نعيم والبيهقي وابن عساكر‏).‏
17- ظهره صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏
كان ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جميل المنظر‏,‏ وكأنه سبيكة فضة من صفائه واستوائه‏,‏ وذكر ذلك محرش الكعبي رضي الله عنه قال‏:‏ اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ من الجعرانة ليلا‏,‏ فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة ‏(أخرجه أحمد في مسنده‏).‏
18- ذراعاه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏
كان طول ذراعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم متناسبا متناغما مع باقي جسده الشريف‏,‏ وكان يعلو ذراعيه شعر كثيف‏,‏ وقد ثبت ذلك الوصف في السنة النبوية‏,‏ مما ذكر أصحابه رضي الله عنهم أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طويل الزندين‏,‏ ضخم الكراديس‏,‏ أشعر الذراعين ‏(رواه الترمذي في الشمائل والطبراني في الكبير‏).

19- ساقاه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏
كان صلى الله عليه وآله وسلم جميل الساقين‏,‏ لم تكونا ضخمتين فتنكرا‏, فكانتا متوسطتين بين الضخامة المنكرة‏,‏ والدقة المستنكرة‏,‏ وكان صلى الله عليه وآله وسلم شديد بياض الساقين كذلك‏,‏ وذلك ما وصفه به أصحابه رضي الله عنهم‏,‏ فقد ثبت في السنة ما يلي‏:‏ كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حموشة -أي لم تكونا ضخمتين- ‏(رواه الترمذي في سننه‏),‏ وكانت ساقاه صلى الله عليه وآله وسلم في غاية الحسن والجمال‏,‏ قال سراقة بن مالك‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما دنوت منه وهو على ناقته‏,‏ جعلت أنظر إلى ساقه كأنها جمارة‏.‏ قلت‏:‏ يعني من شدة بياضها ‏(رواه ابن سعد في الطبقات والطبراني في الكبير‏).
20- عقبه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممتلئ لحم العقب كالنساء‏,‏ وإنما كان قليل لحم العقب‏,‏ وهو أنسب للرجال‏,‏ وكان عقبه يتناسب مع شكل وجمال ساقه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ حيث ثبت ذلك في السنة‏,‏ فقد روي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهوس العقب ‏(أي قليل لحم العقب‏) (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه‏).‏ وهذا أنسب للرجال‏.‏
21- قدماه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضخم القدمين‏,‏ متناسبة مع ساقه وباقي أعضائه الشريفة‏,‏ ولم يكن في باطن قدمه ارتفاع‏,‏ فكان يطأ صلى الله عليه وآله وسلم الأرض بقدمه كلها‏,‏ وذلك ما ثبت في وصف أصحابه له والسيدة عائشة رضي الله عنهم‏,‏ فعن أنس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضخم اليدين والقدمين‏,‏ حسن الوجه‏,‏ لم أر بعده ولا قبله مثله‏,‏ وكان بسط الكفين ‏(أخرجه البخاري في صحيحه‏).‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطأ الأرض بقدمه كلها ليس لها أخمص -أي ارتفاع في باطن القدم- ‏(أخرجه البخاري في الأدب المفرد‏).




اللهم صل علي سيدنا محمد أفضل الخلق جميعا سيدنا وإمامنا وشمس العارفين وشفيع المذنبين