الحلقة الثانية عشر ( ليلة من ليالي العمر )
انقسمت جوارحي منها من أصرّ على موقفه السابق يجب أن تنساها فهي لم تعد من حقك بعدما امتلكها رجل آخر ,, و منها من حاول النسيان لكّنه فشل بجدارة كالقلب وعقلي الباطن الذان نسجا عالماَ خاصاَ نرتقي فيه كل ليلة للقاها ,, ويلي ماذا أقول ؟؟ إنّه ذاك الحلم أو الكابوس لا أدري شيئا َجاء و قلب حياتي رأساَ على عقب .....
عندما رأيتها تتهادى بفستان الخطوبة تأكدت أن النسيان صار مستحيلاَ تمنيت لو كنت أنا من يرتقي و يخطف هذه الوردة التي لا يبدو لها مثبل على الأرض و كأنها واحدة من الحور العين " واحدة من تلك الورود الأسطورية التي تنبت في الجنة " لكن كيف لي أن أفعل هذا و جميع السبل إليها تبدو مستحيلة ناهيك عن النتائج الكارثية التي قد تحل بالعائلة لو تفوهت أو أوحيت بما يدور في ثنايا خيالي المريض ,, انتهىت هذه المغامرة الفكرية عندما ارتقى العريس و أمسك بيديها الصغيرتين و شرعا في السير نحو السيارة ,, وقفت عند الباب و عندما دنا فتحت الباب للعروس بينما ساعدتها ( وفاء ) في السيطرة على أطراف الفستان ,, عدت إلى كرسي السائق و هذا يكفيني فكل طموحي وكل أحلامي أن أراها فقط أنظر إليها و لو خلسة من مرآة السائق دون أن تشعر ,, دون تنظر أو أتسبب لها في حالة من الفوضى الفكرية مثل التي أعيشها ...
وصلنا لمقر المسرح تأخرت في النزول حتى خرجا العروسان فأنا لا أريد مشاركتهما حفاوة الاستقبال ,,, اكتفيت بالجلوس في السيارة و مراقبتهما يمضيان فوق الورود الحمراء التي تتساقط عليهما كالمطر حتى ارتقيا السلم وجلسا داخل الكوشة ,, أخرجني من تلك الحالة صوت يبدو أنّه آت من داخل السيارة فالتفت و إليكم ما دار بيننا :-
( وفاء ) ____ شعور صعب مش كده ؟؟؟
( أنا ) ____ " و كأن عيناي جمدتا " شعور أيه ؟؟ انت بتتكلمي عن أيه ؟؟
( وفاء ) ____ متمثلش ,, أنا عارفه كل حاجة ..
( أنا ) ____ عارفة أيه بالظبط ؟؟
( وفاء ) ____ عارفة إنك بتحب سارة ,,, و عارفة كمان أيه معنى الحروف اللي مكتوبة على الدبلة بتاعتك ....
( أنا ) ____ انت بتقولي أيه ؟؟ انت إزاي أصلاَ تفكري بالطريقة دي ؟؟
( وفاء ) ___ و كمان موضوع محل الدهب اللي معندوش دبل رجالي ,, مش شايفها غريبة شوية ؟؟
( أنا ) ___ " بعدما ههممت بالخروج من السيارة " دا انت شكلك اتجننتي ؟؟
( وفاء ) ____ أنا سمعتك و انت بتكلم الجواهرجي في التليفون قبل ما نروح و بتتفق معاه على اللي حصل ,, ولو مش مصدقني أسمّع لك جزء من الحوار " أصل الحكاية إن العريس و العروسة بيحبوا بعض من زمان و كان كل واحد منهم لابس دبلة عليها حرف اللي بيحبة ,, الدبلة اللي كان محمد لابسها ضاعت من حوالي سنتين و أنا لقيتها ,, فانا عاوزك تقول له مفيش دبل ,,,, ساعتها نعملها له مفاجأة و نديها له " مش دا الكلام اللي انت قولته يا دكتور ,, سارة و محمد كانوا بيحبوا بعض من زمان!!!! و كمان كل واحد فيهم لابس دبلة عليها اسم التاني !!! دي كدبة إبريل ..
( أنا ) ____ و سيادتك بتتجسسي عليا ؟؟
( وفاء ) _____ لا و أنا وش ذلك برده ,, أنا بس بعرض عليك خدماتي ..
( أنا ) ____ أيه الكلام الكبير اللي انت بتقوليه دا ؟؟ أنا فعلاَ كنت بحب سارة بس دا انتهى بمجرد ما محمد اتقدم لها ,, و موضوع الدبلة دا انا عملته عشان أتخلّص من أي حاجة بتفكرني بسارة ,, سارة أصبحت لمحمد و بالمثل الدبلة اللي عليه حروف سارة صبحت لمحمد ,, و لو سمحتي تتفضلي من السيارة عشان أركنها في جنب ..
1. ركنت السيارة و خرجت ,, و بمجرد أن رأت العيلة حلّتي سادت حالة من الهيستريا المكتن ,, نسيت أن أخبركم أنني ارتديت طاقم الأفراح الخاصة " الجلباب الأبيض و العباية السوداء والجزمة السوداء " ,, صعدت على المسرح و احتضنت العريس و استأذنت منه أن أهدي سارة الخاتم الذي اشتريته لها فسمح لي ,, أمسكت بيديها و ألبستها الخاتم و تمنيت لهما السعادة و نزلت أمر على العائلة الكريمة و استقر بي الحال بين خالاتي اللواتي جلسن في ركن يسترجعن زكريات العائلة ,, و عن قصص الحب التي جنعت بين طرفين من العائلة و انتهت بالزواج ويبدوا أنني سأكون الأول في العيلة التي تنتهي قصته بهذه النهاية ,,, و إليكم جزء من الحوار :-
( خالتي أم محمد ) _____ عقبالك يا دكتور ,, و دي هتبقى الفرحة الكبيرة ...
( أنا ) ____ ربنا يخليكي يا خالة ..
( أمي ) ____ و هوه بالطريقة اللي بيفكر فيهل دي هيلاقي عروسة و لو بعد مية سنة ..
( أنا ) ___ بس ,,, الحاجة شكلها هتقلب عليا ولاّ أيه ؟؟
( خالتي أم فارس ) ____ لا ,, شكله خلاص لاقاها ,, و كمان من العيلة ..
( أنا ) ___ لاحظي ان كلامك غامض و ممكن يتفهم غلط ,, قصدك أيه بالظبط ؟؟
( أم فارس ) ___ وفاء بنت خالك ,, أنا شايفاكم بتتكلموا على جنب كده ..
( أنا ) ___ دا أيه الخيال الواسع دا ,, انت متأكدة ان اللي بتشربية دا شربات و لاّ بيرة ؟؟ دا كانت بتسألني عن إعدادي صيدلة سهلة ولاّ صعبة ,, و هنروح بعيد ليه أهي جاية هنك أهيه اسألوها ..
( أمي ) ____ يعني ملقتش غير لبس شيخ العرب دا ؟؟
( أنا ) ___ طب لعلمك الطقم دا هيغيّر خريطة اللبس في الماسبات اللي زي دي ,, و هيرجعنا لزمن اللبس الجميل ..
( أم فارس ) ___ طب قول لنا نكته ..
( أنا ) ___ و الله بحس ان انت مش خالتي انت ممكن تكوني بنت خالتي ,,, في مرة عيلة زينا كده بالظبط ,, بيجبوا بعض جدا لدرجة انهم بيجبوا بعض أكتر من نفسهم ,, و في يوم من الأيام ,,,,,,,,( دا شكل خالي بينادي عليا السلام عليكم )
مر اليوم بسلام نسبي و ربنا يستر في اللي جاي
إبراهيم رأفت
الحلقة القادمة ( فيه سوسة بتنخور ورايا )