السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قبل أى شىء أحب أقول إن القصه دى قريتها فى كتاب الشخصية الساحرة لكريم الشاذلى وطبعا لازم أشكره قبل أى حاجة لأنى إتعلمت منه حاجات كتير من خلال كتبه وكان لازم أقول كده لأن ربنا بيقول فى القرآن الكريم (ولا تبخسوا الناس أشيائهم) والرسولبيقول (من لم يشكر الناس لم يشكر الله)ودلوقتى هنقول القصه وأتمنى أن الناس تقراها وتستفيد منها وياريت اللى استفاد حاجه يقولنا عليها أنا شخصيا استفدت حاجات كتير منها بس يمكن فيه حاجه حد ينبهنى ليه وأكون شاكر فضله وهقولكم أنا استفدت إيه بس بعد ماأشوف تعليقاتكم وآسف ع الإطاله ودى القصة:
حار أحد الآباء فى معالجة طفله الصغير وكيف يظبط نوبات الغضب عنده فقال له ذات يوم:يابنى أريد منك أن تحمل هذه المسامير وأعطاه علبة فيها مسامير وناوله فى اليد الثانية مطرقة ثم قال له كلما انفعلت او غضبت فاضرب مسمار فى هذه الحائط فلعلك تتذكر فتملك نفسك عند الغضب أطاع الغلام أباه وبدأ يضرب عند كل غضب مسمار واحد ومع تكرار الغضب زاد عدد المسامير فى اليوم الأول كان المنظر مخيف من كميه المسامير الكبيره التى دقت على الحائط بشكل عشوائى يدل على عصبيه من قام بدقها نظر الولد إلى ذلك الشكل المحزن وبدأ يدرك حجم المشكلة التى ستواجهه إذا استمر على هذا المنوال ومع تقدم الأيام بدأ عدد المسامير يقل تدريجيا حتى كان ذلك اليوم الذى لم يضرب فيه مسمار قط انطلق الطفل إلى أبيه فرحا وقال له انظر ياأبت لا مسمار اليوم
قال له والده الحكيم حسنا الآن سنقوم بعمل تعديل على التمرين عليك القيام بعكس ماكنت تقوم به;كل يوم يمر عليك لا غضب فيه ولا نوبات انفجار من الانفعالات انزع مسمار من الحائط نظر الولد إلى الحائط ووجد العدد كبيرا ولكنه أطاع والده وبدأ بالفعل فى نزع المسامير من الحائط إلى أن جاء اليوم الذى انتزع فيه أخر مسمار وذهب إلى والده وأخبره بذلك وقال له أنه فرح أنه ازال كل المسامير وهنا ابتسم الأب وأخذ بيده ثم اقترب من الحائط ونظر ألى الثقوب التى بقيت فى الحائد وقال له يابنى إن الأخطاء التى نعملها تشبه هذه الثقوب وإن الجروح والانفعالات جروح حقيقية
إنك لو طعنت أحد بسكين ثم انتزعته من لحمه وقلت له ألف مرة أنا آسف فلن تلحم الكلمات الجروح ولن يعود كما كان قط بل سيترك ندبة لاتزول حتى الموت وإن نفوسنا كذلك
إن أحدنا لو أحسنت له الدهر كله ثم أسأت له مرة واحدة فلن ينساها لك إلا من يمكل نفسا عظيمة والبشر ليسوا عظماء