الحلقة الثالثة والعشرون ( حرب ,,,, استعداد )
بعد الإطلاع على خطاب ( 41 حرب ) كان لابد علينا من المضي قدماً للإستعداد لهذا اليوم المشهود في تاريخ الوطن حيث سنضرب بيد من حديد على كل من يشكك في قدرة أبناء الوطن على الزود عن كل حبة رمل وقعت داخل حدوده أو منطقة نفوذه ,,,,
سنشكّل أنا وصديقي عبد البر ثنائياً أدعو الله أن يوفقنا في أداء مهمتنا على الوجه الصحيح وألاّ يصدر من عبد البر أي دعابة من دعاباته تلك التي يتناثر بعدها التركيز وتصبح الأمور ضحك هيستيري لا يمكننا إيقافه ,,,دوري على المدفع ليس ( بررم كبطل الجندية المصرية وشرفها الناصع البياض إسماعيل ياسين ) بل دوري يتلخّص في شد حبل المدفع لإطلاق القذيفة ,, لا يمكن الإستهانه بهكذا مهمة لأنّها تتطلب الكثير والكثير من الجهد لكن ما يجعلني قادرا على أداءها هو ذاك الخيال الذي يضعني في وسط معركة حقيقية ويضع بين يدي قذيفة ويأمرني بحصد أرواح أعداء الوطن ليس المصري فقط بل أقصد وطني الكبير الممتد من الأطلسي غرباً حتى الصين شرقاً ومن الأندلس شمالاً إلى هضاب الحبشة جنوباً ....
أمّا دور صاحبي عبد البر فيتلخّص في وضع الدانة ( بمعنى القذيفة ) في ماسورة المدفع وهو عمل شاق جدا ليس بالسهل كما تصوّره لنا الأفلام ,,,, حيث تأتينا الإشارة بإتجاه الهجوم الذي يقوم به العدو ثم بندأ بتوجيه ماسورة المدفع في الإتجاه المطلوب ,,, يحشو عبد البر المدفع ,,, أجذب الحبل بقوة ,,, تخرج القذيفة ومن المفترض أن نسقط الهدف ,,, كثيرا ما نمضي الوقت أنا وعبد البر في صراع على أدوارنا على المدفع حيث يرغب صاحبنا بأخذ مهمتي التي تبدو أسهل وإعطائي مهمته والتي تبدو أصعب لكنّي كنت دائما متمسكاّ بدوري الذي أعطانيه القائد ....
خضنا مراسم الإستعداد أكثر من مرة لا أحب أن أخبركم عن مستوى الفشل الذريع الذي قدّمناه أنا وعبد البر حيث لم نسقط في كل محاولاتنا أكثر من ثلاثة أهداف من أصل عشرة أهداف ,,, الأمر الذي كاد يكلفنا حرماناّ من الأجازة أو ربما السجن لفترة ليست بالهينة وبالتالي سنفقد شرف القيام بهذه المهمة ,,,, قررت وزميلي التخلّي مؤقتاً عن صراعنا المشتعل والبدء بالعمل الجاد ,,, ونجحنا في أخر الإستعدادات في إسقاط سبعة أهداف من أصل عشرة ,, رقم قد يبدو رائع بالنسبة إلينا لكنّه يمثّل عاراً في تاريخ المدفعية المصرية التي لا ينجز أي فرد فيها معدّل أقل من إسقاط تسعة أهداف من أصل عشرة ,, حتى زملائنا يستطيعون بكل إرتياحية إنجاز تسعة أهداف .....
لن أكن كاذباً لو قلت أنّنا جلسنا طوال الليل نضع الخطط لكي نصل لنفس كفاءة الزملاء ,,, أولاً سنحاول حشو المدفع بأقصى سرعة ,,,, سنوجّه المدفع في الإتجاه الصحيح وبلا أي فهلوه أو فبركه كما كنّا نفعل سابقاً ,,, ثانياً سنمتنع عن الكلام أثناء الحرب لن أتحدّث إليه ولن يتحدّث إليّ,, فقط سنكتفي بنظرات العيون وإشارات الجيش ....
قبل البدء بالمهمة قررت القيادة صرف مكافأت الجنود المتأخرة كما قررت أيضاً إعطاء أجازة لأفرادها ,,ستكون الأجازة على مراحل ,,, حيث يتثنّى لكمل جندي أخذ أجازة قبيل المهمة والتي يفصلنا عنها (15 يوما ) بالتمام والكمال ,,,,,
كنت ضمن المجموعة الأخيرة من حيث الأجازة ,,,, وقد فرحت أكثر بذالك ,, حيث أرى أهلي و من يدري ربما تكون المرة الأخيرة التي نلتقي فيها ,,, سمعت كثيراً عن جنود استشهدوا أثناء التدريبات فما بالك بسيناريو لا يختلف كثيرا عن حرب أكتوبر المجيدة بكل ما تحمله حروفي من معنى ..............
الحلقة القادمة ( أبي &أمي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, سارة )
إبراهيم رأفت