@بسم الله الرحمن الرحيم@
-----------------------
في حب الله:-
عندما تتعقد كل أمورك و تنهار كل عزيمتك و تشعر أنك هالك لا محالة تجد نفسك ترفع يديك لتطلب نجدته لأنك تحبه.. أنا أحبه.. و هو يحبه.. و هي تحبه.. إنهالله.
قال الله تعالى: (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) الرعد -(28).
وإذا اطمأن القلب سكنت الجوارح و خف ما بها من أمراض نتيجة التوتر العصبي و القلق النفسي و الاكتئاب، بل ان ذكر الله يقوي البدن و يطرد الشيطان.
عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة ، هيا بنا معاً نمضي في حب الله .. ما أحلاها من كلمة و ما أرقاها من معنى ، كلمة حروفها قليلة لكنها تعني الكثير و الكثير ، جرب معي نطق هذه الكلمة، لكن أرجوك انطقها من قلبك ، هل شعرت معي بارتياح شديد ، صدق الله العظيم عندما قال: (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) الرعد -(28).
هذا فقط عندما تقول هذه الكلمة من قلبك ، ماذا لو أحببت حامل هذا اللقب.!!
بالتأكيد كل منا يشعر بالضيق و الألم و هكذا تستمر الحياة و كل منا يصيب و يخطىء نعم فنحن بشر لكن ما هو إحساسك لو تقربت من الله في وقت الضيق ألن تجد من ينصرك وقتها؟؟!، و ما أجمل الاحساس بالنصر بعد الضيق و الشدة و الشعور بالألم و الانهيار، إنه إحساس جميل ، اسأل من جربه مثلي، نعم فلقد أحسست يوماً ما بضيق فظيع و ملل قمت و توضأت و صليت ركعتين و توسلت الى الله أن يبعد عني كل هم و ضيق و بمجرد أن انتهيت من أداء الصلاة و الدعاء سمعت خبراً أفرحني كثيراً و نسيت ما كنت أشعر به من ضيق و ملل، لقد استجاب الله لي دعائي في أقل من دقائق و هذا لأني لجأت اليه وقت شدتي ، جرب أن تفعل ما فعلته حينما تشعر بالضيق، لماذا جميع الفنانين !! يشعرون دائماً بضيق و هذا من سيطرة الشيطان عليهم بسبب بعدهم عن الله عز و جل ، فإن الشيطان يتقرب ممن يبعد عن الله ، عزيزي القارىء و عزيزتي القارئة اذكروا الله دائماً فقد قال في كتابه الكريم: (( فاذكروني اذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون )) البقرة -(152).
و في قوله في سورة الأحزاب من الاّّّية (35):
(( و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجراً عظيماً ))،
أعزائي يجب أن نحرص على أن نكون من الذاكرين الشاكرين لله تعالى و هو الوسيلة الفعالة و العلاج الناجح لطرد الشيطان من نفس الانسان.
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لا يقعد قوم يذكرون الله عز و جل الا حفتهم الملائكة و غشيتهم الرحمة و نزلت عليهم السكينة و ذكرهم الله فيمن عنده )) رواه مسلم .
ما أروعه من إحساس عندما تكون جالساً و الملائكة تدور من حولك و تحفك حينما تجلس و لسانك ينطق أطيب الكلام و أفضله و في نفس الوقت انظر لتصرفات الكافر عندما يكون جالساً مع جماعة من أمثاله تجده يسب و يلعن و الملائكة تبتعد عنه و يكون بينها و بينه أميال و تخيل نفسك لو كنت جالساً مع شخص بلا أخلاق سيء الكلام لا يتوكل على الله و يعقد كل أمورك.
يااااااااه.. انه إحساس بشع لا يوصف.
أخي القارىء و أختي القارئة.. حاول أن تجرب هذا الإحساس إنها نصيحة من أخت لك في الله أحبت الله و مازالت تحبه و ستظل تحبه و تتوكل عليه و لم و لن يخذلها الله تعالى عندما استعانت به، إنه حقاً إحساس يغمرني بالسعادة حينما أتذكر ربي في كل تصرفاتي و حينما أضع في ذهني أنه يراني أشعر بإحساس رقيق ..
أعذرني أخي و أعذريني أختي لا أقدر أن أعبر به هنا في صفحتي فلو أردت ذلك سوف لن أنتهي ، أنا حقاً معذورة و لك أن تتأكد من ذلك حينما تجرب ، نعم حينما تجرب أن تعبد الله كأنك تراه فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف : (( اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك )).
أخي و أختي هيا بنا نتعمق أكثر في حب الله تعالى فإن هذه الدنيا مهما امتلأت بالجمال فلن تعادل ذرّة من جمال الجنة والله على وعده دائماً لم و لن يخلف وعده مهما حصل ، لكن انتبه أخي و انتبهي أختي فلن تتمكني من دخول الجنة الا بشروط كل منا يعرفها حق معرفة لكن لا يؤديها حق أداء ، لكن اعلموا أن الله رحيم خبير كما قال في كتابه الكريم ، لكن أولاً عليكم أن ترحموا من في الأرض حتى يرحمكم من في السماء هكذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم.
و الاّن كيف نحب الله تعالى؟
نحب الله سبحانه و تعالى بالتفكر في مخلوقاته و نشعر بقدرته في خلق هذه المخلوقات الجذابة و الكائنات الخلابّة فقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل الإسلام كان يتعبد الله سبحانه و تعالى و يجلس و يتفكر و يتأمل في مخلوقاته قبل أن يعرف هذه القدرة العظيمة ألا و هي الله سبحانه و تعالى ، ألست تتفق معي فيما أقول ؟! عجباً لأمر الكافر الجاحد الذي لا يؤمن بوجود الله تعالى عز و جل ، كان الله في عونه فلقد فقد كل مشاعر الحب و معاني الحنان و أسأل الله له الشفاء العاجل من مرض الشرك.
و لكي تحب الله أكثر و أكثر اقترب منه بصلاتك و دعائك فان الصلاة تقرب العبد من ربه ، أيضاً عندما تشعر بالوحدة و أنه لا يوجد من معك ماذا لو جربت الله سبحانه و تعالى كصديق ترمي و تشكي و تحكي اليه كل همومك صدقني فهو احساس أكثر من رائع لا يعرف معناه سوى من جربه ، ماذا لو أحببت ربك بصدق؟!! إنه شعور مختلف حقاً فلو توصلت لهذا القدر من الحب سوف ترى الحياة بمعنى و شكل و لون اخر و ستكون من أبهى الألوان لديك .
إن حب الله تعالى يدفعنا الى الصلاح و التقوى كما إنه يقوي إيماننا ويعزز أواصر الترابط بين العبد و ربه و بالتالي تزيد أعمالنا الصالحة الطيبة و حتى يتقبلها منا الله تعالى يجب أن نفعلها باخلاص و صدق نية.
إن حب الله تعالى ليس مجرد كلمات ننطقها عندما نقول أنا أحب الله تعالى بل انه معنى و احساس و شعور برابطة قوية بين العبد و ربه تجعل هذا العبد يستعين دائماً بالله تعالى و يتوكل عليه في كل أعماله و تجده انساناً محبوباً ممن حوله عاقلاً في فكره سوف يجد أن الله سبحانه و تعالى دائماً معه و دائماً في عونه و سوف ييسر له كل أموره في دنياه و اخرته.
قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب الفوائد :-
(( حقيقة التوكل هو اعتماد القلب على الله وحده ، فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها و الركون اليها ، كما لا ينفعه قوله توكلت على الله مع اعتماده على غيره و ركونه اليه و ثقته به ، فتوكل اللسان شيء و توكل القلب شيء ، كما أن توبة اللسان مع اصرار القلب شيء ،و توبة القلب و ان لم ينطق اللسان شيء ، فقول العبد توكلت على الله مع اعتماده على غيره مثل قوله :- تبت الى الله و هو مصّر على على معصيته مرتكب لها )).
قال سبحانه و تعالى :-(( و من يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم )) الأنفال -(49).
و قال عز و جل :- (( و من يتوكل على الله فهم حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا" )) الطلاق -(3).
(( حسبنا الله و نعم الوكيل )) ال عمران -(173).
(( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم )) التوبة -(139).
يجب أن نعرف الله جيداً حتى نحبه و ذلك بالتفكر في آياته الكونية و مخلوقاته و بالتفكر في أسمائه و صفاته من القرآن و السنة .
و الآن انظر كيف سستغير حياتك لو أحببت الله بصدق ...!!!!!!!
أخي و أختي:
لو حسيت مرة بألم.. لو حسيت بانهيار .. جرب تقرب من ربنا .. هو أحسن جار.. و هيبعد عنك أي فكرة انتحار..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
بقلمي
5-9-2006
دمتم بود