إن اللَّه عز وجل إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها.
إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى. فلا تُبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية فآثروا ما يبقى على ما يفنى. فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى اللَّه.
اتقوا اللَّه عز وجل فإن تقواه جُنة من بأسه ووسيلة عنده. واحذروا من اللَّه الغِيرَ والزموا جماعتكم ولا تصيروا أحزابًا
{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
دفن عثمان رضى الله عنه
[الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 687، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3/ص 69]:
قيل: بقي عثمان ثلاثة أيام لم يدفن، ثم إن حكيم بن حزام وجبير بن مطعم، كلَّما عليًا في أن يأذن في دفنه، فقعدوا له في الطريق بالحجارة، وخرج به ناس يسير من أهله وغيرهم، وفيهم ال***ر والحسن وأبو جهم بن حذيفة ومروان بين المغرب والعشاء،
فأتوا به حائطًا من حيطان المدينة يسمى حَش كوكب [الحش: البستان. وحَش كوكب: موقع إلى جانب بقيع الغرقد بالمدينة].
وهو خارج البقيع فصلَّى عليه جبير بن مطعم، وخلفه حكيم بن حزام، وأبو جهم بن حذيفة، ونيار بن مكرم الأسلمي، وجاء ناس من الأنصار ليمنعوا من الصلاة عليه، ثم تركوهم خوفًا من الفتنة.
وعن الربيع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه قال: كنت أحد حملة عثمان بن عفان حين توفي حملناه على باب، وإن رأسه يقرع الباب لإسراعنا به، وإن بنا من الخوف لأمرًا عظيمًا، حتى واريناه في قبره في حش كوكب. وأرسل عليّ إلى من أراد أن يرجم سريره ممن جلس على الطريق لما سمع بهم فمنعهم عنه. ونزل في قبره، بيان وأبو جهم وحبيب،
وقيل: شهد جنازته علي وطلحة وزيد بن ثابت، وكعب بن مالك، وعامة من أصحابه.
وعن الحسن قال: شهدت عثمان بن عفان دفن في ثيابه بدمائه، وفي البخاري أنه لم يغسل.
خطبة على رضى الله عند بيعته بعد مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان
[ابن قتيبة، عيون الأخبار (م 2/ص 236]: [ص 192]
"أيها الناس، كتاب اللَّه وسنة نبيكم، لا يدَّع مدعٍ إلا على نفسه. شُغِلَ الجنةُ والنارُ أمامه. ساعٍ نجا. وطالبٌ يرجو. ومقصرٌ في النار ، ثلاثة واثنان: ملَك طار بجناحيه، ونبي أخذ اللَّه بيديه، لا سادسَ. هلك من اقتحم. وردِيَ من هوى. واليمين والشمال مضلَة، الوسطى الجادَّةُ: منهج عليه باقٍ: الكتاب وآثار النبوة. إن اللَّه أدَّب هذه الأمة بأدبين: السوطِ والسيفِ، فلا هوادة فيهما عند الإمام. فاستتروا ببيوتكم، وأصلحوا ذات بينكم، والتوبة من ورائكم من أبدى صفحته للحق هلك. قد كانت أمور ملتم علي فيها مَيلة لم تكونوا عندي محمودين ولا مصيبين. واللَّه أن لو أشاء أن أقول لقلت. عفا اللَّه عما سلف. انظروا، فإن أنكرتم فأنكروا وإن عَرَفتم فاروُوا. حق وباطل ولكل أهل، واللَّه لئن أمِّر الباطل لقديمًا فعل. ولئن أمر الحق لَرُبَّ ولعل. ما أدبر شيء فأقبل".
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
http://www.mediafire.com/?z2zjdxlkxjm