صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: الأربـــعين حــديثــا النــوويـــة

  1. #1
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي الأربـــعين حــديثــا النــوويـــة

    الســـلام علــيكــم ورحـــمه الله وبــــركــــاته


    الأربعين حديثا النووية
    للحافظ محيي الدين النووي

    ومعها
    مع زيادة الحافظ ابن رجب الحنبلي




    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحديث الأول


    عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال: سمعت

    رسول الله يقول: (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما

    نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت

    هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).


    رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن

    بردزبه البخاري الجعفي ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري

    النيسابوري رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.


    الحديث الثاني



    عن عمر رضي الله عنه أيضا ، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله

    عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر لا

    يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا احد ، حتى جلس إلى النبي صلي الله عليه وسلم

    فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال: "يا محمد أخبرني عن

    الإسلام" ، فقال رسول الله : (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا

    الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت

    إن استطعت إليه سبيلا) ، قال: "صدقت" ، فعجبنا له ، يسأله ويصدقه؟ ، قال:

    "فأخبرني عن الإيمان" ، قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر

    وتؤمن بالقدر خيره وشره) ، قال: "صدقت" ، قال: "فأخبرني عن الإحسان" ،

    قال: (أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) ، قال: "فأخبرني عن

    الساعة" ، قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل) ، قال: "فأخبرني عن

    أماراتها" ، قال: (أن تلد الأم ربتها ، وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء

    يتطاولون في البنيان) ، ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال: (يا عمر أتدري من السائل؟)

    ، قلت: "الله ورسوله أعلم" ، قال: (فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم).

    رواه مسلم.


    الحديث الثالث


    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، قال: سمعت

    رسول الله يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله

    إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان).

    رواه البخاري ومسلم.


    الحديث الرابع


    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى

    الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين

    يوما نطفة ثم علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه

    الروح , ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه , وأجله , وعمله , وشقي أم سعيد .

    فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا

    ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار

    حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)
    رواه البخاري ومسلم




    الحديث الخامس



    عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت: قال رسول الله صلي الله (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
    رواه البخاري ، ومسلم.

    وفي رواية لمسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).



    الحديث السادس


    عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال: سمعت رسول الله صلي

    الله عليه وسلم يقول: (إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا

    يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في

    الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه،ألا وإن

    لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت

    صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)

    رواه البخاري ، ومسلم.


    الحديث السابع


    عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه ، أن النبي

    قال: (الدين النصيحة). قلنا: لمن ؟؟ قال: (لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة

    المسلمين وعامتهم).

    رواه مسلم.


    الحديث الثامن



    عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله قال: (أمرت

    أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويقيموا

    الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق

    الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى).

    رواه البخاري ، ومسلم.


    الحديث التاسع



    عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول الله

    يقول: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما

    استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم).

    رواه البخاري ، ومسلم.


    الحديث العاشر



    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
    (إن الله

    تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى:

    {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} ، وقال تعالى:{يا أيها الذين امنوا

    كلوا من طيبات ما رزقناكم} ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى

    السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ؟).

    رواه مسلم.


    الحديث الحادي عشر



    عن أبي محمد الحسن بن على بن ابي طالب سبط رسول الله وريحانته رضي الله عنهما ، قال: حفظت من رسول الله : (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).

    رواه الترمذي ، والنسائي ، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.






    الحديث الثاني عشر



    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله : (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) .

    حديث حسن ، رواه الترمذي ، وابن ماجه.


    الحديث الثالث عشر



    عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه ، خادم رسول الله صلى الله عليه

    وسلم ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه).

    رواه البخاري ، ومسلم.


    الحديث الرابع عشر


    عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله : (لا

    يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث:

    الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لد ينه المفارق للجماعة).

    رواه البخاري ، ومسلم.


    الحديث الخامس عشر


    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (من كان

    يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر

    فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه).

    رواه البخاري ، ومسلم.



    الحديث السادس عشر


    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم: أوصني. قاللا تغضب) فردد مرارًا ، قال: (لا تغضب).

    رواه البخاري.


    الحديث السابع عشر



    عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه ، عن الرسول

    قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته).

    رواه مسلم.


    الحديث الثامن عشر



    عن أبي ذر جندب بن جنادة ، وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما ،

    عن الرسول صلي الله عليه وسلم ، قال: (اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن).

    رواه الترمذي وقال: حديث حسن ، وفي بعض النسخ: حسن صحيح .






    الحديث التاسع عشر



    عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال: كنت خلف النبي صلي

    الله عليه وسلم يوما ، فقال: (يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ

    الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة

    لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن

    اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ؛ رفعت الأقلام ، وجفت الصحف).

    رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح.

    وفي رواية غير الترمذي: (احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وان الفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسرا).


    الحديث العشرون


    عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

    رواه البخاري.


    الحديث الحادي والعشرون



    عن أبي عمرو ، وقيل أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه ، قال:

    قلت: يا رسول الله ! قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدًا غيرك ؛ قال: (قل: آمنت بالله ، ثم استقم).

    رواه مسلم.


    الحديث الثاني والعشرون



    عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلا سأل

    رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت

    رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد علي ذلك شيئًا ؛ أأدخل الجنة ؟ قال: (نعم).

    رواه مسلم.



    الحديث الثالث والعشرون



    عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله

    صلي الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان

    الله والحمد لله تملآن – أو: تملأ – ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ،

    والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ؛ كل الناس يغدو ،

    فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها).

    رواه مسلم.


    الحديث الرابع والعشرون



    عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلي الله علية وسلم ، فيما يرويه

    عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال: (يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ؛ فلا تظالموا.

    يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .

    يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم.

    يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم .

    يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم .

    يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .

    يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا.

    يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا.

    يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.

    يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).

    رواه مسلم.


    الحديث الخامس والعشرون



    عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا ، أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه

    وسلم قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ؛

    يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم .

    قال: (أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة

    صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، وفي بعض أحد كم صدقة).

    قالوا: يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟

    قال: (أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر).

    رواه مسلم.




    الحديث السادس والعشرون



    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (كل

    سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ،

    وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة ، والكلمة الطيبة

    صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة).

    رواه البخاري ، ومسلم.


    الحديث السابع والعشرون



    عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي قال: (البر
    حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس). رواه مسلم.

    وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه ، قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال: (جئت تسأل عن البر؟) قلت: نعم ؛ فقال: (استفت قلبك ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك) .

    حديث حسن ، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل ، والدارمي بإسناد حسن .


    الحديث الثامن والعشرون



    عن أبي نجيج العرباض بن سارية رضي الله عنه ، قال: وعظنا رسول الله صلي

    الله علية وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها الدموع ، فقلنا: يا رسول

    الله ! كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال: (أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة

    وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة

    الخفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلاله).

    رواه أبو داود ، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.




    الحديث التاسع والعشرون



    عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال: قلت: يا رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني

    الجنة ويباعدني عن النار ، قال: (لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره

    الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاَ ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم

    رمضان ، وتحج البيت) ثم قال: (ألا أدلك على أبواب الخير ؟: الصوم جنة ،

    والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل) ثم

    تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} ثم قال: (ألا أخبرك برأس

    الأمر وعموده وذروة سنامه؟) قلت: بلى يا رسول الله ، قال: (رأس الأمر الإسلام

    ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد) ثم قال: (ألا أخبرك بملا ذلك كله ؟)

    فقلت: بلى يا رسول الله ! فأخذ بلسانه وقال: (كف عليك هذا)، قلت: يا نبي الله

    وإنما لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: (ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على

    وجوههم –أو قال: (على مناخرهم)- إلا حصائد ألسنتهم ؟!).

    رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح .


    الحديث الثلاثون



    عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه ، عن رسول الله صلي الله

    عليه وسلم ، قال: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودًا فلا

    تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها).

    حديث حسن ، رواه الدارقطني ، وغيره .


    الحديث الحادي والثلاثون



    عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ، قال: جاء رجل إلى النبي

    ، فقال: يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله

    وأحبني الناس ؛ فقال: (ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس).

    حديث حسن ، رواه ابن ماجه ، وغيره بأسانيد حسنه.


    الحديث الثاني والثلاثون



    عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله قال: (لا ضرر ولا ضرار).

    حديث حسن ، رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسندا.

    ورواه مالك في (الموطأ) عن عمرو بن يحي عن أبيه عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلا ، فأسقط أبا سعيد ، وله طرق يقوي بعضها بعضا.





    الحديث الثالث والثلاثون


    عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله ، قال: (لو يعطى الناس بدعواهم ،لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر).

    حديث حسن ، رواه البيهقي ، وغيره هكذا ، وبعضه في (الصحيحين).


    الحديث الرابع والثلاثون



    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه

    وسلم يقول: (من رأى منكم منكرًا فلغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان).

    رواه مسلم.


    الحديث الخامس والثلاثون



    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لا

    تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع

    بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا

    يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا) ويشير إلى صدره ثلاث

    مرات – (بحسب امرئ أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه).

    رواه مسلم.


    الحديث السادس والثلاثون


    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ، قال: (من نفس

    عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر

    على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا

    والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس

    فيه علما سهل الله له به طريقا إلي الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله

    يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ،

    وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).

    رواه مسلم بهذا اللفظ.


    الحديث السابع والثلاثون



    عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله علية وسلم فيما يرويه

    عن ربه تبارك وتعالى ، قال: (إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ، ثم بين ذلك ،

    فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله

    تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم

    يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة).

    رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف.


    الحديث الثامن والثلاثون



    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إن

    الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء

    أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا

    أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ،

    ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ ني لأعيذنه).

    رواه البخاري.


    الحديث التاسع والثلاثون



    عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله قال: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).

    حديث حسن ، رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما.


    الحديث الأربعون



    عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال: أخذ الرسول صلي الله علية وسلم بمنكبي ، فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).

    وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك .

    رواه البخاري.


    الحديث الحادي والأربعون



    عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به).

    حديث حسن صحيح . رويناه في كتاب (الحجة) بإسناد صحيح.


    الحديث الثاني والأربعون



    عن أنس رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (قال

    الله تعالى: يا ابن ادم .. إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا

    أبالي ، يا ابن آدم .. لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن

    آدم ! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة).

    رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.




    زيادات الحافظ عبد الرحمن بن رجب الحنبلي




    الحديث الثالث والأربعون


    عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما أبقت الفرائض ، فلأولى رجل ذكر).

    خرّجه البخاري ، ومسلم.


    الحديث الرابع والأربعون



    عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة).

    خرّجه البخاري ، ومسلم.


    الحديث الخامس والأربعون



    عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم عام الفتح وهو بمكة

    يقول: (إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام) فقيل: يا

    رسول الله أرأيت شحوم الميتة ، فإنه يطلى بها السفن ، ويدهن بها الجلود ،

    ويستصبح بها الناس ؟ قال: (لا وهو حرام) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه

    وسلم: (قاتل الله اليهود ، إن الله حرم عليهم الشحوم ، فأجملوه ، ثم باعوه ، فأكلوا ثمنه).

    خرّجه البخاري.


    الحديث السادس والأربعون


    عن أبي بردة ، عن أبيه عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى

    الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن ، فسأله عن الأشربة تصنع بها ، فقال: (وما هي)؟

    قال: البتع والمزر ـ فقيل لأبي بردة: وما البتع؟ قال: نبيذ العسل والمزر نبيذ الشعير ـ فقال: (كل مسكر حرام).

    خرّجه البخاري.


    الحديث السابع والأربعون



    عن المقدام بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقولما

    ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنٍ ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا

    محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه).

    رواه الإمام أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي حديث حسن .


    الحديث الثامن والأربعون



    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي قال: (أربع

    من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى

    يدعها: إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر).

    خرجه البخاري ، ومسلم.


    الحديث التاسع والأربعون



    عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لو أنكم

    توكّلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا).

    رواه أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن حبان ، والحاكم ، وقال الترمذي: حسن صحيح .


    الحديث الخمسون


    عن عبد الله بن بسر قال: أتى النبي رجل ، فقال: يا رسول

    الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فباب نتمسك به جامع ؟ قال: (لا يزال

    لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل).

    رواه الإمام أحمد بهذا اللفظ.


    مـــنقــول

  2. #2
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    فى الجنه باذن الله
    المشاركات
    8,884

    افتراضي

    جزاكى الله خيرا ياأميره

    وجعله الله فى ميزان حسناتك

  3. #3
    Pb Elite
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    2,246

    افتراضي

    جزاكى الله خيرا يا اميرة

  4. #4
    Co-Admin
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    4,032

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم

    ممكن حضرتك أو أي عضو كريم يتطوع ينزل كل يوم حديث واحد بالشرح بتاعه وتكون سلسلة متجددة عشان تعم الفائدة ونقدر كلنا نستفيد


  5. #5
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي

    جـــزاكـــم الله مثله

    ان شــاء الله هنزل شرحهم يا د.رامــى

  6. #6
    Super Moderator
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Mansoura
    المشاركات
    7,739

    افتراضي شـــرح الحـــديث الأول

    الشرح منقووووول

    شـــرح الـحـــديث الاول

    بســم الله الرحـــمن الرحـــيم

    الحديث الأول

    عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت

    رسول الله () يقول: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل

    امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله،

    ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجـر إليه". (رواه إماما المحدّثين: أبو عبد الله محمـد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة).


    شرح وفوائد الحديث

    دل الحديث على أن النية معيار لتصحيح الأعمال ، فحيث صلحت النية صلح

    العمل ، وحيث فسدت فسد العمل ، ، وإذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاثة أحوال :

    (الأول) : أن يفعل ذلك خوفاً من الله تعالى وهذه عبادة العبيد .

    (الثاني) : أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار.

    (الثالث) : أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر ،

    ويرى نفسه مع ذلك مقصراً ، ويكون مع ذلك قلبه خائفاً لأنه لا يدري هل قبل

    عمله مع ذلك أم لا ، وهذه عبادة الأحرار ،


    _وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها

    حين قام من الليل حتى تورمت قدماه : يا رسول الله !


    أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟

    قال : (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟).

    _فإن قيل : هل الأفضل العباده مع الخوف أو مع الرجاء ؟ . قيل : قال الغزالي رحمه الله


    تعالى :
    العبادة مع الرجاء أفضل ، لأن الرجاء يورث المحبة ، والخوف يورث القنوط.

    وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين ، واعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة

    العجب ، فمن أعجب بعمله حبط عمله ، وكذلك من استكبر حبط عمله.

    الحال الثاني : أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعها ، فذهب بعض أهل

    العلم إلى أن عمله مردود واستدل بقوله في الخبر الرباني:

    ((يقول الله تعالى : أنا أغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه)).

    _وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب (( الرعاية)) فقال : الإخلاص أن تريده بطاعته ولا تريد سواه .

    والرياء نوعان : أحدهما : لا يريد بطاعته إلا الناس

    والثاني : أن يريد الناس ورب الناس ، وكلاهما محبط للعمل ،

    _ ونقل هذا القول الحافظ أبو نُعيم في ((الحلية))عن بعض السلف ،

    واستدل بعضهم على ذلك أيضاً

    بقوله تعالى: ( الجَّبار الُمتَكِّبرُ سُبحَان الله عَمّا يُشْركوْنَ) (الحشر : 23) ،

    فكما أنه تكبر عن الزوجة والولد والشريك ، تكبر أن يقبل عملاً أشرك فيه غيره ، فهو تعالى أكبر ، وكبير ، ومتكبر .

    _وقال السمر قندي رحمه الله تعالى:

    ما فُعِل لله قُبلَ وما فُعِل من أجل الناس رُدَّ.

    ومثال ذلك من صلى الظهر مثلاً وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه ولكنه طول

    أركانه وقراءتها وحسَّن هيئتها من أجل الناس ، فأصل الصلاة مقبول ، وأما

    طوله وحسنه من أجل الناس فغير مقبول لأنه قصد به الناس .

    وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام :

    عمن صلى فطول صلاته من أجل الناس ؟

    فقال : أرجو أن لا يحبط عمله هذا كله إذا حصل التشريك في صفة العمل ، فإن

    حصل في أصل العمل بأن صلى الفريضة من أجل الله تعالى والناس ، فلا تقبل

    صلاته لأجل التشريك في أصل العمل ، وكما أن الرياء في العمل يكون في ترك العمل .

    قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك ، والاخلاص ان يعافيك الله منهما.

    ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراها

    الناس ، فهو مُراءٍ لأنه ترك العمل لأجل الناس ، أما لو تركها ليصليها في الخلوة

    فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة ، أو زكاة واجبة ، أو يكون عالماً يقتدى به ،

    فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل ، وكما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع ،

    وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل ، قال : (( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به)).

    قال العلماء : فإن كان عالماً يقتدى به وذكر ذلك تنشيطاً للسامعين ليعملوا به فلا بأس .
    قال المرزباني ، رحمه الله تعالى عليه : يحتاج المصلى إلى اربع خصال حتى

    ترفع صلاته : حضور القلب ، وشهود العقل ، وخضوع الأركان ، وخشوع

    الجوارح ، فمن صلَّى بلا حضور قلب فهو مصلٍ لاهٍ ، ومن صلى بلا شهود عقل

    فهو مصل ساهٍ ، ومن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل خاطىء ، ومن صلى بهذه الأركان فهو مصلٍ وافٍ.


    قوله : (( إنما الأعمال بالنيات ))

    أراد بها أعمال الطاعات دون أعمال المباحات ،

    قال الحارث المحاسبي :
    الإخلاص لا يدخل في مباح ، لأنه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي إلى قربة ،

    كرفع البنيان لا لغرض الرعونة ، أما إذا كان لغرض كالمساجد والقناطر والأربطة فيكون مستحباً .

    قال : ولا إخلاص في محرم ولا مكروه ، كمن ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه

    ، ويزعم أنه ينظر إليه ليتفكر في صنع الله تعالى ، كالنظر إلى الأمرد ، وهذا لا إخلاص فيه بل لا قربة البتة ،

    قال : فالصدق في وصف العبد في استواء السر والعلانية والظاهر والباطن ،

    والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والأحوال حتى إن الإخلاص يفتقر إلى

    الصدق ، والصدق لا يفتقر إلى شيء . لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى

    بالطاعة ، فقد يريد الله بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها ، والصدق هو

    إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه ، فكل صادق مخلص ، وليس كل

    مخلص صادقاً ، وهو معنى الاتصال والانفصال ، لأنه انفصل عن غير الله

    واتصل بالحضور بالله ، وهو معنى التخلي عما سوى الله والتحلي بالحضور بين يدي الله سبحانه وتعالى .


    قوله : (( إنما الأعمال)) يحتمل : إنما صحة الأعمال أو

    تصحيح الأعمال ، أو قبول الأعمال ، أو كمال الأعمال ، وبهذا أخذ

    الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ، ويستثنى من الأعمال ما كان قبيل التروك

    كإزالة النجاسة ، ورد الغصوب والعواري ، وإيصال الهدية وغير ذلك ، فلا

    تتوقف صحتها على النية المصححة ، ولكن يتوقف الثواب فيها على نية التقرب ،

    ومن ذلك ما إذا أطعم دابته ، إن قصد بإطعامها امتثال أمر الله تعالى فإنه يثاب

    ، وإن قصد بإطعامها حفظ المالية فلا ثواب ، ذكره القرافي ، ويستثنى من ذلك

    فرس المجاهد ، إذا ربطها في سبيل الله فإنها إذا شربت وهو لا يريد سقيها

    أثيب على ذلك كما في صحيح البخاري ، وكذلك الزوجة وكذلك إغلاق الباب

    وإطفاء المصباح عند النوم إذا قصد به امتثال أمر الله أثيب وإن قصد أمراً آخر فلا .
    واعلم أن النية لغة : القصد ، يقال نواك الله بخير : أي قصدك به .

    والنية شرعاً : قصد الشيء مقترناً بفعله ، فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم ،

    وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة أو لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض

    ، مثال الأول : الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحة في العادة ،

    وقد يقصد للعبادة بنية الاعتكاف ، فالمميز بين العبادة والعادة هو النية ،


    وكذلك الغسل : يقصد به تنظيف البدن في العادة ،

    وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية

    وإلى هذا المعنى أشار النبي حين سئل عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة ، أي ذلك في سبيل الله تعالى ؟

    فقال:(( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى))

    ومثال الثاني: وهو المميز رتب العبادة ،

    كمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر

    وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية ،


    وكذلك العتق قد يقصد به الكفارة

    وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه ، فالمميز هو النية .

    وفي قوله : (( وإنما لكل امرىء ما نوى)) دليل على أنه

    لا تجوز النيابة في العبادات ، ولا التوكيل من نفس النية ، وقد استثني من ذلك

    تفرقة الزكاة وذبح الأضحية ، فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح ، والتفرقة

    مع القدرة على النية . وفي الحج : لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين ، أما اذا

    كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية ، وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان

    بأحدهما رهن فإدى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن ، صدق ، فإن لم ينو شئياً حالة

    الدفع ، ثم نوى بعد ذلك ، وجعله عما شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا .
    قوله : (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).

    أصل المهاجرة المجافاة والترك ، فاسم الهجرة يقع على رموز :


    الأولى : هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة حين آذى

    المشركون رسول الله ،ففروا منه إلى النجاشي ، وكانت

    هذه بعد البعثة بخمس سنين ، قاله البيهقي .


    الهجرة الثانية : من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة ،

    وكان يجب على كل مسلم بمكة أن يهاجر إلى رسول الله

    إلى المدينة ، وأطلق جماعة أن الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة ،وهذا

    ليس على إطلاقه فإنه لا خصوصية للمدينة ، وإنما الواجب الهجرة إلى رسول

    الله صلى عليه وسلم

    قال ابن العربي : قسم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً

    ، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام :


    (الأول) : الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة ،و التي انقطعت بالفتح في قوله : (( لا هجرة بعد الفتح)) . هي القصد إلى رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان .


    (الثاني) : الخروج من أرض البدعة ، قال ابن القاسم : سمعت مالكاً يقول : لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُ فيها السلف.

    (الثالث) : الخروج من أرض يغلب عليها الحرام ، فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم .

    (الرابع) : الفرار من الأذية في البدن ، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه ، فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه ، والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور ، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام حيث خاف من قومه فقال : {إٍنًّي مُهَاجرإِلى رَبًّي} [العنكبوت :26] . وقال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفَاَ يَتَرَقَّب} [القصص:21].

    (الخامس) : الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة ، إلى الأرض النزهة ، وقد أذن للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج .

    (السادس) :الخروج خوفاً من الأذية في المال ، فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه .
    وأما قسم الطلب(الثانى) ، فإنه ينقسم إلى عشرة : طلب دين وطلب دنيا ، وطلب الدين

    ينقسم إلى تسعة أنواع :

    (الأول) سفر العبرة قال الله تعالى : {أَوَ لَمْ يَسِيْروُا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلهِم} [الروم:9]. وقد طاف ذو القرنين في الدنيا ليرى عجائبها .

    (الثاني) : سفر الحج .

    (الثالث) : سفر الجهاد.

    (الرابع) : سفر العبرة المعاش.

    (الخامس) : سفر التجارة والكسب الزائد على القوت ، وهو جائز لقوله تعالى : {لَيْسَ عَلْيكُمْ جُنَاحُ أَنْ تَبْتغُوا فَضْلاً مِنْ رَبَّكم} [البقرة : 198].

    (السادس) : طلب العلم .

    (السابع) :قصد البقاع الشريفة ، قال :

    ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)).

    (الثامن) : قصد الثغور للرباط بها .

    (التاسع) : زيارة الإخوان في الله تعالى ، قال : (( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرسل الله ملكاً على مدرجته . فقال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك من نعمة تؤديها قال : لا ، إلا أنني أحبه في الله تعالى قال : فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته)). رواه مسلم . وغيره .

    الثالثة: هجرة القبائل إلى رسول الله ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم .

    الرابعة : هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي ثم يرجع إلى قومه .

    الخامسة : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فلا يحل للمسلم الإقامة بدار الكفر ، قال الماوردي : فإن صار له بها أهل وعشيرة ، وأمكنة إظهار دينه ،لم يجز له أن يهاجر ، لأن المكان الذي هو فيه قدر دار إسلام.

    السادسة : هجرة المسلم أخاه فوق ثلاثة ، بغير سبب شرعي ، وهي مكروهة في الثلاثة ، وفيما زاد حرام إلا لضرورة.

    السابعة : هجرة الزوج الزوجة إذا تحقق نشوزها قال تعالى
    {واهْجُرُوهُنَّ فِي اَلمَضَاجِعِ} [ النساء :34].
    ومن ذلك هجرة أهل المعاصي في المكان ،و الكلام ،و جواب السلام وابتداؤه .

    الثامنة : هجرة ما نهى الله عنه ، وهي أعم الهجر.
    قوله : (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله)) : أي نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً.
    (( ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها .. الخ)) نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة

    إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس

    ، فسمي مهاجر أم قيس . فإن قيل النكاح من مطلوبات الشرع فْلمَ كان من

    مطلوبات الدنيا؟ قيل في الجواب : إنه لم يخرج في الظاهر لها ، وإنما خرج في

    الظاهر للهجرة ، فلما أبطن خلاف ما أظهر استحق العتاب واللوم ،وقيس بذلك

    من خرج في الصورة الظاهرة لطلب الحج وقصد التجارة وكذلك الخروج لطلب

    العلم إذا قصد به حصول رياسة أو ولاية .

    قوله : (( فهجرته إلى ما هاجر إليه)) يقتضي أنه لا ثواب

    لمن قصد بالحج التجارة والزيارة ، وينبغي حمل الحديث على ما إذا كان

    المحرك الباعث له على الحج إنما هو التجارة ، فإن كان الباعث له الحج فله

    الثواب ، والتجارة تبع له إلا أنه ناقص الأجر عمن أخرج نفسه للحج ، وإن كان

    الباعث له كليهما فيحتمل حصول الثواب لأن هجرته لم تتمخص للدنيا ، ويحتمل

    خلافه لأنه قد خلط عمل الآخرة بعمل الدنيا ، لكن الحديث رتب فيه الحكم على

    القصد المجرد ، فأما من قصدهما لم يصدق عليه أنه قصد الدنيا فقط ،

    والله سبحانه وتعالى أعلم .

    _____________________________________________

    شـــرح الحـــديث التانى بــــكره ان شــــاء الله


  7. #7
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    2,631

    افتراضي

    جزاكى الله كل خير د/اميرة

  8. #8
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    فى الجنه باذن الله
    المشاركات
    8,884

    افتراضي

    ربنا يبارك فيكى ياأميره


    منتظرين الباقى


  9. #9
    Co-Admin
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    4,032

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amira مشاهدة المشاركة
    جـــزاكـــم الله مثله

    ان شــاء الله هنزل شرحهم يا د.رامــى
    جزاكم الله خيرا على سرعة الاستجابة
    نفعنا الله وإياكم بهذه الأحاديث

  10. #10
    Pharma Student
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    509

    Arrow

    جزاكي الله خيرا د/ أميرة ، وزادكِ علما ، ونفع بكِ

    _فإن قيل : هل الأفضل العباده مع الخوف أو مع الرجاء ؟ . قيل : قال الغزالي رحمه الله



    تعالى :


    العبادة مع الرجاء أفضل ، لأن الرجاء يورث المحبة ، والخوف يورث القنوط.


    ليس الأمر على إطلاقه ، فقد قال الله عز وجل عن أنبيائه: " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونُ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ " ، وقد أمرنا بالاقتداء بهم ، فقال: " أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ " .

    وقال ابن القيم رحمه الله: (القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه ، و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر ). مدارج السالكين

    ولكلٍ وقته الذي لا يناسبه غيره.
    يعني: أحيانا يشعر الإنسان أنه لا يجد في عمله ما يثقل الميزان ، ويتحقق فيه الإخلاص ، ففي هذه الحالة.. الأولى له أن يغلب جانب الرجاء في الله ، حتى لا يتكاسل عن العمل.

    في حين يجد المرء نفسه معجب بعمله ، مفتخرا به ، فيغلب هنا الخوف ، حتى لا يقع في المحذور.

    بارك الله فيكِ
    وآسفة للإطالة


    التعديل الأخير تم بواسطة منى ; 05-07-2009 الساعة 09:34 AM

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •